Table of Contents
هل تعرف كيف كان شكل الحياة لولا اكتشاف الكهرباء ؟ تعرّف في هذا المقال على مكتشف الكهرباء وعلى حياته التي استغلها بالاختراعات والاكتشافات التي ساعدت البشرية على التطور.
سنتحدث عن مخترع الكهرباء (نيكولا تسلا) , وعن أعماله الكثيرة, وتصميماته التي أغنت البشرية.
مكتشف الكهرباء
مخترع الكهرباء هو العالم ” نيكولا تسلا” الذي ولد في منتصف ليلة 10 يوليو 1856, أثناء عاصفة رعدية, في سيملجان, صربيا (وهي جزء من الامبراطورية النمساوية التي أصبحت فيما بعد كرواتيا).
كان تسلا هو الطفل الرابع من بين خمسة أطفال, والده ميلوتين تسلا ,كاهن أبرشية أرثوذكسي شرقي. قتل شقيق تسلا الأكبر في حادث ركوب خيل في عام 1863, بعد ذلك نقل ميلوتين العائلة إلى جوسبيتش.
التحق تسلا بالمدرسة الرياضية حتى عام 1870 ذهب إلى المدرسة الإعدادية, حيث برع في الرياضيات وأصبح مهتماً بالقوة الكهربائية والمغناطيسية.
حصل تسلا في عام 1875 على منحة دراسية في مدرسة جوانوم للفنون التطبيقية, (الآن جامعة غراتس للتكنولوجيا) , حيث درس الهندسة والكهرباء. أصيب تسلا بالإحباط بسبب انتقادات والده فترك المدرسة. في عام 1881 , انتقل تسلا إلى بودابست المجر, حيث قام بالأعمال الكهربائية, وفي خريف عام 1882 انتقل إلى باريس وبدأ العمل في شركة كونتيننتال أديسون, حيث حاول دون جدوى إثارة اهتمام مهندسي أديسون باعتماد تصميم محرك التيار التردد الجديد.
تمت دعوة تسلا من قبل أحد مستشاري أديسون( تشارلز باتشلور) عندما بلغ من العمر ثمانية وعشرون عاماً, وذلك للسفر إلى مدينة نيويورك ومقابلة إديسون شخصياً.
وصل تسلا إلى مدينة نيويورك في يونيو عام 1884, والتقى بإديسون في اليوم التالي لوصوله. اتفق إديسون مع تسلا بعد ظهر ذاك اليوم, لكن علاقة العمل بينهما لم تدم طويلاً.
كان الرجلين مختلفين تماماً عن بعضهما البعض, حيث كان تسلا دنيوياً ومحافظاً, أما إديسون فظاً وصريحاً. عمل تسلا في شركة إديسون في منهاتن لمدة ستة أشهر, لكن سرعان ما أحبطته شخصية إديسون, فترك تسلا العمل بعد خلاف حول المال.
تأسيس شركة تسلا الخاصة
في عام 1886, وبمساعدة العديد من المستثمرين, أسس تسلا شركته الخاصة, وعلى الرغم من العمل الشاق الذي بذله تسلا في الشركة, فقد أظهر نقصاً في الفطنة التجارية من خلال السماح للشركة بالسيطرة على براءات الاختراع الخاصة به, حيث حصل فقط على شهادة الأسهم وسرعان ما تم طرده من الشركة.
فقام بعمل وضيع لمدة عام, حتى التقى بألفريد براون “مدير ويسترن يونيون” , وتشارلز بيك محامي مدينة نيويورك, فأسس شركة تسلا الكتريك , التي تم إطلاقها في عام 1887, في هذا الوقت تم التعاقد مع تسلا للحصول على ثلث أرباح الشركة.
حول تسلا عقله إلى الاختراع, وذلك بفضل راتبه الموثوق به , وحصوله على مختبر للعمل فيه. عمل على إدخال تحسينات على المشاريع الأخرى, لكن اهتمامه الحقيقي بمحركات التيار المباشر كان يكمن في مواصلة تطوير محركه التعريفي بالتيار المتردد.
بدأ تسلا العمل على محرك يستخدم مجالاً مغناطيسياً دواراً لإنتاج تيار متناوب, لم يستخدم هذا المحرك المبدل, وهو مفتاح كهربائي دوار يعكس اتجاه التيار الكهربائي, نظراً لأن المبدلات لها جهة اتصال مادية فإنها تتآكل بسرعة, لكن محرك تسلا التحريضي استخدم مجالاً مغناطيسياً دواراً لتوفير عزم الدوران.
ذات صلة :
اختراعات مكتشف الكهرباء وبراءات الاختراع
- في غضون أشهر تقدم تسلا بطلب للحصول على سبع براءات اختراع, بما في ذلك واحدة لمحركه المعروف بالتيار المتردد ذي المرحلتين.
- وفي مايو 1888 حصل على براءة اختراع للمحرك المغناطيسي.
