Table of Contents
هل سمعت من قبل عن قانون كارما ؟ تعرّف في هذا المقال على هذا القانون وماهي الديانات التي تستخدمه وتعرف كذلك على قوانين الكارما الأثني عشر وعلى ماذا ينص كل منها وماذا يدعو .
الكارما حسب بعض الخبراء هي النظرة الهندوسية للسببية التي يمكن أن تؤدي فيها الأفكار و الأفعال و الكلمات الجيدة إلى نتائج مفيدة، في حين أن الأفكار و الأفعال و الكلمات السيئة تؤدي إلى نتائج سلبية.
كما يعرفها البعض الآخر على أنها المواقف أو التفاعلات التي تساعدنا على السير في طريقنا لتحقيق هدفنا الأعلى في الحياة.
يقول البعض أن رحلة الحياة لا تتعلق بالكمال، بل تتعلق بأن نكون كما نحن عليه حقاً، و التخلص من ما ليس نحن عليه.
ينظر الخبراء إلى الكارما على أنها سبب و نتيجة.
الكارما هي فلسفة لطريقة عيش حياتنا حتى نتمكن من أن نصبح أفضل صورة عن أنفسنا و نعيش الحياة الأكثر طمأنينة و قناعة، و يمكننا تغيير مسار حياتنا من خلال اختياراتنا و أفعالنا و أفكارنا التي نحن عليها الآن.
ما هو قانون كارما
الكارما هي المبدأ الروحي للسبب و النتيجة، أي أن النوايا الحسنة و الأفعال الصالحة تساهم في الكارما الحسنة، و النوايا و الأفعال السيئة تساهم في الكارما السيئة.
في بعض الديانات الهندية بما في ذلك الهندوسية و البوذية و السيخية يؤثر قانون كارما الشخص على حياته الحالية، و يمكن أن تؤثر على الحيوات المستقبلية.
نشأ قانون الكارما في الهند، و هو مفهوم يجمع بين ثلاث نقاط أساسية و هي السببية و الأخلاق و الولادة الجديدة.
تشترك جميع مدارس الديانات الهندية على مبدأ السببية، و هي أن أفعال الأشخاص ونواياهم تؤثر على حياتهم.
كما تنص على أن نتائج الكارما ربما يكون لها تأثيراً مادياً أو معنوياً أو عاطفياً، أي أن كارما الشخص تسبب سعادته أو تعاسته، و هذا التأثير ليس من الضرورة أن يكون فورياً، بل ربما يمتد إلى حياته المستقبلية أو إلى ما بعد الولادة الجديدة.
كما تؤثر كارما الأشخاص على إدراكهم الذي يتحكم بحياتهم. يتطلب التخلص من العادات السيئة في حياة الشخص جهداً كارمياً واعياً.
كما تشترك نظريات الكارما على الأخلاق، حيث أن الأعمال الصالحة تجلب ثمارها في هذه الحياة أو في الحياة المستقبلية، و الأعمال السيئة تجلب نتائجها في هذه الحياة أو في الحياة اللاحقة. و هي ليست ثواباً أو عقاباً و لكنها قانون ينتج عنه عواقب.
أما الجانب الثالث الذي تشترك به نظريات الكارما هو الولادة الجديدة أي إعادة الميلاد. أي أن جميع أشكال الحياة تمر بدورة تناسخ أي سلسلة من الولادات أو الولادة الجديدة. ففي المدارس التي تؤمن بالولادة الجديدة تنتقل روح الشخص بعد الموت إلى حياة أخرى و تحمل معها الكارما التي كانت ترافقها.
قوانين الكارما الاثني عشر
كل شيء في هذا الكون هو عبارة عن طاقة بما في ذلك الأفكار و العواطف التي نمتلكها، و كل ما نفعله يتولد عنه طاقة مقابلة تعود إلينا بشكل أو بآخر، أي إذا قمنا بفعل إيجابي حصلنا على نتيجة إيجابية، و إذا قمنا بفعل سلبي حصلنا على نتائج سلبية.
قوانين الكارما هي مجموعة من الإرشادات القوية التي تحفزك على أن تكون أكثر وعياً و إحساساً بالمسؤولية تجاه أفكارك و أفعالك مثل اتخاذك القرارات المصيرية في الحياة.
