Table of Contents
علم بلجيكا يتميز بألوانه المُلفتة مع الأسود الذي يوحي بالقوة و الثبات ، أي أنه يتألف من ثلاثة ألوان رئيسية .
يتكون علم بلجيكا من ثلاثة أشرطة رأسية متساوية ، كل شريط يحمل لوناً من ألوان علم بلجيكا ، الأسود, الأصفر و الأحمر ، إنها ألوان اجتمعت لتشكل علم بلجيكا .
و قد استمدت هذه الألوان من شعار النبالة الخاص بـ دوقية برابانت ، أما التصميم الرأسي فنجده مشابها لعلم فرنسا بشكل كبير .
عندما يكون العلم خافقاً ترى الشريط الأسود هو الأقرب للقطب ، أي أنه على جانب الرافعة ، والتي تكون نسبها غير عادية 13:15.
تاريخ علم بلجيكا
تغيرت أحوال بلجيكا بعد وفاة شارلمان ، حتى علم بلجيكا طاله جزء من هذا التغيير لأن الإقليم الحالي لبلجيكا ما عدا مقاطعة فلاندرز أصبح تابعاً ل Lotharingia ،
و الذي كان يحمل علم مُكوّن من شريطين أفقيين يحملان اللون الأحمر يفصل بينهما شريط أبيض .
و بعدها استولى الإسبان على الإقليم ، إبان تتويج شارل الخامس إمبراطوراً مقدساً لروما قام بتغيير ألوان علم بلجيكا .
إذ زاد لون الشمس عليه .
مما يعني أن ألوان علم بلجيكا أصبحت الأصفر و الأحمر و الأبيض ، و هذا يذكرنا بألوان إسبانيا.
و بقيت هذه الألوان هي المتعارف عليها لعلم بلجيكا من القرن ١٦ حتى نهاية القرن ١٨ .
كان هناك رغبة كبيرة لتغيير العلم خلال فترة الحكم النمساوي مما دفعهم لتجريب العديد من الأعلام .
لكن في الحقيقة لم يكن لأحد رأي مؤثر ، إذ قام النهاية الإمبراطور النمساوي بفرض العلم النمساوي رُغماً عن الجميع .
مما أدى إلى موجة من الغضب ، و قد عارض عدد من السكان في بروكسل هذا الأمر .
بعدها بفترة تم اعتماد ألوان مشابهة للعلم الفرنسي ، أي الأحمر و الأصفر و الأسود .
عام 1830
و في تاريخ 26 أغسطس من عام 1830 حصل حدث هام ، فقد طار علم فرنسا من القاعة في مدينة بروكسل .
كان هذا في اليوم التالي لأعمال الشغب في أوبرا بروكسل وبداية الثورة البلجيكية فقام المتمردون بتدارك الأمر و التحايل على هذه الواقعة ،
سُرعان ما تم استبداله بخطوط أفقية حمراء وصفراء وسوداء ، أي الألوان المُشابهة للألوان التي استخدمت في ثورة برابانت ،
و هي الثورة الممتدة من 1789 – 179٠ و التي كانت سبب إنشاء الولايات المتحدة البلجيكية .
أما عن صناعته في تلك السرعة فقد تمت صناعته في متجر أقمشة قريب ، هذه الألوان أصبحت رمزاً للثورة البلجيكية ، مما
جعل المادة 193 من دستور بلجيكا تنعت ألوان الأمة البلجيكية بالألوان ذاتها أي الأحمر والأصفر والأسود .
وفي تاريخ 23 يناير من عام 1831 تم تعديل الخطوط ، فأصبحت عمودية بعد أن كانت أفقية وقد ظهر بشكله الجديد في 12
أكتوبر مع إضافة اللون الأسود الذي قُرر أن يوضع في جانب من العلم.
تصميم علم بلجيكا
اعتمد الدليل الرسمي للبروتوكول البلجيكي على أبعاد محددة للعلم ، تتمثل هذه الأبعاد في أن يبلغ ارتفاعه 2.6 متر (8.5 قدم) .
يحتل كل لون ثلث عرض العلم ، إن اللون الأصفر في علم بلجيكا يختلف عنه في علم ألمانيا ، لأن اللون الأصفر في علم ألمانيا
كلون الذهب الغامق ، لكنه ذو ثلاثة ألوان الأسود ، الأحمر ، الذهبي كما أنه مخطط أفقيًا.
