Table of Contents
رأس الرجاء الصالح هو رأس اليابسة في المحيط الأطلسي في قارة أفريقيا ، ولكن من هو مكتشف رأس الرجاء الصالح ، وكيف تمّ ذلك ، إليك التفاصيل الكاملة .
مكتشف رأس الرجاء الصالح هو الملاّح البرتغالي ” فاسكو دا جاما” الذي فتح الطريق البحري بين أوروبا الغربية إلى الشرق عن طريق اكتشافه لرأس الرجاء الصالح.
مكتشف رأس الرجاء الصالح
ولد ” فاسكو دا جاما” مكتشف رأس الرجاء الصالح في عام 1460, في سينيس, في البرتغال. كان دا جاما الابن الثالث في عائلته و كان قائد قلعة سينيس على ساحل مقاطعة ألينتيخو في الجنوب الغربي للبرتغال. ولا يعرف إلا القليل عن حياته المبكرة .
في عام 1492, أرسله الملك جون الثاني ملك البرتغال ,في مهمة قام بها دا جاما بسرعة وفعالية, إلى ميناء سيتوبال, جنوب لشبونة, وإلى الغارف( المقاطعة الواقعة في أقصى جنوب البرتغال), للاستيلاء على السفن الفرنسية رداً على النهب الفرنسي في زمن السلم ضد الشحن البرتغالي.
في عام 1495و اعتلى الملك مانويل العرش, فتحول ميزان القوى بين الفصائل في البلاط البرتغالي لصالح أصدقاء ورعاة عائلة دا جاما. وفي الوقت نفسه تم إحياء مشروع مهمل , وهو إرسال أسطول برتغالي إلى الهند لفتح الطريق البحري إلى آسيا والالتفاف حول المسلمين الذين كانوا حتى الآن يتمتعون باحتكار التجارة مع الهند والولايات الشرقية الأخرى .
ولأسباب غير معروفة , تم تعيين دا جاما, لقيادة الحملة الاستكشافية على الرغم من أنه لم يكن لديه سوى القليل من الخبرة في هذا الموضوع.
ذات صلة :
1.الرحلة الأولى
في 8يوليو علم 1497, أبحر دا جاما من لشبونة بأسطول مكون من أربع سفن, اثنان من السفن الشراعية متوسطة الحجم بثلاث صواري, كما حمل الأسطول أعمدة حجرية لتكون بمثابة علامات للاكتشاف. كل واحدة بحوالي 120طناً, تحمل اسم ” ساو غابرييل”, و “ساو رافائيل”. ذهب مع اسطول دا جاما ثلاثة مترجمين فوريين , اثنان من المتحدثين باللغة العربية وواحد يتحدث عدة لهجات.
في15 يوليو بعد مروره بجزر الكناري, وصل الأسطول إلى سانتياغو في جزر الرأس الأخضر في 26 وبقي هناك حتى 3أغسطس , (في جنوب المحيط الأطلسي قبل محاولة الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح). في 7 نوفمبر وصل الأسطول إلى خليج سانتا هيلينا (في جنوب أفريقيا الحديثة).
أدت الرياح غير المواتية والتيار المتعاكس إلى تأخير تقريب الوصول لرأس الرجاء الصالح حتى 22نوفمبر.أبحر الأسطول مرة أخرى في 8 ديسمبر, ووصلوا إلى ساحل ناتال, في يوم عيد الميلاد.
في 11 يناير عام 1498, رسا الأسطول لمدة خمسة ايام بالقرب من مصب نهر صغير بين ناتال و موزمبيق, والتي أطلقوا عليها اسم ريو دو كوبري (نهر النحاس). في يوم 25 يناير وصلوا إلى (نهر حسن الفال), وبحلول هذا الوقت كان العديد من الطاقم مريضاً بالإسقربوط مما اضطر البعثة للاستراحة لمدة شهر لإصلاح السفن.
في 2مارس وصل الأسطول إلى جزيرة الموزمبيق , الذي يعتقد سكانها أن البرتغاليين مسلمون مثلهم. علم دا جاما أنهم كانوا يتاجرون مع التجار العرب, وأن أربع أواني عربية كانت محملة بالذهب والمجوهرات والفضة والتوابل كانت في الميناء حينها, وقيل لدا جاما أن بريستر جون الحاكم المسيحي , عاش في المناطق الداخلية ولكنه كان يسيطر على العديد من المدن الساحلية. زود سلطان موزمبيق دا جاما بطيارين , أحدهما هجرهم عندما اكتشف أن البرتغاليين كانوا مسيحيين.
في 7 أبريل, وصلت البعثة إلى مومباسا (كينيا الآن), وفي 14 أبريل ,نزلت المرساة في ماليندي (في كينيا ايضاً), حيث وجد على متن السفينة طياراً من ولاية غوجارتي يعرف الطريق إلى كاليكوت, على الساحل الجنوبي الغربي من الهند.
بعد 23 يوما من الإبحار عبر المحيط الهندي , شوهدت جبال غاتس في الهند, وفي20 مايو تم الوصول إلى كاليكوت.
هناك أقام دا جاما لإثبات وصوله إلى الهند, تم الترحيب بهم من قبل الحاكم الهندوسي لكاليكوت( تبديد زامورين) , والتي كانت آنذاك أهم مركز تجاري في جنوب الهند.
فشل دا جاما فب إبرام المعاهدة , وذلك بسبب هداياه التافهة وسلوكه الفظ, ويرجع ذلك جزئياً إلى عداء التجار المسلمين , وجزئياً بسبب الهدايا المبتذلة والسلع التجارية الرخيصة التي أحضرها, رغم أنها تناسب تجار غرب أفريقيا, إلا أنها لم تكن مطلوبة في الهند, وذلك لخطأ البرتغاليون باعتقادهم أن الهندوس مسيحيين.
غادر دا جاما في نهاية شهر أغسطس , بعد تصاعد التوتر, آخذاً معه خمسة أو سته من الهندوس حتى يتعرف الملك مانويل على عاداتهم. دفع الجهل واللامبالاة بالمعرفة دا جاما إلى اختيار أسوأ وقت ممكن في العام لرحيله, فكان عليه أن يبحر عكس الرياح الموسمية.
زار جزيرة أنجيديف( بالقرب من جوا) قبل الإبحار إلى ماليندي والتي وصل إليها في 8 يناير 1499, بعد ما يقرب ثلاثة شهور من عبور بحر العرب.
مات العديد من أفراد الطاقم بسبب الإسقربوط. فعند الوصول إلى ماليندي أمر دا جاما بإحراق “ساو رافائيل” بسبب انخفاض أعداد الطاقم بشكل كبير من المرض.
في 20 مارس قامت “ساو غابرييل” و” بيريو” بالدوان حول الرأس معاً لكن انفصلوا بعد شهر بسبب العاصفة. وصلت بيريو إلى نهر “تاجوس” في البرتغال في 10 يوليو, أما دا جاما واصل طريقه في ” ساو غابرييل” إلى جزيرة تيرسيرا, في جزر الأزور, حيث قيل أنه أرسل سفينته إلى لشبونة .وصل هو نفسه إلى لشبونة في 9 سبتمبر , ودخلها دخلة المنتصر.
وقضى فترة الحداد على شقيقه باولو , الذي توفي في تيرسيرا ( نجا 55 رجلاً فقط , من بين طاقم دا جاما الأصلي المكون من 170 فرداً). منح الملك مانويل , دا جاما معاشاً سنوياً, وبعض العقارات, ولقب الدوم.
ذات صلة :
2.الرحلة الثانية
أرسل مانويل الأول الملاح البرتغالي (بيدرو ألفاريس كابرال ) إلى كاليكوت بأسطول مكون من 13 سفينة , وذلك لاستغلال إنجازات دا جاما. تم تسليم قيادة هذا الأسطول إلى دا جاما, الذي حصل في يناير 1502 على لقب الأدميرال.
قاد دا جاما 10 سفن والتي كانت مدعومة بأسطولين من خمس سفن لكل منهما. كان الإبحار في فبراير 1502, تم استدعاء الأسطول في الرأس الأخضر, ووصل إلى ميناء سوفالا في شرق أفريقيا في 14يونيو, ثم أبحروا إلى كيلوا (تعرف اليوم بتنزانيا) . وبعد وصولهم إلى ميناء كانانور,
وصلت الشحن العربية التي كانوا ينتظرونها محملة بالبضائع, فقاموا بالاستيلاء على البضائع وأحرقوا السفينة , وذلك أدى لتشويه سمعة دا جاما, حيث ارتبطت أساليب تجارة البرتغاليين بالإرهاب.
3.الرحلة الثالثة
كان هناك غموض يحيط بمستقبل دا جاما , فلدى عودته لم يحصل على تعويض كافٍ عن آلامه, فاندلع الجدل بين الأدميرال و سامساو تياغو حول ملكية بلدة سينيس , التي كان الأدميرال قد وعد بها , لكن الأمير رفض التنازل عنها.
تزوج دا جاما سيدة من تدعى( كاترينا دي أتايد) ربما في عام 1500 بعد عودته من رحلته الأولى. أنجب ستة أبناء.
ثم تقاعد إلى مدينة إيفورا , وحصل على امتيازات وإيرادات إضافية. واستمر في تقديم المشورة للملك حتى عام 1500.
توفي في جوا عام 1538, ثم نقلت جثته إلى البرتغال.
المراجع :