Table of Contents
ملك تايلاند ” ماها فاجيرالونغكورن” ، حياته مثيرة للاطلاع عليها كونه يوصف بالملك الغريب الأطوار ، إنه الابن الوحيد لملك تايلاند الأسبق بوميبول و الملكة سيريكيت بجانب ثلاثة بنات ،
تخرج من الكلية العسكرية الملكية في كانبيرا بأستراليا، عمل ضابطا في الجيش التايلاندي، وتدرب مع القوات البريطانية والاسترالية والأمريكية،
طيار عسكري مؤهل وطيار مروحية ، أدى عمليات قتالية ضد الفيتناميين عبر توغل عسكري في الحدود الكمبودية التايلاندية .
ملك تايلاند خلق ليكون ملكاً ، لكن شخصيته الغريبة جعلته شخصاً غير مقبولاً ، تكثر الدراسات و البحوث عن شخصية ملك تايلاند لأنه يشكل استثناء في مسيرة ملوك تايلاند ،
إنه يعيش فوضى عاطفية و ينتهك حريات شعبه بشكل مريب ، حتى أنه حكم بلاده من ألمانيا لفترة من الزمن ، بالرغم من اشتعال نار المظاهرات في تايلاند إلا أن بعض الصحف وثقت صوره و هو يقوم برحلة سياحية في جبال الألب .
من هو ملك تايلاند ؟
نشأ ملك تايلاند في حضن أسرة ملكية ، مما جعله شخصاً محظوظاً و مدللاً ، إنه الابن الوحيد لملك تايلاند الأسبق بوميبول و الملكة سيريكيت مع ثلاث أخوات بنات .
و لد ملك يايلاند في 28 يوليو من عام 1952 أي أن عمره يبلغ 69 عاماً .
يقيم في تايلاند في القصر الكبير المخصص للأسرة الملكية ، يبلغ طوله 170 سنتيمتر ، إنه شخص متعدد الزيجات ، تزوج أولا من سوجاريني فيفشارافانجس استمر زواجه من عام 1994 حتى عام 1996 ،
ثم من سريراسمي سووادي ، و استمر بزواجه هذا حتى عام 2014 ، و كانت الأخيرة سوطيضا التي ما تزال على ذمته و قد عقد قرانهما في 1 مايو من عام 2019 م .
لديه سبعة أولاد ، و ثلاثة أخوة يبول راطانا، وماها تشاكرى سيريندهورن ، إنه ينحدر من عائلة سلالة تشاكري الحاكمة ، أي أنه خُلق و في فمه ملعقة من ذهب كما يقال في مجتمعاتنا ،
درس في مدرسة ميلفيلد ، أتم فيها دراسته الثانوية و انتقل بعدها إلى الكلية العسكرية الملكية ، عمل بعدها ملكا لتايلاند ، و اعتبر سياسيا محنكاً لولا بعض المآخذ العامة على شخصيته الغريبة ،
أمضى خدمته العسكرية في فرع الطيران برتبة فريق أول
أميرال ، نال العديد من الجوائز العالمية منها وسام فرسان الفيل (2001) ، وسام الصليب الأعظم لفرسان شارل الثالث (1987) ، نيشان الفيل الأبيض وسام راما ، وسام الملكي الفيكتوري ، نيشان الأقحوان ، نيشان كارلوس الثالث ، نيشان العائلة لليلى عتما ، نيشان الاستحقاق للخدمة الدبلوماسية ،
وسام الشمس ، النيشان الفيكتوري الملكي من رتبة فارس ، النيشان الأسمى الأقحواني المُطوَّق ، الوشاح الرفيع من ترتيب أقحوان ، نيشان الجواهر التسع ، نيشان تشولا تشوم كلاو ،
نيشان تاج تايلاند ، وسام سيرافيم ، الصليب الأعظم لنيشان الطيران العسكري ، طوق نيشان كارلوس الثالث ، وسام الصليب الأعظم الخاص من درجة استحقاق لجمهورية ألمانيا الاتحادية ، نيشان برناردو أوهيغينز .
تكفي هذه الجوائز الكثيرة للدلالة على أهمية ملك تايلاند سياسيا ، بالرغم من الكثير من الانتقادات حول حياته الشخصية .
