Table of Contents
هل تعلم من هو مخترع ماكينة صنع الثلج ؟ تعرّف في هذا المقال على حياته وعلى قصة اختراعه لهذه الآلة المفيدة التي سهلت الكثير من الأمور الحياتية بالإضافة الى الصعوبات التي واجهته.
خلال العصور القديمة من تاريخ البشرية ، كان الإنسان يحافظ على الطعام باستخدام العناصر الطبيعية المتوفرة وطرق تخزين معينة ، حيث تعود جذور تقنيات حفظ الطعام إلى حوالي 1000 عام قبل الميلاد عندما اكتشفت الحضارة الصينية طريقة لقطع الجليد الذي يتشكل على قمم الجبال بفعل التيارات الباردة إلى كتل وأجزاء بحجم مناسب ، واستخدامها كوسيلة للحفاظ على الطعام ومنع فساده ، وكانت وسيلة أيضاً لجعل المشروبات أكثر برودة .
ومرت تلك التقنيات بمراحل عديدة من كونها علاجاً نادراً للأثرياء في الحضارات القديمة ، إلى صنع آلات التبريد وماكينات صناعة الثلج وانتشارها عبر العالم ، واستخدام الثلج المُنتج للشراب وحفظ الأطعمة من قبل كل البشر . وفي ضوء ذلك لابد من الحديث عن مخترع ماكينة صنع الثلج وتسليط الضوء على اختراعه الذي أصبح العالم من خلاله مديناً له .
مخترع ماكينة صنع الثلج
يعود الفضل باختراع ماكينة الثلج إلى صحفي ورجل السياسة وعامل المطبعة والمخترع ” جيمس هاريسون “ . وقد حصل على عدة ألقاب منها : أب التبريد ، ورائد التثليج الآلي .
وهو يتمتع بالجنسيتين الاسكتلندية والأسترالية ، كما أنه مؤسس لجريدة ” Geelong Advertiser ” في عام 1873م ، كما كان عضواً فاعلاً في المجلس التشريعي الفيكتوري ، وفي الجمعية التشريعية في فيكتوريا أيضاً .
حياة مخترع ماكينة الثلج
ولد جيمس هاريسون في بونهيل بالقرب من رينتون على نهر ليفين في اسكتلندا ، في أبريل 1816 . والده ويليام هاريسون ، كان يعمل كصياد سمك ، يصطاد السلمون ، والمارجريت .
بعد انتقال عائلة جيمس إلى غلاسكو ، تدرب على الطباعة تدريباً مهنياً جيداً على يدي عامل الطباعة ديفيد مكلور ، وكان يحضر دروساً مجانية في العلوم المسائية في جامعة أندرسون .
بعد ذلك بفترة قصيرة ، عمل كعامل طباعة في مدينتي غلاسكو الاسكتلندية ولندن الانجليزية ، قبل أن ينتقل إلى سيدني على متن إحدى القطارات .
في عام 1837 ، أسس جيمس تيج مكتب طباعة ونشر بمساعدة هاريسون الذي أشرف عليه لبعض الوقت ، إضافة إلى عمله في العديد من الصحف ، قبل أن ينتقل إلى مدينة ملبورن في عام 1839 .
وجد هاريسون عملاً في ملبورن كمؤلف ، ثم كمحرر في جريدة ” بورت فيليب باتريوت ” ، والتي كانت صحيفة رائدة في ذلك الوقت .
عندما وصلت آلة طباعة حديثة إلى مكتب باتريوت في عام 1840 ، كُلّف هاريسون بالانتقال إلى جيلونج ، لتأسيس أول صحيفة إقليمية في فيكتوريا ، والتي أصدرت بدورها أول إصدار أسبوعي لها في الحادي والعشرين نوفمبر 1840 ، وبعدها بسنتين عمل كصحفي ومحرر رئيسي ومشرف طباعة وأصبح مالك الصحيفة .
مع نمو مدينة جيلونج ، وضع هاريسون نفسه كمدافع صريح عن العديد من القضايا المحلية ، وسرعان ما أصبح أيضاً رجل أعمال بارزاً على المستوى المحلي ، وتم انتخابه عمدة لجيلونج في عام 1850 ، كما خدم هاريسون كعضو في المجلس التشريعي لجيلونج من 1854 حتى 1856 .
