Table of Contents
تقريرنا الحالي عن عيوب الهجرة إلى أمريكا ومميزاتها سواء كانت سلباً أو إيجاباً.
يرِد مصطلح “الهجرة” وهو مفهوم قديم منذ فجر التاريخ الإنساني ليدلّ على رحيل البشر بعيداً عن أوطانهم وأراضيهم لأسباب عديدة ومختلفة، تهدف غالباً للاستقرار والبحث عن ظروف حياتيّة أفضل، حيث تنقّل الإنسان البدائي من مكان لآخر
بحثاً عن الغذاء أو الصيد البحريّ والبريّ، ثمّ تغيّرت أسباب هجرته فأصبح ينتقل بحثاً عن الأراضي الخصبة للزراعة وبناء حضارات جديدة.
عيوب الهجرة إلى أمريكا ومميزاتها
من أكثر أسباب الهجرة شيوعاً وما الدوافع التي تجعل الأفراد لمغادرة أوطانهم وما ألفوه وصار عزيزاً عليهم ومرّاً فراقه؟!
– الهرب من مناطق النزاع: حيث يضطر الكثير من السكّان للهرب والهجرة من مناطق النزاع والحروب طلباً لحياةٍ أكثر أمناً وسلاماً،
وهذا ما حدث في العديد من دول الشرق الأوسط، حيث يهاجر العائل ثم يجري لمّ شمل لباقي أفراد العائلة.
– التغيّرات المناخيّة: حيث تدفع الكوارث الطبيعيّة من أعاصير وفيضانات وبراكين وزلازل السكّان للفرار بأرواحهم إلى بيئات أكثر استقراراً وأمناً.
– سيادة البطالة: بحيث لا يجد الأفراد في مجتمع ما فرصاً للعمل والاكتفاء الماديّ، فيبحثون عن حلّ ما في الهجرة إلى الدول المتقدّمة التي توفّر لهم عملاً بظروف ورواتب أفضل،
وميّزات وحوافز جذّابة، وما يتبع ذلك من اهتمام علميّ وصحيّ.
– هجرة الأقلّيات: ويحدث أن تهاجر أقلّيات دينيّة وعرقيّة نتيجة تعرّضها في أوطانها للاضطهاد والتهميش، إلى بلدان أكثر تسامحاً ومساواة وعدالة.
– الدّراسة والتّعليم: حيث يسعى الشباب الأصغر سنّاً للالتحاق بالجامعات العالمية والتخصّصات التي لا تتوفر في بلدانهم،
وغالباً ما يستقرّون بعد إكمال تعليمهم في البلد الجديد ويمارسون العمل به بشكل دائم.
– وهناك أنواع أخرى فرديّة للهجرة، كالهجرة السياسيّة هرباً من بعض القيود، ثم الحصول على جنسيّة جديدة وهويّة أخرى.. والمزيد من الحقوق والحريّات.
أو هجرة تعقب تعارف وتواصل عبر وسائل الاتصال الحديثة والانترنيت تنتهي بالارتباط والهجرة لبلد الحبيب.
أو هجرة بدافع المغامرة وحبّ التّغيير حيث يقضي المغامرون والرحّالة بضع سنوات في الدول التي يزورونها ثمّ يتّخذون قراراً نهائياً بالاستقرار.
إضافة لأسباب أخرى كالقيام بمشاريع تجارية .. أو للسياحة وقضاء إجازة ممتعة.
اقرأ أيضًا:
مميزات الهجرة إلى امريكا وإيجابياتها
أما بالنسبة للهجرة لأمريكا، فيعود تاريخ الهجرة إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى أوائل السكّان الّذين هاجروا من آسيا، ثمّ وعبر القرون المتعاقبة
ومع حملات الاستكشاف الأوروبيّ والتسوية استمرت موجات الهجرة مع اختلاف طريقتها وحجمها ليقارب العدد حوالي ٤٧ مليون من المهاجرين الدوليين في العالم عام ٢٠١٥ وهو ما نسبته 19% من إجمالي المهاجرين حول العالم.. و ١٤.٤ من سكّان الولايات المتّحدة الأمريكية.. بين السكان المحليين.
وجدير بالذكر، أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد أعاد تنشيط قاعدته الجمهورية من خلال تعامله الصارم مع الهجرة، بتخفيض عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتّحدة،
بحجّة أن السكّان غير الشرعيين يمثّلون استنزافاً تاماً للاقتصاد الأمريكي، إلا أن أولئك الذين يعبرون إلى الولايات المتّحدة يقلّلون من التكاليف لأصحاب العمل ويمثّلون مجموعة كبيرة من المستهلكين،
كما تشير بعض الأبحاث أنهم في الواقع يخلقون فرص عمل أكثر مما يستغلون.
لقد ظلّت هذه الهجرة حلماً يراود الملايين من دول وأنحاء العالم كافة منذ سنين بعيدة، لأن أمريكا بالنسبة إليهم هي الحريّة التي ينشدها الجميع،
وهي المساواة والعدالة بغياب النظام الطبقيّ الذي يميّز بين طبقات المجتمع عن طريق سنّ العديد من التشريعات الدستوريّة والقوانين .
تعدد في الخيارات وحريّة في مختلف مجالات الحياة
فعلى سبيل المثال، الحريّة الدينيّة للمهاجر الذي لا يستطيع ممارسة دينه علانية في وطنه، والحريّة الأكاديمية للباحث الذي لم يجد لها مناخاً
وظروفاً لتطبيقها في وطنه، أو أصحاب الآراء المختلفة غير المقبولة في الوطن قد يتاح لصاحبها إعلانها والتعبير عنها بحريّة أكبر
وأميركا أيضا هي الاقتصاد العالي، بل أفضل اقتصادات العالم، لذلك تعتبر أرض الفرص وبوابة العبور نحو الأحلام، فالشّخص الذي لم يتمكّن من العثور على وظيفته في منطقته المحليّة،
يكون أمامه خيار أفضل بالبحث عنها في مكان آخر .
كذلك قد يكون لدى المهاجر وظيفة لكنّه يرغب بالانتقال إلى منطقة ذات ظروف معيشية أفضل ونشاط اقتصادي أكبر.
وتوفّر بعض الأماكن فرصاً أكبر للتقدّم الوظيفيّ ولديها بنية طبقيّة أكثر مرونة من المجتمعات الأخرى.
قد يهمك:
أحدث الأبحاث العلميّة وأفضل المستشفيات
وفي أمريكا أحدث الأبحاث العلميّة وأفضل المستشفيات التي تقوم بتدريب الأطباء وتوظيفهم في مجموعة متنوّعة من التخصّصات للمساعدة في مكافحة الأمراض وعلاج المرضى،
وبذلك تتفوّق الولايات المتحدة الأمريكية على معظم البلدان الأخرى في مجالات الأبحاث في علوم الأحياء والطبّ واكتشاف العقاقير الجديدة، إضافة للتّعليم العالي بجامعاتها ومعاهدها.
أمريكا هي النّظام السّياسي الذي يحترم المؤسسات السّياسية والحقوق المدنية، وتتميّز بقدرتها على تصحيح مسارها ومنع إساءة استخدام السلطة،
وإمكانية أيّ فرد التّرشيح لمنصب سياسيّ والتّعبير عن رأيه بحريّة .
وتلعب أمريكا دوراً كبيراً بتشكيل ثقافة العالم أجمع، وهي ميزة هائلة ومسؤولية كبيرة بنفس الوقت ..
ناهيك عن تنوعها الطّبيعي بين جبال وشواطئ ومحميات طبيعية مما يتيح توافر أنشطة شيقة كالتخييم والمشي والصّيد.
بالإضافة إلى أسباب أخرى تشجّع المهاجرين على اختيار الولايات المتحدة الامريكية مثل السّكن الجيّد الصحيّ، وفرص العمل المتوفّرة و والتنوّع الثّقافيّ والعرقيّ الكبيرين.
عيوب الهجرة الى امريكا
بالرّغم من الإيجابيات الكثيرة للهجرة إلّا أن الولايات المتّحدة الأمريكية ليست المكان المثاليّ كما يتصّور البعض ،فهناك الكثير من العيوب للهجرة إليها.
هذه هي أبرز عيوب الهجرة إلى امريكا :
1. كلفة الهجرة العالية
إنّ أحد العيوب الكبيرة والمحتملة للهجرة للولايات المتحدّة الأمريكية هي التّكلفة المرتفعة الّتي تفرضها على الوكالات الحكومية ودافعي الضرائب ،
على سبيل المثال بالنّسبة لوزارة الأمن الداخلي الّتي تدير خدمات المواطنة والهجرة إلى أمريكا ، حيث يتمّ التّأكد من أيّ مهاجر لا يمثّل تهديداً للبلاد ،
فيتطلب ذلك نفقات في عدّة مراحل والّتي هي :
- الفحص الطّبي :حيث يتلقى المهاجر قبل المقابلة مع السّفارة رسالة عبر البريد الالكترونيّ لإجراء الفحص الطّبي ، وتختلف من دولة لأخرى ،ثمّ عليه التّواصل مع المراكز المعتمدة لمعرفة الرّسوم تحديداً
- رسوم فيزا برنامج القرعة العشوائية في السّفارة قبل المقابلة ، ودفع رسوم قدرها ٣٣٠ دولار أمريكي لكلّ فرد ، علماً أنها غير مستردّة في حال القبول أو الرفض .
- رسوم بطاقة الغرين كارد ٢٢٠ دولار أمريكيّ بعد المقابلة والموافقة والحصول على الفيزا على جواز السفر ، ويمكن دفعها بعد الوصول الى أمريكا ولكن إذا دفعت مسبقا ستقلّ فترة انتظار بطاقة الغرين كارد بعد الوصول .
- تذكرة الطّائرة : على نفقة المهاجر الخاصّة ، وتختلف من دولة لأخرى .
- الإقامة على حساب الشخص المهاجر في الشّهور الأولى ، وتختلف حسب الولاية والمدينة التي يستقرّ بها .
- تكاليف ورسوم أخرى : تكلفة تجديد جواز السّفر في حال انتهاء الصّلاحية واستخراج جواز سفر لجميع أفراد الأسرة.
- تكلفة استخراج الأوراق المطلوبة بعد الحصول على الفيزا.
2.اللّغة
لا يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية لغة معترف بها على أنّها اللّغة الرّسمية للبلاد ، ومع ذلك فإنّ اللّغة الفعلية والمستخدمة على نطاق واسع في أمريكا هي اللّغة الإنجليزية.
إنّ اختلاف اللّغة يمثل عائقاً كبيراً أمام المهاجرين الجدد الذين قد لا يكون لديهم إلمام كبير باللّغة الانجليزية ،
في حين يكون مطلوب منهم ذلك الإلمام للحصول على وضع الإقامة الدّائمة في الولايات المتّحدة.
كما أنّ حاجز اللّغة يسبّب في تعقيد مهمّة المهاجرين للاندماج مع المجتمع والحصول على العمل ،وقد يسبّب تحديّاً يوميّاً يتمثّل بعدم القدرة على قراءة أوصاف المنتجات أو قوائم المطاعم أو علامات المرور .
3.تربية الأبناء ومساعدتهم على النّجاح في المدرسة
تعدّ هذه المسألة من أكبر العقبات الّتي يعاني منها اللاجئون والآباء المهاجرون ،لأنهم مضطرون لتربية أطفالهم في ثقافة جديدة غير مألوفة ،
ويميل الأطفال إلى تعلّم اللّغة الإنجليزية أسرع بكثير من والديهم مما يلغي ديناميكية العلاقة بين الوالدين والطّفل ، وسيستخدم المراهقون ذلك لصالحهم .
أمّا فيما يتعلق بالمدرسة ، فيشعر الآباء بخيبة الأمل عند رؤية أطفالهم يجاهدون لمواكبة الفصل ، وقد يبلغ الأمر عندهم التنمّر والتمييز نتيجة الاختلافات الثقافيّة.
يوضع الأطفال عادةً في الصّفوف وفقاً لأعمارهم بدلاً من قدراتهم ، فيظلمون لعدم قدرتهم على التّحدث باللّغة الإنجليزية أو مواكبة ذلك ،مما يشعرهم بالإهانة ،خاصة أن الآباء قد لا يمتلكون مهارات لغويّة لمساعدة أطفالهم أو التّواصل مع أعضاء هيئة التدريس.
اقرأ أيضًا:
4.انعدام الأمان
رغم أنها تعدّ أقوى دولة في العالم إلا أنّ الامان في أمريكا أمر لا يمكن ضمانه بأي شكل ، فعندما تسير في الشارع لا يوجد شيء مضمون حتى في المناطق الآمنة جداً .
وهناك بعض الأماكن التي يعدّ دخولها والخروج منها أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً ، حتى إن لم تقترب من هذه الأحياء ، أنت معرّض للخطر في أيّ وقت بسبب انتشار السّلاح بين الشعب الأمريكي، مما يسبّب جرائم كبيرة مع المهاجرين وهذه هي من أكبر عيوب الهجرة إلى أمريكا .
لذلك ينصح المهاجرون بالابتعاد عن الأماكن الخطرة وتجنّب السير ليلاً في المناطق البعيدة عن وسط المدينة، والعيش بعيداً عن المدن الّتي لا تفضّل تواجد المهاجرين .
5.المساحة الشّاسعة
والّتي تقارب عشر ملايين كيلومتر مربّع، الّتي رغم أن هناك من يراها ميّزة كبيرة ، إلا أنّها من أكبر عيوب الهجرة إلى أمريكا، حيث أن الاضطرار للانتقال من ولاية لأخرى أمر مرهق جسدياً ومادياً .
مثلاً أن يقيم المهاجر في بورتلاند للعمل وتقيم عائلته في نيويورك ،يكون عليه قطع مسافة ٣٩٢٥ كم ليراهم .
وتعدّ مسألة النقل مشكلة تؤثّر على كلّ جانب من جوانب حياة اللاجئين تقريباً.
فالحصول على رخصة قيادة، سواء أكانت موثّقة أم لا، أمراً صعباً للغاية لعدّة أسباب، فمن لا يتحدّث الإنجليزية سيكون بحاجة إلى مترجم ،
وليس من السّهل الوصول إليه، كذلك يجب أن يكون السّائق متعلّماً لاجتياز الامتحان الكتابيّ.
ثمّ.. مع بعض الحظّ ، سيكون لدى العائلات سيارة واحدة للمشاركة فيما بينهم ، ولكن نقل الأطفال من وإلى المدرسة، وكذلك نقل البالغين من وإلى العمل قد يكون أمراً صعباً،
وفي كثير من الأحيان سيحتفظ الرّجال بالسّيارة تاركين الأمر للسّيدات للعثور على وسيلة للنقل من الأصدقاء أو زملاء العمل.
إنّ وجود الكثير من الأشخاص يعتمدون على سيّارة واحدة يجعل من الصّعب للغاية تلبية الالتزامات الإضافية مثل دروس اللّغة الإنجليزية كلغة ثانية والمواعيد الطبّية.
وفي حين أن العديد من اللاجئين والمهاجرين يعتمدون على وسائل النقل العام للتنقل ، فقد يكون الأمر مخيفًا للغاية بالنسبة للبعض، لجهلهم بالمناطق وقواعد المرور .
6.تأمين العمل
رغم أنّ معظم اللاجئين والمهاجرين يكونون سعداء بالحصول على أيّ وظيفة متاحة عند دخولهم البلاد لأول مرة، فإنّ الحصول على وظيفة والتّطوّر فيها أمر صعب للغاية،
عدا عن أن المهاجرين غير الشرعيين يواجهون تحدّيات إضافية في تأمين العمل، خاصة مع مشكلة التحدّث باللّغة الإنجليزية، وقد يجد المهاجرون المتعلّمون ممن كانت لديهم في أوطانهم وظائف قوية أنه من المحبط عدم الحصول على نفس الوظائف هناك .
يفضّل أصحاب العمل عادةً خبرة العمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، يضاف لذلك أنّه لا يتم نقل الشّهادات من خارج الولايات المتّحدة، لهذا السبب سيكون عادياً رؤية معلّم أو مهندس يعمل كسائق سيارة أجرة .
ويعتبر المهاجرون ضحايا سهلة للتمييز والاستغلال في مكان العمل، إذ يشعر أرباب العمل بإلحاح ويأس هذه المجموعات للاحتفاظ بوظائفها فيطالبونها بالقيام بأدوار أقلّ قيمة أو خطيرة،
خاصّة المهاجرين غير الشرعيين، إذ يفترضون أن ليس لديهم حقوق ، وهذا أيضاً يعتبر من عيوب الهجرة إلى أمريكا.
7.تأمين السكن
غالباً ما يكون تأمين سكن صحي آمن باهظ الثمن، لا يتماشى مع الأجر المنخفض للوظيفة، لذلك تختار العائلات الكبيرة العيش معاً، فيخلق ذلك أجواءً مرهقة وصاخبة لا تصلح للدّراسة أو الراحة،
يضاف لذلك ما يتعرّض له المهاجرون من استغلال من أصحاب العقارات، فيدفعون رسوماً باهظة إضافية لتجنّب تهديدهم بالطرد، ويساعد على ذلك عدم تمكّنهم من التحدّث باللّغة الإنجليزية وجهلهم بالقوانين .
قد يهمك:
8.الوصول إلى الخدمات
يواجه المهاجرون غير الشرعيين صعوبة في الوصول إلى الخدمات، ويعود ذلك الى حدّ كبير لخوفهم من الترحيل، فيتجنبون مثلاً رؤية الطّبيب أو المسائل القانونية رغم حاجتهم الماسّة إليها .
وتنطبق هذه الصعوبة على المهاجرين الشرعيين أيضاً بشكل من الأشكال .
