Table of Contents
عاصمة المملكة المتحدة هي لندن . تتميز لندن بالعراقة باعتبارها من أقدم و أكبر المدن في العالم . إذ تعود نشأتها لأكثر من ألفي عام .
تقع عاصمة المملكة المتحدة جنوب شرق إنجلترا على ضفاف نهر التايمز على بعد ثمانين كيلو متراً عن مصبه . لندن المدينة الساحرة التي تنشر طيب شذاها تعتبر من أكثر مدن المملكة اكتظاظاً بالسكان .
سوف تفسر بنفسك هذا الازدحام الشديد بعد قراءة هذا المقال و معرفة مقومات لندن . نجحت لندن في جميع المجالات من الفن ، التعليم ، الترفيه، الاقتصاد ، التجارة، الإعلام، حتى أصبحت نقطة جذب للمستثمرين و رؤوس الأموال . حيث تضم العديد من الشركات التجارية العالمية . كما تتميز المدينة بالتنوع السكاني . إذ يتحدث سكانها ما يزيد عن 300 لغة .
أين تقع عاصمة المملكة المتحدة؟
لندن عاصمة المملكة المتحدة و أكبر مدنها . تقع على نهر التايمز في جنوب بريطانيا . يقطن عاصمة المملكة المتحدة ما يقارب 8.4 مليون نسمة . يعيش منهم حوالي 2.7 في الأحياء الداخلية . أما إذا قدرنا عدد سكان المدينة مع الضواحي فإنه يبلغ حوالي 15,010,295 نسمة حسب إحصائيات عام 2012 .
تعتبر لندن مركزا سياسيا و إداريا و ثقافيا و اقتصاديا مهما . حيث يتدافع الناس للعيش فيها كونها مدينة متكاملة في كافة المجالات . تم تخطيط و تنفيذ التقسيم الإداري الحالي لمدينة لندن في 1 أبريل من عام 1965 . تزامنا مع تأسيس لندن الكبرى . كما أنها تضم عددا كبيرا من الجامعات و المعاهد و المتاحف و المسارح . تفضل الشركات العالمية اتخاذ العاصمة مركزا لتموضعها . كونها تلبي جميع الاحتياجات اللازمة و توفر أسواقا جيدة .
تاريخ عاصمة المملكة المتحدة
ذكرنا سابقا أن لندن مدينة عريقة . إذ تعود نشأتها لعام 43 م . حيث تم إنشاء ميناء على التايمز عندما قامت جيوش الإمبراطورية الرومانية في غزو بريطانيا . و قد سمي هذا الميناء باسم لندينيوم . وتم اختصار الاسم فيما بعد حتى أصبحت تسمى المدينة لندن . بنى الرومان حول لندن جدارا في بداية القرن الثالث الميلادي . خوفا عليها من غزو الأعداء . حتى بدت عاصمة المملكة المتحدة كالملكة التي يحيط بها حراسها من كل حدب و صوب .
لحق هذا السور عدة أسوار أخرى . و اعتبرت هذه الأسوار بمثابة حدود عاصمة المملكة المتحدة . في عام 410 قامت قبائل البرابرة بمهاجمة روما . استدعيت القوات الرومانية الموجودة في بريطانيا للعودة إلى الوطن . للقيام بواجبها في صد الغزاة . مما جعل القوات الرومانية تنسحب من بريطانيا . تنفست بريطانيا تنفس الصعداء و لم يتبق من لندن الرومانية إلا القليل باستثناء بعض أجزاء السور القديم .
لندن في وقت مبكر
كان تنامي عاصمة المملكة المتحدة بطيئا بين القرنين الخامس و الحادي عشر الميلاديين . لكن في منتصف القرن الحادي عشر قام الملك السكسوني إدوارد المعترف به ببناء قصر رائع . و قام بترميم كنيسة على مسافة ثلاثة كيلو مترات في الاتجاه الجنوبي الغربي من لندن . كان الملوك السكسونيون قبل ذلك يقطنون في مدينة ونشستر التي تقع في منتصف إنجلترا الجنوبي .
و كانت المنشآت التي بناها إدوارد بداية النهضة لمدينة وستمنستر . أصبح قصر وستمنستر أهم مقر لحكام إنجلترا حتى العشرينيات من القرن السادس عشر . سميت الكنيسة التي بناها كنيسة وستمنستر و توج فيها وليم الغازي في عام 1066 م . كان وليم بمثابة المنقذ للمدينة .
حيث قام ببناء العديد من الكاتدرائيات و القلاع كما بنى برج لندن . ثم بدأت تظهر معالم لندن بشكل واضح في العصور الوسطى . خاصة في عام 1100 م . حيث بدأ العمل في كاتدرائية القديس بول القديمة . لتكون بديلا للكنيسة التي دمرها الحريق . لكن لم ينته العمل بها بعد ذلك الوقت إلا بعد مئتي سنة .
وفي عام 1209م أصبح جسر لندن أول جسر حجري يقام على نهر التايمز . بدأت معالم التطور تتبدى في المدينة . حيث قامت الرابطات المهنية و التجارية في القرن الثاني عشر . و الرابطة تعني الاتحاد . أي رابطة المهنيين تدل على جميع العمال الذين يعملون في المهن المختلفة . و رابطة التجاريين تضم جميع العمال الذين يعملون في التجارة . سواء كانوا أرباب عمل أو عمال عاديين .
و الهدف من تشكيل الروابط هو تمثيل الفئة ككل و المطالبة بحقوقها و تمثيلها في المجتمع . وقد أطلق عليها هذه مسمى مجموعات الزي الموحد بسبب توحد لباس الأشخاص الذين ينتمون لكل مجموعة . تدخل أعضاء هذه الرابطات في الحياة السياسية . حيث انتخب أول عمدة للندن في التسعينيات من القرن الثاني عشر .
و في عام 1215 م أكد الملك جون على حق لندن في أن تحكم ذاتها . و في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي كان يسكن في لندن ما يقارب 50,000 نسمة .
لندن النورمندية و القروسوطية
شهد القرن السادس عشر نهضة كبيرة في لندن . و امتدت إنجازاتها حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر . و قام النبلاء بالاستقرار خارج مدينة لندن . حيث اختاروا الجهة الغربية مكانا لإقامتهم .
بين عامي 1558 م و 1603 م استلمت الحكم الملكة إليزابيث . التي كانت كالأم الحنون على جميع سكان لندن . خافت عليهم و حرصت على مصالحهم . و حولت لندن إلى مركز مهم للتجارة العالمية يحسب له ألف حساب . و في منتصف القرن السابع عشر بلغ عدد سكان لندن نحو نصف مليون نسمة . لكن أغلبهم يعيشون خارج أسوار المدينة .
الحرب والطاعون والحريق
لم تكن حياة لندن سهلة . بل عامت عبر تاريخها من الأمراض و الحروب و غيرها من الكوارث الكبيرة . أولها في منتصف القرن السابع عشر حيث قامت حرب أهلية كبيرة بسبب الصراع حول السلطة بين الملك تشارلز الأول و المجلس النيابي . و انحازت لندن إلى فريق المجلس النيابي . مما سبب تراجع اقتصادها بشكل واضح . ثم أصاب وباء الطاعون لندن في عام 1665م . و حصد أرواح الآلاف الذين قدر عددهم بما يزيد عن 100,000 نسمة .
أما بالنسبة لتاريخ لندن مع الحرائق فيمكن القول أن أشرسها كان حريق الثاني من سبتمبر عام 1666 م . عندما اندلع الحريق الكبير في محل خباز بشارع بودنج في المدينة . و لم يستطع السكان إخماده .
فامتد اكثر و بدأت النار تلتهم كل ما تجده أمامها . بقيت على هذا الحال خمسة أيام دمر العديد من أجزاء المدينة المبنية من الخشب إذ تحولت إلى رماد . لكن هناك أمرا إيجابيا و هو أن خسارة الأرواح كانت طفيفة مما جعل البعض يصنف الحريق آخر مرتبة في الكوارث .
إعادة بناء عاصمة المملكة المتحدة
بعد أن التهم الحريق المدينة أعاد أهلها بناء مدينتهم باستخدام الطوب و الحجر . لأن تجربتهم مع الخشب كانت مريرة . لكن الامر المحزن أن لندن في ذلك الوقت كانت توصف المدينة المشؤومة . إذ بقي الدخان الأسود عالقا في عقول السكان الذين رفضوا العودة إليها . باستثناء قلة قليلة فضلوا العودة إليها . و للتشجيع على عودة السكان و إحياء المدينة من جديد تم تعويض الخسائر لجميع من تضرر عمله .
البناء بعد الحرب
الحرب فرضت أمورا مختلفة بالنسبة لبناء عاصمة المملكة المتحدة . حيث تم وضع مخطط جديد للمدينة . يقضي بإنشاء منطقة حزام واسع من الأراضي المفتوحة ، أو بحزام أخضر حول لندن وحول المدن الجديدة التي ستنشأ خارج الحزام .
إبان الحرب تم التخطيط بإعادة بناء المناطق التي تضررت كثيرا من القصف الشديد . كما تم الاعتماد على تطوير الضفة الجنوبية .
و في الستينيات من القرن العشرين كانت الثورة العظيمة في عالم التطور في عاصمة المملكة المتحدة . حيث بدأت ناطحات السحاب تظهر في وسط لندن . كما بدأت عملية بناء رأسية للندن أخذت المدينة في الانتشار بشكل أفقي . و قد تم استبدال لندن الكبرى بمقاطعة لندن وذلك عن طريق قانون الحكم في لندن . نص هذا القانون على تقسيم لندن الكبرى إلى 32 دائرة مع تشكيل مجلس لندن الكبرى . لكن تم إلغاء العمل بهذه القرارات في الثمانينيات بسبب معارضة الكثيرين .
عاصمة المملكة المتحدة أكبر مدن العالم من حيث عدد السكان
بلغ عدد سكان لندن ما يقارب المليون نسمة في عام 1800م . و قد كان هذا أكبر عدد سكان في العالم . و في فترة الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر أنشأت لندن أسواقا لمنتجات مصانعها . مما سبب أزمة تفرقة كبيرة حيث زادت ثروة تجار المدينة و رجال المصارف بشكل كبير . بينما عانى العمال العاديون من الفقر المدقع .
و عاشوا في أحياء شعبية فقيرة مكتظة بالسكان تنتشر فيها الأمراض و الأوبئة بسبب نقص الخدمات الأساسية و غياب الرعاية الحكومية .
لقد شهد القرن التاسع عشر توسعا كبيرا في ضواحي مدينة لندن . حيث نشطت عملية الهجرة المعاكسة من المدينة إلى الريف . مما فرض تحسنا كبيرا في وسائل النّقل . فضل الكثيرون الابتعاد عن صخب المدينة و الازدحام الشديد بالهرب إلى أطرافها . حيث السكن المؤمن بشكل مريح مع وجود خدمات عديدة .
مناخ عاصمة المملكة المتحدة
يتصف المناخ في عاصمة المملكة المتحدة بالمعتدل . حيث يكون الشتاء باردا و الصيف دافئا . و بالرغم من وصف الشتاء بالبارد لكن درجة الحرارة فيه لا تقل عن الصفر مئوية .
يعتبر شهر تموز أكثر الشهور حرارة . حيث يبلغ معدل درجة الحرارة ما يقارب 16,3 درجة مئوية . بينما يعتبر شهر يناير من أبرد شهور السنة حيث تبلغ درجة الحرارة فيه ما يقارب 3,9 درجة مئوية . و قد بلغت اعلى درجة حرارة مسجلة في لندن 37,9 درجة مئوية في صيف عام 2003 .
السكان في عاصمة المملكة المتحدة
شهد القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة الثورة الصناعية السريعة . و قد بقيت لندن تحتل المرتبة الأولى في تصنيف أكثر مدن العالم سكاناً حتى عام 1925 . حيث خلصتها هذه المرتبة مدينة نيويورك .
بلغ عدد السكان في عاصمة المملكة المتحدة ما يقارب 8.615.245 نسمة في عام 1939 م . و في منتصف عام 2006 كان عدد المقيمين الرسميين في لندن الكبرى حوالي 7.512.400 نسمة . وفي 2001 الذي يعتبر عام العمران الحضاري خارج حدود لندن الكبرى وصل عدد سكان تلك المناطق ما يقارب 8.278.251 نسمة .
تضم المناطق الحضارية عددا من السكان يقدر ما بين 12 و 14 مليون نسمة . و قد بينت الإحصائيات أن لندن تعتبر أكثر المدن ازدحاماً في الاتحاد الأوروبي .
تبلغ مساحة عاصمة المملكة المتحدة ما يقارب 604 ميل مربع . بكثافة سكانية تصل إلى 12.331 نسمة لكل ميل مربع . و تعتبر نسبة كبيرة إذا ما تمت مقارنتها مع بقية دول المملكة المتحدة . إن تكاليف المعيشة في لندن مرتفعة جدا . حتى أنها صنفت من أغلى مدن العالم إلى جانب طوكيو و موسكو .
الاقتصاد والبنية التحتية
يعتبر اقتصاد عاصمة المملكة المتحدة متينا و قويا بما يكفي لمنافسة الكثير من دول العالم . و قد حافظت لندن على هذه القوة عبر مرور الزمن . اليوم يشكل القطاع الصناعي 10% من أرباب العمل في المدينة . إذ يظهر دور المطابع و دور النشر جليا في هذا القطاع .
حيث تشغل ما يقارب ربع عمال القطاع الصناعي و يبلغ إنتاجها ثلث الإنتاج العام للندن . كما نجد دورا واضحا للندن في الصناعات الدوائية و الكهربائية و الإلكترونية . التي عرفت بجودتها مما أدى إلى انتشارها في مختلف أنحاء العالم . أما الصناعات الخفيفة المتواجدة هي صناعات الألبسة و الصناعات الغذائية .
يعتبر ميناء لندن النهري المحرك الأساسي للصادرات و الواردات في بريطانيا . حيث يسيّر شؤون 10% من مجمل حركة الصادرات والواردات . و في عام 1971 أصبحت نسبة النمو الاقتصادي السنوي للمدينة 1,4% . مما يعني أنها أقل من النسبة العامة للبلاد التي تبلغ معدلها 1,9%.
لكن رغم هذا فإن قطاع الخدمات في المدينة ( البنوك وشركات التأمين بشكل خاص ) تشكل مصدر عائدات و حركة تجارية مهمة للمدينة . و توجد بورصة المملكة المتحدة الرئيسية في لندن . و التي تعتبر ثالث أقوى بورصة أوراق مالية على مستوى العالم .
السياحة في عاصمة المملكة المتحدة
لندن مدينة سياحية رائعة . حيث يقصدها سنويا ما يقارب 20 مليون سائحا . مما جعل القطاع السياحي مسهما أساسيا في اقتصاد لندن . و تربط لندن شبكة مواصلات كبيرة من القطارات و الباصات . إن وجود خمس مطارات دولية في مدينة لندن جعلها وجهة أساسية للسياح . يسافر سنويا من خلالها 120 مليون مسافرا . تعتبر شبكة المترو في لندن أقدم شبكة على مستوى العالم حيث يعود تاريخها إلى عام1863 م .
إن قررت القيام بجولة سياحية في لندن يمكنك الذهاب إلى الأسواق الراقية . حيث تجد الماركات العالمية و المشهورة . كما تضم لندن محلات مميزة لبيع المجوهرات النادرة والتحف القديمة. ومن أشهر أسواق المدينة طريق بتيكوت شارع ميدلسكس في الحافة الشرقية للمدينة . و سوق شارع بريك في سوهو . و سوق طريق بورتوبلو بالقرب من حدائق كنسينجتون.
عاصمة المملكة المتحدة وضعت بصمتها الخاصة في كافة المجالات . حيث نافست أقوى دول و مدن العالم . و أثبتت أنها بنت الزمان على مر الأيام . حيث اعترضت مسيرتها الكثير من الكوارث و المشكلات . لكنها واجهتها بقوة و تجاوزتها بنجاح . بل أخذت من نقاط ضعفها قوة . يكفيها فخرا أن تكون عاصمة المملكة المتحدة . أي عاصمة مملكة يقف لها التاريخ احتراما .
المصادر و المراجع :