Table of Contents
لقد قام مخترع الكيمياء باكنشاف علم هائل للبشرية من حيث أهميته حيث ساعد على تطور الحياة واكتشاف الأدوية التي حاربت العديد من الأمراض.
هل تعلم من هو هذا المخترع وكيف تم اختراعه ؟ هذا ماستعرفه في هذا المقال .
الكيمياء هي علم طبيعي يدرس تركيب المادة وأبعادها من حيث البنية والتغيرات الكيميائية التي تحدث في شروط معينة ، وتستخرج القوانين والعمليات الطبيعية التي تحدث .
وتعتني بشكل كامل بالسلوك ، والتفاعل والخواص ، كما أن علم الكيمياء له ارتباط وثيق بالعلوم الطبيعية والفلكية والجيولوجية .
وتهتم الكيمياء (التقليدية) بتسليط الضوء على الجسيمات الأولية كالذرات والجزيئات والبلورات ، كما أن أحد أساسياتها هي الحالات التي تكون عليها المادة كالصلبة والغازية والسائلة ، والقوانين المعنية باتحادها وانفصالها .
الكيمياء الحديثة التي تم العمل بها وتطبيق نتائجها عملياً في القرنين السابع والثامن عشر يعود أصلها إلى كيمياء العرب المسلمين ، الذين قاموا بتعميق معرفتهم في هذا المجال منذ زمن طويل .
ومع ذلك ، بدلاً من التعرف على مساهماتهم الأساسية وتقدير القواعد العلمية التي وضعهوها في الكيمياء ، فإن أفكارهم موجودة فقط في الروايات الخيالية ولايقدر معظم الغرب انتاجاتهم في هذا العلم . ويرجع ذلك إلى عدم وضوح الصورة للكثيرين حول طريقة العرب في البحث الكيميائي .
مخترع الكيمياء
لم يكن لدينا أي سجل حتى عصر الإغريق القدماء عن كيفية محاولة الناس شرح التغييرات الكيميائية التي لاحظوها واستخدموها.
في ذلك الوقت ، كان يُعتقد أن الأشياء الطبيعية تتكون من أربعة عناصر أساسية فقط : الأرض والهواء والنار والماء. بعد ذلك ، في القرن الرابع قبل الميلاد ، اقترح اثنان من الفلاسفة اليونانيين ، ديموقريطوس وليوكيبوس ، أن المادة ليست قابلة للقسمة بلا حدود إلى جسيمات أصغر ، ولكنها بدلاً من ذلك تتكون من جسيمات أساسية غير قابلة للتجزئة تسمى الذرات .
لسوء الحظ ، لم يكن لدى هؤلاء الفلاسفة الأوائل التكنولوجيا لاختبار فرضيتهم. كان من غير المحتمل أن يفعلوا ذلك على أي حال لأن الإغريق القدماء لم يجروا تجارب أو يستخدموا الطريقة العملية. لقد اعتقدوا أن طبيعة الكون يمكن اكتشافها من خلال التفكير العقلاني وحده .
من خلال الإطلاع على تاريخ الكيمياء في الكتب العالمية ، نجد أن هذا العلم يعود تاريخه إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر من حيث بداية العمل به بشكل انتاجي ومفيد .
ولكن تظهر الحقائق أن العلماء المسلمين كان لهم دور كبير في المساهمة ، حيث أكد المؤرخ والكيميائي والمستعرب الشهير إريك جون هولميارد ، أن الادعاءات التي قالها بعض العلماء مثل الكيميائي الفرنسي بيرثيلوت عن أصحاب الفضل في الكيمياء كانت غير صحيحة .
والحقيقة ان تطور الكيمياء منذ البداية وحتى العصر الحديث ، يُنسب إلى القوانين الناتجة عن الكيمياء الإسلامية . ويعدّ الكيميائي الأشهر “جابر بن حيان” هو مؤسس علم الكيمياء .
ذات صلة :
حياة جابر بن حيان مخترع الكيمياء
مخترع الكيمياء هو ” جابر بن حيان ” الملقب بأبو الكيمياء والذي ولد في عام 721م في مدينة طوس الإيرانية ، وفي رواية أخرى يقال بأنه ولد في جزيرة تتوسط الفرات في الشرق السوري ، وتوفي في عام ٨١٥ م عن عمر يناهز 95 عاماً في مدينة الكوفة .
وتعتبر كتبه مصدراً هاماً جداً ومرجعاً غنياً بالمعلومات في دراسات الكيمياء ، وأثرت بشكل كبير في توجيه الفكر الشرقي والغربي في المجالات العلمية .
نشأ ” أبو موسى ” جابر بن حيان في الكوفة بعد أن هاجرت أسرته من اليمن ، وكان والده مناصراً للثورة العباسية ضد الدولة الأموية ، وعادت أسرته إلى اليمن مرة أخرى وتلقى علومه في المجالات العلمية الأساسية ودرس علوم القرآن الكريم وامتهن مهنة الصيدلة عن والده ، وهو سبب حبه للكيمياء على الأغلب .
بعد انتهاء عصر الدولة الأموية على يد العباسيين عادت أسرة جابر إلى الكوفة مجدداً ، فتتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق وأخذ عنه العلوم الشرعية واللغوية والكيميائية ، كما أتيحت لجابر تعلم العلوم وممارستها على أعلى مستوى بفضل علاقته مع البرامكيين (العائلات الفارسية المؤثرة التي كانت تقدم المشورة للخلفاء العباسيين الأوائل ).
وأشرف الوزير جعفر البرمكي على ممارسة جابر بن حيان لمهنة الطب في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي كان حاكماً للمدينة .
تركيز جابر بن حيان على التجارب
وفقًا للعالم والمستشرق البريطاني “هولميارد” ، كان أحد الجوانب الأساسية التي طرحها جابر بن حيان هو تطوير الجانب العملي للكيمياء بإجراء التجارب العملية ، وذلك انطلاقاً من فكرة أن التجريب يثبت العلم .
وكان المسلمون يمارسون ذلك تشبهاً بالتقليد اليوناني القديم في التخمين . وأكد جابر على أهمية التجربة على النحو على النحو التالي : ” إن أهم شيء في الكيمياء هو أن تقوم بعمل تطبيقي وإجراء تجارب ، فمن لا يقوم بفعل عملي ولا يقوم بالتجارب لن ينال أبداً أدنى درجة من الإتقان “.
قد يهمك :
مساهمات جابر المادية
كان جابر بن حيان مهتماً بالدقة ، وأدى ذلك الاهتمام إلى إنشاء موازين يمكن أن تزن 1/6 جرام بشكل دقيق . كان إجراء التجارب على المادة بالنسبة له يعني أنه يمكن مزج مختلف المواد وتسخينها وتبريدها وطحنها وتقليبها . وبدأت الصورة التقليدية لمكان العمل الكيميائي تشبه بشكل كبير ما نسميه اليوم بمختبر الكيمياء .
سمحت له تجاربه المختلفة في العمليات الكيميائية بإطلاق تفاعلات مثل “الاختزال” ( تفاعل يسبب اكتساب الإلكترونات ) ، و”التكلس” (وهي حدوث الأكسدة من خلال التسخين ، مثل حرق الطباشير ) وربما أهم عملياته كانت “التقطير” محلي الصنع ، كان باستخدام الإنبيق : هو عبارة عن تصميم بسيط مؤلف من زجاجتين متصلتين بواسطة أنبوب ، يتم تسخين إحدى الزجاجات ويتسبب ذلك في تكثف السائل الموجود بداخلها وتقطيره عبر الأنبوب . وتم استخدام الإنبيق لاحقاً لتكرير الزيت المعدني وتحويله إلى مادة الكيروسين التي يمكن استخدامها كزيت للمصباح .
التطورات الكيميائية التي حدثت بفضل مخترع الكيمياء
قبل ألف عام من الكيميائي البريطاني ” جون دالتون ” الذي اشتهر من خلال نظريته الذرية ونظرية الجزيئات ، ابتكر جابر بن حيان صورة للروابط الكيميائية كحلقة وصل بين العناصر ، وهي جسيمات صغيرة جداً لايمكن للعين المجردة رؤيتها . وكان كل ذلك دون فقدان فهم الخصائص الأصلية لها .
كما اكتشف جابر على العديد من المواد الجديدة . حيث يقال أنه اكتشف أحماض قوية مثل (حمض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك وحمض النيتريك ) ، واكتشف القطرانNAOH أو ما يسمى بالصودا الكاوية ، وأوجد طرق الفصل بين الذهب والفضة بالاعتماد على الأحماض . وأثبتت هذه الاكتشافات أنها ذات أهمية كبيرة في الكيمياء الحديثة ، كما أنها أصبحت مواد أساسية وضرورية في الصناعات الكيميائية .
بالإضافة إلى كل ما سبق ، وضع جابر المبادئ الأساسية لما يُعرف اليوم ” بالجدول الدوري للعناصر ” الخاص بمندليف . حيث أنه حاول جاهداً في إنشاء جدول لتصنيف العناصر الكيميائية ، واستند في ذلك الأمر إلى الفكرة اليونانية القديمة المتمثلة في تصنيف العناصر بشكل واضح إلى مجموعات منفصلة من المعادن واللافلزات والمواد التي يمكن تقطيرها . وبتلك الطريقة ، كان جدوله يشبه إلى حد كبير الجدول الدوري الحديث للعناصر ، والذي يمكننا من خلاله التمييز بين اللافلزات والغازات .
أخيراً ، يجدر بنا القول أن جابر بن حيان ترك إرثاً علمياً يصل إلى آلاف المساهمات المتعلقة بعلم الكيمياء والكثير من العلوم الأخرى ، كما اعتبر أحد أهم العلماء المسلمين عبر التاريخ .
المراجع :