قد يهمك :
قصة اختراع ماكينة صنع الثلج
كان هنالك صدفة وراء اختراع هاريسون لماكينة الثلج ، فعندما كان يقوم بعملية تنظيف القسم المتحرك الخاص بنظام الطباعة بالأثير الكبريتي ( وهي مادة سائلة لتنظيف آلات الطباعة تستخدم كمبرد عادةً ) ، تبيّن لهاريسون أن سائل التبخر سيُبقي القسم المعدني بارد الملمس . ومن هنا جاءت فكرة اختراع أول ماكينة لصناعة الثلج بشكل آلي ، نتيجةً لملاحظة هاريسون في عام 1851 م في جيلونج ، لتصبح حقيقية وتُنفذ على أرض الواقع في عام 1854 م .
بحلول عام 1855 ، أتقن هاريسون صناعة الآلة بشكل كامل ، لدرجة أنه تمكن من إنتاج الثلج بكميات كبيرة وبدأ في الترويج لمشروعه .
تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع ، مقدماً آلته مع الشرح التالي : ” اختراع لعملية صنع الثلج بواسطة جهاز للتبريد ، عن طريق تبخير السوائل المتطايرة في الخلاء ، وتكثيفها بالضغط ، وتكرار العملية بإعادة التبخير وإعادة التكثيف المستمرة ” ، وتم منحه براءة الاختراع في يناير 1856 .
تطور الاختراع وشهرته عالمياً
في العام التالي ، ومن أجل تطوير الاختراع وإدخاله في الأسواق التجارية ، غادر هاريسون أستراليا متوجهاً إلى بريطانيا حيث تقدم أيضاً بطلب للحصول على براءات اختراع هناك ، وشكل شراكة مع شركة الهندسة Siebe & Co”” المتواجدة في شارع ماسون بلندن ، وتم بيع أول آلة تبريد تجارية في عام 1857 ، وكانت تحمل اسم ” Harrison-Siebe ” وباعها لمصنع في لندن مختص بصناعة الجعة .
سرعان ما تبع ذلك المزيد من التطورات والمبيعات ، بحيث أنه مع حلول عام 1861 ، كانت آلات هاريسون للتبريد وصناعة الثلج قيد الاستخدام والانتشار في كل لندن وأوروبا و البيرو والأرجنتين وكلكتا وسيدني .
قد يهمك :
التحديات والصعوبات التي واجهت هاريسون
بالرغم من النجاح التجاري الكبير الذي حققه هاريسون باختراعه ماكينة صنع الثلج ، إلا أنه وبعد إنشاء شركة ثانية لصناعة الثلج عام ١٨٦٠م في سيدني ، وجد نفسه بعد عدة أعوام في مواجهة تحديات أمريكية لمبيعات لحوم البقر غير المبردة ، وإرسالها إلى بريطانيا .
فأراد إثبات نجاح افكاره بأن عملية التبريد يمكن أن تدوم لفترات طويلة ، وفي عام 1873 م جهز السفينة الشراعية (نورفولك) لأداء تجربة تبريد لشحنة كبيرة من لحوم البقر ، مبعوثة إلى بريطانيا .
اعتمد كذلك على نظام (الغرفة الباردة) أو غرف الثلج الكبيرة حيث ملأها بالثلج ووضع اللحوم ضمنه ، بدلاً من تركيب نظام تبريد على السفينة .
لتكون النتائج كارثية بعد ذوبان الثلج بشكل سريع على عكس التوقعات ، وفشلت التجربة التي قام بها فشلاً ذريعاً . الأمر الذي كان له تأثيراً سلبياً على جيمس . ونتيجة لكذلك أيضاً ، فُقدت الثقة باللحوم المبردة ، وابتعدت الناس عن شرائها .
فعاد هاريسون إلى الصحافة من جديد ، حيث عمل محرراً في صحيفة Melbourne Age ) ) خلال العام 1867 . ليكرر بعدها تجربته الأولى ، مع تلافي أخطاءه السابقة ، مما جعله يحدثُ ثورةً جديدة ناجحة في عالم تبريد وحفظ اللحوم .
في النهاية يجب القول أن اكتشاف أهمية الثلج وحفظ الاطعمة بالتبريد وصناعة الماكينات ، مرت بمراحل عديدة تاريخياً ، من اكتشافات الحضارة الصينية إلى ملاحظات الثقافات المصرية والهندية حول استخدام التبخر السريع كوسيلة لتبريد المياه الموضوعة في الأواني الفخارية ، مروراً بتطوير الحضارة الفارسية للأمر وبراعتهم في تخزين الجليد خلال ذروة الصيف في مناطق تحت الأرض في الصحراء .
إضافة إلى انتعاش اليونانين بتبريد عصائرهم ومشروباتهم ، وصولاً إلى الثمانينات واختراع هاريسون ، وتطوير أنظمة جديدة ومتطورة في العصر الحديث . كل ماسبق نرى نتائجه في أيامنا هذه .
المراجع :