Table of Contents
الفرق بين التعلق العاطفي و الحب : هل سبق وكنت في علاقةٍ تدرك أنها ليست مناسبة لك، لكن لا يمكنك التخلي عن ذلك الشخص؟
هذا يلخص علاقاتي في العشرينات من عمري، لقد كنت أعاني خلال تلك الفترة من حياتي.
لكن خلال نشأتي، علّمتني أمي وجدتي أنه إذا أردت أن أجد الحب، يجب أن أكون محبوبة وأن أكون قادرة على تقديم الحب.
وفي حال لم أكن محبوبة في علاقاتي، فلا بد من وجود شيء ما كنت أفعله (أو لا أفعله) كان يجعلني غير محبوبة.
لذا قضيت معظم علاقاتي وأنا أحاول أن أكون الشخص الذي يريدني شريكي أن أكونه.
لكن نتيجةً لذلك، لم أظهر على حقيقتي عندما كنت أخرج في مواعيد غرامية.
قضيت الكثير من الوقت وأنا أُثبت أنني محبوبة. وكان الأمر مدمّراً بالنسبة لي عندما لم أكن محبوبة.
أدرك الآن أنني كنت في حيرة من أمري بشأن ما يعنيه الحب وأن أكون محبوبة. كنت أخلط بين الحب والتعلّق العاطفي ولم يكن لدي أي فكرة عن الفرق بينهما بعد.
من المشاكل الشائعة التي تحدث مع الأشخاص العازبين هي المشاعر الناتجة عن الفراغ والخسارة التي تستمر لعدة أشهر أو أكثر بعد انتهاء العلاقة.
فهم يدركون أن العلاقة لم تكن صحّية، أو أنهم أفضل حالاً بدون الشخص الآخر، لكن ما زالوا يشعرون بالارتباط على الرغم من معرفة أن الشخص لم يكن مناسباً لهم. وقد يعرفون أيضاً أنه لم يتم تلبية متطلبات علاقتهم، لكن لا يمكنهم نسيان ذلك الشخص.
يمكن أن تنطبق هذه المشكلة على انتهاء العلاقات الملتزمة وطويلة الأمد. فالحصول على الطلاق لا يمحو بالضرورة حبّك أو ارتباطك بالشريك السابق.
حسب تجربتي كمختص ورأيي، فإن السبب وراء كون الانفصال صعباً ومؤلماً هو أكثر من الحب، إنه الارتباط عاطفي.
الفرق بين التعلق العاطفي و الحب
ما هو الارتباط العاطفي؟
يمكن أن يعني الارتباط أو التعلّق العاطفي العديد من الأشياء، بدءاً من الأحاسيس العاطفية إلى التواصل الجسدي.
ويمتلك علماء النفس نظريات كاملة حول الارتباط العاطفي، وقاموا بتحديد الاضطرابات السريرية التي يسببها. ولكن يمكننا تعريف التعلّق ببساطة على أنه “رابط عاطفي قوي”.
نحن البشر ميّالون للارتباط والتعلّق بالأشياء. أحياناً نتعلق بأشياء مثل السيارات والمنازل والمال والكتب والملابس وما إلى ذلك.
كما نتعلّق بالروتين (مثل غسل اليدين)، والمعتقدات (مثل القتل جريمة شنيعة)، والأحاسيس والتجارب (مثل طعم السكر)، والأنشطة (مثل العمل)، والأشخاص.
وقد يكون ارتباطنا العاطفي في بعض الحالات إدماناً.
كيف يختلف الحب و التعلق العاطفي؟
يتشابه الحب و التعلّق إلى حد كبير، لكنهما مختلفان بشكل واضح.
وأود أن أقول ،بدون الخوض في تفسيرات ونظريات قابلة للنقاش بشدة، إن الحب هو شعور إيجابي تجاه شيء ما أو شخص ما، والتعلّق هو حاجة عاطفية لشيء ما أو لشخص ما.
الاختلاف الأساسي هو أن الحب هو شعور موجّه نحو “الآخر”(الشخص الآخر، المكان أو الشيء)، بينما الارتباط هو شعور يتمحور حول الذات، أي أنه يعتمد على تلبية حاجتك.
