Table of Contents
هل تعلم من هو مكتشف الخلية ؟ ستجد في هذا المقال معلومات عن نشأته وحياته ، وعلى طريقة اكتشافه لها ، بالإضافة إلى القصة الكاملة لهذا الاكتشاف الرائد.
عند الحديث عن العلوم والتكنولوجيا والرياضيات , لا بد أن نتحدث عن العالم الذي اكتشف الخلية (روبرت هوك).
حيث كان هوك عالماً انكليزياً وفيلسوفاً طبيعياً من القرن السابع عشر , كما أنه عالم مبتكر, اشتهر بمجموعة متنوعة من الملاحظات عن العالم الطبيعي, لكن ربما يكون اكتشافه الأكثر بروزا هو “اكتشاف الخلية” الذي جاء في عام 1665 , وذلك عندما نظر إلى قطعة الفلين من خلال عدسة مجهره وقام باكتشاف الخلية.
مكتشف الخلية
مكتشف الخلية روبرت هوك ولد في 18 يوليو 1635 في جزيرة “وايت” قبالة الساحل الجنوبي لإنكلترا. وهو ابن النائب جون هوك وزوجته الثانية سيسلي جيتس. عندما كان صغيراً كانت صحته حساسة , مما اضطر روبرت للبقاء في المنزل حتى وفاة والده.
ذهب هوك إلى لندن في عام 1648 وذلك عندما كان هوك يبلغ من العمر 13 عاماً وتم تدريبه لأول مرة على يد الرسام بيتر ليلي, حيث أثبت أنه جيد لحد ما في الفن, لكنه غادر المرسم لأن الأبخرة أثرت عليه. التحق بمدرسة وستمنستر في لندن, حيث تلقى تعليماً أكاديمياً قوياً هناك بما في ذلك تعلمه للغة اللاتينية واليونانية والعبرية, وتلقى أيضاً تدريباً كصانع آلات.
انتقل هوك لاحقاً من وستمنستر إلى أكسفورد, حيث أصبح منتجاً وصديقاً ومساعداً في الشركة . والتحق بكلية كنيسة المسيح ( كريست تشيرتش) , وعمل في مختبر روبرت بويل,(المعروف بقانونه الطبيعي للغازات الذي سمي باسمه قانون بويل).
اخترع هوك مجموعة واسعة من الأشياء أثناء عمله في كلية كنيسة المسيح, بما في ذلك زنبرك التوازن في الساعات, لكنه لم ينشر إلا القليل منها.
في عام 1661 , نشر كتاباً عن الانجذاب الشعري, وكانت هذه الأطروحة هي التي لفتت انتباه علماء الجمعية الملكية لتعزيز التاريخ الطبيعي إليه.
تأسست الجمعية الملكية لتعزيز التاريخ الطبيعي, في نوفمبر عام 1660, وهي مجموعة من العلماء المتشابهين في التفكير, حيث لم تكن مرتبطة بجامعة معينة , بل تم تمويلها تحت رعاية الملك البريطاني تشارلز الثاني. وكان من بين الأعضاء هوك بويل, والمهندس المعماري( كريستوفر ورين) , وعدد من الفلاسفة الطبيعيين (جون وليكنز, وإسحاق نيوتن) أما اليوم فتضم 1600زميل م جميع أنحاء العالم.
في عام 1662, عرضت الجمعية الملكية على هوك منصب أمين المعرض المجاني ( غير مدفوع الأجر), لكي يزود المجتمع بثلاث أو أربع تجارب في كل اسبوع, ووعدوه بالدفع له بمجرد حصول الجمعية على المال, وفي النهاية حصل هوك على أجر نظير الإشراف.
حصل على سكن في كلية جريشام, وذلك عندما تم تعيينه أستاذاً للهندسة, وظل هوك فيها لبقية حياته, حيث عرضوا عليه فرصة للبحث عن كل ما يهمه.
اكتشافات روبرت هوك
كان هوك مثل العديد من أعضاء الجمعية الملكية, واسع النطاق في مصلحته, حيث كان مفتوناً بالملاحة البحرية, فاخترع هوك جهاز أعماق البحار وجهاز أخذ عينات المياه.
في سبتمبر عام 1663, بدأ في الاحتفاظ بسجلات الطقس اليومية, على أمل أن يؤدي ذلك إلى تنبؤات طقس معقولة. اخترع أو حسّن أدوات الأرصاد الجوية الأساسية الخمسة وهي ( البارومتر, مقياس الحرارة, المجهر, مقياس المطر, مقياس الرياح), وقام بتطوير وصناعة نموذج لتسجيل بيانات الطقس.
قبل حوالي 40 عاماً من انضمام هوك للجمعية الملكية , اخترع جاليليو المجهر( الذي كان يدعى أوكيولينو في ذلك الوقت أو وينك بالإيطالية).
