Table of Contents
إذا كنت تريد معرفة من هو مخترع المكياج، وما هي قصة هذا الإختراع ؟ فستجد في هذا المقال معلومات وافية عن هذا الموضوع .
المكياج هو عالم ضخم و مليئ بالفن والإبداع ، يحوي العديد من المستحضرات والأدوات والتراكيب والوصفات ، ويضم مئات الألوان بتدريجات مذهلة . برع في استخدامه كثير من الناس ، وامتهنته فئة منهم وطوروه وجعلوه شغلهم الشاغل وعملهم الرئيسي . فنرى ضمن مجاله الشركات والمعدات واختصاصيوا التجميل وصالونات الحلاقة والكثير .
في الآونة الأخيرة ، تم استخدام المكياج من قبل النساء والرجال لأغراض مختلفة ، بما في ذلك تحسين مظهرهم الخارجي ، وإخفاء العيوب ، وحماية بشرتهم من أشعة الشمس الحارقة ، كما دخل كعنصر رئيسي في عالم السينما .
مخترع المكياج
بسبب شغف الإنسان بالتجميل والمكياج تطور ذلك المفهوم في كل الحضارات حتى وصل إلى عصرنا الحديث ونهض المزين والمخترع البولندي الشهير ” ماكسيميليان فاكتوروفيتش ” المعروف باسم ” ماكس فاكتور ” بهذا المجال ويعتبر هو مخترع المكياج ، وقد سُمي بـ “أبو التجميل الحديث ” ، وأسس شركة باسمه منذ أكثر من قرن ، وهي الأشهر في العالم حالياً.
إذا عدنا إلى تاريخ المكياج القديم نجد أن السلالة المصرية القديمة أول من استخدمت مستحضرات التجميل وكان ذلك لأسباب طبية وأخرى متعلقة بالمعتقدات الروحية لتحسين المظهر .
حيث وصف الأطباء المصريون القدماء استخدام الكحل ضد أمراض العيون ، لوقاية العين من أشعة الشمس أولاً ، وليكون رادع للذباب ثانياً .
ويعتبر الكحل الأسود الذي استخدم على الرموش والحواجب أول الاستخدامات ، وقد تم الحصول عليه من مزيج من الجالينا و السخام الممزوج بالماء ” الجالينا هو معدن طبيعي أزرق رمادي مكون كبريتيد الرصاص ” .
ولم يتوقف بهم الأمر عند ذلك ، بل استخدموا أيضاً أحمر الشفاه والخدود والمساحيق الجلدية والعطورات .
سنحيد عن الغوص في التاريخ الدقيق لتطور المكياج وعناصر التجميل خلال الحقبات المختلفة ، و نسلط الضوء على الرجل الذي قدم لأول مرة المكياج السينمائي للجماهير ، وكان لاسمه صدىً كبيراً في هوليود . هو بالتأكيد ماكسيميليان فاكتوروفيتش ( ماكس فاكتور ) .
قد يهمك :
حياة مخترع المكياج
ولد ماكس في عائلة من البولنديين اليهود في ١٥ سبتمبر من عام 1872 . كان لديه 10 إخوة وأخوات ، والده كان يعمل في مصنع للنسيج في لودز بالقرب من العاصمة وارسو ، وتوفيت أمه ليا بمرض الكوليرا ، وترعرع ماكس على يد زوجة أبيه سيسيليا بحالة مادية فقيرة جداً ، وتم إرساله عندما كان طفلاً يبلغ من العمر سبع سنوات لبيع البرتقال والفول السوداني والحلوى في المسرح المحلي .
كان يقف ماكس في منتصف القاعة ومعه صينية لبيع الحضور ، وفي إحدى المرات نظر إلى الممثلين الذين بدوا مثل شخصيات القصص الخيالية بتأمل . وعاين (المكياج) الذي استخدموه في حينها ، وهكذا بدأ التعرف على العالم المثير وراء الكواليس .
بعد مرور عام ، عمل ماكس في إحدى الصيدليات ، وأصبح مساعد صيدلي عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات .
لم يكن هناك وقت للدراسة في الكنيسة . وتعلم في إحدى المدارس بعدها ولكن بشكل غير مستقر ، وقد أحب حقاً مساعدة الصيدلي في خلط الأدوية .
كان يتغيب عن المدرسة بانتظام ولم يندم على ذلك . في سن التاسعة ، عمل ذلك الصبي الذكي مع رجل مختص بالشعر المستعار المحلي . وقد استحوذت تسريحات الشعر المزيفة والشوارب والسوالف على خيال ماكس بشكل كامل ، وبقي مع ذلك الرجل لمدة 4 سنوات كاملة .
