Table of Contents
هل تعلم من هو مخترع المدرسة ؟ ذلك الاختراع العظيم الذي ساهم في بناء الأجيال تعليمياً وسلوكياً . تعرّف في هذا المقال على حياته وأعماله بالإضافة الى تطوّر نظام المدارس عبر الزمن.
إن فكرة التعليم وتناقله عبر الأجيال انتشرت منذ البدايات الأولى لتاريخ البشرية. وقديماً ، كان التعليم يتم من خلال المهارات والمعرفة واللغة وينتقل من الآباء إلى الأطفال بطريقة غير رسمية ، بعدها وبشكل تدريجي ، تم إدخال أنظمة التعليم الرسمي في شكل أكاديميات ومجتمعات صغيرة .
وبرزت منشأة تسمت بأشهر المصطلحات التي نشأت وحافظت على تسميتها عبر العصور وهي ” المدرسة ” ، وهي معروفة لكل إنسان من كل بقاع العالم باختلاف اللغة ، ومن مختلف الأعمار والثقافات والمجتمعات ، وهي المؤسسة التي يتم فيها تعليم الطلاب في بيئة تعليمية من قبل المعلمين .
وفي حين أنّ المدرسة في السابق كانت متاحة فقط لبعض الفئات من المجتمع ولم تتاح للجميع . ظهرت عدة أسماء ساهمت في إشاء النظام التعليمي المعروف في المدارس.
مخترع المدرسة
يعتبر “هوراس مان” هو مخترع المدرسة كمفهوم بشكلها الحالي ونظامها المعروف . ي
لقب هوراس من المؤرخين التربويين بوالد حركة المدرسة المشتركَة . هو معلِّم أمريكي ولد في فرانكلين ، في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1796م .
نشأ في حالة من الفقر والمشقة وعانى من تقليل إمكانياته من المحيط ، ومع ذلك أكمل تعليمه ، ويعدّ أول مدافع عن التعليم العام ، وكان يعتقد أن التعليم يجب أن يكون حراً وعالمياً وبطريقة منظمة وممنهجة على يد معلمين متدرّبين محترفين .
كان رائدا في إدخال المصطلحات التعليمية في المجتمع . كما شدد على أن الهدف من التعليم يجب أن يكون في الأساس مؤسِّساً للشخصية والفضيلة بدلاً من التعلم من أجل النهوض بالمجتمع فقط. سرعان ما أصبحت طريقة مان في التعليم شائعة وتبنتها العديد من الدول الأخرى .
ومع ذلك ، لم يكن على الطلاب إكمال تعليمهم الابتدائي حتى عام 1918 . توفي هوراس في نفس الولاية التي ولد فيها في عام ١٨٥٩ بعد أن ترك إرثاً منهجياً اشتهر على مستوى العالم ، والجدير بالذكر أن هوراس كان سياسي وأستاذ جامعي ومحامي وكاتب .
قد يهمك :
الحياة العلمية والعملية لمخترع المدرسة
-
أولاً ، حياته العلمية
تعلم هوراس بصعوبة و بشكلٍ متقطع على أيدي معلّمين فقراء ، ومن ثم اعتمد على نفسه وتابع تعليمه بنفسه فقد كان يرتاد مكتبة ” فرانكلين ” ليزيد من علمه وثقافته بالإضافة إلى تركيزه على التعلّم باللغتين اللاتينية واليونانية من “صموئيل بارت” ، وعندما وصل سن العشرين قُبل بجامعة براون وتخرّج منها عام 1819 م .
-
ثانياً ، حياته العملية
بعد تخرّجه من الجامعة عمل كمحام ، ثم دخل مجلس النّواب ومجلس الشّيوخ لولاية ماساتشوستس ، وفي عام 1837 تم تعينه سكرتيراً لمجلس التعليم الجديد والذي من خلاله قام بإصلاح نظام التعليم العام للولاية وفتح مدارس لتدريب المعلمين. كما أنه درّس اللغتين اللاتينية واليونانية في الجامعة .
تاريخ تطوّر المدارس
في العصور القديمة ، كان التعليم يركز بشكل كامل على الصيد وصناعة الفخار والتواصل ، بخلاف ماهو عليه اليوم . في وقت لاحق تاريخياً ، بدأ الناس في التدريس بشكل فردي لأطفالهم وتم نقل المعرفة من الشيوخ والحكماء .
وهكذا ، بدأ التعليم أولاً من العائلات ، ثم أصبح عاماً . وقبل أن يقترح هوراس مان التعليم الحديث في المدارس التي خطط لها ، بدأت العديد من المجتمعات في تدريس مجموعات من الطلاب بشكل جدّي .
حيث اعتقد الناس أنه يمكن نقل التعليم بكفاءة إذا قام بعض المعلمين بتعليم مجموعة كبيرة من الطلاب بدلاً من التدريس بشكل فردي . وتلك التطورات أدت إلى اختراع المدارس .
ساد التعليم الرسمي في العديد من البلدان ، بما في ذلك الهند ، منذ زمان بعيد . وركزت المدارس السابقة على القراءة والكتابة والرياضيات . وسرعان ما أصبحت أغراضاً معينة مثل تعليم الجيش جزءاً منه .
في الوقت الحاضر ، تعلّم المدارس التاريخ والفلسفة والرياضيات والجغرافية وقواعد اللغة وغيرها للطلاب من خلال هذه المدارس الرسمية .
قد يهمك :
هيكلية المدارس القديمة حسب الحضارات
إن شكل المدرسة الحديثة يختلف تماماً عن أنظمة المدارس القديمة التي تم تعديلها بمرور الوقت وفقاً للحضارات المختلفة وتبعاً لثقافاتها ، كان مفهوم تعلم الطلاب في موقع مركزي موجوداً منذ العصور الكلاسيكية القديمة ، مثل الهند وروما والصين واليونان ، وكان هناك وجود للمدارس الرسمية .
في ذلك الوقت كان الطلاب يتجمعون في المنطقة المخصصة للتعلم ، وفي ذلك الوقت عُرفت مناطق التعلم هذه بالأكاديميات .
يمكن توضيح اختلاف نماذج مدارس الحضارات القديمة حسب الشرح التالي :
1. دور اليونان القدماء
يعود نظام التعليم الرسمي إلى دولة اليونان القديمة وروما القديمة والحضارة المصرية القديمة منذ حوالي 385 قبل الميلاد في نظام متشابه في التعليم ، في هذا النموذج تم جمع الطلاب في أماكن محددة للحصول على العلوم المختلفة من المعلمين .
عُرفت هذه الأماكن باسم الأكاديميات ، وهو مصطلح قدمه الفيلسوف والباحث اليوناني القديم والعظيم أفلاطون ، الذي أسس مدرسة للفلسفة في منطقة تسمى ” أكاديميا ” .
2. الإمبراطورية البيزنطية
حوالي عام 425 م ، تم اختراع المدرسة الأولى مع إنشاء جامعة القسطنطينية . كان نظام التعليم وهيكله أكثر تنظيماً وشمولية وتنظيماً من نظام التعليم للثقافات الأخرى . وركزت هذه المدرسة الرسمية على تدريس مواد محددة مثل الطب والفلسفة والحساب والقانون وما إلى ذلك.
قدمت الإمبراطورية البيزنطية لأول مرة منهجية التعليم الابتدائي والثانوي والعالي المستوى في المناطق الحضرية والريفية من الإمبراطورية ، وذلك جعل شعب الإمبراطورية البيزنطية أكثر معرفة بالقراءة والكتابة وأكثر تحضراً في ذلك الوقت ، مقارنة بالدول والثقافات الأخرى .
٣ . المدرسة في المجتمع الإسلامية
عُرفت المدرسة لدى العرب بعد انتشار الإسلام ، ومرّت بعدّة مراحل ، حيث تطوّرت المدارس الدينية من مجرد دروس تعطى في المساجد إلى مدارس مزدهرة في معظم مدنها .
وارتبطت المدرسة في بدايتها بالمعابد ورجال الدين حيث كان التعليم لغايات دينية ، حيث كان التعليم داخل المساجد يشمل تعلم القرآن الكريم والحديث الشريف .
وتطور المجتمع الإسلامي وأصبح هناك مباني تعليمية عرفت باسم الأوقات بنيت بتبرعات من الأمراء والأثرياء، وأضافت الطابع الرسمي على المدارس لتصبح مؤسسات دائمة .
توسعت العلوم في المرحلة اللاحقة وأصبحت المدارس تدرس اللغة العربية والرياضيات والمنطق والفقه الإسلامي والشريعة . وشهدت المدارس الدينية في كل من دمشق وبغداد والموصل تطوراً وازدهاراً كبيراً في أواخر القرن الثاني عشر .
4. نظام مدارس العصر الحديث
أسسه هوراس مان كما ذكرنا سابقاً ، وبنى القواعد العامة للأنظمة الدراسية ، وانتقلت عبر كل دول العالم تقريباً .
في النهاية يمكننا القول أنه من الصعب تسمية شخص بعينه ، أو حتى ثقافة أو أمة واحدة بأنها مخترعة المدرسة عندما يتم النقاش حول من اخترعها ، وقد وجدت إمكانية التدريس منذ أن اكتشف البشر كيفية تبادل اللغة مع بعضهم البعض .
ولكن إذا خصصنا السؤال عن من هو مخترع المدرسة بنظامها الحالي ، فبالتأكيد الجواب سيكون ” هوراس مان” .
المراجع :