Table of Contents
يخضع قانون حضانة الطفل في امريكا بعد الطلاق لحكم الولاية الأمريكية وليس للحكم الفيدرالي ،أي أن لكل ولاية من الولايات الـ ٥٠ قانونها الخاص بها والذي يختلف عن الولاية الأخرى بهذا الشأن.
و تحدّد حضانة الطفل بعد طلاق والديه وفق ما يحقق مصلحة الطفل أولاً.
إن القانون الأمريكي يأمر بمعاملة الأب والأم على قدر المساواة ولا يوجد أي تفضيل لأحدهما على الأخر تبعاً لجنس الأب أو الأم .
وقد طبق حتى العقدين السادس والسابع من القرن الماضي في معظم الولايات مبدأ (سنوات العطاء) حيث أنه يحق للأم حضانة الطفل طالما كانت الأم مؤهلة ولائقة لذلك .
بعدها نمت مبادئ المساواة في أمريكا سواء بما يتعلق بنزاعات الطلاق أو مكان العمل ، وعندما يتم اتخاذ قرار بشأن حضانة الطفل فإن الخيارين الرئيسيين هما :
“الحضانة المشتركة ” و ” الحضانة الفردية ” مع حق الزيارة.
قانون حضانة الطفل في امريكا
-
الحضانة المشتركة
في العقد السابع من القرن الماضي نما مفهوم الحضانة المشتركة و نص القانون على المساواة ما بين الأب والأم في المعاملة بحيث تتكون الحضانة المشتركة من جزئين :
الأول : الحضانة القانونية المشتركة
تنص على مساواة الحقوق بين الوالدين باتخاذ القرارات الرئيسية بشأن الطفل . و تشمل هذه القرارات تعليم الطفل وتقديم الرعاية الصحية له والتدريب الديني .
وقد تشمل هذه القرارات مسائل أخرى كالأنشطة اللا صفية التي يشارك فيها الطفل والعمر الذي يقود فيه سيارته .
ومع الحضانة القانونية المشتركة يتم توجيه كلا الوالدين من أجل العمل مع بعضهم للتوصل إلى قرارات متفق عليها ، وإن لم يوافق الوالدان على ذلك فيجوز للمحكمة اختيار أحدهما لاتخاذ القرار حتى وإن كان الوالدان يختلفان من الناحية الدينية.
الثاني :الحضانة المادية المشتركة
تشير إلى الوقت الذي سيقضيه الطفل مع كل من الوالدين ،وقد يكون هذا الوقت موزع بشكل متساوي وقد يكون متناوب بالأسابيع بين الوالدين أو يومين مع كل منهما أو خمس أيام مع كل منهما وهكذا .
لذا يجب أن يكون مكان السكن لكل منهما قريب من الآخر و الأخذ بالحسبان أن الموقف التعاوني بينهما هو مفيد لمصلحة الطفل.
إن جميع الولايات تنصّ على الحضانة المشتركة كخيار أفضل لتربية الطفل وفي بعض الولايات يتم وضع افتراض قانوني للحضانة المشتركة ، بمعنى أن يتم فرض الحضانة المشتركة من قبل المحكمة في حال لم يكن هناك أي اعتراض من قبل الوالدين أو تقديم دليل يثبت عدم صلاحية الحضانة المشتركة لمصلحة الطفل.
ذات صلة :
- قانون الطلاق في امريكا و أنواعه المختلفة
-
الحضانة المنفردة
وهي الخيار الثاني لتربية الطفل بعد الانتهاء من الطلاق و تعني أن يعيش الطفل مع أحد الوالدين ويحق للوالد الوصي على الطفل أن يتخذ القرارات الرئيسية المتعلقة بالطفل بما فيها التعليم والرعاية الصحية ،والوالد الأخر يحق له قضاء بعض الوقت مع الطفل ويشار إلى هذا الوقت بـ “الزيارة”.
وقد اعترض البعض من الأباء والمشرعين على المصطلحات التي استخدمت في نزاعات الطلاق ومنها ” الحضانة” حيث أعتبر هذا المصطلح ذو دلالات على حيازة الطفل كقطعة من الممتلكات وليس فرصة من أجل تربيته ، إضافة إلى مصطلح ” الزيارة” الذي وصف أيضاً لرؤية شخص مسجون لوقت محدود .
وبالنظر إلى ذلك الاعتراض تم استبدال مصطلح ” الزيارة ” أو ” الحضانة الفردية” وهو الوقت الذي يقضيه أحد الوالدين مع الطفل بـ ” وقت الوالدين “وإن مقدار الوقت المشترك ما بين الوالد الغير حاضن للطفل والطفل (بموجب ترتيب الوصاية والزيارة الوحيد) هو كالتالي:
- كل عطلة نهاية أسبوع أخرى (مساء الجمعة حتى مساء الأحد في أغلب الأحيان)
- ليلة واحدة في الأسبوع (تشمل العشاء في العادة)
- نصف أيام العطل الكبرى
- عدة أسابيع من إجازة الصيف.
ويحق للوالد غير الوصي على الطفل في قانون الولايات المتحدة الأمريكية زيارة الطفل ما لم يتم إثبات احتمال تعرض الطفل لأي أذية عند اتصاله به .
وقد أعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وفق الدستور الفيدرالي (هي المحكمة الأعلى في البلاد) أن هناك مصلحة أساسية متعلقة بحرية الأباء في رعاية أطفالهم وحضانتهم وإدارتهم، كما صدر عن المحكمة أن ” حضانة الطفل أغلى من أي حق ملكية” إضافة إلى أن عدد من الدراسات التي أجراها بعض علماء الاجتماع والاخصائيين في الصحة العقلية في أمريكا أظهرت أن الأطفال يبذلون قصارى الجهد عندما يتم تربيتهم من قبل أبوين يتشاركان بنشاط طالما أنهما لا يتشاجران باستمرار.
