Table of Contents
المسدس من الأسلحة الفردية التي تستخدم للدفاع عن النفس بالدرجة الأولى . سنعرفك في هذا المقال على مخترع المسدس وحياته الشخصية وكيف وصل لاختراعه وعمل النسخة الأولى من أول مسدس في العالم.
إن طبيعة كل المخلوقات الحية على الأرض تعتمد على مقاومة الظروف لاستمرار وجودها ، فئة مهاجمة تريد الغذاء وفئة مدافعة عن حياتها ، وبالنسبة للبشر ، ومن أجل تلك الفكرة تم ابتكار الأسلحة البدائية التي استُخدمت في الصيد كالعصا والفأس والرمح ، كما استخدمت عند القتال والمعارك البدائية في بعض التجمعات .
هكذا كان الأمر في البداية، ولكن تطور الأمر وأصبح هنالك دول وشعوب تتصارع فيما بينها وتسعى إحداها لاحتلال الأخرى أحياناً ، فتطورت الأسلحة والأدوات ، فنرى استخدام ” المنجنيق ” وبدأ تصنيع السيوف والدروع. مع تطور البشر والإمكانيات ، كان أول سلاح ناري عرفته البشرية هو المدفع في القرن الرابع عشر ، وتحديداً في عام ١٣٦٤ .
وبعدها طور البشر تصاميم ونماذج وأنواع عديدة من الأسلحة النارية ، حتى ظهر العالم صموئيل كولت وقدم أول مسدس في القرن التاسع عشر وحصل على براءة اختراع حينها .
مخترع المسدس
مخترع المسدس هو الأمريكي الشهير ” صمويل كولت ” ، والذي ولد في 19 يوليو 1814 ، في مدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت ، لرجل الأعمال كريستوفر كولت وسارة كالدويل كولت .
بدأ صمويل كولت بالتعلم منذ صغره، وعندما بلغ عمره ١١ عاماً ، تم إرساله إلى مزرعة في غلاستونبري حيث قام بالعمل فيها وأحب المدرسة .
في ذلك الوقت حاز على كتاب الموسوعة العلمية “خلاصة المعرفة” ، استحوذت تلك الموسوعة على خياله وعززت رغبته في أن يصبح مخترعاً مشهوراً وهاماً .
وجد في صفحات هذا الكتاب تاريخ البارود ، وقرأ عن الحياة المثيرة لروبرت فولتون (مخترع أول باخرة ناجحة وأول غواصة ) وحياة عدة مخترعين آخرين.
أكثر ما حُفر في عقل كولت من هذا الكتاب هو الفكرة القائلة بأنه لايوجد مستحيل ، وأن هؤلاء المخترعين تمكنوا من إنجاز أشياء كانت تعتبر مستحيلة في البداية .
خلال الفترة التي قضاها في مزرعة جلاستونبري ، توصل لأول مرة إلى فكرة صنع بندقية قادرة على إطلاق أكثر من رصاصة دون إعادة التلقيم اليدوي ، وكانت فكرة مستحيلة .
خلال عام 1829 ، عمل كولت عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً في مصنع والده في ماساتشوستس لصناعة المنسوجات ، حيث صقل مهاراته في استخدام الأدوات و الآلات وفهم عمليات التصنيع .
في أوقات فراغه ، كان يجري عدة تجارب على شحنات البارود ، وفي أكثر من مرة أطلق انفجارات صغيرة في بحيرة وير القريبة.
في عام 1830 ، أرسله والده إلى أكاديمية أمهيرست الخاصة في ماساتشوستس . على الرغم من أنه كان طالباً جيداً ، إلا أنه قد تم تأديبه في كثير من الأحيان بسبب قيامه بمظاهر غريبة واستعماله المتكرر لأجهزته المتفجرة .
وبعد أن تسبب في اندلاع حريق في الحرم الجامعي خلال أحد عروض الاحتفالات المُقامة في الكلية عام 1830 ، طُرد من الأكادمية ، فأعطاه والده فرصة جديدة ، لدراسة الملاحة وتعلم التجارة البحرية ، فأرسله إلى البحر على متن السفينة كورفو ، وهي سفينة انطلقت في رحلة مدتها عام تقريباً .
ذات صلة :
فكرة اختراع المسدس
في خريف عام 1830 ، كان كولت يبلغ من العمر 16 عاماً ، وبدأ يعمل كبحاراً متدرباً على متن سفينة كورفو .
من خلال دراسته لكيفية عمل عجلة السفينة الدافعة ، وتصوره كيف يمكن استخدام أسطوانة دوارة مماثلة لتحميل خراطيش أو طلقات فردية أمام اسطوانة إطلاق النار ، شكل الفكرة المبدئية . بناء عليها ، بدأ في نحت نماذج خشبية لمسدس أحلامه .
