Table of Contents
الدول التي تمنح الجنسيات للمولود : ما هو حق المواطنة ؟ إن “حق المواطنة” هو عبارة عن حق قانوني يمتلكه الأطفال المولودون في بلدٍ ما ، لكي يصبحوا مواطنين في ذلك البلد.
من هنا فإن المواطنة هي سياسة يتم بموجبها منح الطفل المولود في بلدٍ ما ، جنسية هذا البلد الذي ولد فيه.
إن حق المواطنة عند الولادة ، يعتبر تفويضاً دستورياً في الكثير من البلدان ، إلا أن الدول ليست مطالبة بالاعتراف بهذا المفهوم كقانون.
و على الرغم من وجود عدد من الدول التي لا تعترف بمنح الجنسية “المواطنة” للمولود ، إلا أن هناك العديد من الدول التي تعترف بـ “المواطنة” بحق المولود ، لأي شخصٍ ومن أي جنسية كان ، بمجرد أنه وُلد داخل حدودها.
بعض الدول ، تقوم بتقديم الجنسية للمولود على أساسٍ مشروط.
على سبيل المثال ، فإن دول “لوكسمبورغ ، و غينيا بيساو ، و أذربيجان ، و تشاد” لا تقدم الجنسية دائماً عند الولادة ، إلا في ظل ظروف معينة وحالاتٍ استثنائية.
و بناءً على ما سبق ، فإن هناك خمسة و ثلاثون دولة حول العالم ، تمتلك حق المواطنة ، كسياسة وطنية.
سنتعرف عليها جميعها في مقالنا .. تابعوا معنا.
الدول التي تمنح الجنسيات للمولود
الدول التي تمنح الجنسيات للمولود داخل حدودها عديدة ،لكن دعونا قبل ذلك ، نتطرق للتعرف سريعاً على أكثر أنماط المواطنة شيوعاً :
1.المواطنة العائلية وقانون الدم، Jus Sanguinis
يعتبر قانون الدم (jus sanguinis) ، هو أحد أكثر الطرق الشائعة فيما يتعلق بالحصول على الجنسية ، و (jus sanguinis) هي عبارة لاتينية تعني بالإنجليزية “حق الدم”.
هذا الحقّ ، يعني أن الفرد الذي يكون أحد والديه ، أو جده ، أو أي فرد آخر من أفراد أسرته مواطناً لدولة أخرى ، غير الدولة التي وُلد فيها هو.
البلدان التي تقوم بتقديم هذه الجنسية بشكلٍ مباشر ، هي “فرنسا ، و اليونان ، و إيطاليا ، و اليابان ، و رومانيا ، و تايلاند ، و تركيا”.
تختلف الإجراءات المتعلقة بـ “قانون الدم” بحسب كل دولة.
ذات صلة :
2.الجنسية بالميلاد ، Jus soli
إن مصطلح Jus soli ـ و هو عبارة عن مصطلح لاتيني آخر ، يعني “حق الأرض” ، و هو يشير إلى قانون منح الجنسية للشخص الذي يولد في بلدٍ ما وبعبارة أخرى هي الدول المانحة للجنسية بحق الارض .
ومع ذلك ، فإن هذا القانون لا ينطبق في كل البلاد ، و ربما أن بعض اللوائح القانونية تقيّد الأفراد في بعض الدول ، بموجب ما يعرف بقانون lex soli ، “قانون الشمس”.
و نذكطر بعضاً من هذه الدول ، هي “أستراليا ، و مصر ، و نيوزيلندا ، و جنوب إفريقيا”.
نشأ قانون “jus soli” في المملكة المتحدة ، الأمر الذي يمنح الأشخاص المولودين في الدولة الحق في أن يكونوا “رعايا الملك”.
أما في الولايات المتحدة ، فإن هذا القانون يُعرف باسم “مواطنة المولود”.
وبخلاف التفكير الشائع ، فليس هناك في الوقت الحالي إلا ما يزيد بقليل عن 30 دولة في العالم تمنح الجنسية لهذا السبب ، بما فيهم العديد من “جزر الكاريبي” مثل “دومينيكا ، و جامايكا ، و سانت كيتس ، و نيفيس”.
في الكثير من الولايات القضائية مثل “كندا ، أو إسرائيل ، أو اليونان” ، فإنّ “قانون الدم ، و حق الأرض” يتمّ دمجهم في نموذجٍ واحد.
إنّ هذا يجعل الفرد يحمل جنسية بلده الأصليّ ، إضافةً إلى جنسيّة أحد الوالدين أو كليهما.
اقرأ أيضاً: مميزات الولادة و الطفل المولود في امريكا و الحقوق المكتسبة
3.التجنّس
التجنّس هو عبارة عن طريقةٍ أخرى شائعة للحصول على الجنسية ، و عادةً فإنّ ذلك ينطبق على الأشخاص الذين دخلوا إلى البلاد عبر وسائل قانونية ، كاللجوء السياسي ، أو كالأشخاص الذين عاشوا في تلك البلاد بشكلٍ قانونيّ لفترة معينة.
بالنسبة للأشخاص الذين باتوا مواطنين جدد ، جرت العادة أن يكون هناك اختبارٌ ، يتمّ إجراؤه بحيث يتضح إن كان الشخص يفهمُ قوانين الدولة ، و ثقافتها و تقاليدها و لغتها.
هناك بعض البلدان التي لا تقدم جنسية مزدوجة ، بحيث يُطلب من الأشخاص الذين يحصلون مجدداً على جنسية هذه البلد ، أن يتخلوا عن جنسيتهم القديمة.
على سبيل المثال ، في دولة “إندونيسيا” ، يتوجّب على الأفراد الحاملين لجنسياتٍ متعددة ، أن يتخلوا عن أحدها بحلول سن 18.
4.الجنسية عن طريق الزواج
هذا القانون يُعرف باسم “jus matrimonii” ، و قد شاعت في الفترة الأخيرة ، طريقة الحصول على الجنسية عبر الزواج من فردٍ يحمل الجنسية ، منذ أن تم العمل بها بعد الحرب العالمية الثانية.
تختلفُ القوانين في جميع أنحاء العالم ، حول المدة التي يجب أن يقضيها الزوجان في زواجهم قبل أن يتم منح الجنسية لأحدهما ، و في دول أخرى ، فإنّ هذا الحقّ يشملُ الأزواج في شراكاتٍ مدنيّة.
5.المواطنة الاقتصادية
هذا هو آخر نوع من أنواع المواطنة.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون أن يحصلوا على الجنسية بطرقٍ أكثر تقليدية ، فمن الممكن أن يحصلوا على ما يسمى “المواطنة الاقتصادية” ، حيث يمكن أن تكون خياراً جيداً.
إن برامج الجنسية عن طريق الاستثمار (CBI) ، تمنح الأشخاص الذين يستثمرون أموالهم طريقةً ليكتسبوا الجنسية ، و ذلك عبر إسهامهم مالياً بشكلٍ مُجدٍ في اقتصاد الدولة.
في الوقت الحالي ، يوجد ما يتجاوزاثني عشر برنامجاً نشطًاً من برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار ، أول برنامجٍ جنسية هو St Kitts and Nevis ، و هو برنامج يعود تاريخه إلى عام 1984.
هذا البرنامج يسمح للبلدان ، بالقيام بتوجيه الأموال المتولدة فيها ، إلى القطاعات النامية ، كقطاع الرعاية الصحية ، و قطاع التعليم ، و البنية التحتية و غيرهم.
و في المقابل ، سيُمنح المستثمرون جنسية ذلك البلد ، إلى جانب جنسية وطنهم الأصلي.
إنّ مزايا الجنسية المزدوجة ، تشمل السفر بدون أن يتمّ الحصول على تأشيرة ، إلى مجموعةٍ واسعةٍ من البلدان ، إضافةً لفرص العمل ، إلى جانب فرصة نقل جنسيتهم إلى أجيالهم القادمة.
و مع ذلك ، تُعتبر أكثر الميزات المكتسبة قيمةً مع الجنسيّة الثانية ، هي ميزة الأمن و السلامة ، كما هو حال العديد من الأفراد و عائلاتهم الذين قد يشهد بلدهم الأصلي استقرارً سياسياً ضعيفاً.
“برامج الجنسية عن طريق الاستثمار” ، تسمح لهم بالعبور بشكلٍ آمن إلى أيّ دولة يختارونها.
هل كل شخص يعتبر مواطناً في مكان ما ؟
بالرّغم من وجود المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، و التي تنصّ على أن كلّ فردٍ يملك الحق في امتلاك جنسية ، فإنّ هناك عدة ثغرات متفاوتة لا تزال موجودة.
و على هذه الحال ، فإن هذه الثغرات قد تركت ما يقارب 12 مليون شخصاً بلا جنسية ، و هذا يعني أنهم غير معترف بهم كمواطنين من قبل أي دولة.
من الممكن لهذا الأمر أن يحدث بسبب أمور تتعلق بالتمييز على أساس الدين ، أو الجنس ، أو النشاط الجنسي ، و يمكن أن تتعارض هذه الأمور مع قوانين الجنسية.
و كمثالٍ على هذا ، كانت هناك إحدى الحالات الشهيرة ، حيث تسببت الصعوبات الإدارية بطردِ رجلٍ إيرانيّ من بلاده ، و تُرك ليعيش داخل مطار “شارل ديغول” في باريس ، لما يقارب عشرين عاماً.
و على مدى القرون القليلة التي مضت ، فقد اتخذت المواطنة عدة أشكالٍ ، حتى و إن بقيت قيمها الأساسية كما هي.
قائمة الدول التي تمنح الجنسيات للمولود
ما يزيد بقليل عن 30 دولة تعترف بقانون حق المواطنة ، بل و إنها تلتزم بأشكال أكثر تقييداً من المواطنة بحق المولودين الجدد.
و فيما يلي ، قائمة بالبلدان التي تعترف بالمواطنة بحق المولود :
- أنتيغوا و بربودا
- الأرجنتين
- بربادوس
- بليز
- بوليفيا
- البرازيل
- كندا
- تشيلي
- كوستا ريكا
- كوبا
- دومينيكا
- الاكوادور
- السلفادور
- فيجي
- غرينادا
- غواتيمالا
- غيانا
- هندوراس
- جامايكا
- ليسوتو
- المكسيك
- نيكاراغوا
- باكستان
- بنما
- باراغواي
- بيرو
- سانت كيتس و نيفيس
- وسانت لوسيا
- جزر غرينادين
- تنزانيا
- ترينداد و توباغو
- توفالو
- الولايات المتحدة الأمريكية
- أوروغواي
- فنزويلا
أما بلدان أخرى ، فهي تعترف بحكم القانون بالمواطنة بحق المولود في ظروف خاصة.
حيث أنه و في بعض الحالات ، فإن الدول تمنح الجنسية للأيتام ، أو للأطفال الذين لديهم أهالي لا يملكون جنسية.
و هذه الدول تشمل :
- غينيا بيساو
- لوكسمبورغ
- أذربيجان
- تشاد
و لكن ، في أغلب البلدان في العالم ، فإن الجنسية يتم تحديدها عن طريق النسب (الذي يكون معروفاً أيضاً باسم “حق الدم”).
و ذلك يختلف في كل بلد ، و لكن يجب في الغالب أن يكون أحد الوالدين على الأقل مواطنًا في ذلك البلد.
بعض البلدان ـ مثل بولندا ـ تطلب من أجل منح الجنسية ، أن يكون كلا الوالدين مواطنين لها.
حيث أن البلدان ذات المجتمعات الأبوية أو الأمومية ، تقوم بتحديد الجنسية من خلال جنسية الأب أو الأم ، على التوالي.
مثلاً ، في دولة أندورا ، يتوجب على الأم أن تكون مواطنةً لكي يستطيع الطفل الحصول على الجنسية ، و أن يصبح مواطناً فور ولادته.
و في العديد من البلدان الإسلامية ، كالبحرين و إيران ، يحتاج الحصول على الجنسية إلى أن يكون الأب مواطناً للبد ، لكي ينقل الجنسية لابنه ، و هذا الأمر يخلق تعقيداتٍ للأطفال الذين يولدون بدون أن يحصل زواج رسميّ بين الأب و الأم.
و في السنوات الأخيرة ، فقد انتقلت عدة بلدان من “حق المواطنة” إلى “حق الدم” ، تلك البلدان هي الهند ، و مالطا.
الدول التي تمنح الجنسيات للمولود ولكن لم تعد كذلك
قامت فرنسا بالتخلي عن تقديم الجنسية في عام 1993 ، بعد أن تمّ إقرار قانون Méhaignerie.
حيث حدد القانون الفرنسيّ الجنسية للأشخاص الذين ولدوا لأبٍ فرنسي ، أو لوالدين اثنين وُلِدوا في فرنسا.
و نتيجةً لذلك ، فإن الأشخاص المولودين في فرنسا لأبوين كانت ولادتهما في خارج فرنسا ، أن ينتظروا حتى بلوغ 18 عاماً ، لكيّ يحصلوا على الجنسية الفرنسية بشكلٍ تلقائيّ (و هذه العملية يمكن أن يبدأ العمل بها ، عندما يبلغون 13 عاماً ، إذا ما تقدموا بطلب).
كما أن إيرلندا ، كانت هي آخر دول الاتحاد الأوروبي ، التي قامت بإلغاء حق المواطنة في عام 2005.
و من خلال استفتاءٍ قام بتأييده ما يقارب 80% من الناخبين الأيرلنديين ، فقد اقتصرت الجنسية على الأشخاص الذين يولدون لواحدٍ إيرلنديّ من أهلهم على الأقل.
و كان هذا القرار رداً على جدلٍ ساد حول ما تسمى “سياحة الولادة” ، و قضية رفيعة المستوى لـ Man Levette Chen ، و هي مواطنة صينية ، كانت قد سافرت إلى أيرلندا الشمالية ، لكي تلد بابنتها و تصبح مواطنة أيرلندية.
حيث سعت Chen لكي تحصل على حقوق الإقامة في بريطانيا ، و استشهدت بجنسية طفلها الأيرلندية و الاتحاد الأوروبي.
و بالرغم من أن وزارة الداخلية البريطانية قامت برفض طلب Chen ، إلا أن محكمة العدل الأوروبية قامت بإلغاء القرار في عام 2004.
كما قامت دول أخرى ، بما فيها نيوزيلندا و أستراليا ، بإلغاء حق المولود الجديد في الحصول على الجنسية في السنوات الأخيرة.
آخر هذه الدول كانت جمهورية الدومينيكان ، التي أقرّت محكمتها العليا ، بأنها ستلغي قوانين حقوق الميلاد في البلاد في عام 2013.
و على ذلك ، فإن هذا القرار ، قد جرّد عشرات الآلاف من الأشخاص المولودين لأبوين أجانب غير موثقين ، من جنسيتهم ، و هذا ما جعلهم “أشباه مواطنين” ، و ذلك وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
البلدان التي تقوم بتحويل ظروف الولادة إلى الجنسية
العديد من الدول الأوروبية تمنح الجنسية على أساس “حق الدم”.
على سبيل المثال ، فإن الأفراد الذين يولدون في المملكة المتحدة ، يصبحون مواطنين بريطانيين بشكل تلقائي ، إذا ما كان أحد الوالدين مواطناً بريطانياً ، أو إذا كان أحدهما مستقراً في المملكة المتحدة ، كأنه حاصل على إقامة دائمة.
ألمانيا أيضاً ، تمتلك قوانيناً مماثلة للجنسية.
و برغم ذلك ، فاعتباراً من عام 2000 ، بات المولودين في ألمانيا لأبوين مولودين خارجها ، مؤهلين لحصولهم على الجنسية ، طالما أن أحد الوالدين مقيماً بشكل قانوني في ألمانيا لمدة لا تقل عن ثماني سنوات على الأقل.
أما إيطاليا فإنها ـ كما المملكة المتحدة و ألمانيا ـ تقوم بحصر الجنسية بالولادة ، على من يلدون و لديهم واحد من أهلهم يحمل الجنسية الإيطالية.
و برغم ذلك ، بموجب القانون الإيطالي ، من الممكن لمن ولدوا في الدولة لأبوين مولودين خارجها ، ممن يستوفون شروطاً معينة ، أن يتقدموا للحصول على الجنسية الإيطالية في غضون عام واحد من عيد ميلادهم الثامن عشر.
أشهر دول سياحة الولادة
إن “سياحة الولادة” ، هي عبارة عن السفر إلى بلد آخر بغرض الولادة فيه.
و السبب الرئيسي وراء ذلك ، هو أن يتم الحصول على جنسيةٍ للطفل في هذا البلد ، على خلفية حق الولادة.
مثل هذا الطفل ، يطلق عليه أحياناً اسم “الطفل الرضيع” . إذا ما كان الهدف من الحصول له على جنسية ، هو مساعدة والديه في الحصول على الإقامة الدائمة في الدولة.
كما أن الأسباب الأخرى لسياحة الولادة ، تهدف إلى القدرة للحصول على التعليم العام ، و الرعاية الصحية ، و رعاية الوالدين مستقبلاً.
من أشهر الدول التي تمنح الجنسيات للمولود هي الولايات المتحدة و كندا ويمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في الروابط التالية.
ذات صلة :
- الولادة في كندا : الكلفة والحقوق والامتيازات وتأشيرة الولادة
- الولادة في امريكا بفيزا سياحية: قواعد جديدة لتقييد سياحة الولادة في أمريكا
المصادر :
- https://worldpopulationreview.com/
- https://www.businessinsider.com/
- https://csglobalpartners.com//
- https://www.theatlantic.com/international//