- في 16 مايو 1888 قدم تسلا ورقته البحثية “نظام جديد للمحركات والمحولات ذات التيار البديل” وذلك في اجتماع المعهد الأمريكي لمهندسي الكهرباء. حيث لقى عمل تسلا استقبالاً جيداً في الاجتماع, وأعادت المجلات التجارية الهندسية الكبرى طباعة عمله. وسرعان ما أصبح المستثمرون مهتمين به.
- في يوليو 1888 وقع جورج وستنجهاوس اتفاقية مع تسلا لاستخدام العديد من براءات الاختراع متعددة الأطوار مقابل حصص الأسهم ومدفوعات الإتاوات. فانتقل تسلا إلى بتسبرغ وأشرف على بناء محرك بنظام جديد متعدد الأطوار, فكان المحرك ابسط وأسهل في الصيانة, وكان في موقع تنافس مع المحرك المتردد لإديسون الذي كان أرخص.
- كان محرك تسلا متعدد الأطوار قادراً على التعامل مع الفولتية العالية, والأحمال الثقيلة, مما يجعله مثالياً للتطبيقات الصناعية. فحصل تسلا أيضاً على براءة اختراع لعدة تعديلات على محركه, بما في ذلك خيار السرعة المتغيرة والتي لا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم.
توزيع الطاقة وحرب التيارات
خلال ثمانينات القرن التاسع عشر تنافس رواد الكهرباء لتوزيع الكهرباء على المستوى الوطني. مما دفع البعض بما فيهم إديسون, باستخدام نظام توزيع الطاقة بالتيار المستمر, بينما اعتقد البعض الآخر بما في ذلك, ويليام ستانلي, وجورج وستنجهاوس, وتسلا , أن التيار المتردد كان أكثر كفاءة, ولكن كان هناك نفور من استخدامها لأن أنظمة طاقة التيار المتردد , والتي كانت تستخدم أساساً لإضاءة القوس الكهربائي في المدن, وبسبب خطوط الجهد العالي كانت قد تسببت بالفعل في العديد من الوفيات . وخاضوا في منافسة مريرة تعرف “بخرب التيارات”.
في عام 1893 فاز ويستنجهاوس بعقد تزويد معرض كولومبيا في شيكاغو بالكهرباء. حيث كان أول معرض في العالم يتم إضاءته بالكهرباء, وكان مدعوماً من نظام تسلا الكهربائي للتيار المتردد متعدد الأطوار . كان لدى تسلا معرض شخصي في جزء من مساحة ويستنجهاوس في المعرض فعرض جناح الكهرباء اختراعات كهربائية جديدة, كالعديد من المحركات عالية التردد, ومجموعة من المصابيح والأنابيب الفوسفورية.
وبعد النجاح في المعرض العالمي , تمت دعوة ويستنجهاوس للتقديم على مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في شلالات نياجرا. نشرت حينها شركة ويستنجهاوس كتاباً نشرت فيه نظام التيار المتناوب الخاص بها, ولاحظت أن الأنظمة متعددة الأطوار كانت الاكتشاف الأصلي للسيد تسلا.
ذات صلة :
عمل مكتشف الكهرباء في مجال الاتصالات اللاسلكية
في اوائل عام 1895 أنشأ تسلا شركة مع المستثمر إدوارد دين آدمز, بهدف تصنيع وبيع المعدات الطبية. ولكن في 13 مارس, دمر الحريق المختبر ودمر المعدات وجميع الملاحظات. فما كان من تسلا إلا أن أعاد بناء ورشته, وانخرط لفترة في أبحاث الأشعة السينية, لكنه سرعان ما عاد إلى العمل في مجال الاتصالات اللاسلكية, حيث في عام 1898 عرض في المعرض الكهربائي المقام في حديقة ماديسون سكوير في نيويورك قارب يتم التحكم به عن بعد.
خلال تسعينات القرن التاسع عشر في 1891, بدأ تسلا تجربة مولدات الطاقة اللاسلكية والجهد العالي, وهو نفس العام الذي أصبح فيه مواطناً أمريكياً. وحصل على براءة اختراع لمحول متذبذب قادر على إنتاج تيار كهربائي يتغير 30 ألف مرة في الثانية,
بالعودة إلى نيويورك عام1900 كان لدى تسلا يأمل بأن يحقق ربحاً جيداً من بناء برج إرسال كبير , فبدعم من مرغان اشترى تسلا أرضاً ووظف المهندس المعماري “ستانفورد وايت” لتصميم المختبر , حيث بدأ البناء في نوفمبر 1901, لن مشروع البرج احتاج إلى المزيد من التمويل , ولكنه لم يكن قادراً على إقناع ممول آخر, فترك المشروع على مضض عام1905.
في نهاية حياته عانى تسلا مكتشف الكهرباء من انهيار عصبي, وفي أحد أمسيات أغسطس عام 1937, صدمت تسلا (81عاما) سيارة أجرة وأصيب بثلاثة كسور, فتوفي في عام1943.
ذات صلة :
المراجع :