Table of Contents
وجد المذياع منذ أكثر من قرن وتطوّر عبر العصور ولكن هل تعلم من هو مخترع المذياع؟ ومتى بدأ بث الإذاعة الحقيقي لأول مرة ؟ هذا ماسنعرفه في مقالنا لليوم تابعوا معنا .
على مدى العصور استطاع البشر الوصول لعدد كبير من الاختراعات التي طورت حياتهم ونهضت بها ونقلت البشرية لمرحلة لم يتوقع أحد الوصول إليها ، ومع كل اختراع جديد كان يتوصل له العلماء كان يلقى صدىً واسعاً في جميع أنحاء العالم .
ومن أهم الاختراعات التي وصلت إليها البشرية هو المذياع أو “الراديو” الذي مر على اختراعه أكثر من 100 عام ، ويشير مصطلح المذياع إلى الجهاز الإلكتروني الذي يعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية التي يمكنها نقل الصوت والكلام والبيانات الأخرى عبر الهواء .
أتاح لنا الراديو الاستماع إلى الموسيقى والأخبار والمحتوى وقنوات الإذاعة التي تبث من خلاله . ورغم اعتقاد البعض في أيامنا أن هذا الإختراع ليس بالمبهر في هذا العصر بسبب التقدم الهائل في مجالات أخرى ، إلا أن الحقيقة حول أهميته كانت عندما وصف الناس هذا الاختراع “بالنهاية” ، حيث انبهر العالم به واعتقدوا أن التطور الفكري قد وصل إلى نقطة النهاية ، وعندما تم اختراعه وتقديمه للعالم كتبت صحيفة بريطانية : “رجل يتكلم في موناكو ويسمعه رجل في لندن ، إنها النهاية ” . وحتى مع تطور الحياة لم تتغير منزلته كثيراً ، ففي عام 2018 بلغ وقت الاستماع إلى راديو في أمريكا في المتوسط 106 دقائق يومياً .
في الحقيقة لم تنته الإختراعات عنده ، بل فتح الأبواب أمام اختراعات أخرى لم يتخيل البشر وجودها ، كالهواتف اللاسلكية والميكرويف وأجهزة التحكم عن بعد . وبعد كل ماسبق يجدر بنا الحديث عن العظماء الذين كانوا وراء هذا الاختراع .
مخترع المذياع
قبل حلول القرن التاسع عشر ، لم يكن هناك ما يسمى بالاتصالات اللاسلكية ، وحتى عندما بدأت تكنولوجيا الراديو في الظهور في أواخر القرن نفسه ، استغرق الأمر سنوات حتى أصبح مفهوم اللاسلكية سائداً .
وعلى الرغم من وجود العديد من الاختلافات حول مخترع المذياع ، يتفق معظم الناس على أن العالم الصربي الأمريكي نيكولا تيسلا و الفيزيائي الأمريكي غولييلمو ماركوني هما مخترعا المذياع و المسؤولان عن أول راديو تم اختراعه .
في الحقيقة تعود الجذور الأصلية لاختراع الراديو إلى أوائل القرن التاسع عشر . عندما وضع الفيزيائي الدنماركي ” هانز أورستد ” الأسس الأولى وذلك باكتشاف العلاقة بين التيار المستمر والطاقة المغناطيسية وذلك في عام 1819 .
وكانت هذه النظرية حجر الأساس لاختراعات أخرى بعدها . فاخترع ” أندريه ماري أمبير ” تقنية الملف الحلزوني لتشكيل مجالات مغناطيسية . وفي عام 1831 ، طور العالم الشهير مايكل فاراداي نظريته التي أشارت إلى أن إحداث تغيير في المجال المغناطيسي قد يكون لديه القدرة على توليد قوى دافعة كهربائية .
لعبت نظرية “الحث الكهربائي ” التي أشار لها فاراداي دوراً أساسياً في تطوير الراديو . في نفس العام ، بدأ “جوزيف هنري” الأستاذ الشهير في جامعة برنستون ، العمل على تقنية الترحيل الكهرومغناطيسي .
كما تنبأ الفيزيائي الاسكتلندي جيمس ” كليرك ماكسويل ” للمرة الأولى بوجود موجات الراديو في ستينيات القرن التاسع عشر . في عام 1886 ، أوضح الفيزيائي الألماني ” هاينريش رودولف هيرتز ” أن التغيرات السريعة في التيار الكهربائي يمكن أن تنطلق في الفضاء على شكل موجات راديوية ، على غرار موجات الضوء وموجات الحرارة .
تنافس مخترعا المذياع
في عام 1884 ، اخترع تسلا الملف التعريفي أو ما يسمى ملف تسلا ، وهو جهاز قام بصنعه لإرسال موجات الراديو واستقبالها ، وقد ذكر مكتب براءات الاختراع الأمريكي لاحقاً أن ماركوني اعتمد عليه في اختراعه .
ولكن في عام 1895 ، دمر حريق معمل تسلا بينما كان يستعد لإرسال إشارة راديو على بعد حوالي 50 ميلاً (80 كيلومتر ) إلى ويست بوينت في مدينة نيويورك .
في هذه الأثناء ، كان ماركوني يقوم بتجاربه الخاصة ، وفي عام 1896 ، أرسل واستقبل إشارات راديو قائمة على شفرة مورس على مسافات تمتد إلى ما يقرب من 6 كيلومترات في إنجلترا. وبعدها تقدم بطلب للحصول على أول براءة اختراع في العالم في مجال التلغراف اللاسلكي في إنجلترا .
تقدم تسلا بطلب للحصول على براءة اختراعه الأولى في العمل الإذاعي عام 1897 في أمريكا . كما قام أيضاً ببناء قارب يتم التحكم فيه عن طريق الراديو في ماديسون سكوير غاردن في عام 1898 .
وفي عام 1900 ، منح مكتب براءات الاختراع الأمريكي برائتي اختراع لتسلا ، عن التصميم الأساسي لملفات تسلا ، في 20 مارس و منحته براءة مخترع للمذياع أيضاً . في نفس العام ، وتحديداً في 10 نوفمبر ، قدم ماركوني طلب للحصول على براءة اختراع للإبراق المضبوط . في البداية رفض مكتب براءات الاختراع طلبات ماركوني بسبب اعتماده على ملفات تسلا .
أخيراً ، وفي عام 1904 ، أعاد مكتب براءات الاختراع الأمريكي قراره السابق لسبب غير مفهوم ومنح الإيطالي ماركوني براءة اختراع لاختراعه الراديو .
في عام 1915 ، رفع تسلا دعوى قضائية ضد شركة ماركوني لانتهاك براءات الاختراع ولكن دون جدوى . وبعد عدة تطورات ، وفي عام ١٩٤٣ رفعت شركة ماركوني دعوى ضد الولايات المتحدة لانتهاك براءات الاختراع خلال الحرب العالمية الأولى.
ولكن الدعوى لم تصل ، ولتجنب تلك الدعوى أيدت امريكا براءة الاختراع السابقة وأعادت لتسلا جائزة اختراع الراديو لكنه كان متوفي قبل بضعة أشهر ، وعلى الرغم من ذلك لايزال الكثيرون يعتقدون بأن ماركوني هو والد الراديو ( المذياع ) .
ذات صلة :
متى بدأ البث الإذاعي الحقيقي للراديو ؟
في عام 1915 ، تم نقل الكلام لأول مرة عن طريق الراديو من مدينة نيويورك إلى سان فرانسيسكو عبوراً بالمحيط الأطلسي .
بعد خمس سنوات بدأت الجداول اليومية للبرامج الإذاعية على إحدى المحطاة الإذاعية . في عام 1927 ، تم افتتاح خدمة المهاتفة التجارية التي ربطت بين أمريكا الشمالية وأوروبا . وبحلول العام 1935 ، تم إجراء أول مكالمة هاتفية حول العالم باستخدام مجموعة من الدوائر السلكية والراديو .
موجات FM و AM
استمرت تقنيات الإرسال اللاسلكي في التحسن في أوائل التسعينيات ، وبدأ تطوير خدمات الراديو في العالم .
اكتشف ” لي دي فوريست ” أن حل اللغز الكامل للإشعاع الكهرومغناطيسي كان حاسماً لتطوير الراديو .فكان أول شخص يستخدم كلمة “راديو” ، وأسفر عمله عن اكتشاف تقنية AM ، وأدّت هذه التقنية إلى بث المحطات الإذاعية التي لم تستطع أجهزة الإرسال القديمة دعمها بالشكل المطلوب .
ومنذ ذلك الحين ، أخذ الراديو يتحول ويتطور بوتيرة ثابتة.
وبعد سنين ، اخترع ” إدوين هوارد أرمسترونغ ” راديو FM ذو التردد المعدل في عام 1933. حيث حسّن نظام FM الإشارة الصوتية للراديو من خلال التحكم في (الضوضاء الساكنة) التي تسببها الأجهزة الكهربائية والغلاف الجوي للأرض .
حتى عام 1936 ، كان يتوجب توجيه جميع الاتصالات الهاتفية الأمريكية من خلال المحيط الأطلسي عبر إنجلترا . وفي ذلك العام أيضاً ، تم فتح دائرة هاتف لاسلكي مباشر لباريس . وفي منتصف العام 1965 ، تم إنشاء أول نظام هوائي رئيسيFM في العالم ، صُمم ذلك النظام لإتاحة البث لمحطات FM الفردية في وقت واحد ومن مصدر واحد ، في مبنى (إمباير ستيت) في مدينة نيويورك .
المذياع اليوم لايعتبر مجرد وسيلة لتوجيه الاتصالات بين البشر . بل أصبح طريقة للمؤسسات الكبيرة للتواصل بطريقة ممنهجة ومنظمة مع متابعيها ، لتقديم المعلومات والترفيه .
ولم يعد الناس مقتصرين بالضرورة على متابعة المحطات المحلية فقط . حيث أتاحت الأقمار الصناعية والبث الرقمي امكانية الاستماع إلى المحطات الدولية دون أي مشاكل .
ومن الميزات الأخرى أن محطات الراديو يمكن الوصول إليها بشكل دائم ، حتى عندما تتعرض خدمات الهاتف واتصالات الأقمار الصناعية للمشاكل والانقطاع . كما يستخدم لاستمتاع الموسيقى والبرامج الحوارية والمسابقات والمقابلات والأخبار المتنوعة أولاً بأول .
المراجع :