يهود أمريكا : هل يصلون لحكم الولايات المتحدة الأميركية اليهود؟
لقد سعى يهود أمريكا دوماً لتسلم زمام الأمور , فكيف إن أصبح يهودي رئيساً للقوة الأعظم في العالم ” الولايات المتحدة الأميركية”.
في مجريات الحملات الانتخابية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية ظهر اسم كل من بيرني ساندرز, و مايكل بلومبرج.
هذان الرجلان اللذان قد سعيا بكامل قوتهما للترشح, و كسب الأصوات لصالحهم علّهم يصبحون في الأبيض.
لقد كان المرشح السيناتور بيرني ساندز و هو المرشح الذي يُعتبر ذو الحظ الأكبر في ترشيحه من قِبل الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس.
و لقد كان الموضوع لا يفرق كثيراً عن عمدة نيويورك مايكل بلومبرج.
يهود أمريكا والسياسة
تم اختيار جوليبرمان ليكون المرشح ليشغل منصب النائب للرئيس من قبل آل غور, و كان ذلك في عام 2000.
لقد قامت صحيفة “لوس أنجلوس” بالإفصاح عن المكالمات الهاتفية الكثيرة جداً التي جرت من قِبل الأميركيين اليهود للقيام بالتبرع لهذه الحملة الانتخابية, و هذه كانت المرة الأولى التي يتم بها هكذا فعل.
مرّ على هذه الحادثة عدد من السنوات, ليكون الجواب من قِبل الأميركيين اليهود حيال ترشح كل من بيرني ساندرز و مايكل بلومبرج بارداً وأقل حماسة عن سابق عهده.
حيث قام اليهود بمنح أصواتهم بشكل أكبر لكل من ” جو بايدن” و “بيت يوتيجيج” و “اليزابيث وارين” من بلومبرج و ساندرز.
و لعلك تسأل عن سبب هذا فهم جميعاً يهود, و لكن لا بد من وجود سبب و هو أن رئيس الوزراء السابق ليبرمان كان يهودي, و متشدّد لديانته هو لم يعمد على القيام بحملة السبت, و كان دائم الحديث عن أهمية كونه يهودياً و كم يعنيه هذا الأمر.
في المقابل كان كل من هذين المرشحين مختلفين و كان كل ما يجمعهما هو عدم تشددهما أو التزامهما بالناحية الدينية و لم يهتما بهويتهما اليهودية.
و بسبب هذه النقطة تم الحديث عن “بيرني ساندرز” في مقال في صحيفة التايمز, حيث أشارت الصحيفة إلى أن ساندرز يهودي, و لكن هو لا يريد التحدث عن هذه النقطة.
حيث قال ساندرز بشكل بسيط جداً ان والده مهاجر من بولندا, لم يسلط الضوء في حديثه عن أهمية كونه يهودياً, بل وصفه بشكل غير محترم بأنه مهاجر و هذا ما جعل اليهود غير مهتمين به فلم يمنحوه الكثير من أصواتهم.
ذات صلة : نسبة اليهود في أميركا ثاني أكبر تجمع يهودي بعد اسرائيل
و لعل أيضاً الأسباب الأخرى لعدم حصولهما على دعم اليهود لهم هو أنهما غير متفقين في نقطة أساسية ألا و هي إسرائيل.
هذا ما جعل اليهود و الجاليات اليهودية في حال من التشتت ما بين الرغبة في الوصول إلى الحكم, و بنفس الوقت الشك حيال ما سيقدمانه لإسرائيل.
من ناحية أخرى ساندرز قام برفض الدعوة التي وجهت له من قِبل لجنة الشؤون العامة الأميركية “إيباك”, و هذه اللجنة تعمل كوسيلة ضغط إسرائيلية.
و هي تعبّر عن مسار متعصب جداً عندما يكون الموضوع متعلق بإسرائيل.
لم يرفض ساندرز الدعوة فقط بل قال بأن بنيامين نيتنياهو هو رجل يدل على الرجعية و العنصرية.
و أضاف بأن منظمة “الأيباك” هي متعصبة بشكل أعمى لإسرائيل و معارضة قوية للفلسطينيين و حقوقهم المشروعة.
في حين أن بلومبرج لبّى هذه الدعوة, و ذمّ تصرف ساندرز و أشار إلى أن ما يقوله ساندرز يسيء بشكل مباشر لإسرائيل.
إن ما قاله ساندرز أثار العديد من المجالات للنقاش ما بين مؤيد و محايد و معارض, فمن هذه الآراء رأي الأستاذ “جيل تروي”, وهو يقوم بالتدريس في جامعة ” ماكجيل” يقول:
بأن ما قاله ساندرز يدل على معاداة واضحة للسامية التي تعبر عن الصهيونية العنصرية, و هناك مخاوف من فوز ساندرز لأنه يعبر عن فئة توجه أصابع الملامة إلى إسرائيل .
في حين يقول ” بيتر بينارت” المحرر في ” نيو ريبابليك” أن ساندرز يمتلك دعم الشباب اليهودي الأميركي, و لكنه لا يحظى بدعم اليهود الكبار, و ذلك لأنه ينتقد إسرائيل بشكل صريح و واضح.
و في المقابل ما كان من بلومبرج إلا أن يسخر من ساندرز و قال له: إنني لست المرشح الوحيد اليهودي, و لكنني أعلم بأنني الوحيد الذي لا و لن يسعى إلى تبديل أو تحويل أميركا إلى كيبوتس ” .
لقد سعى كل من ساندرز و بلومبرج إلى الوصول إلى الحكم, لقد سعيا بكل قوتهما و لكن غاب عنهما نقطة أساسية لوصولهم للحكم و هي كسب ود و رضا اليهود.
كلاهما يهودي و كلاهما عبر عن رأيه بخصوص هذه النقطة بشكل واضح, و لكن يبدو أن رأيهما لم يكن مناسباً لليهود.
فلم يقم اليهود بتقديم الدعم لهما نظراً لأن اليهود يريدو الرئيس الذي يدعم إسرائيل و يقدم التسهيلات لصالحها.
المصدر: Macleans.ca