تساعدنا قوانين الكارما الاثني عشر على فهم كيفية عمل الكارما و كيفية إنشاء كارما إيجابية في حياتك حتى تحصل على ما تتمنى و تكون كما تريد. سوف نتحدث فيما يلي عن قوانين الكارما الاثني عشر بالتفصيل :
1. القانون العظيم أو قانون السبب و النتيجة
و هو أهم قانون للكارما و يشير هذا القانون إلى أن أفكارك و أفعالك تعود إليك، بمعنى آخر أنت تحصد ما تزرع حتى و لو بعد مرور وقت، فإذا كانت نظرتك و أفكارك تجاه موضوع معين تفكر به إيجابية سوف تحصل على نتائج جيدة، و اذا كانت نظرتك سوداوية فلن تحصل إلا على النتائج السلبية.
على سبيل المثال : إذا كنت تبحث عن الحب والتعلّق في حياتك فيجب أن تحب نفسك أولاً.
2.قانون الخلق
يشير قانون الخلق إلى أن الأحداث لا تظهر في حياتك و أنت تنتظر أو تجلس مكتوف الأيدي، بل يجب عليك أن تقوم بإجراء ما أو عمل ما حتى تحصل على النتيجة التي تطمح إليها.
كل ما تصل إليه في حياتك من إنجازات يتعلق بأفكارك و نواياك، كما يتعلق بمهاراتك و نقاط قوتك، فلن تستطيع أن تنجح في مكان ما دون أن تمتلك مقومات و أسباب هذا النجاح، بالإضافة إلى ضرورة تطوير نفسك باستمرار حتى تكون جاهزاً في أي لحظة لإحداث التغيير الإيجابي في حياتك، مثل اتباع دورة تدريبية أو تعلم لغة جديدة أو تطوير مهارة أو موهبة تمتلكها.
3. قانون التواضع
يتمثل قانون التواضع بقبول وضعك الراهن و القناعة التامة بأن واقعك الحالي هو نتيجة لقراراتك و أفعالك و نواياك، و إذا كنت ترغب في تغيير هذا الواقع فيجب أن تغير من نفسك أولاً.
على سبيل المثال : عندما يكون واقع العمل لديك سيئ فلن تستطيع إلقاء اللوم على زملائك انظر لنفسك و أدائك أولاَ، فأنت جزء لا يتجزأ من هذا الواقع.
4. قانون النمو
ينص قانون النمو على أننا جزء من هذا الكون، و أن نمو هذا الكون يبدأ بنا نحن و من داخلنا، لذلك يجب أن تغير في نفسك ما ترغب بتغييره من حولك،
كما ينص قانون النمو على أن هناك أموراً كثيرةً لا يمكنك التحكم فيها أو تغييرها في هذا الكون لذلك يجب عليك تقبلها، كما ينص على أن تركيزك يجب أن يكون موجهاً تجاه نفسك و ليس تجاه الآخرين و محاولة السيطرة عليهم و مراقبة أفعالهم وتصرفاتهم.
5.قانون المسؤولية
يشير قانون المسؤولية إلى أنك أنت المسؤول الوحيد عما أنت عليه الآن، كما أنك المسؤول الوحيد لما سوف تكون عليه في المستقبل، و بالتالي يجب عليك التوقف عن النظر إلى الخارج للعثور على أسباب مشاكلك و العراقيل التي تعترض طريقك، و بالتالي أنت من يحصد نتائج خياراتك و أفعالك في هذه الحياة.
6. قانون الاتصال
يشير هذا القانون إلى أن الماضي و الحاضر و المستقبل كله مرتبط ببعضه البعض، أنت اليوم نتيجة أفعالك في الماضي، و سوف تكون في المستقبل نتيجة أفعالك الآن.
أي أن مراحل حياتك جميعها تؤثر على بعضها البعض و ربما تؤثر على الحيوات اللاحقة، و ذلك بالنسبة للمذاهب التي تؤمن بالولادة الجديدة.
7. قانون التركيز
عندما تركز على أشياء كثيرة من حولك فأنت بذلك تشتت أفكارك و تبعثرها، و هذا سوف يجعلك تخسر كل ما تفكر في إنجازه، و يسبب لك الإحباط و الشعور بالفشل.
كما ينطبق ذلك على النوايا فعندما تركز على القيم العليا مثل الحب و السلام فلن تشتت أفكارك بالجشع و الغضب و الاستياء و سوف تصل حينها إلى السلام الداخلي الذي يعتبر من أهم نتائج الكارما.
8.قانون العطاء و الضيافة
يركز هذا القانون على أهمية العطاء الذي تقدمه إلى هذا الكون، ربما يكون عطاؤك بأفكارك التي تزرعها في نفوس الناس من حولك، وربما يكون بمساعدة الأصدقاء و مساندة الأهل، وربما تكون معطاءً بالرفق بالحيوانات و إطعام الطيور، و ربما بمساعدة الفقراء و المحتاجين أو التطوع للعمل بالجمعيات الخيرية.
لن تحصل على شيئ في هذا الكون دون أن تعطي شيئ، ربما شعورك بالرضا هو أهم ما يمكن أن تحصل عليه.
9. قانون هنا و الآن
ينص هذا القانون على التحرر من الماضي و رواسبه، فعندما لا تتجاوز اللحظات السيئة التي عشتها في الماضي سوف تبقى في مكانك دون أن تغير أو تطور شيئ. حاول أن تركز على هذه اللحظة التي تعيشها و على المكان الذي أنت فيه الآن و ليس ما كنت عليه في الماضي.
إن تركيزك على الماضي سوف يجعلك تدور في حلقة مغلقة يصعب الخروج منها، و هذا يجعلك مكبلاً غير قادر على إحداث أي تغيير في حياتك.
10.قانون التغيير
ينص قانون التغيير على أن التاريخ سوف يعيد نفسه طالما لم تسعى لتغيير شيئ في حياتك، و عندما تبدأ بتغيير أفكارك و أفعالك فإن أحداثاً جديدة سوف تظهر في حياتك، و سوف تتخلص من رواسب الماضي و مشاكله. لا يمكنك توقع أي تغيير في واقعك الراهن دون أن تغير إما نواياك أو أفعالك أو طريقتك في التعامل مع مجريات الأمور.
11.قانون الصبر و الثواب
ينص هذا القانون على ضرورة التحلي بالصبر و عدم اليأس فربما ما تطمح للوصول إليه يحتاج المزيد من الوقت، ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين إذا كانت مسيرتهم في الحياة أسهل، فكل واحد منا له تجربته الخاصة به و لا يوجد تجربة مشابهة للأخرى.
سوف تكافأ على أفكارك و نواياك الحسنة و صبرك و جهدك و عملك، لأن الكون يعيد لنا ما قدمناه بصور مختلفة، ربما أشخاصاً أوفياء، أو عملاً جديداً، أو مالاً وفيراً.
12.قانون الأهمية و الإلهام
كل شخص منا هو جزء من هذا الكون و له دوره و أهميته. قد يبدو لنا في بعض الأحيان أن ما نقوم به بسيطاً أو صغيراً، و لكن ذلك ربما يحدث فرقاً كبيراً في حياة الآخرين من حولنا، تبرز أهمية هذا القانون عندما يبدأ الشخص بالشعور أنه ليس مهماً و يسيطر عليه الإحباط.
وفقاً لهذا القانون كل فعل تقوم به في هذا العالم سوف يحدث أثراً، لقد ولدت في هذا الكون لهدف معين و رسالة معينة، و لم يحدث ذلك عبثاً أو صدفةً. ربما ابتسامتك لعامل النظافة في في الصباح تجعله يعمل يوماً كاملاً باجتهاد و رغبة، و ربما كلمة طيبة مع رجل مسن تجعله يشعر بالبهجة و السرور، لذلك لا تستهن بأي فعل يصدر منك مهما كان بسيطاً.
نتيجة :
قوانين الكارما التي تحدثنا عنها تعتبر بمثابة خارطة طريق يجب أن تستعن بها خلال مسيرة حياتك. يساعدك استخدام هذه القوانين على تحفيزك لتكون أكثر وعياً بأفكارك و إنجازاتك و أفعالك قبل أن تتخذ أي قرار في حياتك مع التحلي بالأمل بأنك قادر على تغيير الواقع الحالي الذي أنت عليه الآن.
يساعد مفهوم قانون الكارما في حياة الأشخاص على إدراك أن الحياة لا تسير بحالة فوضى، بل أن هناك قوانين تحكمها. و أن نتائج الكارما ربما تحدث أثراً في روحانية الأشخاص و جوهرهم أو في حاضرهم أو في مستقبلهم.
المراجع :