Table of Contents
عملة المملكة المتحدة هي الجنيه الاسترليني . و تُعرَف اختصاراً ب (GBP) و يُرمَز لها بالرمز (£) . تُعتبر عملة المملكة المتحدة واحدة من أقدم العُملات التي لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا . لقد بقيت قوية عبر مر الزمان . كما أنّها تُصنَّف في المرتبة الرابعة من حيث أكثر العُملات المتداولة في سوق الفوركس العالميّ . أي سوق العُملات الأجنبيّة . إذ يُمثّل الجنيه الإسترليني حوالي 13 ٪ من حجم التداوُل اليومي فيه.
لقد تأسست المملكة المُتّحدة في عام 1707م .عندما حصل اتّحاد بين إسكتلندا وبريطانيا .
يُساوي كلّ جنيه واحد 100 بنس .
عملة المملكة المتحدة
الجنيه الاسترليني له قيمة كبيرة كونه عمله المملكة المتحدة التي أثبتت جدارتها في العالم . لقد تم طرح العملات الورقية من الجنيهات الإسترلينية بشكل كبير . و أول ما تم طرحه هو الجنيه الورقي و كان ذلك في عام 1978 م . لكن سحب من الأسواق في عام 1988 م . لضعف قدرته الشرائية .
ثم طرحت عملة 5 جنيهات ورقيّة و التي شملت ثلاثة إصدارات أولها كان في عام 1971 م . تم التوقف عن تداوله في عام 1991م . و ثانيها صدر في عام 1990 م . و قد توقف تداوله في عام 2003 م . أما ثالثها صدر في عام 2002 م .و قد توقف تداوله في عام 2017 م.
ثم صدرت عملة 10 جنيهات و التي بدورها شملت إصدارين . الإصدار الأول كان في عام 1975م و قد توقف تداوله في عام 1994م . أما الإصدار الثاني كان في عام 1992 م و قد توقف تداوله في عام 2003 م. ثم تلا ذلك إصدار عملة من فئة 20 جنيه شملت عدة إصدارات كان أولها في عام 1970 م .
و قد توقف تداوله في عام 1993 م. ثانيها إصدار عام 1991 م . و الذي توقف التداول به في عام 2001 م. أما الإصدار الثالث كان في عام 1999 م .توقف تداوله في عام 2010 م . أصدر بعد ذلك عملة جديدة من فئة 50 جنيه . وشملت إصدارين أولهما كان في عام 1981م . وتوقف تداوله في عام 1996 م .
الثاني صدر في عام 1994 م . توقف تداوله في عام 2014 م . و في عام 2016 تم إصدار عملة جديدة من فئة 5 جنيهات . في عام 2007 صدرت عملة من فئة 20 جنيه . كما صدرت عملة من فئة 50 جنيه في عام 2011 م .
أصل تسمية عملة المملكة المتحدة
في الحقيقة لا أحد يعرف أصل تسمية عملة المملكة المتحدة . لكن اسم الجنيه الاسترليني يقتصر استخدامه على السياقات الرسمية . للتمييز بين عملة المملكة المتحدة عن باقي العملات التي تحمل نفس الاسم . أما إن نظرت إلى التداولات اليومية لن تجد ذكرا لاسم الجنيه الاسترليني بل يتم التعامل باسم الباوند . هما وجهان لعملة واحدة لكن اختلفت المسميات فقط . حتى أنه يُطلق عليه أيضا اسم إسترليني ،
لكن هذا يقتصر على الأسواق المالية كاسم و ليس كقيمة عددية . و بالعودة للحديث عن أصل استخدام مصطلح جنيه استرليني نجد أن عدة الروايات عن أصل التسمية . تقول الأولى أن تسمية استرليني تعود إلى العصور الأنجلوسكسونية . حين كانت تصك تلك النقود من الفضة و يطلق عليها اسم استرلين . علما أن كل 240 من هذه الاسترلينات يعادل باوند واحد .
هذا التضخم جعل الناس يفضلون دفع المبالغ الكبيرة باستخدام الباوند . أما الرواية الثانية عن أن أصل الجنيه الاسترليني فتقول أن أصل استرلين كان بنساً فضياً . تم استخدامه في عهد النورمان في عام 1300. و إن هذه الرواية معتمدة من قبل قاموس أكسفورد .
و علامة هذه العملة هي نفس إشارة الجنيه . حيث كانت بالأصل ₤ بخطين بالعرض . أما الآن يستخدم رمز £ بخط واحد بالعرض . علامة الإسترليني مأخوذة من حرف “L” المختصر من الكلمة الرومانية Librae . و هي وحدة £sd تشير إلى (Librae, Solidi, Denarii) .
المستخدمة للباوند و الشلن و البنس للعملة البريطانية ما قبل النظام العشري للعملة أو الإثني عشري . و يُشير لفظ ليبرا إلى وحدة وزن رومانية مأخوذة من اللاتينية . و كلمة ليبرا كمعنى تشير إلى الميزان .
تاريخ عملة المملكة المتحدة
إن بحثا عبر التاريخ عن أول استخدام لمصطلح عملة المملكة المتحدة ( الجنيه الإسترليني ) سنجد ذلك في عام 775 م . حيث استخدم هذا المصطلح ممالك سكسونيّة للدلالة على عدة عملات . عرِفت هذه العملات المصنوعة من الفضة باسم الإسترلينات . علما أن صناعة كلّ 240 قطعة من النقود تحتاج إلى رطل من الفضة . و قد أُطلق على تلك العملات اسم بنسات .
بعد سيادة النظام العشري في إنجلترا و الذي اعتمده البنك المركزيّ تغير وضع العملات . حيث أصبح كلّ جنيه يُساوي 100 بنس . و في القرن الثامن عشر للميلاد تم طباعة أوراق نقديّة من الجنيه .
و هذا ما جعل عملة المملكة المتحدة تأخذ صدى كبيرا و اكتسبت في القرن التاسع عشر للميلاد أهمية كبيرة في النظام النقديّ العالميّ .
حيث اعتمدت عليه عدة دول و اقتصرت على التعامل بالجنيه الاسترليني مما زاد من أهميته . و قد كانت تلك الدول تستخدم عملة المملكة المتحدة لسداد قيمة الواردات إليها
و ذلك من خلال تنفيذ العمليات الماليّة الخاصة بها عن طريق مصارفها المتواجدة في بريطانيا . السبب الكامن وراء هذا الأمر هو تقليل المخاطر المُحتملة خلال نقل المعادن الثمينة . لكن واجهت عملة المملكة المتحدة مشكلة كبيرة في الحرب العالميّة الأولى . بسبب مشاركة بريطانيا في التمويل بالجنيه الاسترليني .
مما أدى إلى دخوله موضع صراع و بالتالي سبب ذلك تراجع و ضعف الوضع المالي . وقد ترافق هذا التدني مع تزايد في عجز قيمة الحساب الجاري لميزانِ المدفوعات .
مع أزمة عجز في الميزانيّة العامة للدولة . بحثت المملكة المتحدة عن الحل و وجدته في إصدار مجموعةً كبيرةً من السندات الماليّة .
السياسة النقديّة لبريطانيا خلال فترة الحرب أدت إلى رفع معدّل التضخم . مما أثر بشمل سلبي على تثبيت سعر الصرف الخاص بالجنيه الإسترليني . وقد تأثرت بريطانيا من التضارب المالي الذي أدّى إلى تراجع القوة الشرائية لعملة المملكة المتحدة .
فئات عملة المملكة المتحدة
تتنوع فئات و أنواع العملات المعدنيّة و الأوراق النقديّة المتداولة في المملكة المتحدة . و من تلك العملات المتداولة نجد عملة البنس الواحد والذي تم تداوله في عام 1971م .