بعد عودته إلى ماساتشوستس في عام ١٨٣٢ ، قدم تصميماته إلى والده الذي لم يعجب بالفكرة ، لكنه في النهاية قام بتمويل إنتاج إنتاج مسدسين وبندقية واحدة بناء على تصميم كولت .
النموذج الأولي للبندقية عمل بشكل جيد ، لكن انفجر أحد المسدسين وفشل الآخر في إطلاق النار . ألقى كولت فشل المسدسين وإخفاقهما إلى سوء المواد التي دخلت بالتصنيع وعلى أنها مواد رخيصة ، كما أن والده سحب دعمه المالي .
للحصول على الأموال اللازمة لتمويل أسلحته ذهب إلى الولايات المتحدة وكندا وقام بتقديم عروض عامة عن الغاز المضحك ( أوكسيد النيتروز ) .
في عام 1835 ، ذهب صمويل كولت إلى إنجلترا ، حيث كان يأمل في معرفة المزيد عن تصاميم البندقية المثيرة للاهتمام التي قام بصنعها المخترع إليشا كولير . وهناك قام بفحص نماذج ” فلينتلوك ” الدوارة الخاصة بكولير . وتقدم بطلب للحصول على براءة اختراع على مسدسه في انجلترا ، مع وعده بتقديم نموذج عملي قريباً .
على الرغم من أن المسؤولين الإنجليز كانوا مترددين في إصدار براءة اختراع ، فقد تمكن كولت في النهاية من الحصول على براءة اختراع في أمريكا .
فيما بعد ، أسس كولت بسرعة قياسياً مصنعاً لتصنيع الأسلحة النارية في باترسون بولاية نيو جيرسي . بعد الحصول على حقوق براءات الاختراع في الولايات المتحدة في 25 فبراير 1836 و 29 أغسطس 1836 ، وتمكن من توثيق المبادئ الأساسية لمسدسه ( تعبئة المؤخرة ودوران الزناد ).
حسّن تصميم كولت نماذج عديدة لبندقية الصوان الدوارة الشهيرة التي صنعها إليشا كولير والتي كانت شائعة جداً في أوروبا ، وكان ذلك سبباً لأن يكون سعر البندقية أقل بكثير من ذي قبل .
قد يهمك :
أول نموذج لمسدس كولت
أول نموذج تجاري لمسدس صنعه صموئيل كولت كان اسمه ” كولت باترسون ” وكان يضم (غرفة) دوارة تحتوي على خمس رصاصات من عيار 28 و 36 . على الرغم من أن استخدامه كان سهلاً ، إلا أنه كان به عيب كبير وهي آلية التحميل التي لم تكن متطورة بما يكفي وكان على المستخدمين تفكيك المسدس جزئياً لإعادة تحميله ( تلقيمه) .
بعد بضع سنوات وتحديداً في عام 1839 ، أضاف كولت نافذة السد التي أتاحت للمستخدم إعادة التحميل دون الحاجة للفك .
وأصبح مسدس كولت بعد تعديله أول مسدس عملي قادر على إطلاق طلقات متعددة دون إعادة التلقيم ، كما أصبح أداة رئيسية في الغرب الأمريكي .
والجدير بالذكر أنه بين عامي 1840 و 1900 ، انتقل أكثر من مليوني مستوطن إلى الغرب ، اعتمد أغلبهم على السلاح الناري من أجل بقائهم على قيد الحياة .
و أصبح مسدس كولت منتشراً في أيدي معظم النماذج من المستخدمين ، أشراراً وأبطالاً ، للدفاع والسطو ، والكثير .أصبح باختصار أداةً ذات وقفة تاريخية ووسيلة لا تُنسى من التاريخ الأمريكي .
وفاة “صمويل كولت” مخترع المسدس
قبل بدء الحرب الأهلية في امريكا ، تزوج كولت من “إليزابيث جارفيس” ، ابنة القس “ويليام جارفيس” الذي عاش بالقرب من هارتفورد .
وتم تجنيده في الجيش الأمريكي برتبة عقيد في 16 مايو 1861 ، لكنه لم يشارك في القتال . توفي بعد فترة قصيرة من الحرب في 10 يناير 1862 ، عن عمر يناهز 47 عاماً .
وكان أغنى مخترع أمريكي (قدرت ثروته بحوالي 15 مليون دولار ) ، وبالتأكيد كان كولت المخترع الذي أثر بشكل كبير في تطور صناعة الأسلحة الحربية بأكملها . استمرت تصاميمه وأفكاره في العيش لقروناً لاحقة ، وحتى يومنا هذا ، تستمر ” شركة كولت للتصنيع ” في الازدهار والابتكار .
المراجع :