قصة اختراع المكياج
في سن الثالثة عشرة ، كان ماكس قد انخرط بشكلٍ كبير في صنع الشعر المستعار وتمشيطه حتى ذهب ليتدرب على تصفيف الشعر في برلين. احتفل فاكتور بعيد ميلاده الرابع عشر في موسكو ، وتمت دعوته إلى منصب مساعد فنان الماكياج في مسرح البولشوي . وكانت تلك المهنة ممتازة بالنسبة لطفل من أسرة فقيرة .
توقفت الشهرة والنجاح المتصاعد لفاكتور بسبب تجنيده في الجيش ، حيث بقي حتى بلغ 22 عاماً ، وعمل كممرض في مستشفى عسكري حينها. ومع ذلك ، قال ماكس لاحقاً أن حتى هذه المرحلة الصعبة كانت جيدة بالنسبة له ، وتعلم الكثير منها .
بعد تسريحه ، قرر ماكس الدخول في عمله الخاص . كان عازباً ، واستوعب كل شيء بسرعة وكان ضليعاً في عمله .
وخاطر حينها بأمواله القليلة التي ادخرها ، وفتح صالون صغير لتصفيف وحلاقة الشعر إضافة إلى التجميل ، في قبو منزل تاجر في ريازان . سارت الأمور على الفور على ما يرام ، لأن ماكس قدم خدات شاملة وفريدة لزبائنه ، مثل استخدام أحمر الشفاه بطريقة جديدة ووضع بودرة الخدود وغيرها .
الوصول إلى الشهرة ، وتغير حياته
بعد فترة قصيرة ، تلقى ماكس دعوة من وينتر بالاس ، وأصبحت العائلة الإمبراطورية مهتمة بمنتجات فنان الماكياج الموهوب ، وغادر حينها إلى العاصمة . ولمدة عشر سنوات ، كان ماكس يعتبر المستشار الشخصي لرومانوف في مستحضرات التجميل وتسريحات الشعر .
وأصبح مهتماً بشكل كامل بتلك العائلة ، ولكن ضريبة لذلك النجاح ، وُضِع إشراف صارم على ماكس ، لأنه كان يعرف معظم الأسرار الشخصية للعائلة المالكة وللحاشية أيضاً ، كما مُنع من مغادرة قصرهم بدون مرافق .
ولكن بعد فترة من الزمن استطاع الهروب ، ولكنه عانى من الملاحقة ومن المذابح اليهودية التي سادت في تلك الفترة . بعد فترة من الزمن تزوج وأنجب أطفالاً ، وانتقل مع عائلته إلى أمريكا عام ١٩٠٤ هرباً من الاضطهاد ضد اليهود في روسيا .
خلال سنوات العمل الأولى في أمريكا ، أصر على تطبيق مكياج النجوم شخصياً ، ساعده في ذلك شهرته السابقة ، وأصبح لديه قائمة زبائن منتظمة في صالون التجميل في هوليوود بوليفارد والتي تضمنت أسماء شهيرة . وعرضت له مقابلة على إحدى القنوات ، وحصل على جائزة الأوسكار عن أعماله الرائعة .
لم يكن التطوير الناجح للمكياج سوى بداية النجاح القادم لفاكتور ، فبعد أن كان رائداً في عصر جديد لمستحضرات التجميل المسرحية ، أصبح هدفه إتاحتها للجمهور .
في عام 1916 ، بدأ في بيع ظلال العيون وأقلام الحواجب ، وكانت هذه المرة الأولى التي تم فيها الوصول إلى مثل هذه المنتجات خارج عالم السينما ، وشاع مصطلح ” الماكياج ” أو “الميك أب ” الذي لم يستخدم سابقاً إلا في السينما. ومن بين إنجازاته الأخرى ، أول قلم ماسكارا على الإطلاق ، كما طور تقنية “تناسق الألوان” المبتكرة التي سمحت لمستخدميها باختيار الألوان بناءً على لون بشرتهم .
توفي فاكتور في عام 1938 ، وبحلول ذلك التاريخ كان قد أطلق شرارة إنشاء صناعة مستحضرات التجميل التي نعرفها اليوم ، مما يثبت أن إضافة التنوع والتناسب على الجمال كان إنجازاً رائعاً بقدر ما كان مشروعاً تجارياً مذهلاً .
قد يهمك :
كيف تطور اختراع المكياج عبر التاريخ
بالنسبة للتسلسل الزمني لتطور المكياج ، فهو كما ذكرنا بدأ عند المصريين ، وبعدها في حضارة كليوباترا ، وكان أكثر شيوعاً في الحضارات اللاحقة ، مثل الحضارات الرومانية والإغريقية ، وصولاً إلى عهد الملكة إليزابيث في انجلترا، وحقبة لويس السادس عشر في فرنسا ، وصولاً إلى ثلاثينيات القرن الماضي في هوليود ، وانفتاح التطور والتنوع في عهد مخترع المكياج العظيم ماكس فاكتور .
المراجع :