بالإضافة إلى عملتين جديدتين وهما نصف بنس و بنسين . عملة البنسان كانت موضع تداول في عام 1971م . مع عملتين جديدتين وهما نصف بنس و بنس . كما نجد ذكرا لعملة خمسة بنسات و التي استخدمت منذ عام 1971م . تزامنا مع فترة استخدام عُملة الشلن .
كما تم استخدام عملة عشرة بنسات بعد تشكيل قطعتين من عُملة الشلن .بالإضافة لعملة عشرين بنس و التي صدرت بعد أن فرضت الحاجة في أواخر سبعينيات القرن العشرين الميلادي لتغيير العُملات . تم اقتراح إصدار عُملة جديدة . من فئة العشرين بنس . وكان الهدف من ذلك تقليل عدد القطع النقديّة من فئة عشرة بنسات .
ثم طرحت عملة خمسين بنس في عام 1969م . و قد تم تداولها إلى جانب عُملتي عشرة بنسات و خمسة بنسات . و في عام 1983م تم إصدار الجنيه . كما تم إصدار الجنيهين . و قد صدرت عملة خمسة جنيهات عُملة صدرت في عام 1990م .
والهدف من صدورها هو رفع القيمة الاسميّة الخاصة بالخمسةِ جُنيهات .
مراحل مرت بها عملة المملكة المتحدة
لقد مرت عملة المملكة المتحدة بالعديد من المراحل . بعضها حقق لها فائدة كبيرة و بعضها حملها مسؤوليات و سبب لها ضغوطا أدت إلى تراجعها .
التقسيم العشري في المملكة المتحدة
في 15 فبراير 1971 اعتمدت المملكة المتحدة النظام العشري الجديد . حيث تم استبدال الشلن و البني بتقسيم عشري مفرد . تم تسميته بالبني الجديد . لكن تم التخلي عن كلمة الجديد في إصدار العملات المعدنية منذ عام 1981 .
تعويم الجنيه
اتخذت الحكومة مسارا جديدا منذ انهيار نظام بريتون وودز . حيث قامت بتعويم عملتها منذ أغسطس من عام 1971 . و قد ارتفع تقييم عملة المملكة المتحدة إلى ما يقارب 2.65$ في شهر آذار من عام 1972. و إن أغلب العملاء اختاروا صرف عملاتهم بالجنيه و الدولار . مما أفقد الاسترليني مكانته بشكل واضح .
أزمة الجنيه سنة 1976
بعد تسلم جيمس كالاهان السلطة في 1976 واجه مشاكل اقتصادية كبيرة . و قد بين الأرشيف الوطني في سنة 2006 بأن الاسواق المالية فقدت الثقة في الجنيه الاسترليني . و مما زاد من حدة المشكلة هو إخبار كالاهان أنه أمام ثلاث نتائج متوقعة . الأولى تتوقع سقوط كارثي حر للجنيه الاسترليني . و النتيجة الثانية تتوقع حصارا اقتصاديا خانقا . و النتيجة الثالثة تتوقع صفقة مع الحلفاء الرئيسيين لدعم الجنيه . مع عدم إغفال أمر الإصلاحات الاقتصادية .
عملة المملكة المتحدة بين عامي 1979-1989
لقد رأت حكومة المملكة المتحدة ضرورة وضع برنامج صارم للتقشف المالي . و قد تزامن ذلك مع وصول المحافظين إلى السلطة في سنة 1979 . مما أدى لارتفاع الباوند بشكل كبير حتى بلغ 2.40$ . إن ارتفاع سعر صرف عملة المملكة المتحدة ألحق أضرارا كبيرة بالمنتجات . تمثلت المشكلة في الكساد الذي انتشر على نطاق واسع في عام 1981 . و قد انخفض الجنيه الاسترليني بشكل ملحوظ بعد سنة 1980 حتى بلغ أدنى مستوى له أي 1.03$ في شهر مارس 1985 . لكنه عاد إلى سعر 1.70$ في ديسمبر 1989.
بعد العملة الأوروبية الموحدة
لقد قررت حكومة المحافظين في 8 أكتوبر 1990 الانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبي (ERM) . بدأت هذه الخطوة بتقييم الجنيه بما يعادل 2.95 مارك ألماني . لكن الدولة أجبرت على الانسحاب من النظام بعد أزمة الأربعاء الأسود . لأن اقتصاد بريطانيا لا يمكنه الاستمرار بسعر الصرف هذا . إن هذ الأمر حقق فائدة كبيرة للمضارب جورج سوروس . الذي حصل على مليار دولار من البيع المكشوف للجنيه .
الأربعاء الأسود هو ذاك اليوم المشؤوم في تاريخ بريطانيا . حيث حاولت الحكومة إنقاذ الجنيه من السقوط أكثر و انخفاض قيمته الصرفية . فما كان منها إلا أن رفعت أسعار الفائدة من 10 ٪ إلى 15 ٪ . سعر الصرف قد انخفض إلى 2.20 مارك . وبرر أنصار خفض سعر صرف الجنيه الاسترليني/مارك بأن الجنيه الرخيص قد شجع الصادرات . مما ساهم في الازدهار الاقتصادي في التسعينات .
بعد التضخم
بدأ بنك إنجلترا بالتحكم بأسعار الفائدة بعد استلام حزب العمال للسلطة في عام 1997 . و هذا من صلاحيات البنك كونه هو المسؤول عن تحديد سعر الفائدة .
و ذلك لإبقاء معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك قريب جدا من 2 ٪ . يتوجب على محافظ بنك إنجلترا كتابة رسالة مفتوحة إلى وزير الخزانة .
يشرح فيها كيفية سير العمل بما في ذلك الأسباب و التدابير التي سيتم اتخاذها لإعادة قياس التضخم مرة أخرى تماشيا مع هدف ال 2 ٪ . و قد ازداد معدل التضخم في 17 أبريل 2007 إلى ما يقارب 3.1 ٪ . هذا السبب فرض على الحاكم كتابة رسالة واضحة و علنية يشرح فيها زيادة نسبة التضخم أعلى من الهدف بنقطة واحدة .
يورو
باعتبار المملكة المتحدة واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يحق لها أن تتعامل بعملة اليورو . لكن هذا الموضوع لم يلق رضا السياسيين بشكل كامل .
و قد تعهدت حكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير باتخاذ قرار يخص العضوية . كما ينبغي تحقيق المعايير الاقتصادية الخمسة لضمان أن يكون استخدام اليورو لصالح المملكة المتحدة . كما يجب أن تقوم المملكة المتحدة بتحقيق معايير تقارب اليورو الاقتصادي الأوروبي قبل أن يسمح لها باعتماد اليورو إلى جانب عملة المملكة المتحدة .
إن حزبي المحافظين / الديمقراطيين الليبراليين رفضوا الانضمام إلى منطقة اليورو في الدورة البرلمانية الحالية .
و سبب هذا الرفض هو العجز الحكومي السنوي في المملكة المتحدة بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي الذي تخطى الحواجز الطبيعية . و في استفتاء عام 2005 عن اعتماد اليورو كعملة بديلة في المملكة المتحدة بينت النتائج أن 55 ٪ من المواطنين البريطانيين رفضوا اعتماد اليورو . في حين أيد ذلك ما يقارب 30 ٪ منهم .
و في 1 يناير 2008 بدأ استخدام اليورو في القاعدتين البريطانيتين في قبرص ( أكروتيري و دكليا ) .
إن عملة المملكة المتحدة أثبتت جدارتها رغم التخبطات التي مرت بها . و قد وقفت وقفة قوية أمام بقية العملات في الأسواق المالية . حيث حدد سعر صرف الجنيه الإسترليني في يومنا هذا 1.38 دولارا . لقد صنف على مر الزمان من بين وحدات العملة الأعلى قيمة في العالم . و هذا ليس غريبا كونه يمثل عملة دولة من أقوى و أعظم دول العالم .
المصادر و المراجع :