Table of Contents
إذا كنت تريد معرفة من هو مخترع الهاتف الذي سهل الحياة بين الناس وجعلهم على تواصل دائم، وكيف بدأ هذا الإختراع وتطوّر ، فهذا ما ستعرفه في هذا التقرير.
لقد أحدث الهاتف ثورةً حقيقيةً في تاريخ البشرية ، وبفضله أصبح البشر قادرين على التواصل مع بعضهم البعض ولو بعدَت المسافات ، كما أتاح لهم توصيل المعلومات بسرعة كبيرة عبر العالم . فلو قلت لشخص ما قبل القرن التسع عشر أنه يمكنك ان تخاطب شخص آخر على بعد ٥ كيلومترات سيعتقد انك تمزح ، فماذا لو كلّمتَه من أمريكا وهو في بلد آخر ، سيصاب عندها بالذهول بكل تأكيد .
منذ اختراع الهاتف عام 1876 ، أصبح الهاتف أعظم ابتكار في تكنولوجيا الاتصالات . ويأخذنا تاريخ الهاتف من اختراعه ، ومن خلال تطويره ، إلى اختراع تقنيات الهواتف الذكية التي نستخدمها اليوم .
مخترع الهاتف
شارك الكثيرون في تاريخ صناعة الهاتف أهمهم وأشهرهم ” ألكساندر جراهام بيل” ، الذي يعتبر مخترع الهاتف وسمي بـ” أبو الهاتف ” وعندما يذكر اختراعه يتبادر لأذهان الكثيرين اسمه فوراً .
في الحقيقة بدأ تاريخ الهاتف بالأجهزة الصوتية ، وهذا مشابه لتجربة الأوتار والأكواب الشائعة ، حيث ينتقل الصوت عبر مسافة أكبر من قدرة الكلام على الوصول في الهواء ، كان ذلك باستخدام مواد مثل الأسلاك والخيوط وعلب الصفيح .
شارك الكثيرون في تاريخ الهاتف ، ويعتبر ألكساندر جراهام بيل وأنطونيو ميوتشي وتوماس إديسون وإليشا جراي مجرد قلة من الذين لعبوا دوراً في اختراعه . لكن ألكسندر جراهام بيل كان أول من ابتكر جهاز الهاتف القادر على إرسال الصوت بشكل مثالي .
من هو الكسندر جراهام بيل مخترع الهاتف
يعتبر مخترع الهاتف ، ألكسندر جراهام بيل ، الشخصية الأهم في تاريخ الهاتف . نظراً لاهتمامه الكبير بالصوت والكلام ، اخترع بيل وإخوته إنساناً آلياً ، بالأحرى كان ” رجلاً ميكانيكياً ” باستخدام المنفاخ لدفع الهواء عبر القصبة الهوائية ، وتمكنوا من جعله ” يتكلم “.
بدأ غراهام بالتركيز على كيفية استخدام الكهرباء لنقل الصوت . كان هذا أيضاً بسبب تعامله مع الصم ، حيث كانت والدته صماء وتزوج من فتاة صماء أيضاً ، ورغبته في مساعدتهم ومساعدة الناس على التواصل بشكل أسهل .
ولد ألكسندر جراهام بيل في مدينة إدنبرة ، اسكتلندا ، في 3 مارس 1847 . كان والد بيل أستاذاً في جامعة إدنبرة ، وكانت والدته ، على الرغم من كونها صماء ، عازفة بيانو بارعة .
عندما كان صغيراً ، كان غراهام طفلاً فضولياً ودرس العزف على البيانو وبدأ في اختراع الأشياء في سن مبكرة . توفي شقيقيه بمرض السل بحلول الوقت الذي كان فيه في أوائل العشرينات من عمره .
قد يهمك :
تعليمه وإبداعه المبكر
في البداية ، كان تعليم بيل في المنزل . لم يتفوق بيل أكاديمياً ، لكنه كان قادراً على حل المشكلات والتفكير الواسع منذ سن مبكرة . فعندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً فقط ، اخترع ألكساندر الشاب جهازاً به مجاذيف دوارة وفرش أظافر يمكنها إزالة القشور بسرعة من حبوب القمح للمساعدة في تحسين عملية الزراعة .
وفي سن 16 ، بدأ بيل في دراسة آليات الكلام . ذهب إلى المدرسة الثانوية الملكية ودرس في جامعة إدنبرة . في عام 1870 ، انتقل بيل برفقة عائلته إلى كندا . وفي العام التالي ، استقروا في الولايات المتحدة .
أثناء وجوده في الولايات المتحدة ، طبق بيل نظاماً طوره والده لتعليم الأطفال الصم سمّاه ” الكلام المرئي” ، وهي مجموعة من الرموز التي تمثل أصوات الكلام .
في عام 1872 ، افتتح بيل مدرسة ” فسيولوجيا الصوت وميكانيكا النطق ” في بوسطن ، حيث تم تعليم الصم على الكلام . في سن 26 ، أصبح المخترع الناشئ مدرّساً لعلم وظائف الأعضاء الصوتية والتخاطب في كلية المخطابة بجامعة بوسطن ، بالرغم من عدم حصوله على شهادة جامعية .
وأثناء التدريس ، التقى بيل بالطالبة الصماء ” مابل هوبارد ” ، وتزوجها في 11 يوليو 1877 . ورُزقا بأربعة أطفال ، من بينهم طفلان ماتوا وهم أطفال .
قد يهمك :
قصة اختراع الهاتف
في عام 1871 ، بدأ بيل العمل على التلغراف التوافقي ( وهو جهاز يسمح بإرسال رسائل متعددة عبر سلك في نفس الوقت ) . أثناء محاولته تطوير هذه التقنية ، التي كانت مدعومة من قبل مجموعة من المستثمرين ، انشغل بيل بإيجاد طريقة لنقل الصوت البشري عبر الأسلاك .
في عام 1875 ، توصل بيل ، بالتعاون مع شريكه ” توماس واتسون ” ، إلى جهاز استقبال يمكنه تحويل الكهرباء إلى صوت .
كان بعض العلماء الآخرون ، من ضمنهم ” أنطونيو ميوتشي ” و “إليشا جراي ” ، يعملون على تقنيات مماثلة ، وحتى اليوم هناك بعض الجدل حول من يجب أن يُنسب إليه الفضل في اختراع الهاتف . حيث يُقال أن بيل تسابق إلى مكتب براءات الاختراع ليكون أول من يضمن حقوق ذلك الاختراع .
في ٧ مارس 1876 ، حصل بيل على براءة اختراع هاتفه . وأجرى بعد عدة أيام أول مكالمة هاتفية في التاريخ مع صديقه واتسون ، ويذكر أنه نطق العبارة الشهيرة “السيد واتسون ، تعال إلى هنا . أريدك ” . بحلول عام 1877 ، أنشئ بيل شركة للهواتف ، والتي تُعرف اليوم باسم AT&T . وفي عام 1915 ، أجرى بيل أول مكالمة هاتفية عابرة للقارات مع واتسون وكانت من نيويورك إلى سان فرانسيسكو .
المشاكل التي واجهته
واجه بيل معركة قانونية استمرت 20 عام تقريباً مع علماء آخرين ، بما في ذلك جراي وميوتشي ، حيث ادعوا أنهم ابتكروا نماذج أولية للهاتف قبل حصول بيل على براءة الاختراع .
وفي عام 1887 ، تحركت الحكومة الأمريكية لسحب براءة الاختراع التي مُنحت إلى بيل ، ولكن بعد سلسلة من المحاكمات ، فازت شركة بيل بقرار المحكمة العليا . بالرغم من أن شركة بيل واجهت أكثر من ٥٥٠ طعناً قضائياً ، لكن لم ينجح أي منها في النهاية .
تأثير الهاتف على العالم
لقد كان تأثير الهاتف على العالم هائلاً ، حيث تغيرت الطريقة التي يتواصل بها الناس ، ويقومون بأعمالهم ويعيشون حياتهم اليومية . وأصبح الهاتف اليوم أحد أكثر أدوات الاتصال استخداماً في العالم ويعتبره كثير من الناس أمراً لا غنى عنه إطلاقاً .
فقبل اختراع الهاتف ، كان يتوجب على الناس نقل الرسائل شفهياً أو كتابياً ، وبذل الكثير من الجهد لإيصال الأخبار ، لكن مع ظهور الخدمة الهاتفية ، أصبح الاتصال الفوري حقيقة واقعية لمليارات الأشخاص حول العالم .
الموت والإرث
توفي جراهام بيل في الثاني من أغسطس عام 1922 ، عن عمر يناهز 75 عاماً في نوفا سكوشا بكندا . وكان سبب وفاته مضاعفات مرض السكري . وخلال جنازته ، تم إسكات كل الهواتف في أمريكا الشمالية تكريما للمخترع العظيم .
اليوم ، يتم ذكر مخترع الهاتف الشهير ألكساندر جراهام بيل لعمله الرائد في تكنولوجيا الصوت وعمله الدؤوب على تحسين تعليم الصم . لأن اختراعه الأكثر شهرة ( الهاتف ) الذي جاء نتيجة حاجات وجهود كبيرة ، غير الطريقة التي يتواصل بها البشر مع بعضهم البعض إلى الأبد .
المراجع :