الفرق بين الاحتياجات و التطلّب
الجميع يملك احتياجات، ومن المهم تلبية هذه الاحتياجات في علاقاتنا وإلا فلن نتمكن من أن نكون سعداء بها. ولكن ما هو الفرق بين الحاجة و التطلّب؟
يمكن أن يمنحنا الجمع بين هذين المفهومين بعض الأدلة القيمة حول إنشاء علاقات ناجحة.
- الاحتياجات
- طبيعية، قيّمة، مهمة.
- موجودة لدى الجميع، ولدى الأشخاص الأصحاء والناجحين.
- ضرورية للبقاء على قيد الحياة والازدهار.
- يتم تلبيتها بالشكل الأمثل من خلال تحمل المسؤولية والمبادرة.
- الاحتياجات غير الملبّاة تحفّز على العمل.
- يتم تلبيتها بالشكل الأكثر فاعلية من خلال الحزم.
- ينتج عن تلبيتها الرضا.
- القدرة على تلبية الاحتياجات تميل إلى جذب الآخرين.
- التطلّب
- يأتي من اليأس والعجز.
- مدفوع بالعجز العاطفي.
- مشكلة وحل خارجيين.
- يضعك في موقف الضحية أو العاجز.
- يستحيل إشباعه، فهو دوماً بحاجة إلى المزيد.
- يؤدي إلى نُفور الآخرين.
الاحتياجات موجودة فينا جميعاً، وهي ليست مشكلة أو علامة ضعف. نحتاج إلى النوم والأكل، نحتاج إلى الضوء لنرى ، نحتاج إلى الحب والعلاقات.
قدرتنا على تحديد احتياجاتنا وتلبيتها تحدّد مستوى سعادتنا ونجاحنا.
لكن يميل التطلّب إلى أن كونه غربالاً فارغاً بغض النظر عما ستضعه فيه.
في عملنا كمدربي نساعد النساء على تحديد متطلبات علاقتهن، واحتياجاتهن الوظيفية والعاطفية، وأدربهن على كيفية تلبية تلك الاحتياجات ومتطلبات العلاقة في حياتهن وعلاقاتهن.
تعتبر متطلبات العلاقة حاجة أساسية ومحورية غالباً ما تكون سبباً في تفكيك العلاقات في حال عدم تلبيتها. على سبيل المثال، قد يكون الزواج وإنجاب الأطفال شرطاً للعلاقة لبعض الأشخاص.
الاحتياجات الوظيفية هي التي يجب أن تحصل عليها في حياتك وعلاقاتك لتعمل على النحو الأمثل، مثل كسب المال لدفع الفواتير، والمساعدة في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، وما إلى ذلك.
أما الاحتياجات العاطفية، فهي ما تحتاجه لتشعر بأنك محبوب، مثل أن يتصل بك شريكك إذا كان سيتأخر، أو يتم الترحيب بك بعناق، وما إلى ذلك.
تُعبّر النساء من حين لآخر عن مشكلة في تحديد احتياجاتهن أو متطلبات العلاقة، ويفسّرن القيام بذلك على أنه علامة ضعف، ويُشرن إلى حاجتنا لتحمل المسؤولية عن احتياجاتنا وعدم الاعتماد على الشريك لتلبيتها.
وعلى الرغم من أني أتفق مع أهمية تحمل المسؤولية عن احتياجاتنا، فالحقيقة هي أننا بحاجة إلى شريك قادر على تلبيتها، وقد تفشل العلاقة إذا لم يكن هناك ما يكفي من التوافق لتلبية احتياجات أو متطلبات العلاقة.
و بالعودة إلى كيفية ارتباط الاحتياجات بالتعلق، إذا وجدنا أننا نواجه صعوبة كبيرة في التخلي عن علاقة غير ناجحة بالنسبة لنا (علاقة لا يتم فيها تلبية احتياجاتنا ومتطلبات علاقتنا)، فمن المحتمل أن يكون السبب وراء رغبتنا في التمسّك بهذه العلاقة هو مخاوفنا الخاصة، والوحدة، وأحياناً اليأس لتلبية احتياجاتنا العاطفية، أكثر من كونه الحب.
كيف نتعامل مع التعلق العاطفي ؟
هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن تكون لدينا احتياجات في علاقة، أو أنه ليس من الجيد تلبية هذه الاحتياجات.
الفرق هو إننا نُحمّل الشخص الآخر المسؤولية عن تلبية احتياجاتنا بدلاً من تحمّل تلك المسؤولية بأنفسنا عندما نكون في حالة تعلّق.
نحن نتخلى عن قوتنا الإبداعية، وسعة الحيلة لدينا. وهذا هو سبب صعوبة الصعب التخلي عنها. ويحتمل أننا ننتظر من شريكنا أن يجعلنا كاملين.
كيف تتخلى عن التعلق العاطفي ؟
الخطوة الأولى للتخلي عن الارتباط هي أن تكون واضحاً بشأن الفرق بين الحب و التعلّق:
– فهم الاختلاف (على سبيل المثال: يعتمد التعلّق على حاجة تتمحور حول الذات، على عكس الحب).
– كذلك عليك فهم الآثار المترتبة (على سبيل المثال: يتعلقّ الارتباط بي وباحتياجاتي).
– إضافة إلى فهم العواقب (على سبيل المثال: إذا مضيت قدماً في علاقة سيئة، فأنا أجهز نفسي للفشل).
– احترم واعترف بالاحتياجات التي تدفعك لمتابعة ارتباط فاشل من خلال إيجاد طرق لتلبية احتياجاتك بشكل فعال. من الصعب التخلّي إذا كان ذلك يعني الوقوع في هوة من الألم والفراغ.
– احصل على الدعم الذي تحتاجه للمضي قدماً ومتابعة المشاركة في الأنشطة ومع الأشخاص الفاعلين بالنسبة لك. و يعدّ وجود مدرب أو مجموعة دعم أمراً رائعًا لهذا الغرض.
و على سبيل المثال، إذا كنتي تواعدين رجلاً منفصلاً ومطلّقاً وتريدين أن تعيشي معه حياة اجتماعية طبيعية، مثل الخروج معه ومع أصدقائه في الأماكن العامة، ولكنه يقاوم الفكرة لأن طلاقه مُعلّق، وهو قلق بشأن ما قد تفعله شريكته السابقة، فقد يؤدي هذا الموقف إلى إحباطك.
تعدّ القدرة على التعرف على احتياجاتنا ورغباتنا ومتطلبات العلاقة أمراً في غاية الأهمية لأن هذا الوعي يمكن أن يساعدنا في تحديد ما إذا كنا سنشعر بالسعادة في هذه العلاقة.
و وجود الاحتياجات لا يعني بالضرورة كونك متطلّب. فأن تكون متطلّباً يعني محاولة جعل الشريك مسؤولاً عن تلبية تلك الحاجة حتى لو لم يكن متاحاً لتلبيتها.
لكن كونك في حالة عدم التعلق وإفساح المجال بشكل واعي لنوع الحب والعلاقة التي تريدها حقاً، قد يجعلك تدرك أنه ربما لم تتم تلبية احتياجاتك في هذه العلاقة أو الموقف، وربما ستكون أكثر سعادة في علاقة مختلفة.
ينبع عدم التعلّق من الشعور بالكمال والحيلة الداخلية بينما ينبع الارتباط من الشعور بالنقص.
لذا، إذا وجدت نفسك في حالة من التعلّق أو على وشك الدخول في هذه الحالة، حاول أن تدرك ما تشعر به، ما هي الحاجة التي تتوق إلى الوفاء بها؟ ماذا بشأن هذه العلاقة التي تشعر بالتعلّق بها؟
بعد هذا الشرح لمختلف نواحي المشكلة أظن أنه بات لديك فكرة واضحة عن الفرق بين التعلق العاطفي و الحب.
الكاتبة : MELISSA JOSUE
المراجع والنص الأصلي : melissathelovecoach
ذات صلة :