وعند الرغبة أحد الوالدين بحرمان الأخر من رؤية الطفل يجب عليه إظهار الظروف الاستثنائية كالإساءة للطفل بالمعاملة أو إثبات معاناة إصابة الوالد الأخر بمرض عقلي ،ولكن برغم كلتا الحالتين قد تسمح المحكمة للوالد برؤية الطفل لكن تحت الإشراف.
العوامل التي تحدّد حضانة الطفل في امريكا
تم تسوية أكثر من 90% من القضايا التي تخص حضانة الأطفال من قبل الوالدين بالاتفاق، حيث يحضر كلا الوالدين إلى المحكمة (مع أو من دون تمثيلهم من قبل محامين) ويقوم القاضي بإصدار أمر وفق اتفاق الوالدين ،وإذا لم يتفق الوالدان على الحضانة فيجب على القاضي أن يتخذ القرار المناسب ويتم اتخاذ القرار نظراً لعدة عوامل .
أحد تلك العوامل المهمة في قانون حضانة الطفل في امريكا هو تحديد الراعي الأساسي للطفل من الوالدين فهو يكون مسؤول أكثر من الوالد الأخر عن تربية الطفل بحكم اتصاله اليومي معه وهذا العامل مهم من أجل منح الحضانة الأولية لذلك الوالد . يكون العامل أهم إذا كان الطفل بعمر صغير وتقل أهميته كلما زاد عمر الطفل أو في حال كان الوالدان يشتركان بتربية الطفل.
وتحاول المحاكم في كل حالة من الحالات تحديد الوالد الذي يحقق العلاقة الأوثق مع الطفل وأي منهما يمكن أن يلبي احتياجات الطفل بالشكل الأفضل ،وهذا الدليل يأتي من شهادة الوالدين وشهادة أصدقائهم وجيرانهم ومعلمي الطفل والمختصين بالصحة العقلية الذين يقومون بتقييم الحالة.
وقد يقوم القاضي في بعض الحالات بالحديث مع الطفل بعيداً عن الوالدين من أجل تحديد مشاعره تجاه كل منهما والتماس ما إذا كان له ميل نحو أحدهما دون الأخر ،ويختلف الوزن الذي يقوم القاضي بمنحه للطفل تبعاً لعمره ونضجه ونوع أسباب التفضيلات.
وكما ذكرنا في البداية أنه من المفترض أن يقوم القضاة بتقرير قضايا الحضانة بما يقضي بمصلحة الطفل وواقع كل حالة من الحالات دون إعطاء أي تفضيل لأحد الوالدين دون الأخر تبعاً لجنسه ،لكن مع ذلك فإن بعض القضاة يكون لديهم تحيز لأحد الوالدين تبعاً لجنسه حيث يعتقد بعض القضاة أن للأم الحق أكثر من الأب في الحضانة وأنها الأنسب لتربية الطفل الصغير .
الاعتقاد الآخر بأن الأب هو الأنسب لتربية الأطفال الأكبر سناً . و إذا كان هذا التحيز ظاهر في سجل القضية فيجوز لمحكمة أعلى أن تقوم بنقض القرار.
تعديل قرار حضانة الطفل
يمكن للمحكمة القيام بتعديل قرارات الحضانة وذلك في حال وافق الوالدان على ذلك لكن إن قامت المحكمة بالتدخل بالأمر بشكل يعكس الاتفاقية فإن الوالدان يقومان بتعديل الحضانة دون اللجوء إلى المحكمة.
وفي حال أراد أحد الوالدان التعديل في الحضانة دون موافقة الوالد الأخر ( كأن يرغب في تولي وصاية الطفل) ،فتسعى المحاكم في هذه الحالة إلى تحقيق التوازن بين مصالح الوالدين المتنافسة وذلك من أجل تحقيق ما هو أفضل لمصلحة الطفل وتعزيز استمرار وجود كلاهما في حياته ،وأيضاً من أجل تجنب ضغوط وتكاليف التقاضي في المحكمة.
إن أمر تعديل الحضانة في قضية متنازع عليها يتطلب أمرين وهما :
- إثبات وجود تغيير جوهري في الظروف من وقت صدور أمر الحضانة السابق.
- إثبات أن تعديل الحضانة هو من مصلحة الطفل.
ونذكر أكثر الأمثلة شيوعاً في حالات تعديل الحضانة وهي:
- تفضيل عيش الطفل الأكبر سناً مع الوالد غير الوصي
- نزاع الطفل مع زوجة الأب
- خطة الوالد الوصي للسفر لدولة أخرى مع ارتباط الطفل بمدرسته ومجتمعه ووالده الأخر غير الوصي
الأطفال المولودين دون زواج
إن قانون حضانة الطفل في امريكا ينطبق أيضاً على الأطفال المولودين خارج إطار الزواج . و من أجل تطبيق هذه المبادئ يجب إثبات أبوة الطفل أولاً وذلك إما عن طريق اتفاق الوالدين حيث يوضع اسم الأب في شهادة الميلاد الخاصة بالطفل أو بقرار يصدر عن المحكمة بشأن الأبوة.
ويحق للأم الحضانة بشكل تلقائي حتى يتم إثبات الأبوة وبمجرد إثباتها تقوم المحكمة بإصدار قرار الحضانة المناسب وفقاً لمصلحة الطفل .
أحد أهم العوامل التي تأخذها المحكمة بعين الاعتبار هو فوائد أن يبقى الطفل الرضيع بحضانة أمه و وجوده مع الوالد أو الوالدين كلاهما اللذان يرعانه ما بين وقت ولادته حتى حضانته .
ذات صلة :
المصدر: amview.