طفولة ملك تايلاند
ولد ملك تايلاند في عائلة ملكية لها قيمة كبيرة على مستوى العالم بأكمله ، منذ ولادته كان مصيره أن يصبح ملكا لا محال ، كونه وحيد أبويه من الفتيان ، و في عامي 1960 و1961،
عاش ملك تايلاند مع والديه و شقيقاته الثلاثة في سويسرا ، على شواطئ بحيرة جنيف في بيدو شيبر ، إنه ملكا لسلالة شاكري ، كانت طفولته سلسة و مريحة ، نال كل ما كان يطلبه ، كيف لا و هو ملك تايلاند المؤكد .
لقد أنهى تعليمه و وضع تاجاً مدبباً مدهشاً على رأسه ، كثيرا ما تحدثت عنه الصحف .
في 5 مايو من عام 1950، كان والده الملك بوميبول أو راما التاسع هو الذي توّج ملكًا لمملكة سيام القديمة عن عمر يناهز 23 عاماً ،
تم تتويجه ملكا بعد وفاة غامضة لأخيه الأكبر أناندا في قصر بانكوك عام 1946 ، لم يعرف سبب وفاته سواء كانت اغتيالاً أم انتحاراً .
بعد تتويج الملك بوميبول ملكا على تايلاند عاد إلى سويسرا حيث أنجبت الملكة سيريكيت الأميرة أوبول راتانا في لوزان في 5 أبريل 1951 م .
بقيت العائلة المالكة في بولي في فيلا فادهانا ، والتي تم هدمها في ما بعد ، و غادر الزوجان الملكيان في نوفمبر من عام 1951،
ولكن في يوليو 1960 قررت العائلة الملكية المؤلفة من والدا الملك الجديد راما العاشر العودة إلى سويسرا مع أطفالهما الأربعة ،
حيث استأجروا عقاراً في مزارع الكروم لافو “Lavaux” المطلة على بحيرة جنيف في بيدو شيبر .
أمضوا عيد الميلاد في جبال الألب السويسرية، ثم عادت العائلة المالكة إلى تايلاند في يناير 1961 .
تتويج ملك تايلاند
تم تتويج ملك تايلاند ماها فاجيرالونغكورن بشكل رسم في حفل مهيب تخللته مراسم هندوسية و بوذية ، و يعتبر الملك العاشر من سلالة تشاكري التي تحكم البلاد منذ عام 1782 ،
إن مواكب التتويج كانت مهيبة و تُعب عليها بشكل واضح ، إنها بالفعل مواكب ملكية ، حيث يقول التايلانديون أنهم لم يشاهدوا حفل تتويج كهذا الحفل قط ،
كانت المرة الأولى التي يتم الاحتفال بملك تايلاند بطقوس خاصة و فخمة منذ عام 1950.
مراسم تتويج الملك كانت منظمة بشكل كبير ، و استمرت ثلاثة أيام ، ارتدى الملك ثوباً أبيض اللون للدلالة على التفاؤل بفترة حكمه آملا أن تكون خيرا على البلاد بأكملها .
لقد اختار ملك تايلاند أن يتخلل حفل التتويج مراسما دينية ، حيث طلب إحضار مياها مقدسة تُلي عليها تراتيلا دينية ، على أن تكون هذه المياه مجموعة من كافة أنحاء تايلاند ، و أخذ يمسح وجهه بها في مجمع القصر الكبير وسط طلقات مدفعية بهذه المناسبة العظيمة و تراتيل الرهبان البوذيين ، لتكون فترة حكمه انطلاقة خيّرة على الجميع .
تعهد ماها فاجيرالونغكورن بأن يحكم البلاد بعدل و استقامة و يبذل كافة طاقاته لخدمة الشعب التايلاندي ، ليرفع اسم بلاده عاليا و يدون التاريخ اسمه بين الملوك الأخيار في تايلاند .
و من الأمور التي وقف عندها الإعلام و تحدث عنها مطولا هو انحناء زوجته الرابعة الملكة سوتيدا أمامه عند تتويجه ملكا ، كان قد تزوجها في حفل مفاجئ قبل أيام من تتويجه .
إن عادة إقامة حفل تتويج لتنصيب ملك لتايلاند كانت قد ألغيت منذ عام 1950 ، حتى طواها النسيان ، لكن ملك تايلاند الجديد أعادها بشكل فخم و تنسيق منظم كي يترك بصمة خاصة لليوم الذي أصبح فيه ملكاً .
ثلاثة أيام من الاحتفالات الفاخرة و الطقوس السعيدة عاشتها تايلاند ، مما جعل أفراد الشعب التايلاندي يتفاءلون بحاكمهم الجديد الذي جعل بدايته مختلفة عن السابقين .
ملك تايلاند .. شخص غريب الأطوار
تعودنا أن نرى الملك بشخصية جدية و لباس رسمي ، أو لباس ملكي و تاج مدبب فوق رأسه ، لكن الأمر مختلف بالنسبة لملك تايلاند ، مما جعل الناس يلقبونه بغريب الأطوار ،
في الواقع هذا اللقب ينطبق عليه كثيرا ، إذ انتقد الكثيرون أسلوب حياة الملك ، من طريقة لباسه إلى ولعه بالكلاب و رسم الوشوم المختلفة و الكثيرة على جسده .
لقد أثار الجدل حول أسلوب حياته و لاقت تصرفاته رفضا كبيرا بين أفراد الشعب التايلاندي ، مما جعل بعضهم يخرجون في مظاهرات مناهضة ضمت الآلاف ، ن
زلوا إلى الشوارع الرئيسية في بانكوك ، طالبوا بإجراء إصلاحات ديمقراطية في البلاد ، كانت هذه خطوة جريئة جدا ، فحب العائلة الملكية يتم تعليمه للجميع من المهد إلى اللحد في تايلاند ،
و لم يسمح لأحد بتعدي الحدود مع أحد أفراد العائلة الملكية ، لكن حقيقة كان هناك خوف و رهبة من العواقب .
إن أسلوب حياة ملك تايلاند جعله يفقد احترام شعبه له ، كيف لا و تراه يخرج بلباس منافٍ لزي الأمراء ؟!!
إنه مولع بارتداء قمصان قصيرة ضيقة و رسم الوشوم على جسده ، كما أنه يعيش حياة عاطفية فوضوية ، لقد أثار ظهور ملك تايلاند قبل توجهه إلى ألمانيا دهشة كبيرة و ازدراء واسع الطيف ،
حيث ظهر مع زوجته في ألمانيا مرتديا صدرية و على ظهره و يديه وشوم كثيرة ، حاملاً كلباً في يده .
عادة ما يمثل الملك اسم دولته ، و هذا كان سبب رفض أسلوب حياته و طريقة لباسه من قبل أفراد شعبه .
هوس غريب بكلب راحل
ملك تايلاند ماها البالغ من العمر 68 عامًا كان لديه هوس غريب بكلبه الراحل ”فو فو“، أساء للقوات الجوية الملكية عندما قام بإكساء كلبه بلباس القوات الجوية الملكية التايلاندية ،
وخصص له مقعدا في مواعيد العشاء الرسمية، و كان يرافقه في المناسبات الملكية .
ليس هذا فحسب بل تخيل أنه قام بترقية ”فوفو“ إلى رتبة فريق أول طيار في سلاح الجو الملكي التايلاندي .
لقد أساء احترام رجال البلاط بشكل كبير عندما أصر ماها على أن يزحف رجال البلاط على ركبهم تجاهه، كما أثار الكلب انتباه الجمهور في عام 2007 عندما ظهر في فيديو لزوجته الثالثة
و هي تطعم الكلب كعكة عيد ميلاد وهي عارية تماماً ، مما أثار ضجة كبيرة في تايلاند .
كل هذه التصرفات بكفة و تصرفه المجحف بحق أبنائه الأربعة بكفة ثانية ، حيث تبرأ ماها من أربعة من أبنائه ورفض دفع الرسوم المدرسية علما أن ثروته تبلغ ما يقارب 30 مليار جنيه إسترليني .
هذه المواقف أفقدت ملك تايلاند مكانته الدولية ، و جعلت الآخرين لا يكنون له أي احترام ، حتى أفراد شعبه كذلك .
سياسة ملك تايلاند
بالرغم من غرابة أفعال ملك تايلاند و الفوضوية الكبيرة التي يعيش بها دون احترام منصبه و اسم البلد الذي يمثله ، كان شديدا على شعبه بشكل كبير ،
مع عدم السماح لأي شخص بقول كلمة واحدة ضد الملك أو الملكة أو الوريث الظاهر أو الوصي أو حتى حيواناتهم الأليفة ، و من يتجرأ على ذلك يحكم بالسجن لمدة خمسة عشر عاما ، ألا يعتبر هذا حكماً أرستقراطياً و كبح لحرية الشعب ؟!
و نتيجة هذه السياسة المجحفة تصاعدت الاضطرابات في تايلاند ، لأن أعمال ملك تايلاند جعل المواطنون يزدادون حقدا و ينفرون من سياسة الحكم
و من الملك ماها الذي قضى معظم هذا العام مختبئا مع حاشية كبيرة لحمايته من أي طارئ في حالة حدوث انقلاب
، بما في ذلك 20 محظية في فندق فخم في بافاريا بألمانيا .
تدخل الحكومة الألمانية
لكن الحكومة الألمانية اتخذت قرارا لصالح الشعب التايلاندي ، إيمانا منها بحرية الشعوب و حقهم في اختيار الملك الذي يناسبهم ،
فصرحت أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في استضافة ماها على أرضيها ، فما كان من ملك تايلاند إلا الامتثال لأوامر الحكومة الألمانية و مغادرة البلاد .
لكنه لم يظهر للشعب بل إنه ما زال يختبئ في أحد قصور العائلة المالكة التايلاندية ، الوضع في تايلاند ما زال غير مستقرا حيث تجري مظاهرات صريحة و عنيفة بشكل متزايد في الشوارع .
ملك تايلاند هو حالة تعتبر غريبة بين الملوك ، لكن بالرغم من ذلك استطاع تحقيق الشهرة الكافية بتصرفاته الغريبة ، مما جعل الأنظار تتوجه نحوه دائما لمعرفة كل جديد .
قرر ملك تايلاند العودة إلى منزله الأسبوع الماضي ، استقبله أكثر من عشرة آلاف متظاهر ، سارت التظاهرات عبر بانكوك مطالبين بدستور جديد للبلاد ،
و قد كتب المتظاهرون عبارات سيئة على سيارة رولز رويس البيضاء ، حتى وجد القائمين على الحكم ضرورة إعلان حالة الطوارئ ،
حتى الآن لا يمكن توقع مصير ملك تايلاند ، الفوضى التي تعيشها البلاد مخيفة خاصة أن الشعب تحرك رغم جميع القوانين الصارمة و التي لا تسمح لأحد بالتعدي و لو بكلمة على أحد أفراد العائلة الملكية أو حتى حيواناتهم الأليفة .
هل هناك إنجازات له؟
عادة سير الملوك تزخر بالأعمال المشرفة و العطاءات الكثيرة ، لكن حقيقة القول لقد بحثنا كثيرا عن إنجازات تُذكر لملك تايلاند ،
لكننا لم نجد ذكرا لذلك لأن أطواره الغريبة و أعمال القمع التي استخدمها في حق شعبه كانت تتصدر القائمة ، تخيل معي عزيزي القارئ أنه قام بسجن شخص لمدة 32 عاما نتيجة كبس زر لايك لصورة مركبة على الفوتوشوب تسخر من الملك بوميبول .
ملك تايلاند ماها يمنع شعبه من كتابة اسم كلبته فوفو دون استخدام لقب السيدة ، و بعد موت الكلبة تم تشييعها و دفنها بمراسم رسمية ، لم يكن أمام الشعب التايلاندي سوى الامتثال لأوامر الملك ،
لأن أي شخص يتجرأ للنيل من هيبة و سيادة العائلة الملكية سوف يعاقب بالسجن لمدة طويلة ، لا يستطيع أحد توقع ما يمكن أن يقوم به ملك تايلاند و الأوامر المجحفة التي يصدرها ،
إنه يتيح لنفسه كل شيء و يحرّم على شعبه الكثير ، هذا ما أثار غضب الشعب التايلاندي و أشعل موجة غضب عارمة .
كان هذا كل شيء عن ملك تايلاند ، طفولته و حياته ، نشأته و تعليمه ، سياسته و طريقة حكمه ، و أكثر ما يلفت النظر هو غرابة أطواره التي تحدثنا عنها مطولاً في مقالنا .
المصادر و المراجع :
- https://en.m.wikipedia.org/wiki/
- https://www.insider.com/thailand-king-maha
- https://www.abc.net.au/news/2021-01-10/