وبصفته أميناً للجمعية, اشترى هوك( مجهر) نسخة تجارية وبدأ قدراً كبيراً ومتفاوتاً من الأبحاث فيه, وذلك بالنظر إلى النباتات والقوالب والرمل والبراغيث, ومن بين اكتشافاته أصداف أحفوريه في الرمال (تعرف الآن باسم المنخربات), وجراثيم في العفن, وممارسات مص البعوض والقمل للدماء.
بيولوجيا الخلية
بيولوجيا الخلية هي فرع من علم الأحياء الذي يدرس الوحدة الأساسية للحياة, (والتي هي الخلية).
إنه يتعامل مع كل جوانب الخلية بما في ذلك تشريح الخلية وانقسام الخلايا( الانقسام الاختزالي), والعمليات التي تقوم بها الخلية بما في ذلك تنفس الخلية , وموت الخلايا. لا تقف بيولوجيا الخلية وحدها كتخصص , لكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجالات أخرى من علم الأحياء مثل علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية والكيميائية والحيوية.
لم تكن دراسة الخلايا ممكناً بدون اختراع المجهر وهذا استناداً لأحد المبادئ الأساسية لعلم الاحياء ونظرية الخلية, فبفضل المجاهر المتقدمة اليوم مثل مجهر المسح الالكتروني ومجهر الإرسال الالكتروني يستطيع العلماء الحصول على صور مفصلة لأصغر الهياكل الخلوية.
ذات صلة :
كيف تمّ اكتشاف الخلية
اشتهر روبرت هوك مكتشف الخلية اليوم بتعريفه للبنية الخلوية للنباتات, وذلك عندما نظر إلى قطعة من الفلين من خلال مجهره, لاحظ وجود مسام أو خلايا بداخلها. يعتقد هوك أن الخلايا كانت بمثابة حاويات “للعصائر النبيلة” أو ” الخيوط الليفية ” لشجرة الفلين التي كانت تعيش في يوم من الأيام.
كان قادراً على رؤية قرص العسل لجدران الخلايا من المادة النباتية , والتي كانت النسيج الوحيد المتبقي منذ أن ماتت الخلايا, صاغ كلمة “خلية” لوصف المقصورات الصغيرة التي رآها . كان هذا اكتشافاً مهماً جداً لأنه قبل ذلك لم يكن أحد يعرف أن الكائنات الحية تتكون من خلايا.
قدم مجهر هوك تكبيراً يبلغ حوالي 50 ضعفاً , فتح المجهر المركب عالماً جديداً تماماً للعلماء, كما أنه شكل بداية دراسة بيولوجيا الخلية. وفي عام 1670 قام العالم الهولندي أنطوني فان ليفينهوك بفحص الخلايا الحية باستخدام مجهر مركب مقتبس من تصميم هوك.
تم تسجيل تسعة أشهر من التجارب وبعض الملاحظات في كتابه, الصادر عام 1665, بعنوان الأوصاف الفسيولوجية للأجسام الدقيقة التي تصنعها النظارات المكبرة مع الملاحظات والاستفسارات المتعلقة بذلك, وهو أول كتاب يصف الملاحظات التي يتم إجراؤها من خلال المجهر.
تضمنت العديد من الرسومات , تم نسب بعضها إلى كريستوفر رين, مثل تلك الخاصة بالبراغيث المفصلة التي لوحظت من خلال المجهر.
كان هوك أول من استخدم كلمة “خلية” لتحديد الهياكل المجهرية عندما كان يصف الفلين.
الموت والإرث
كان هوك عالماً رائعاً, ومسيحياً تقياً, ورجل قليل الصبر, وعدم اهتمامه بالرياضيات هو السبب الذي منعه من النجاح الحقيقي. ألهم العديد من أفكاره للآخرين , وأكملوها بعده داخل وخارج الجمعية الملكية , مثل عالم الأحياء الدقيقة الرائد الهولندي (أنطوني فان ليوينهوك) , والملاح وعالم الجغرافيا ( ويليام المعروف باسم دامبير), والجيولوجي نيلز ستنسون (عدو هوك الشخصي ) , وغيرهم كثيرون .
في عام 1686 عندما نشرت الجمعي الملكية كتاب مبادئ نيوتن, اتهمه هوك بالسرقة الأدبية , وهذا الأمر أثر بشدة في
احتفظ هوك بمذكرات ناقش بها عيوبه وعاهاته, والتي كانت كثيرة , وعلى الرغم من أن هذه المذكرات لم تتمتع بميزة أدبية مثل “صموئيل بيتس” إلا أنها تصف أيضاً العديد من تفاصيل الحياة اليومية لهوك في لندن.
لم يتزوج ولم يكن لديه أطفال , ومات هوك بعد الحريق العظيم في لندن وهو يعاني من مرض الإسقربوط, وأمراض أخرى مجهولة , حي توفي في 3 مارس عام 1703عن عمر يناهز 67 عاماً.
وبذلك نكون قد تعرفنا على حياة مكتشف الخلية وكيف توصل الى اكنشافه خطوة بخطوة.
ذات صلة :
المراجع :