Table of Contents
عاصمة نيبال هي مدينة كاتماندو ، إنها أجمل و أكبر مدنها ، تتميز بموقع عريق يجمع بين طياته تراثاً غنياً يلقى اهتماماً واسعاً ، إن تاريخ عاصمة نيبال مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الوادي القديم ، و يقدر تاريخ نشأة المدينة حسب الآثار التي وجدت فيها ما بين عامي 167 ق .م و العام الأول الميلادي .
موقع المدينة أعطاها تميزاً فريدا ، حيث تتموضع كالملكة فوق مرتفعات قريبة من مكان اجتماع نهري باغماتي و فيشنماطي ، كما أنها ترتفع عن سطح البحر حوالي 1400 م في وادي كاتماندو الذي يتوسط نيبال .
عاصمة نيبال ضرب من الخيال ، جمالها الأخاذ يحتوي على الكثير من المعالم التراثية التي جعلتها مقصدا للسياح ، التراث العريق و الأبنية المزركشة أعطت عاصمة نيبال تميزا كبيرا .
أنشأت هذه المدينة على يد راجا غوناكاماديفا في عام 723 ، كانت تسمى من قبل باسم مانجو باتان ، أما اسم كاتماندو فإنه يعود للمعبد الخشبي ، تقول الأساطير أن راجا لاشمينا سينغ قام بإنشائه من خشب شجرة واحدة في سنة 1596 م ، لتعرف على تفاصيل رواية النشأة تابع معنا قراءة التقرير .
أين تقع عاصمة نيبال
تقع عاصمة نيبال كاتماندو في وادي كاتناندو بوسط نيبالبين قمم الهملايا ، بالقرب من نهر بشنوماتي على ارتفاع حوالي 1380 مترا، إنه وادي زاخرٌ بالمواقع التاريخية و المعابد و الأضرحة و القرى الخلابة .
تطوق المدينة أربعة جبال كأنهم حُرّاس لها ، و هي جبل شيفابوري ، جبل فولتشوويكي ، جبل ناغارجوم و جبل تشاندراغيري .
تبلغ مساحة عاصمة نيبال مدينة كاتماندو ما يقارب 50 كيلو متر مربع ، و تعتبر مركزا ثقافيا و اقتصاديا مهما ، كما أنها تتمتع بشهرة سياحية واسعة بفضل المناظر الطبيعية و المعالم السياحية التراثية فيها .
موقعها المميز كان عونا لها و جعلها تنفرد بخصائص مميزة ، يقال أن عاصمة نيبال لا يخلو شارع من شوارعها من وجود مزار أو اثنين ، مما أكسبها أهمية كبيرة تاريخية و اقتصادية و دينية و سياحية أيضاً .
السكان في عاصمة نيبال
تعتبر كاتماندو مدينة مليونية ، إذ بلغ عدد سكانها مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2011 ، لكن سرعان ما فاقت ذلك بقليل حتى بلغ عدد السكان 1.309.000 نسمة حسب إحصائيات عام 2018 م .
تتعايش فيها العديد من المجموعات العرقية المختلفة ، الذين يدركون أن الخلاف ليس اختلاف ، إذ تضم المدينة الكثير من الأعراق و الديانات المختلفة ، لكن لا ضير في ذلك لأن الجميع يعرف حدوده و يعرف ما له و ما عليه .
أغلب سكانها من الهندوس ، و هناك الكثير من البوذيين، مع أقلية من المسلمين .
تعد جماعة النيوار أكبر المجموعات العرقية ، حيث تشكل ما يبلغ نسبته 30 % من مجموع عدد السكان ، تليها جماعة ماتوالي و التي تتفرع لعدة مجموعات أيضا ،
يمثل معتنقيها نسبة 25 % من عدد السكان ، ثم جماعة Khas Brahmins ، و التي تمثل نسبة معتنقيها ما يقارب 20 % من عدد السكان ، تليها جماعة Chettris بنسبة تبلغ 18.5 % من مجموع عدد السكان .
أغلب السكان يتحدثون اللغتين الإنجليزية و الهندية ، مع وجود عدد لا يستهان به ممن يتحدثون لغات أخرى مثل الفرنسية ، الألمانية ، الصينية ، العبرية ، الكورية و غيرها .
تاريخ عاصمة نيبال
يعود تاريخ تأسيس كاتماندو إلى بدايات القرن الثامن الميلادي ، تحديدا في عام 723 ، كانت المدينة قد سقطت بيد الأجوركيين في عام 1768، واتخذوها عاصمة لهم ، كثرت الأساطير حول أصل تسميتها ، إذ قيل أنها استمدت اسمها من معبد كتماندو أو “المعبد الخشبي” الذي تأسس في عام 1596 ،
و كان النصف الجنوبي للبلدة القديمة طريقاً تجارياً إلى التب ، و تقع فيه مستوطنات يانجالا ويامبو الأصلية ، كان مئات الآلاف من التجار و الحجاج يعبرون هذه المنطقة ، معظمهم يقيم في بلدة كاثمانداب التي شكلت نواة مدينة كاتماندو.
و في فترة حكم أسرة مالا تنامت مكانة كاتماندو من الناحية الاقتصادية ، و بنيت المعابد و المباني و المعالم الأثرية .
كانت تتمتع باستقلالها على خلاف بقية البلدات في الوادي ، و بحلول القرن الرابع عشر تم توحيد الوادي بأكمله من جانب ملك بهاكتابور ،
و في منتصف القرن الخامس عشر انقسم الوادي إلى ثلاث مدن منفصلة ، كاتماندو ، باتان و بهاكتابور .
شهدت هذه المدن تنافسا واضحا ، مما أدى إلى نشوب الكثير من الحروب ، مما أثر عليها و جعلها ضعيفة في وجه الغزو الذي قاده بريثهيفي نارايان شاه عام 1768 ، و في النهاية توحدت نيبال و أصبحت كاتماندو عاصمتها الرسمية .
تكثر الأساطير حول نشأة هذه المدينة الرائعة لكنها تتفق في أن كاتماندو مدينة تاريخية متنوعة بشكل لا يصدق مع الهندسة المعمارية الدقيقة
و المنحوتات الخشبية الرائعة و الحرف المعدنية التي تبين مهارات الحرفيين في نيوار منذ قرون بعيدة .
تعايشت الهندوسية و البوذية في وادي كاتماندو ، و لا يميز سكان الوادي كثيرا أثناء عبادتهم في كل من الأضرحة الهندوسية و البوذية .
وصف الكثيرون من الخبراء مدينة كاتماندو بأنها المدينة التي يتم فيها حراسة التقاليد القديمة و حمايتها بشغف و حماس ، بالطبع تعصبها لحماية التراث لا يعني أنها دولة متخلفة ، بل هي دولة متطورة تواكب التكنولوجيا باستمرار .
لا تستغرب إن كنت في كاتماندو إن رأيت أمورا قديمة دفنها الزمان ، مثلا قد تجد منحوتة برونزية من القرن الثامن عشر.
اقتصاد عاصمة نيبال
إن موقع كاتماندو في طريق الحجاج القديم في الهند إلى التبت والصين ومنغوليا أعطاها أهمية كبيرة ، حتى اعتبرت مركزاً تجارياً و إدارياً هاماً .
من أبرز القطاعات المساهمة في اقتصاد عاصمة نيبال هو قطاع السياحة ، حيث يدعم الاقتصاد بشكل كبير ، كونها مدينة تاريخية و تحتوي الكثير من المعالم مما جعل آلاف السياح يقصدونها ،
كما تلعب الصناعات الخفيفة دوراً في دعم الاقتصاد أيضا ، خاصة صناعة الطوب و السجاد بالإضافة إلى صناعة مواد البناء من الإسمنت و أعمال الخشب و أعمال الحديد .
السياحة في عاصمة نيبال
تعتبر كاتماندو مدينة سياحية بامتياز ، كونها تضم الكثير من المواقع التراثية ، إذ ترى فيها المعابد الهندوسية و البوذية ، كما تضم قصورا قديمة و معالم أثرية و مكتبات سنسكريتية .
و تضم ميادين خاصة بالحاجات الأساسية ، مثل ميدان أسان تول الذي يعتبر أكثر الميادين ازدحاماً بباعة الخضار و التوابل ، ترتيب هذا السوق ملفت للنظر ،
حيث ترى ألوان الخضار و التوابل جذابة و معبأة بشكل أنيق ، وتضم كذلك برج بهيمسن (داراهارا) و هو برج أبيض في البلدة القديمة ، يقصده الكثير من السياح و يقومون بالتقاط الصور التذكارية في هذا المكان الرائع .
أما حديقة الأحلام فعندها يسكت الكلام ، جمالها الساحر و الهدوء الرائع فيها ، يجذب إليها الكثير من السياح ، تضم بركة كبيرة مسورة تسمى “راني بوخارى” .
إن قررت السياحة في عاصمة نيبال لا تنسى زيارة المعابد البوذية التاريخية مثل معبد سويامبهوناث حيث تكثر القردة في المكان مما يجعلك تعيش مغامرة جميلة ، عليك زيارة معبد كاثامانداب “المبنى الخشبي” الذي تم تشييده في القرن الثاني عشر من خشب شجرة واحدة تسمى “سال”.
ناهيك عن وجود معابد الآلهة الثلاثة في المدينة ، و معبد جيسي ديفال ، و غيرها من المعابد والمعالم التاريخية ، ما رأيك في غنى عاصمة نيبال بالمعالم الأثرية ؟!!
إن كنت لست من المهتمين بالمواقع الأثرية لا تقل أن مدينة كاتماندو ليست خيارا مناسبا لك ، بل يمكنك التمتع بالصخب و الازدحام حول القصور ،
في المعابد و الساحات المحيطة بساحة دوربار ، التي تعتبر المركز الاجتماعي للمدينة وأحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي ، يمكنك المشاركة في احتفالات
تقام حتى الصباح ، كما يمكنك الاسترخاء بين النوافير و الأجنحة في حديقة الأحلام ، كما يمكن التسوق في المدينة و شراء المنتجات عالية الجودة مثل المنتجات الورقية، الملابس و المجوهرات المصنوعة بدقة من قبل الحرفيين المحليين في ماهاغوثي .
اللغة في عاصمة نيبال
هي النيبالية ، و قد حققت هذه اللغة انتشارا واسعا ، حيث يتحدثها أهالي بوتانو وهم بعض سكان التبت .
اللغة النيبالية واحدة من اللغات الرسمية في الهند ، و تحتل المرتبة الثامنة من حيث ترتيب اللغات في الدستور الهندي ، كما يتحدث بها بعض سكان بورما .
صحيح أنها هي اللغة الطاغية في نيبال بأكملها ، إذ إن نصف الشعب النيبالي يتحدث النيبالية كلغة أساسية ، لكن هذا لا ينفي وجود لغات أخرى يتحدث بها بقية السكان .
تشير الإحصائيات إلى أن عدد متحدثي اللغة النيبالية يقارب 32 مليون شخص يتخذونها كلغة رسمية أساسية ، أما العدد الكلي للمتحدثين بها يزيد عن 40 مليون شخص ، مما يجعلها تحتل المرتبة السادسة و الخمسين من حيث أكثر اللغات انتشاراً في العالم .
اللغة النبيالية مشتقة من اللغات الهندية و الإيرانية ، و تعتمد اللغة النبيالية في الكتابة نظام ديوناكري و هو نظام للكتابة متبع في كلاً من اللغة الهندية و لغة جزيرة بالي الإندونيسية ،
يمكن تعميم هذا النظام على ثلاث عشرة لغة أخرى ومن ضمنها اللغة النبيالية ، و قد نشأ هذا النظام في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي ، و تكتب فيه الحروف من اليسار إلى اليمين .
المناخ في كاتماندو
تقع كاتماندو على ارتفاع 1311 مترا فوق مستوى سطح البحر ، مما أثر على طبيعة المناخ في العاصمة ، يمكن وصفه بالمعتدل و الدافئ بشكل عام .
الصيف في عاصمة نيبال ممطر أكثر بكثير من الشتاء ، الأمر مختلف عن بلدك أليس كذلك ؟!
يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 16.1 درجة مئوية أي 61.1 درجة فهرنهايت .
تهطل الأمطار حوالي 2812 ملم / 110.7 بوصة بمعدل سنوي ، و قد سجلت أدنى نسبة هطول في ديسمبر ، بمتوسط 26 ملم | 1.0 بوصة ، بينما هطلت أكبر كمية لهطول الأمطار في شهر تموز / يوليو ، بمتوسط 778 ملم | 30.6 بوصة.
يعتبر شهر يونيو أكثر شهور السنة حرارة ، أما متوسط درجة حرارة سجلت في شهر يناير / كانون الثاني إذ بلغت تكون 9.2 درجة مئوية / 48.6 درجة فهرنهايت .
تم قياس أعلى عدد لساعات سطوع الشمس اليومية في كاتماندو في شهر نيسان ، كانت النتيجة أن متوسط سطوع الشمس 9.95 ساعة يوميا ، وما مجموعه 298.63 ساعة من أشعة الشمس طوال شهر أبريل .
كما تم قياس أقل عدد ساعات يومية من سطوع الشمس في كاتماندو في شهر يناير ، و كانت النتيجة أن هناك متوسط 4.27 ساعة من سطوع الشمس يوميا وما مجموعه 132.38 ساعة من أشعة الشمس.
نجد خبراء الطقس في عاصمة نيبال يهتمون اهتماما بالغا بدراسة الطقس ، حتى أنهم حسبوا ساعات سطوع الشمس في السنة ، و التي قدرت بحوالي 2529.35 ساعة ، تتوزع على 83.24 ساعة من سطوع الشمس في كل شهر .
معلومات أخرى عن عاصمة نيبال
لقد غطى اللون الأحمر مدينة كاتماندو في منتصف عام 2001 ، حيث شهدت مجزرة دموية قتل فيها ملك نيبال و الملكة و آخرون من أفراد العائلة الحاكمة بزخات من الرصاص أطلقها داخل القصر ابن الملك و ولي عهده الذي انتحر بعد فعلته .
سبب هذه المجزرة الملكية هو خلاف عائلي بسبب فتاة أحبها الأمير لم توافق عليها الأسرة و لم تبارك زواجهما .
ثم تولى الحكم في نيبال الأميرغيانيندرا شقيق الملك المقتول ، و في أواخر شهر نيسان من عام 2015 ضرب المدينة زلزال مدمر بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر ، وخلّف آلاف القتلى و الجرحى .
كان كارثة بكل معنى الكلمة ، خلّف خسائرا كبيرة بالأرواح و المباني ، حيث انهارت الكثير من المباني و المعالم التاريخية كما لحقت الطرق أضرارا كبيرة ،
كان هذا الزلزال حدثا دونه التاريخ في أيام عاصمة نيبال السوداء ، بالإضافة إلى حدوث انهيار ثلجي قاتل في جبل إيفرست بالهملايا .
في كاتماندو يمكنك رؤية التناقض الجميل
عاصمة نيبال هي أكبر مدنها و تعتبر مركزا إداريا و اقتصاديا ، تم الاهتمام بها بشكل كبير ، حتى أصبحت من أكثر المدن تطورا ، و أكثر المدن المخدمة بالنسبة للبنية التحتية .
في كاتماندو يمكنك رؤية التناقض الجميل ، حيث المعالم الأثرية المميزة و الكثيرة مع التكنولوجيا المتطورة المذهلة ، و كأن الزمان يعود بك إلى العصور القديمة ،
لترى بأم عينيك الجمال و الدقة و الروعة التي صنعها أسلاف الشعب في كاتماندو .
تقع عاصمة نيبال في منتصف الدولة ، و يجاورها مدن ثيمي، باتان، كيرتيبور ، باكتابور التي كانت عاصمة النيبال حتى القرن الخامس عشر ، لكن كاتماندو أخذت منها هذه المكانة بجدارة .
موقع كاتماندو الجبلي المميز أكسبها خصوصية و روعة ، حيث تتموضع في منطقة جبلية بالقرب من نقطة التقاء نهري فيشنوماتي وباجماتي ، إنها من أعرق المدن و أكثرها تميزا .
نترك لك الحكم بنفسك عن قيمة عاصمة نيبال ، بعد أن قرأت معلومات شاملة عن اقتصادها و جغرافيتها و سكانها و لغتها ، بالإضافة إلى كثرة الأماكن السياحية فيها و نشاط القطاع السياحي ،
ها هي الساحة المركزية في المدينة خير دليل على قولنا هذا ، إذ تعج بالسياح الذين يتمتعون بالمعالم التراثية و رؤية الهندسة المعمارية الدقيقة في بناء المدينة .
المصادر و المراجع :