علم بلجيكا و الراية المدنية
علم بلجيكا له نسب توصف بأنها غير عادية . إذ تُقدر من 13: 15 العلم 2: 3 ، بذلك تكون الراية المدنية ، و قد صمم ليتم استخدامه المدنيين في البحار دلالة على أنهم من الجنسية البلجيكية ،
و هذا أمر متعرف عليه و متداول ، جميع السفن تضع رايات تدل على البلد الذي تتبع له .
الراية البحرية وجاك
إن الراية البحرية في بلجيكا تحمل الألوان الثلاثة المعتمدة ، إذ تجدها واضحة في سالتير على حقل أبيض ، بالإضافة إلى وجود تاج أسود فوق مدافع متقاطعة في الأعلى ،
كما يوجد مرساة سوداء في الأسفل .
تم إنشاء هذه الراية في عام 1950 ، و بعد فترة من الزمن أُعيد تأسيس البحرية البلجيكية ، علماً أنها كانت جزءاً من البحرية الملكية البريطانية ، كان ذلك خلال الحرب العالمية الثانية ،
بالطبع قادتكم الذكرى الآن إلى الراية البيضاء البحرية الملكية .
كما يوجد علم بلجيكا الخاص بالبحر و هو علم جاك ، إنه يُعتبر علماً رسمياً في بلجيكا ، لكن استخدامه يقتصر على البحار .
إنه لا يختلف كثيرا عن العلم الوطني ، إذ ينحصر الاختلاف بالنسبة فقط ، تبلغ نسبة علم بلجيكا البحري 1: 1، هذه الأبعاد تجعل العلم مربع الشكل .
الراية الملكية والأعلام على القصور الملكية
الملك فيليب وضع علماً ملكياً احتراماً و تقديراً للمنصب . إنه مشابه للأعلام الملكية للملوك السابقين ، يتميز بإضافة حرف واحد فقط ،
و هو حرف “F” نسبة للهولندي “Filip” متقاطع مع “P” في الزوايا الأربع .
إن نظرت إلى علم بلجيكا الذي يرفرف على قمة القصر الملكي في بروكسل والقلعة سوف تتداخل عليك الأمور ، لأن نسبته تختلف عن جميع النسب المذكورة ،
إذ وضعت له نسب مختلفة تناسب قيمة المكان الموضوع عليه ، إن نسبته غير منتظمة 4: 3 ، أي أن طوله أكبر من عرضه .
لا ضير في ذلك ما دام يحمل نفس الألوان التي تدل على السيادة البلجيكية و إن المشارب بقيت عمودية ، إن هذه النسب تغيّرت بسبب نظرة الجمالية
فقيل أن القصور الفخمة و الكبيرة لا يليق بها إلا علم بأبعاد كبيرة .
إذ يتم عرض العلم في أعلى القصر ، فمن ينظر من الأسفل يجد نسبته طبيعية ، لكن الأعلام الملكية لها طقوس خاصة فلا يمكن أن تُرفع بشكل دائم ،
إذ يحدد رفع الأعلام بأوقات معينة ومن هذه الأوقات عندما يكون الملك في بلجيكا .
و ليس في قصر معين فقط بل عند تواجد الملك في بلجيكا يجب رفع الأعلام في جميع القصور و القلعة .
أما الحالات التي يُمنع فيها رفع العلم تتمثل في غياب الملك ، أي عندما يكون الملك مُسافرا في الخارج ، بالطبع لكل قاعدة استثناء ، إذ يمكن رفعه في بعض الحالات .
لكن بشكل عام يمكننا القول أنه دليل واضح على وجود الملك أو غيابه .
بروتوكول رفع علم بلجيكا
العلم على البرلمان الاتحادي
باعتبار بلجيكا دولة فيدرالية فإن علمها له قيمة مماثلة لأعلام الدول الفيدرالية الأخرى ، لكنه يتقدم على بقية الأعلام في حالة واحدة .
إن استقبلت بلجيكا اجتماعاً دولياً فإن علمها يتصدر الموكب ، و هذا أمرٌ مُتفق عليه في جميع الدول الفيدرالية فلا بد من احترام الدولة التي تستقبل الموكب ،
و تقديرها ووضع رمزها في المقدمة . و جميعنا نعلم أن رمز أي دولة هو علمها .
اعتماد علم بلجيكا الحالي و دلالاته
تم الاعتماد على الشكل الحالي لعلم بلجيكا في 23 يناير/ كانون الثاني في عام 1831 ، علم بلجيكا الحالي يتكون من ثلاثة
ألوان يتوزع كل لون على شكل شريط عمودي الأحمر الناري فالأصفر فالأسود ، أي أنها تتوالى بالترتيب .
أما دلالات العلم ترفع من قيمته أكثر .
إن اللون الأسود يرمز إلی الأسد الأسود لِبلاد فلاندرز ونامور.
و اللون الأحمر يرمز إلی الأسد الأحمر لِبلاد لوكسمبورغ.
و اللون الأصفر يرمز إلی الأسد الأصفر لِبلاد لبرابانيت.
نجد من خلال دراسة دلالات العلم أنه يوحي بالقوة الهائلة ، لأن جميع الدلالات ترتبط بالأسود ناهيك عن جمال الألوان الساطعة .
إن قمنا بجولة في عالم دلالات الألوان سنكتشف جمالاً آخر ، فالأصفر لون الشمس و دليل على السطوع والإشراق ، الأحمر الناري أقرب ما يرمز إليه
هو بذل الدماء في سبيل رفعة العلم ، أما الأسود فمن المتعارف عليه أنه ملك الألوان يوحي بالقوة و العظمة و الهيبة .
بساطة تصميم العلم
بالرغم من بساطة تصميم العلم إلا أنه يحمل معاني رائعة ، سواء من حيث ما أُريد لها أن ترمز و من حيث دراستها في علم الألوان .
إن بلجيكا تعتبر دولة فيدرالية قوية و من المفترض أن يكون كل هذا الاهتمام بالعلم لأن العلم هو رمز البلاد و ممثلها .
تقول إحدى الروايات أن اختيار علم بلجيكا مُشتق من الألوان الفرنسية ، تم ذلك في عام 1831 . و أن هذا العلم تم استخدامه إبان حصول بلجيكا على الاستقلال عن هولندا.
كانت الخطوط مُرتبة بشكل أفقي ، لكن شعب بلجيكا اختاروا النسخة العمودية رغبة منهم في مخالفة هولندا في علمها .
ارتدى متمردو برابانت لباساً مُزركشاً بالألوان الثلاثة خلال انتفاضتهم ضد النمسا في نهاية القرن الثامن عشر ، و هذا دليل على
نضالهم و ارتباط الألوان الثلاثة بتلك الحادثة بالرغم من فشلهم في تحقيق مرادهم .
ثم استخدمت الألوان مرة أخرى في الانتفاضة ضد ويليام الأول من هولندا ، و قد كُللت بالنجاح هذه المرة ، مما جعل العلم رمزاً للنضال و الاستقلال كما أنه رمز للحرية و الكفاح و الحياة المتجددة .
دلالات علم بلجيكا رواية ثانية
في رواية ثانية عن دلالات علم بلجيكا قيل أنها تدل على الشعب البلجيكي .
اللون الأسود يدل على كل شخص حارب من أجل سيادة و استقلال بلجيكا .
اللون الأصفر يرمز إلى الثروات الموجودة في بلجيكا .
أما اللون الأحمر يدل على دماء الشهداء التي روت أرض بلجيكا ، إذ ضحّى الشعب البلجيكي بكل ما يملك لتكون بلجيكا دولة
حرة مستقلة و أغلى ما ضحوا به هو الدماء الغالية والأرواح التي دُفعت ثمن الحرية .
أما ترتيب الألوان فقط هو ما أخذ من علم فرنسا لأن علم فرنسا اعتُبر مصدر إلهام للبلجيكيين الذين قاموا بدورهم بالدفاع عن سيادة بلدهم وتحريرها .
و إن وجود اللون الأحمر في البداية تأكيد على تقدير دماء الشهداء ، و اللون الأسود في النهاية تقدير على احترام كل مواطن دافع عن وطنه .
لكن تم تغيير ترتيب الألوان من قبل وزارة البحرية في تاريخ 15 سبتمبر من عام 1831 .
لمحة عن بلجيكا
بلجيكا واحدة من الدول الفيدرالية ، نظام الحكم فيها ملكي دستوري ، إنها شعبية ديمقراطية ، و يتكون البرلمان من مجلس الاتحاد و مجلس النواب .
رئيس الدولة الحالي هو الملك فيليب ، لكننا نجد أن صلاحيات رئيس بلجيكا محدودة نوعاً ما ، فلا يمكنه التدخل في عمل الوزراء .
لكن هو من يُعيّنهم و يقدر عددهم بخمسة عشر وزيراً ، و يستند النظام القضائي في بلجيكا إلى القانون المدني .
بلجيكا هي دولة موالية للغرب إذ تجمعها علاقات ودية مع فرنسا و ألمانيا ، يرجع سبب هذه العلاقات إلى السكان الذين يهاجرون من و إلى بلجيكا من تلك البلدان .
كانت بلجيكا عضواً فعّالاً في حلف شمال الأطلسي في عام 1949 م ، كما أنها دخلت في الاتحاد الأوروبي في عام 1993 م ، و دخلت بعدها في الوحدة النقدية الأوروبية في عام 2002 م .
العاصمة
تُعتبر العاصمة بروكسل مجمعا للعديد من المقرات الدولية ، لقد مارست بلجيكا سياسة استعمارية في الدول الإفريقية ، في كونغو على وجه التحديد
حيث عملت على تفتيت وحدة البلاد و تقسيمها كما أنها عملت على إعدام زعيمها باتريس لومومبا .
بلجيكا هي دولة مُقسمة لثلاث أقاليم تبعاً لتواجد الجاليات الثلاث : الفلامينيون، الوالينيون والناطقين بالألمانية ، تتمثل الأقاليم الثلاث في : فلاندرز ، والونيا ، إقليم بروكسل و هو العاصمة .
إن جيش بلجيكا رفع علمها عالياً غير مرة في العديد من الحروب ، إنه منظم في هيكل موحد يتكون من أربعة قوى أساسية ، أولها و أكبرها القوات البرية أو ما يعرف باسم الجيش ،
بالإضافة إلى القوات الجوية ، و القِوى البحرية ، و المكونات الطبية ، جميعها تعمل جاهدة لرفع مجد بلجيكا و سيادتها ، ليبقى علم بلجيكا شامخاً في الأعالي .
إن علم بلجيكا لا يقتصر رفعه على الأمور السياسية فقط ، بل ايضاً للثقافة نصيب من ذلك ، إذ يُرفع علم بلجيكا في المنتديات الثقافية الدولية .
و إن بلجيكا تشهد ازدهارا فنيا كبيرا ، حققت من خلاله بصمة فنية على مستوى العالم بأكمله ، و قد خدم في ذلك التنوع الثقافي الفعال الذي تضمه بلجيكا ،
إذ تُعتبر من أكثر الدول التي تمنح جنسيتها للمهاجرين بسهولة .
مكانة العلم البلجيكي
علم بلجيكا أثبت مكانته الرفيعة بين أعلام العالم ، بالرغم من تصميمه البسيط و ألوانه المُعتادة، و إن ما رفع من قدره هو محبة أبناء الشعب البلجيكي له و حفاظهم عليه .
عند تحية العلم تجد البلجيكيين يقفون باحترام و تقدير لهيبة علمهم كونه دلالة على سيادة الدولة و استقلالها خاصة نضالها من أجل الحصول على الاستقلال .
الشعب البلجيكي كان حريصاً على التواجد في المجالات كلها ، مما يعني وجود علم بلجيكا في المحافل الدولية و المنتديات الثقافية ،
حتى فنياً حققت بلجيكا مكانة مميزة أدى إلى رفع اسمها و علمها عالياً ، إنه حقاً يوحي بالهيبة و الرفعة ،
حتى لو لم تكن تعرف دلالاته الأساسية يُمكنك فهمها من خلال تحليل دلالات الألوان الأحمر الدامي و الأصفر المُشع و الأسود الصلب .
كما يمكنك إدراك قيمته من خلال حرص البلجيكيين على علمهم ، و احترامه بل يمكن القول تقديسه أيضاً ،
لا يمكن النظر إلى علم بلجيكا دون تذكر ماضيها المجيد و كفاحها المُستمر ، إنها دولة استطاعت تغيير قدرها بيدها .
المصادر والمراجع :
مواضيع تهمك: