Table of Contents
يستخدم الأنسولين لدى مرضى السكري حيث يساعد في خفض السكر الى الحدود الطبيعية ، لكن هل تعلم من هو مكتشف الأنسولين وكيف تم اكتشاف هذا الدواء ؟ إليك القصة الكاملة .
إلى من يؤمن بالنظرية القائلة بأنه يمكنك أن تفعل أو أن تكون ما تتمناه في هذا العالم , إذا كنت مستعداً لتقديم التضحيات , والفكر, وتعمل بجد بما فيه الكفاية ولفترة كافية.
دعونا نتحدث في هذا المقال عن مكتشف الأنسولين فريدريك بانتينج .
مكتشف الأنسولين
استخدم الإغريق لأول مرة “مصطلح السكري ” بمعنى ” المرور عبر” للإشارة إلى الكمية الكبيرة من المياه المستهلكة والبول المنتج لمرض السكر. أضاف الرومان مصطلح ” ميليتوس” بمعنى “حلو مثل العسل “, عندما لاحظوا أن بول مرضى السكري حلو.
وفي الماضي غير البعيد, كان تشخيص الأطفال المصابين بهذه الآلام سيئاً للغاية, حيث لأكثر من مئة عام لم ينجو أي منهم. أما بالنسبة للبالغين فقد عاش أقل من 20% من مرضى السكري في العشر سنوات الماضية.
مكتشف الأنسولين هو ” فريدريك بانتينج” الذي كان مكتشفاً مشاركاً للأنسولين, وهو هرمون ذو أهمية حاسمة في تنظيم مستويات السكر في الدم, حيث أن المرء يصاب بداء السكري , عندما يكون عمل الأنسولين ناقصاً . ونظراً لاكتشاف الأنسولين في 1923 تمكن ملايين الأشخاص حول العالم, من إطالة حياتهم لعقود.
نشأة مكتشف الأنسولين ودراسته
ولد بانتينج في 14 نوفمبر 1891 في مزرعة في أونتاريو, في كندا. قادته تجربتان في الطفولة إلى مهنته في الطب, الأول : كان انهيار سقف يعمل عليه رجلان, ركض بانتينج بسرعة إلى المدينة لإحضار طبيب. والثاني يتعلق بأحد أصدقائه المقربين, (جين) .
كانت جين مشرقة وحيوية حتى سن الرابعة عشرة, عندها بدأت تفقد وزنها , واشتكت من ظمأ لا ينطفئ . توفيت جين بعد عدة أشهر بسبب مرض السكري. وكان بانتينج واحد من حاملي نعش جين, شعر بألم شديد , وتساءل كيف لم يجد أي طبيب علاجاً لمثل هذا المرض الرهيب.
بداية جديدة
على الرغم من أن رغبة بانتينج في أن يصبح طبيباً تعارضت في البداية مع رغبة العائلة. ولكنه تمكن في النهاية من الانتقال من كليته اللاهوتية إلى كلية الطب بجامعة تورنتو, في كندا.
أوقفته الحرب العالمية الأولى فترة وجيزة عن تعليمه, حيث التحق بالجيش الكندي, وخدم مع فيلق سيارات الإسعاف في فرنسا, وعندما انتهت الحرب, عاد بانتينج لإكمال تدريبه كجراح عظام في مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو. ثم فتح مكتباً في لندن, أونتاريو, وكندا. وقد عمل بدوام جزئي في جامعة ويسترن أونتاريو كأستاذ , وذلك لأن العمل كان بطيئاً.
كانت إحدى محاضراته عن البنكرياس, وكجزء من تحضيره, استعرض بانتينج بدقة جميع المعلومات المعروفة عن الغدة. كان من المعروف أن البنكرياس ينتج عصائر مختلفة تتدفق عبر الأنابيب إلى الأمعاء للمساعدة في تكسير الطعام.
ومع ذلك, أظهرت التجارب التي أجراها الطبيب جوزيف فرايهر فون ميرينغ, والدكتور أوسكار مينكوفسكي, في عام 1890 بان الكلاب المصابة بالبنكرياس أظهرت أيضاً العديد من سمات مرضى السكر البشري.
وفي عام 1900 علق الطبيب يوجين لندسي أوبي , بأن بنكرياس مرضى السكر سيبدو طبيعياً, باستثناء مجموعات من الخلايا المنكمشة, المسماة جزر لانجرهانز. فكان بانتينج يفكر بكل هذه الدراسات قبل نومه.
من الفكر إلى الفاكهة
في التجارب السابقة, تم إعطاء خلاصة من البنكرياس السليم لمرضى السكر دون أي تحسن. اقترح بانتينج أن الخطوة التالية كانت تطوير خلاصة نقية من خلايا الجزيرة فقط. فقام بالتواصل مع البروفيسور جون جيمس ريكارد ماكلويد, الخبير في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات الذي ترأس معملا كبيراً في جامعة تورنتو. في البداية لم يتأثر البروفيسور ماكلويد بنظرية بانتينج, لكنه سمح له في النهاية باستخدام المختبر.
بدأ بانتينج التجربة في عام 1921 بمساعدة الدكتور تشارلز هيربرت بست, طالب الطب البالغ من العمر 21 عاماً. قاموا أولا بربط قنوات البنكرياس للكلاب بعد عدة أسابيع أزالوا البنكرياس المصاب بالضمور وصنعوا خلاصة منه, حقنوها في وريد كلب مريض, كان البنكرياس لديه قد أزيل قبل عدة أيام, كان هناك تغيير ملحوظ في سلوك الكلب وذلك بعد ساعة واحدة, حيث كان قادراً على رفع رأسه ,والوقوف , وحتى هز ذيله.
كان هناك انخفاض كبير في مستويات السكر في دم الكلب. نظراً لأن مستخلص خلايا الجزيرة كان سبب هذا الانعكاس لذلك سميت هذه النظرية (الإفراز الداخلي للبنكرياس) .
ومع ذلك , فإن هذا النجاح لم يدم طويلاً, حيث أن الانخفاض في نسبة السكر في الدم كان مؤقتاً. أدرك بانتينج حينها أنه بحاجة إلى مصدر أكبر لاستخلاص البنكرياس.
ولأنه على علم بأنشطة المزرعة منذ طفولته , سرعان ما أصبح على دراية بتقرير جديد يصف كيف أن البنكرياس لدى الجنين والحيوانات حديثي الولادة يحتوي على نسبة اعلى من خلايا الجزر مقارنةً بالبنكرياس البالغ.
مع استمرار التجارب , أدرك البروفيسور ماكلويد اهمية اكتشافهم وسرعان ما كرس مختبره بالكامل للمشروع. كما قد غير اسم المادة غلى أنسولين ( وهي كلمة لاتينية تعني الجزيرة). وتمكن الفريق في النهاية من تنقية الأنسولين للاستخدام البشري وذلك بمساعدة عالم الأحياء الحيوية الطبيب جيمس كوليب .
قد يهمك :
الجوائز التي حصل عليها مكتشف الأنسولين
أصبحت التفاصيل الدقيقة لمدى مساهمة البروفيسور ماكلويد في البحث مجالاً للنقاش والخلاف. لم يشارك البروفيسور في التجارب الأولية إنما كانت مشاركته عندما عاد من اسكتلندا وذلك وفقاً لما يذكره بانتينج .
عارض البروفيسور هذا الادعاء, مشيراً إلى أنه قاد التجارب منذ البداية, ما أدى لوجود عداء كبير بين الرجلين. حيث شعر بانتينج أن البروفيسور ماكلويد كان ينسب الفضل لنفسه أكثر مما يستحق.
وفي عام 1923 وصل الخلاف إلى ذروته , وذلك عندما منح كلاهما جائزة نوبل لاكتشاف الأنسولين, حيث كان بانتينج غاضباً من منح البروفيسور هذه الجائزة في حين لم يذكر الطبيب بست, فرفض التكريم في البداية, وتم اقناعه في النهاية بتغيير رأيه , وتغيير منح الائتمان .
فقرر مشاركة نصف أموال جائزته مع الطبيب بست , وأقر البروفيسور ماكلويد بمساهمة الدكتور كوليب في المشروع وتقاسم معه جائزته المالية أيضاً.
وفاة مبكرة في سن 49 عاماً
أحب بانتينج الرسم مما ساعده على الهروب من الضغط المستمر الذي فرضه عليه عالم الطب. استخدم الاسم المستعار “فريدريك جرانت” في أعماله الفنية.
وفي عام 1927 التقى بانتينج برسام المناظر الطبيعية ” جاكسون” الذي ينتمي إلى المجموعة السبعة وهي مجموعة من الفنانين الكنديين, وسرعان ما أصبح الاثنين أصدقاء. فسافر بانتينج كثيراً مع هؤلاء الفنانين إلى مناطق نائية من العالم . عندما اندلعت الحرب العالمية الثاني ة, خدم بانتينج مرة أخرى في الجيش الكندي , هذه المرة كرئيس منسق للبحوث الطبية. مع التركيز على الحرب البيولوجية .
وفي 20 فبراير من عام 1941 استقل رحلة عبر المحيط الأطلسي إلى انكلترا للتشاور مع نظرائه البريطانيين حول بحثه الجديد, ولكن فشل أحد محركات الطائرة وذلك بعد وقت قصير من إقلاعها في كندا, وعند العودة إلى القاعدة فشل المحرك الآخر أيضاً.
فأسقط الطيار الطائرة , أصيب بانتينج بجروح خطيرة في الرأس وكسر في الذراع اليسرى, ثم توفي متأثراً بجراحه.
قد يهمك :
المراجع :