الجدير بالذكر هنا مسألة الصحّة العقليّة نتيجة ما تعرّضوا له من العنف والاغتصاب وحتّى التعذيب، لكنّهم لا يعرفون كيفية طلب المساعدة.
وقد يؤدّي جهلهم باللغة إلى فشل الاستفادة من الخدمات لسوء فهم خبراء تنفيذ القانون بيان الضحية، أو خطأ الأطباء في تشخيص المرض للسبب نفسه .
9.تشتت العائلة
يعتبر بعض المهاجرين هذه العقبة هي أكبر عيوب الهجرة إلى أمريكا ، حيث يضطرّ المهاجرون لترك أفراد أسرهم وأصدقائهم وراءهم فيعود ذلك سلباً على الطرفين، إذ يزول نظام الدّعم الاجتماعي للمهاجر
وأي نوع من المكانة الاجتماعية التي كان يتمتّع بها في وطنه، ثمّ يضطرّون لإرسال النقود إليهم ،ويذكر أن المهاجرين أرسلوا لبلادهم ٤١٤ مليار دولار بشكل تحويلات في عام ٢٠٠٩ .
وبنفس الوقت يكون على أفراد الأسرة انتظار قد يطول لتأتي الموافقة على لمّ شملهم للعائل بسبب صعوبة قوانين لمّ الشمل في الولايات المتحدة الأمريكية.
قد يهمك:
10.الصدمة الثقافية
تجعل الهجرة النّاس على اتصال بأساليب حياة جديدة تماماّ، فتحدث الصدمة الثّقافية في التكيّف مع هذه الثقافة المختلفة تماماً عن ثقافتهم، خاصة وأنه ليس لديهم خطّة للعودة إلى ديارهم، ويضطرّون لقبولها وتعلّم كيفيّة التصرّف بطرق جديدة .
فبالإضافة إلى اختلاف اللّغة هناك اختلافات أخرى في النّظام الغذائي والملابس والموسيقا والعادات .
11.مشاكل السياسة
من عيوب الهجرة إلى أمريكا هو الأزمات السياسية . على الرّغم من السيطرة الفدرالية على العديد من جوانب الهجرة مثل عملية التجنيس ومراقبة الحدود، لا تزال الدول تقيّد حقوق المهاجرين،
حيث يمكن للتوتّر السياسي الذي يحيط بسياسات الهجرة والعملية الطويلة للهجرة القانونية أن تجعل احتمال الهجرة أمراً شاقّاً،
ويمكن أن يضاف لهذه النظرة السلبية التمييز ضدّ المهاجرين والرأي العام، مما يجعل الولايات المتحدة أقلّ ترحيبا بالمهاجرين.
ولا ننسى أنّ الإعلام الأمريكي أصبح لديه فوبيا بعد ١١ سبتمبر من كلّ شخص قادم من العالم العربي والإسلامي.
ننوّه أخيرا إلى أنّ نحو ٥٠٠ ألف مهاجر غير شرعي يدخلون الولايات المتحدة كلّ عام، مما يستدعي ضرورة التركيز على حقوق المهاجرين غير الشرعيين
والعواقب القانونية إذا تمّ القبض عليهم، وإلى ما يشكله هذا العدد الهائل من ضغط على المهاجرين الشرعيين للحصول على وظائف .
وبالرغم من كلّ عيوب الهجرة القانونية ( دفع الضرائب تحت طائل العقوبة – الرّعاية الصحية باهظة الثمن – وجود مجموعات معادية للأجانب وقوميّات متطرّفة –
استثناء المهاجرين من الوظائف ذات المزايا الأفضل ) .. إلّا أنّ الهجرة القانونية هي الخيار الأفضل للوصول إلى الولايات المتحدة مقابل اللا قانونية،
ليس فقط للحصول على تأشيرة الإقامة، ولكن للحصول أيضاً على فرصة عيش حياة كريمة مختلفة تماماً، وهذا يتطلب تضحيات اقتصادية ومزاجية .
ويبقى خيار الهجرة هو الخيار الأصعب في حياة الإنسان، لانسلاخه عن ماضيه وذكرياته ومألوفاته، واضطراره للتعايش في جوّ آخر مختلف تماماً
مما يترك آثاراً كبيرة وضياع الأبناء بين ثقافتين، واندماجهم غالباً في الوطن الجديد، وفقدان الموروث أمام الحداثة.
هذا الخيار الذي تقلّ نسبته كلما سادت الحرية والعدالة والمساواة كنتاج للحضارة في كل بقاع الأرض.
ذات صلة: