Table of Contents
رئيس بوليفيا الحالي هو لويس ألبرتو آرس كاتاكورا . من مواليد 28 سبتمبر 1963 . لويس رغم توليه المنصب منذ فترة قصيرة ، إلا أنه استطاع التأثير في بوليفيا . حيث ضبطها من كافة الجوانب . و هذا ما سنفصل القول عنه في تقريرنا هذا . إنه سياسي يساري ينتمي لحزب الحركة من أجل الاشتراكية (ماس) .
كان وزيرا للاقتصاد والمالية العامة لفترتين زمنيتين . الأولى امتدت من 2006 إلى 2017 . و الثانية كانت في عام 2019 في عهد الرئيس إيفو موراليس . لقد استلم منصب رئيس بوليفيا بعد فوزه في الانتخابات العامة في عام 2020 . حيث انتخبه الشعب ليكون رئيسا عليهم و قائدا لهم يرعى شؤونهم و يحميهم من الأخطار .
حياة رئيس بوليفيا
ولد رئيس بوليفيا لويس آرس في 28 سبتمبر 1963 في لاباز . يدعى والده كارلوس آرس جونزاليس . وأمه أولغا كاتاكورا . نشأ في عائلة تقدر العلم و تحترمه . حيث كان والداه مدرسان . لم تكن عائلته من الطبقة الغنية . بل كان مستواها المادي متوسطا . بدأ الدراسة في المرحلة الابتدائية في عام 1968 . و أنهى تعليمه الثانوي في مسقط رأسه في عام 1980. أكمل دراسته في معهد التعليم المصرفي في مدينة لاباز .
وتخرج في البداية كمحاسب عام 1984. و قد حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة سان أندريس العليا في عام 1991 . بعدها قرر إكمال دراسته في الخارج في جامعة وارويك في كوفنتريب المملكة المتحدة . و قد نجح بهذه الخطوة و تخرج عام 1997 بدرجة الماجستير في الاقتصاد . كان شخصا مميزا محبا للعلم . ناجحا في دراسته و يعطيها أولوية كبيرة . كما أنه حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة لوس أنديز و جامعة فرانز تامايو .
غالبا ما يقترن العلم بالأخلاق . لذا يمكننا الحكم على كل شخص متعلم بأنه ذو أخلاق سوية كون العلم يهذب الإنسان و يحصنه . و يكفي أن نحكم بحكم مبدئي على رئيس بوليفيا من خلال هذه الشهادات المتعددة . كان مصدر فخر لعائلته التي تقدس العلم و المتعلمين .
المسار المهني و الوظيفي لـ رئيس بوليفيا
لقد قضى معظم مساره المهني في البنك المركزي بوليفيا منذ عام 1987 . لقد كان شخصا طموحا لا يرضى بالقليل . و قد عمل في إدارة العمليات الدولية للبنك المركزي لبوليفيا كنائب مدير الاحتياطيات بين عامي 1992 و 2005 م . ترقى في منصبه عدة مرات كونه يستحق الأفضل . فقد تم تسليمه منصب رئيس قسم المعلومات و المنشورات و الإدارة الفرعية للبحوث و التحليل بين عامي 1994 و 1995 . تحت إدارة الدراسات الاقتصادية في البنك المركزي لبوليفيا .
ثم انتقل للعمل كمدرس جامعي في الجامعات العامة و الخاصة في بوليفيا . كما أنه ألقى العديد من المحاضرات في جامعات مختلفة في أوروبا و أمريكا الشمالية و اللاتينية بما في ذلك جامعة كولومبيا في نيويورك و جامعة بوينس آيرس و جامعة هارفارد .
منصب وزير الاقتصاد
لقد تم تعيين لويس آرس وزيرا للمالية في 23 يناير 2006 . بقرار من الرئيس إيفو مورالس . و في عام 2009 تولى رئاسة الوزارة الجديدة للاقتصاد والمالية العامة . كان شخصا لامعا في مجال الاقتصاد . عمل لأجل نهضة بوليفيا اقتصاديا . حتى وصفه البعض بأنه العقل المدبر وراء نهوض بوليفيا الاقتصادي . لقد أشرف على عدة اعمال كبيرة بنفسه . و منها تأميم شركات الهيدروكربون و الاتصالات و التعدين في بوليفيا . كما قام بإنشاء بنك الجنوب الذي ساعد الشعب على تأمين أموالهم فيه و منحهم قروضا متعددة .
إنه عمل على التوسع السريع للاقتصاد البوليفي . و قد نجحت خططه في ذلك حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 34 ٪ . مما شكل تغييرا في اقتصاد المجتمع و انخفض الفقر المدقع الذي كانت تعاني منه بوليفيا من 38 ٪ إلى نسبة 15 ٪ . لقد تحسن حال الجميع و أحبه الشعب بشكل كبير ، لأنهم رأوه كيف يعمل لمصلحتهم و كل همه النهوض بهم و تحسين أحوالهم . لقد حقق شهرة عالمية بريادته في المجال الاقتصادي . و قد صنفته مجلة الاقتصاد الأمريكي على أنه ثامن أفضل وزير للاقتصاد في المنطقة من أصل 18 وزيرا .
حصل على هذا التصنيف في عام 2011 . و قد سلطت المنظمة الدولية المزدحمة الضوء على عمله الذي يقود الاقتصاد البوليفي . ليكون مثالا يحتذى به في العالم بأكمله . في 24 يونيو 2017 كانت الصدمة المؤلمة لمحبي لويس آرس . حيث اضطر على التخلي عن منصبه و السفر إلى البرازيل . بسبب وضع صحي خطير حيث كان يحتاج لعملية جراحية صعبة . لاستئصال سرطان حاد في الكلى . لكنه كما كان قويا في كافة مجالات الحياة كان قويا في التغلب على مرضه أيضا . بالطبع لم يكن ذلك سهلا بل بقي فترة تعافي إجبارية قبل أن يعود إلى بلده . و يعود إلى عمله و يستمر في منصبه كوزير للاقتصاد في 23 يناير 2019.
كانت عودته للمنصب بمثابة إشراق الأمل من جديد في عيون الشعب . كونه غير حياتهم للأفضل و قادهم نحو القمم .
رئيس بوليفيا والحملة الرئاسية لانتخابات 2020
في عام 2019 استقال رئيس بوليفيا إيفو موراليس و حكومته . إبان الأزمة السياسية البوليفية التي قلبت الموازين . فلم ير الرئيس إيفو موراليس خيارا ينوب عن التخلي لمنصبه . و تم تعيين رئيسا مؤقتا يسمى جانين أنيز . و الذي دعا بدوره إلى انتخابات جديدة . لاختيار رئيس يوافق عليه الشعب و يثق به .
و في 19 يناير 2020 أعلن موراليس نتيجة المباحثات الطويلة التي استمرت حوالي ثماني ساعات من الاجتماعات في الأرجنتين . و قد كانت النتيجة مرضية للأغلبية حيث تم تعيين لويس آرس و وزير الخارجية السابق ديفيد تشوكيهوانكا ليكونا مرشحي الحركة من أجل الاشتراكية (ماس) في انتخابات 2020 .
هذا الأمر كان له وقع كبير في المجتمع البوليفي . فقد انقسم بين مؤيدين له و معارضين . فقد انتقده خصومه و وصفوه بأنه لعبة في يد موراليس .
لقد أثار هذا الوصف غضب لويس آرسي بشكل كبير . و أعلن مع حزبه رفضهما لهذه التسمية المعيبة بحقه . فهو شخص حكيم يتصرف و يقرر بنفسه . حاول أحد قادة (ماس) ديفيد أبازا التأثير على حملة آرس . و قد صرح بما معناه أن إيفو لن يتدخل في حكومة الأخ لويس آرس ولا بأي شكل من الأشكال . تبع ذلك تصريحا للويس آرس يؤكد فيه أن موراليس ليس له أي دور في حكومته .
لقد أظهرت معظم استطلاعات الرأي العام أن لويس آرس يتقدم رغم أنه لم يكن كافيا لتجنب جولة الإعادة في نوفمبر . و عند مجيء الليلة المرتقبة و هي ليلة الانتخابات كان المرشحون اليمينيون المنقسمون قد تمكنوا من الاندماج بشكل جزئي حول الرئيس السابق كارلوس ميسا مع انسحاب أونيز والرئيس السابق خورخي كويروجا .
إن النتائج الاولية المبكرة كانت لصالح ميسا . لكن العد السريع للتصويت الذي أجرته شركة الاستطلاعات Ciesmori في صباح يوم 19 أكتوبر قلب الموازين و غير الواقع . حيث أشارت إلى فوز لويس آرت بنسبة 52.4 ٪ من الأصوات .
فوز ز لويس آرسي
شارك ناخبا في الاقتراع ستة ملايين و483 ألفا و893 ناخبا . وقد فاز لويس آرسي في عدد قياسي يمثل 88,42 بالمئة من مجمل الناخبين . علما أن هذا الإحصائيات أدلت بها المحكمة الانتخابية العليا . ما يعني إمكانية الفوز في الانتخابات مباشرة دون الحاجة إلى جولة الإعادة. و قد دل ذلك على محبة الشعب البوليفي للويس آرس .
و قد أعلن آرس و حزبه الانتصار و هو ما أكده الرئيس المؤقت أنيز على تويتر بعد فترة وجيزة . عمت الأفراح و الليالي الملاح بين مؤيدي رئيس بوليفيا لويس آرس . و اعترف كارلوس ميسا الخصم الأساسي لآرس، بالانتخابات في مؤتمر صحفي . حيث صرح بأن الإحصائيات الأولية أظهرت فوزا ساحقا و واضحا للويس آرس .
في الواقع إنه يستحق هذا المنصب بجدارة فمن استطاع النهوض باقتصاد بوليفيا يحق له استلام رئاستها . خاصة أنه قام بتحسين الواقع المعيشي لأفراد الشعب . أي أنهم لمسوا التحسين في محاور حياتهم . فالفقر الذي كانوا يعانون منهم حملهم عبئا ثقيلا . لم يخلصهم منه إلا رئيس بوليفا الحالي لويس آرس . الذي شعر بهمومهم و عمل من أجلهم .
يتم انتخاب الرئيس في بوليفيا عن طريق تصويت الشعب . حيث يختارون من يريدون أن يمثلهم في المحتفل الدولية . و لم يجدوا افضل من لويس آرسي لتولي هذا المنصب .
يتم انتخاب الرئيس لولاية مدتها خمس سنوات . إذا لم يفز أي مرشح بأغلبية الأصوات يتقدم المرشحان الأوائل إلى جولة الإعادة . و هنا ترى المنافسة في أوجها . لكن لويس آرس لم يضطر لجولة الإعادة لأنه حقق نسبة عالية من الجولة الأولى . يعتبر لويس آرس الرئيس السابع والستين لبوليفا . و قد تولى منصبه في 8 نوفمبر 2020 .
من المتوقع أن تزدهر بوليفا أكثر فاكثر خلال ولايته المحددة بخمس سنوات . كونه يعرف كيف يدير أمور بلاده السياسية و الاقتصادية .
منشورات ومؤلفات رئيس بوليفيا
رئيس بوليفيا نشر العديد من الكتب والمقالات التي تركزت ضمن اختصاصه . أي في الاقتصاد . و من تلك المؤلفات :
- ” النموذج البوليفي الاقتصادي الاجتماعي المجتمعي الإنتاجي ” و قد تم نشره في عام 2015 م .
- “عدم اليقين والدولرة في بوليفيا ” .
- “هل هو مناسب لآلية Bolsin (سوق العملات في البنك المركزي) ؟ ” .
- “تقييم موجز لنظام سعر الصرف البوليفي” .
- “المساهمة في النقاش حول الدولرة” .
- “الطلب على النقود في بوليفيا” .
- “التحرر المالي والتركيز في النظام المصرفي”.
لقد كانت هذه المؤلفات بمثابة مرجعا عظيما للخبراء الاقتصاديين و المهتمين به . لأن الأسلوب الذي اتبعه رئيس بوليفا كان ناجحا بشكل واضح . و كان أفضل نموذج يمكن أن يتعلم منه الكثيرون .
الحياة الشخصية لـ رئيس بوليفيا
بالرغم من انشغال لويس آرس بالعمل السياسي ، إلا أنه استطاع تكوين عائلة مترابطة . لقد تزوج من Lourdes Brigida Durán Romero. وقد كانت داعما له في جميع محطات حياته . حيث وقفت إلى جانبه و وثقت به و مدته بالأمل و القوة . أن تكون المرأة زوجة رئيس جمهورية هذا أمر كبير و يحملها مسؤوليات كثيرة . مما يتطلب شخصية قوية قادرة على تحمل الصعاب .
لقد أنجب لويس آرس ثلاثة أطفال : لويس مآرسييلو ورافائيل إرنستو و كاميلا دانييلا .
لقد دارت الأحاديث حول نجاح زواجه . قال البعض أنه لا يعطي عائلته الاهتمام الكافي . بينما بيّن أغلبية المقربين منه أن علاقته مع عائلته قوية جدا . بالطبع المنصب شغله قليلا كونه يحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة . لكنه استطاع التنظيم بين عمله و حياته الشخصية .
اهتم لويس آرس بتعليم أولاده بشكل كبير . إيمانا منه بأن العلم يبني الإنسان و يرفع الأوطان .
إدارة رئيس بوليفيا والانتخابات الإقليمية
شاءت الصدف أن تكون فترة الانتخابات الرئاسية متزامنة مع الانتخابات الإقليمية للحكام ، ورؤساء البلديات ، والمجالس البلدية داخل المقاطعات التسع في بوليفيا . و ذلك خلال الأشهر الستة الأولى . على الرغم من التحديات التي واجهتها الحركة الإسلامية الأمريكية في تعزيز الدعم بعد أزمة 2019 . لكن رئيس بوليفيا لويس آرس التزم الحياد و الصمت ، و قد كان ذلك واضحا بسبب اختلاف سياسته عن سياسة الرئيس السابق إيفو موراليس .
الذي كان يتدخل بشكل كبير في مختلف المجالات و خاصة فيما يتعلق باختيار المرشحين . كما أن لويس آرسي لم يهتم بالشركات الأجنبية مما جعل المحلل السياسي مارسيلو أريكويبا يطلق عليه لقب “ممثل محايد” و “رئيس منتدب” . وصف رئيس بوليفيا الحالي بأنه يركز اهتمامه على الحكم الوطني و لا يعطي اهمية للشؤون الخارجية .
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية باندو لويس أدولفو فلوريس أنه ينتقد غياب الرئيس عن الحملات السياسية . أي أن همه الأول و الأخير هو سلامة وطنه و حكمه بأفضل شكل .
يتخذ رئيس بوليفيا حرسا شخصيا من فرقة المشاة التابعة لـلجيش البوليفي . والتي تتركز مهمتها في حماية أمن رئيس بوليفيا . و الحرص على سلامته الجسدية . حيث ترى عناصر الفرقة متواجدين في كل مكان يتواجد به رئيس بوليفيا . مثل قصر الحكومة و مقر الرئاسة .
تضم فرقة حماية الرئيس مركزا للتدريب في مجالات تخصصية مختلفة مثل الاعتداء و الدعم و حماية الأشخاص و الإسعافات الأولية . في الواقع شخص مثل الرئيس لويس آرسي يستحق هذا الدعم .
رئيس بوليفيا لويس آرسي شخصية لها ثقلها السياسي . موعودة بنجاح كبير في إدارة بوليفيا . و إن اهتمامه الكبير بالحكم الوطني دليل على أنه يولي الشعب البوليفي المرتبة الأولى في قائمة أهمياته . من المتوقع أن يحقق لبوليفيا ما لم يحققه غيره . و أن يخلد اسمه من بين أفضل رؤساء بوليفا في العصر الحديث .
المصادر و المراجع :