Table of Contents
لقد كثر الجدل في الآونة الأخيرة عن ” الإندومي” وأضرارها ولكن هل تساءلت يوماً من هو مخترع الإندومي ؟ سنجيبك عن هذا السؤال في مقالنا لليوم ما عليك إلا أن تقرأ .
وراء كل نجاحٍ قصة كفاح عظيمة ، وخلف كل قصة إنسانٌ آمن بأحلامه ، كما أن الاختراعات الشهيرة والاكتشافات العظيمة دائماً ما تحوي في طياتها نجاحات وقصص وأشخاص يذكرهم التاريخ ومن واجبنا تقديرهم والاقتداء بهم .
ربما تأتي النتائج فردية تصب في خدمة البشرية ، وفي الكثير من الأحيان تكون مؤثرة على دولة أو شعب كامل ، مثل ما حدث مع مخترع الإندومي ، الوجبة الأكثر شعبية في العالم ، الذي أنقذ شعبه من خطر المجاعة ، بعد معاناة ومشقات كثيرة ، ووصل منتجه إلى كل الدول .
وسنتعرف هنا على قصة الرجل مخترع الإندومي التي غزت العالم ، والتي أصبحت جزءاً لا غنى عنه في المطابخ العالمية وإحدى أهم العلامات التجارية في شرق آسيا والعالم .
مخترع الإندومي
الإندومي هي الحل الأمثل والسريع للأشخاص الذين يريدون تحضير وجبة في عدة دقائق وفي أي وضع ، سواء في المنزل اول العمل .
وحسب الإحصائيات العالمية فإن استهلاك تلك الوجبة الشعبية في عام ٢٠١٨ بلغ ١٠٣ مليار علبة ، بواقع ٢٨٠ مليون علبة كل يوم .
مخترع الإندومي أو المعكرونة سريعة التحضير هو شخص تايلاندي الأصل يُدعى “إندو موموفوكو” .
ولد أندو في العام 1910، لعائلة ثرية في مقاطعة شياي ابان التي كانت تابعة للإمبراطورية اليابانية في ذلك الوقت ، وتربى في بيت جدّه بعد أن توفي والديه وهو طفل صغير ، وعمل إندو عندما بدأ بالنضوج في متجر للملبوسات خاص بأجداده ، واستطاع تأسيس شركة كبيرة للمنسوجات ، وأصبح رجل أعمال وهو في عمر الثانية والعشرين فقط .
انتقل إندو للعيش في اليابان وأصبح مواطناً يابانياً ، ودخل إحدى جامعات كيوتو .
بطبيعة الحال ، لابدّ من وجود المصاعب والعقبات في طريق أي شخص ناجح ، وبالنسبة لموموفوكو ، وبحكم أنه عاش كرجل عمليّ في وقت مبكر ، فقد كان حلم النجاح والتفوق يداعب خياله ، واستطاع تأسيس شركة للملابس في عام 1933 ، وكان يدرس في حينها الاقتصاد في جامعة ريتسوميكان في اليابان ، مستعيناً بخبرته الأولى في مجال النسيج الذي كان يعمل به مع أجداده، وازدهرت تجارته مع الوقت .
العقبات الأولى في اختراع الاندومي
استطاعت تجارته تحقيق الازدهار بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لاحتياج الحكومة وقتها للمنتجات التي يقوم بتصنيعها ، بالأخص الواقيات التي كان يصنعها لصد الغارات الجوية . وجد إندو في وقت لاحق تلاعب في حسابات الشركة مما جعله يتقدم بشكوى للشرطة ، ولكن المفاجأة كانت أن الشرطة قامت بالقبض عليه .
تم زج إندو في السجن وتعذيبه لمدة شهر ونصف بشكل متواصل ، ولكنه خرج من السجن بعد هزيمة اليابان في الحرب وإعلانها الاستسلام العسكري . وقد أثرت حادثة سجنه عليه بشكل كبير . ولكنه تغلب عليها وركز على تحقيق النجاح مجدداً .
لم يتحقق ذلك النجاح بسرعة ، فقد عاد ووجد شركته قد دمرت بفعل الحرب ، وخسر أعماله ومشاريعه بشكل كامل للأسف ، لكنه لم ييأس وقرر النهوض مرة أخرى . وعمل بعد ذلك في قطاع العقارات الذي لم يستطع من خلاله تحقيق الكثير من الدخل .
عمل بعدها في مصرف وتولى رئاسته نتيجة لسمعته وأخلاقه العالية ، واستطاع فتح مصرفاً خاصاً به بعدها .ولكن وكما حدث سابقاً ألقت السلطات القبض عليه مرة أخرى وحكمت عليه بالسجن لسنتين ، بتهمة التهرب الضريبي . وعندما عاد كان المصرف مفلساً . وبدأ من نقطة الصفر .
ذات صلة :
قصة اختراع الإندومي
بعد تعرض مدينة هيروشيما ونجازاكي للقنابل النووية ، وتعرضْ باقي المدن لحالة كبيرة من الفوضى نتيجة الحرب العالمية ، ومعاناة الشعب بأكمله من نقص الغذاء ، فكر إندو بمشروع جديد ومبتكر ، خصوصاً أنه لم يكن يملك أي رأس مال .
في عام 1956 ، أي بعد ثماني سنوات من هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ، عندما كان الطعام لا يزال قليلاً وفي حالة تقنين ، وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة ، رأى رجل الأعمال إندو موموفوكو طابوراً طويلاً من الناس في الشوارع المليئة بالحصى مصطفين في ليلة باردة لشراء نودلز “رامين” في أوساكا من كشك هناك ، وكان مؤمناً في قرارة نفسه بأن المعكرونة يمكن أن تكون حلاً لمشكلة الجوع في العالم .
ألهمت تلك الحادثة إندو لابتكار طريقة لصنع المعكرونة استمر في انتاجها لأشهر ، وذلك عن طريق تبخيرها في مرق الدجاج ثم تجفيفها عن طريق قليها بالزيت . كتب أندو في سيرته الذاتية عام 2002 : ” سيحل السلام في العالم عندما يكون لدى الناس ما يكفي من الطعام ” .
أين تكمن أهمية اختراع إندو للإندومي ؟
تمكن إندو من خلال هذا الاختراع أن ينقذ الشعب الياباني من الهلاك والتعرض لشبح المجاعة .
وحتى اليوم فإن الشعب الياباني ما زال يحتفظ بالتقدير لإندو موموفوكو على هذا الاختراع الهام ، وما زالت الإندومي هي الوجبة الأولى في دولة اليابان حتى وقتنا الحالي ، ولم يكتفي إندو بذلك بل أصر على أن تكون هذه الوجبة شهية الطعم ، وذات سعر معقول للجميع ويمكن تحضيرها في ثلاثة دقائق فقط ، وأُطلق عليها في البداية اسم تشيكن راميون ( دجاج راميون ) أو حساء المعكرونة ، وتم تغيير الاسم في وقت لاحق ليصبح اسمها إندومي .
تطوّر الإندومي
حققت وصفته نجاحاً فورياً في اليابان عندما تم طرحها لأول مرة في عام 1958 . ولكن ثورة المعكرونة الفورية كحلاً للأزمة لم تبدأ بشكل جدي حتى عام 1971 ، عندما وضع إيندو معكرونة سريعة التحضير في كوب من الستايروفوم ليصنع الوجبة ، بحيث يوجد إناء للتسخين ووعاء للتناول كشئ واحد معاً .
البساطة الخالصة في كل شيء حققت النجاح ، فكانت الفكرة ببساطة : فتح الغطاء وإضافة الماء الساخن ، من ثم الانتظار بضع دقائق وتناول الوجبة الجاهزة .
إضافة إلى ميزة السعر الرخيص الذي وفرها للجميع ، وسبب الثمن الرخيص هي طريقة التصنيع والمكونات . تلك العوامل حولتها إلى ظاهرة عالمية .
في العام التالي ، أطلقت إحدى أكبر الشركات في إندونيسيا والتي تسمى “مجموعة سالم” ، العلامة المسجلة الشهيرة للمعكرونة الفورية إندومي ، وهو اسم مشتق من الاختصار Indo” ” و mie” ” ، اسم موموفوكو الأول وكلمة معكرونة بالإندونيسية .
في البداية لم يكن هناك سوى نكهة واحدة وهي مرق الدجاج الموجود في كيس ، بالإضافة إلى أكياس من صلصة الصويا الحلوة وصلصة الفلفل الحار والكراث المقلي .
وفاة إندو موموفوكو
توفي مخترع الإندومي أندو موموفوكو أو مستر نودلز في العام 2007 ، وقد ترك للعالم الاختراع الأكثر شعبية في الوجبات الجاهزة ، وقد افتتحت دولته متحف خاص باسمه في مدينة أوزاكا للتعريف بقصة حياته وقصة نجاحه ومثابرته وإنقاذ شعبه وشغفه على تحقيق حلمه .
قد يهمك :
المراجع :
- nissin , afr , online.ucpress