Table of Contents
ماهو قانون الجذب ؟ تعرف على هذا القانون وكيف نشأت فكرته وشعاره وهل أساسه فلسفي أم ديني ، تعرف كذلك على قوانين الجاذبية وطريقة توظيفها في حياتنا اليومية وأثرها في النفس بالإضافة لبعض المناقشات حوله .
يعتمد قانون الجذب على الاعتقاد بأن الأفكار الإيجابية أو السلبية تجلب تجارب إيجابية أو سلبية في حياة الأشخاص، كما يستند إلى الاعتقاد بأن الأفكار التي يمتلكها الناس مصنوعة من الطاقة النقية، و أن هذه الطاقة النقية تجذب إليهم الطاقة التي يمكن من خلالها تحسين الثروة و الصحة و العلاقات الشخصية.
عبر الكثير من العلماء و الفنانين و المشاهير عن قانون الجذب من خلال أعمالهم مثل نيوتن و بيتهوفن و شكسبير، و كان بوذا الخالد أول من تطرق إلى هذه الفكرة من خلال اعتباره بأن ما أصبحت عليه الآن هو ما كنت تعتقد.
قانون الجذب
لا يوجد دليل علمي تجريبي يدعم قانون الجذب و إنما هو اجتهادات شخصية.
أما المدافعون عن قانون الجذب فإنهم يعتقدون أنه عندما نستبدل الأفكار السلبية و المدمرة للذات بأفكار أكثر قوة و إيجابية و تكيف مع الواقع فإننا نحصل على نتائج مرضية، بالإضافة إلى التأكيد على أن المرء يجب أن يشعر و كأن التغييرات التي يريدها قد حدثت بالفعل.
و يعتقد علم الجذب أن التفكير الإيجابي و المشاعر الإيجابية تسمح للفرد بجذب الخبرات و الفرص الإيجابية.
تاريخ قانون الجذب
نشأت فكرة قانون الجذب في أوائل القرن التاسع عشر عند فينياس كويمبي، عندما كان مصاباً بالسل و لم يكن موجوداً في وقتها علاجاً موثوقاً لمرضى السل. اتجه فينياس كويمبي إلى ركوب الخيل و لاحظ أنه يتحسن، و أن معاناته من المرض قد أصبحت أقل، و مع مرور الوقت شفي تماماً من المرض.
لم تستخدم عبارة قانون الجذب آنذاك، و إنما انتشرت فكرة العقل فوق الجسد، و أن الجسد هو بيت للعقل، و عندما تضع عقلك في غير موضعه فإنك بذلك تجذب إلى حياتك كل شيئ سيئ.
في عام 1877 ظهر مصطلح قانون الجذب للمرة الأولى في كتاب لعالمة سحر روسية تدعى هيلينا بلافاتسكي، أشارت في هذا الكتاب إلى وجود قوة خفية تتحكم بنا و بهذا الكون.
شهد القرن العشرين اهتمام كبير بهذا الموضوع و ظهرت العديد من الكتب و من أشهرها قوة التفكير الإيجابي عام 1952، و كتاب يمكنك أن تشفي حياتك عام 1984.
في عام 2006 تم إصدار فيلم السر، ثم تم تطويره إلى كتاب يحمل نفس العنوان في عام 2007، و حظي الفيلم و الكتاب بتغطية إعلامية واسعة.
يعتقد مؤيدو قانون الجذب أنه يجلب للأشخاص كل ما يفكرون به و كل ما يرغبون، و حسب رأي تشارلز هانيل عام 1912 فإن قانون الجذب سوف يجلب لك الظروف و البيئة التي تتوافق مع موقفك العقلي المميز.
أما رالف ترين عام 1897 قال بأن قانون الجذب يعمل على كل المستويات، و لكن إذا كنا نرغب في شيئ ما و توقعنا شيئ آخر فإننا لن نصل إلى أي نتيجة.
في عام 2006 في فيلم السر تم التأكيد على أن الجمع بين الفكر و الشعور هو الذي يجذب ما نريد، كما تحدث كتاب الخيميائي لباولو كويلو عن قدرة الإنسان على جذب كل ما يفكر به.
انتقد عدد من الأشخاص المشككين هذا القانون و اعتبروه زائفاً.
الأساس الفلسفي و الديني لقانون الجذب
تم استلهام الكثير من أفكار قانون الجذب من الكتاب المقدس و الديانة الهندوسية.
في الولايات المتحدة تم تطوير حركة فلسفية أثرت بشكل كبير على أفكار الإنسان و كانت فكرتها ” سيادة الفعل على المادة”.
يستشهد الكثير من مؤلفو الفكر الجديد أو من يقتنع بفكرة قانون الجذب بآيات من الكتاب المقدس. و لذلك يوصي الكثير من دعاة الفكر الجديد بطلب ما تريد في صلاتك و يؤكدوا أن ذلك سوف يكون مجاباً.
في أواخر القرن التاسع عشر تم إلقاء محاضرة في الولايات المتحدة عن الهندوسية ألقاها سوامي فيفيكاناندا، أثرت هذه المحاضرة على حركة الفكر الجديد بشكل كبير.
شعار قانون الجذب
الأفكار الإيجابية تحسن نوعية الحياة و المرونة و تساعد على تجاوز المصاعب، و لكن هذا يقلل من قيمة العقل الجاد و المثابرة.
بناءً على قانون الجذب و أفكاره تم إعادة هيكلة النظام التعليمي في الولايات المتحدة حيث تم إزالة قوائم الشرف لمنع شعور الطلاب الذين يملكون درجات منخفضة بخيبة الأمل، و كان هناك تعليمات للمعلمين بعدم استخدام الحبر الأحمر. لم تنجح هذه الطرق في تعزيز النجاح و لذلك لا يمكن غض النظر عن دور دافع الطالب في الإنجاز و التحصيل الدراسي و النجاح.
ذات صلة :
قوانين الجاذبية
يوجد ثلاث قوانين تعبر عن قانون الجذب و الجاذبية و هي :
1. كل شيئ يجذب ما يشبهه
هذا القانون يعتبر أن الأشياء المتشابهة تنجذب إلى بعضها البعض، أي أن الأشخاص يجذبون أشخاص يشبهونهم، و أفكار الأشخاص تنعكس على حياتهم فإذا كانت أفكارهم إيجابية جذبوا أحداثاً إيجابية في حياتهم، و إذا كانت سلبية جذبوا أحداثاً سلبية.
يتهم هذا القانون بأنه لا يستند إلى أساس علمي و لكن دعنا نفكر، عندما يكون أصدقائي المحيطين بي من الأشخاص الايجابيين و الناجحين في حياتهم، فإنهم ربما يقدمون لي المساعدة من خلال تجاربهم الشخصية الناجحة، أما عندما أكون محاطاً بالأشخاص السلبيين و الفاشلين، فإنني لن أستطيع الاستفادة من وجودهم في عالمي الخاص بل على العكس سوف ينقلون لي الشعور ب الاحباط و الإبتعاد عن عنصر التحفيز.
2. الطبيعة لا تحب الفراغ
و حسب هذا القانون فإنك عندما تزيح الأشياء السلبية من حياتك فإنك تفسح المجال للاشياء الإيجابية بأن تحل محلها، أي أنه من المستحيل ان تكون حياتك فارغة و عقلك فارغ تماماً، و عندما تملأ هذه المساحة ب الإيجابية فإنك سوف تحسن الكثير من واقعك.
ربما كانت هذه المساحة السلبية هي وقت ضائع، فالكثير منا قد يشعر بالفراغ، و الشعور بالفراغ يولد الملل، لذلك أستطيع أن أملأ هذا الفراغ بممارسة هواية أحبها، مثل ممارسة الرياضة، أو تربية حيوان أليف، أو حضور دورة تدريبية.
3. اجعل اللحظة الحالية مثالية
يمكنك دائماً تحسين اللحظة الحالية، فبدل أن تشعر في هذه اللحظة بالتعاسة و الرهبة، ركز طاقتك في جعل اللحظة الحالية أفضل ما تستطيع. يبدو ذلك سهلاً، فقراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى التي أحبها أو إنجاز بعض الأعمال المنزلية أو تحضير قالب من الحلوى أو زيارة صديق، كل ذلك من شأنه أن يجعل هذه اللحظة التي أعيشها مثالية، وكل شخص له لحظاته المثالية الخاصة به و التي تناسبه.
ذات صلة :
كيف أستطيع دمج قانون الجذب في حياتي الخاصة؟
1. الامتنان
تتمثل طاقة الامتنان بأن نحصي النعم التي أنعم الله بها علينا، فأنا أمتلك الصحة و العافية إذاً أنا بخير، أنا أمتلك المال إذاً أنا أستطيع شراء ما أرغب به من طعام و شراب، أنا أنظر إلى المرآة و أجد نفسي بصورتي الجميلة إذاً أنا أمتلك الكثير، أنظر من النافذة فأرى شروق الشمس، أذهب في نزهة و استمتع بجمال الطبيعة، أستيقظ على صوت العصافير، أذهب للقاء الأصدقاء و الأحباء.
إنها لغة الكون، عندما أفهمها و أستمتع بها سوف تتسرب إلى داخلي مشاعر الرضا و الامتنان لوجود ما أملك، و عندما أصل إلى هذا الانسجام مع لغة الكون، إذاً أنا بخير، أنا إنسان سعيد.
2. وضع أهدافك الخاصة بك
عندما أعرف ما أريد فأنا بألف خير. يوجد حولنا الكثير من الأشخاص الذين يعانون من تكرار الفشل في تجاربهم الشخصية، و نجدهم على مر السنوات لم يحققوا شيئاً يذكر، اذا نظرنا إلى هؤلاء الأشخاص و حاولنا معرفة ما سبب هذا الفشل الذي هم عليه، وجدنا أنهم لم يستطيعوا تحديد هدف في حياتهم، فكل مرحلة من مراحل حياتنا لها متطلباتها و أهدافها، و عندما أحدد هدفي في هذه المرحلة و أسعى إلى تحقيقه فقد تجاوزت نصف الطريق.
ربما كان هدفي في هذه المرحلة تعلم لغة جديدة، و ربما كان إنجاز مشروع لكسب المزيد من المال و ربما كان عملاً إنسانياً مثل التطوع للجمعيات الخيرية، و ربما كان تحصيلاً علمياً.
إن الكون يتناغم مع ذبذباتك، فعندما تسعى لتحقيق هدفك سوف يكون إلى جانبك. تختلف تجارب الأشخاص فيما بينهم، و لا نجد تجربة تشبه الأخرى، حيث يوجد أشخاص حققوا ما يريدون بعد مرور سنوات طويلة و بعضهم الآخر خلال شهور، لأن كل شخص منا له ظروفه الخاصة و أدواته الشخصية التي يستخدمها.
3.البحث عن الإيجابيات
عندما أجلس مع نفسي كل يوم وأفكر فيما أمتلك و ماذا يمكنني أن أنجز تزداد ثقتي بأدواتي الشخصية التي استخدمها في رحلتي الكونية، و لا يوجد شخص في هذا الكون لا يملك جوانب إيجابية في حياته، فعندما أعتمد على هذه الجوانب أصل إلى ما أريد و أرغب.
4. ابتعد عن التفكير السلبي
يختلف الأشخاص في هذا العالم في ظروفهم الشخصية، وهذا أمر نسبي متعلق بالزمن، فربما كان هناك فترات تتسم بالراحة و الإيجابية و فترات تغلبها العراقيل و المصاعب، و عندما تعترضني المصاعب أحاول أن أتجاوزها و أفكر بأفضل طريقة للتخلص منها، ربما حديثي مع صديق مقرب أو الاستعانة بأشخاص يمتلكون خبرة عملية يساعدني في تجاوز الفترة السلبية التي أمر بها.
5. كن صديقاً لنفسك
عندما أحب نفسي و أحدثها كل يوم و أعتني بمظهري و أرتب غرفتي و أشتري كل ما أرغب، فأنا أفضل صديق لنفسي، و عندما أكون صديقاً لنفسي سوف يرغب الجميع بأن أكون صديقاً لهم، حتى الأحداث الإيجابية و عوامل النجاح سوف يكونوا اصدقائي.
وذلك لأن جميع الناس من حولنا يبحثون عن أشخاص يتخذون منهم المثل الأعلى في حياتهم، كن أنت هذا المثل الأعلى لأن ذلك سوف يحفزك و يعزز ثقتك بنفسك و يجعلك تنطلق في مسيرة حياتك.
ذات صلة :
أثر قانون الجاذبية
يساعدنا تطبيق قانون الجذب على تحقيق المزيد من الانجازات في حياتنا، سوف نتحدث عن ذلك فيما يلي :
التأثيرات الروحية
يساعد قانون الجاذبية على تنمية الحالة الروحانية عند الأشخاص، و هذا بدوره ينعكس على الكثير من جوانب الحياة، بما في ذلك تقليل التوتر و القلق، و بالتالي زيادة المناعة ضد الأمراض المزمنة، حيث أن الكثير من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و السرطان و السكري كلها ترتبط ب الإجهاد النفسي على المدى الطويل.
يعتقد الكثير من الأشخاص المؤيدين لقانون الجذب أن الناس جميعا مصنوعون من الطاقة، وهذه الطاقة تعمل بترددات مختلفة، و لذلك يجب تغيير وتيرة هذه الطاقة و تجديدها دائماً و شحنها إيجابياً، مع ضرورة التركيز على العمل والمثابرة لتحقيق الأهداف.
الرفاهية
يساعدنا قانون الجذب على تحمل المزيد من المخاطر و اقتناص المزيد من الفرص و القدرة على مواجهة تجارب جديدة في الحياة، و بالمقابل عندما نصادف الفرص في حياتنا دون اكتراث فإنها سوف تذهب و ربما لن تتكرر.
عندما نعتقد أننا لا نستحق الأشياء الجيدة فإننا نتصرف بطريقة تذهب الفرص من أمامنا، لذلك يجب الاعتقاد دائماً أننا نستحق الأفضل و أن الأفضل قادم بإذن الله.
عندما نستبدل أفكارنا السلبية و نخلق أنماط أكثر إيجابية و إنتاجية و صحية يتحول اتجاه حياتنا إلى المرونة و البساطة و التلقائية.
نتيجة : تظهر الأبحاث أن المتفائلين يتمتعون بصحة أفضل و نجاح أكبر من الأشخاص المتشائمين، و هم يركزون في حياتهم على أسباب النجاح و يبتعدون عن أسباب الفشل.
جدل واسع حول قانون الجذب
تم نشر قانون الجذب في أوائل القرن الحادي و العشرين من خلال الكتب و الأفلام، و تم اتهام هذا القانون بأن ليس له أي أساس في الواقع العلمي، كما قال آخرون أن قانون الجذب يحرف النشاط الكهربائي لموجات الدماغ و أنه من العلوم الزائفة الحديثة.
سوف نذكر فيما يلي بعض النقاط التي أثارت الجدل حول قانون الجذب :
1- يتجاهل قانون الجذب الأمراض العقلية و النفسية و التعرض للظلم في الحياة، ففي بعض الأحيان لا يمكنك أن تكون سعيداً، كما أن المشاعر السلبية هي جزء من الحياة و تجعلنا بشراً، فالذين يعانون من الاكتئاب حتى ولو امتلكوا الرغبة بالشفاء فإنهم لن يستطيعوا تمثيل المشاعر الإيجابية.
إن إجبار الشخص لنفسه على التفكير بإيجابية و تمثيل السعادة عندما يكون مصاباً بمرض عقلي أو نفسي يؤدي إلى تفاقم الحالة و الإبتعاد عن أسباب الشفاء.
2- إن 1٪ من الناس حول العالم يمتلكون نصف صافي ثروة العالم، فكيف للأشخاص المتبقين أن يحصلوا على الأموال الطائلة و الثروة عند تطبيقها لقانون الجذب، صحيح أن العمل و المثابرة تجلب المال و لكن ليس بالضرورة أن تجلب الثروة الطائلة.
3- يعتبر قانون الجذب أن المريض يستطيع الشفاء عند تطبيقه لقوانين الجذب، و هذا ليس له أساس علمي، حيث أن جيري هيكس زوج أحد أبرز معلمي قانون الجذب توفي بسبب مرض السرطان، كما أصيبت كيم تينكهام بسرطان الثدي وتوفيت بسبب المرض و هي من مؤيدي كتاب السر و ممن اتبعوا تعليماته.
4- أكثر من 70٪ من الناس تعرضوا لأحداث صادمة في حياتهم، بما في ذلك إساءة معاملة في الطفولة، الاعتداء الجنسي أو العاطفي، مشاهدة أعمال العنف، و هذه الأحداث ليس لها علاقة بقانون الجذب لأنها حدثت رغماً عنهم.
5- الكوارث الطبيعية مثل الزلازل و البراكين و غيرها من الكوارث مثل الحروب لن يتمكن العقل الباطن أثناء هذه الكوارث من جذب الأفكار الإيجابية و التنكر لمجريات الأحداث.
خلاصة
تبرز أهمية قانون الجذب عند الاعتراف بالواقع وعدم التنكر له مع محاولة تغيير هذا الواقع إلى الأفضل قدر الإمكان، بالجد و العمل و المثابرة، فالمريض يجب أن يزور الطبيب و يتناول الأدوية و يبتعد عن الخوف و يأمل بالشفاء ، و من فشل في عمل يمكنه أن يعمل في مجال مختلف و يتبع دورات تدريبية تخدم مجال عمله دون أن يجلس مكتوف اليدين يتخيل نفسه ناجحاً، فكل ما تقدمه لهذا الكون سوف يعود لك عندما تعمل على ذلك و لا تسأم من المحاولة.
قد يهمك:
المراجع :
