Table of Contents
يتألف الكون من عدد كبير من الذرات التي اكتشفت في القرون الماضية، لنتعرف على مكتشف الذرة ومؤسس قانون دالتون والنظرية الذرية التي أثرت على الحياة بشكل كبير.
مكتشف الذرة هو الكيميائي “جون دالتون” الذي يعود إليه هذا الاكتشاف في ريادته للنظرية الذرية الحديثة، وكان أول من درس عمى الألوان.
خلال حياته المبكرة المهنية حدّد الطبيعة الوراثية لعمى الألوان الأحمر والأخضر.
وفي عام 1803, كشف عن قانون دالتون للضغوط الجزئية, أيضاً في القرن التاسع عشر , كان أول من يشرح سلوك الذرات من حيث قياس الوزن. سنتكلم عن هذه الاكتشافات بشكل مفصل.
مكتشف الذرة
ولد مكتشف الذرة “جون دالتون” في إيجلزفيلد, إنكلترا, في 6 سبتمبر 1766, لعائلة كويكر.
كان لديه شقيقان على قيد الحياة, ولد هو وشقيقه مصابون بعمى الألوان. حصل والد دالتون على دخل متواضع من كونه يعمل في النول اليدوي. كان دالتون يتوق للتعليم الرسمي وذلك عندما كان طفلاً, لكن عائلته كانت فقيرة جداً. كان من الواضح أنه سيحتاج إلى مساعدة أسرته منذ صغره في الشؤون المالية.
بعد التحاقه بمدرسة كويكر في قريته في كمبر لاند, بدأ التدريس فيها عندما كان عمره 12 عاماً فقط., وعندما كان في الرابعة عشرة من عمره, أمضى عاماً في العمل كعامل مزرعة لكنه قرر العودة إلى التدريس, هذه المرة كمساعد في مدرسة كويكر الداخلية في كيندال.
وفي غضون أربع سنوات, أصبح الشاب الخجول مديراً للمدرسة, وبقي هناك حتى عام 1793, وفي ذلك الوقت أصبح مدرساً للرياضيات والفلسفة في الكلية الجديدة في مانشستر.
أثناء وجوده في نيو كوليدج (الكلية الجديدة) , انضم دالتون إلى جمعية مانشستر الأدبية والفلسفية , وهذه العضوية منحت دالتون في الوصول إلى مرافق المختبر. في أحد مشاريعه البحثية الأولى , تابع دالتون اهتمامه الشديد بالأرصاد الجوية, حيث بدأ بالاحتفاظ بسجلات يومية للطقس, مع إيلاء اهتمام خاص لتفاصيل مثل سرعة الرياح والضغط الجوي, ثم نشرت نتائج بحثه حول الضغط الجوي في كتابه الأول( نتائج الأرصاد الجوية) في نفس العام الذي وصل فيه إلى مانشستر.
خلال حياته المهنية المبكرة كعالم, بحث دالتون أيضاً عن عمى الألوان , وهو موضوع كان مألوفاً له من خلال تجربته المباشرة. وافترض دالتون أنه يجب أن يكون الأمر وراثياً , نظراً لأن الحالة قد أثرت عليه وعلى شقيقه منذ ولادته. أثبت صحة نظريته عندما كشف التحليل الجيني لنسيج العين عن افتقاده لرؤية الضوء الأخضر وإدراكه, ونتيجة لإسهاماته لا يزال يشار إلى الحالة غالباً باسم “الدالتونية”.
ذات صلة :
قانون دالتون
أدى اهتمام دالتون بالضغوط الجوية في النهاية إلى إجراء فحص دقيق للغازات. وفي أوائل القرن التاسع عشر, أثناء دراسة الطبيعة والتركيب الكيميائي للهواء علم دالتون أنه ليس مذيباً كيميائياً كما كان يعتقد علماء آخرون, وبدلاً من ذلك كان نظاماً ميكانيكياً يتكون من جزيئات فردية صغيرة تستخدم الضغط المطبق بواسطة كل غاز بشكل مستقل.
أدت التجارب التي قام بها دالتون على الغازات إلى اكتشافه أن الضغط الكلي لمزيج من الغازات بلغ مجموع الضغوط الجزئية التي يمارسها كل غاز أثناء احتلاله لنفس المساحة, وأصبح هذا القانون في عام 1803 معروفاً رسمياً باسم “قانون دالتون للضغوط الجزئية”.
ذات صلة :
النظرية الذرية
أدى افتتان دالتون بدراسة الغازات بالتدريج إلى التأكيد رسمياً على أن كل شكل من أشكال المادة( سواء كانت صلبة, أو سائلة, أو غازية)يتكون أيضاً من جزيئات فردية صغيرة. وأشار إلى نظرية الفيلسوف اليوناني “ديموقريطس” , النظرية الأكثر تجريداً للمادة, والتي سقطت منذ قرون عديدة , واقتبس منها مصطلح “ذرات” وذلك لتسمية تلك الجسيمات. وفي عام 1803, أنشأ دالتون أول مخطط للأوزان الذرية وذلك في مقال كتبه لجمعية مانشستر الأدبية والفلسفية.
وسعياً منه إلى التوسع في نظريته, فقد قرأ موضوع الوزن الذري في كتابه “نظام جديد للفلسفة الكيميائية” الذي نشر عام1808 , قدم دالتون في هذا الكتاب اعتقاده بأن ذرات العناصر المختلفة يمكن تمييزها عالمياً على أساس أوزانها الذرية المتغيرة, وبذلك أصبح أول عالم يشرح سلوك الذرات من حيث قياس الوزن. كما كشف حقيقة أن الذرات لا يمكن تكوينها أو تدميرها.
فحصت نظرية دالتون أيضاً تركيبات المركبات, موضحة أن الجسيمات الدقيقة(الذرات) في المركب , كانت ذرات مركبة . وبعد عشرين عاماً ,قدم الكيميائي ” أميديو أفوجادرو” مزيداً من التفاصيل حول الذرات, والذرات المركبة.
وفي كتابه ايضاً كتب دالتون عن تجاربه التي تثبت أن الذرات تتحد باستمرار بنسب بسيطة. ما يعنيه ذلك أن جزيئات العنصر تتكون دائماً من نفس النسب, باستثناء جزيئات الماء.
في عام 1810 نشر دالتون ملحقاً لكتابه “نظام جديد للفلسفة الكيميائية” وقد شرح فيه بالتفصيل بعض التفاصيل العملية لنظريته حيث قال: أن الذرات الموجودة داخل عنصر معين لها نفس الحجم والوزن تماماً, بينما تبدو ذرات العناصر المختلفة مختلفة عن بعضها البعض , قام دالتون في النهاية بتكوين جدول يسرد الأوزان الذرية لجميع العناصر المعروفة.
سرعان ما تبنى المجتمع العلمي عموماً نظرياته الذرية مع القليل من الاعتراض.
ذات صلة :
حياة مكتشف الذرة
عمل دالتون كرئيس لجمعية مانشستر الأدبية الفلسفية منذ عام 1817.
حتى يوم وفاته. في عام 1822, رفض عضوية منتخبة في الجمعية الملكية.
وفي عام1832, وافق على مضض على درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة أكسفورد المرموقة. ومن المفارقات أن ثوب تخرجه كان أحمراً لم يستطع رؤيته , فقد كان عمى الألوان لديه عذراً مناسباً له لتجاوز قاعة كويكر التي تحظر على المشتركين ارتداء اللون الأحمر.
وفي عام 1833, منحته الحكومة معاشاً تقاعدياً تضاعف في عام 1836. ومنحته جامعة إدنبرة درجة أخرى, هذه المرة دكتوراه في القانون .
في عام 1834تم نصب تمثال على شرف دالتون , حيث قال “راجكوماري ويليامز جونز” : “كان دالتون رمزاً كبيراً لمانشستر”. ” ربما يكون العالم الوحيد الذي حصل على تمثال في حياته”.
في حياته اللاحقة , واصل دالتون إلقاء المحاضرات في الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة , تمكن دالتون من الحفاظ على سمعته التي لا تشوبها شائبة. عاش حياة متواضعة غير معقدة , ركز على افتتانه بالعلم ولم يتزوج قط.
في عام 1837و أصيب دالتون بجلطة دماغية.
الموت والإرث
بعد إصابته بجلطة دماغية ثانية , توفي دالتون بهدوء مساء 26 يوليو 1844 في منزله في مانشستر, انكلترا. حصل على جنازة كبيرة مدنية ومنح الشرف الكامل. وبحسب ما ورد وما ذكر كان قد حضر 40 ألف شخص المسيرة, تكريماً لإسهاماته في العلوم والتصنيع والتجارة في البلاد, من خلال إيجاد طريقة ” لوزن الذرات”.
لم يغير بحث جون دالتون وجه الكيمياء فحسب , بل بدأ أيضاً في تقديم علم حديث. ربما لم يكن من الممكن أن يتم تقسيم الذرة في القرن العشرين دون أن يضع دالتون الأساس للمعرفة حول التركيب الذري للجزيئات البسيطة والمعقدة . سمحت اكتشافات دالتون أيضاً بالتصنيع الفعال للمركبات الكيميائية من حيث التكلفة, نظراً لأنها توفر للمصنعين بشكل أساسي وصفة لتحديد النسب الكيميائية الصحيحة في مركب معين.
معظم الاكتشافات التي قام بها دالتون مكتشف الذرة ساهمت في تطور البشرية وازدهارها الدائم.
ذات صلة :
مكتشف الأنسولين : القصة الكاملة لهذا الاكتشاف المذهل
المراجع :