Table of Contents
التعلق العاطفي بشخص : قد يشعر الشخص المرتبط عاطفياً بالارتباط بشخص آخر بناءً على مشاعره الشخصية أو مشاعره تجاهه.
وقد يشعر الشخص بالارتباط والتعلق بشخص آخر بعد انتهاء علاقته. وقد يكون للبعض علاقة عاطفية مع شخص آخر دون أن يكونا في علاقة، لكنهم لا يدركون أنهم يقعون في حب شخص ما بعمق.
قد تؤدي هذه المشاعر أحياناً للحزن أو الرفض عندما يدرك المرء أن الآخر لا يشعر بنفس الشعور. وبالنسبة للبعض، فإنه يترجم إلى “حاجة”، حيث يريدون من الآخرين أن يشعروا بالرضا أو السعادة، وإذا لم يكن الشعور متبادلاً، فإنهم يشعرون بالإحباط أو أنهم غير مرغوب بهم.
و “الارتباط العاطفي”، هو مفهومٌ يشيرُ إلى وجودِ مشاعر تقارب ومودّة، من شأنها المساعدة في الحفاظ على علاقاتٍ ذات مغزى مع مرور الوقت.
الارتباط دوره هامٌّ جداً في التواصل عند الإنسان.
حيث أنّ الرّباطات التي تتكوّن في الصّغر، والتي تربط الأشخاص بآبائهم وأمهاتهم، وأفراد أسرتهم، يمكنها توجيه الارتباطات، حيث تتشكل بعد ذلك الارتباطات التي تتطور ليتم توجيهها إلى الأصدقاء، والشركاء الرومانسيين، في وقتٍ لاحق في الحياة.
من الممكن أن تصبح مرتبطاً عاطفياً بالناس حتى دون أن يكون هناك تجاذبٌ رومانسيٌّ أو جنسيّ. كل ما في الأمر أنك تشعر بأنك قريبٌ من شخصٍ ما، يكون سنداً لك، ويزيد من إحساسك بالتواصل.
قد يُشعركَ هذا الارتباط بالأمان والراحة والسعادة، وربما بالبهجة والنشوة إلى حدٍّ ما.
بعض مستويات الارتباط تكون طبيعيةً و صحيةً في العلاقات.
ولكن، كيف يمكنك أن تعرف ما إذا كان تعلّقك بهذا الشخص قد تجاوز حدّه؟ ماذا ستفعل إذا ما حدث ذلك؟ هل يمكنك تطوير الارتباطات على الأماكن أو الأشياء؟
لدينا إجابات لهذه الأسئلة (وأسئلةٌ أخرى) في هذا التقرير:
هل يشبه التعلق العاطفي بشخص الحب
الحب المستدام يقوم على ارتباطٍ صحيّ، ولكن الارتباط والحب يختلفان عن بعضهما.
إن ارتباطك العاطفي مع شريك، أو مع صديق، يساعد على ازدهار هذه العلاقات مع مرور الوقت.
لكن بدون ارتباط، ربما تشعر بأنك تسعى للحصول على شريكٍ جديد، عندما تختفي مشاعر حب تجاه أحدٍ ما، أو ربما تشعر أنك تسعى للحصول على صديقٍ جديد، بعد خلاف مع صديقك المقرّب.
هرمون Oxytocin، وهو هرمونٌ يعزز الترابط والثقة، يسهمُ في تطوير المودّة والحب طويلي الأجل. وبعبارةٍ أخرى، هو يعملُ على دفعك من خلال المراحل الأولى من الشهوة والجاذبية.
كما أن الهرمونات الأخرى، تدخل في تكوين المراحل المبكرة من الحب الرومانسي، وتساهم في الرغبة، والنشوة، والتوتر، الذي يختبره معظم الناس عندما يقعون في الحب.
غالباً، فإن شدّة هذه العواطف تتراجع في الوقت المناسب، إلا أن الارتباطات تستمرّ، وهذا يساعد على الشعور بالأمان، وتعزيز مشاعر الحب الدائم.
الفرق بين التعلق العاطفي بشخص والحب
الفرق الرئيسي بين الارتباط/التعلق و الحب، يكمن في العوامل التي تنتج كلّ منهما.
بشكلٍ عام، أنتَ لا تقع في حب شخصٍ ما، لِما يقدمه لك، بل إنك تحبّه بصرف النظر عن هذه الأشياء، فتحبّه لذاته.
بالتأكيد، فإن العلاقات الرومانسية تلبّي احتياجاتٍ مهمّة، ولكنّ العلاقات التي تقوم على الحب، تنطوي على إعطاءٍ ودعمٍ متبادَل. حيث أنك لا تحب شخصاً ما، فقط لأنه يلبّي احتياجاتك.
لكنّ الارتباط، على عكس ذلك، حيث أنه من الممكن أن يتطور عند تلبية الاحتياجات من العلاقة الحميمة، أو الرفقة، أو أيّ شيءٍ آخر غير مُحقَّق. عندما تجد شخصا يلبي تلك الاحتياجات، قد يتطوّر ارتباطك به.
متى يصبح الارتباط / التعلّق غير صحي؟
يمكن للارتباط العاطفي أحياناً، أن يكون شديداً أحياناً، وربما يتجاوز الاعتماد العاطفيّ. هذا التبعيّة من المحتمل أنها تؤثر سلباً على العلاقة وعلى رفاهيتك.
والعلامات التالية، تشير إلى مستوى محتمل يكون فيه الارتباط غير صحي:
-
أنت تعتمد على موافقة شريكك:
إذا ما كنتَ تكافح لإثبات تقديرك لذاتك، وثقتك بنفسك، فقد تتحدد قيمة هذه الثقة من خلال كيفية رؤيتك الآخرين. في الارتباط غير الصحيّ، فإن إحساسك بقيمة ذاتك، قد يعتمد بشكلٍ تامّ على احترام شريك حياتك لك.
عندما لا توافق على شيءٍ ما، وتواجه نزاعاً على أثر ذلك، فربما يؤدي هذا لتعطيل إدراكك لنفسك، ربما ستصدق أن شريكك يكرهك، ولم يعد يدعم احتياجاتك، ونتيجةً لذلك، قد تشعر بالأذى، أو الفراغ أو القلق أو الاكتئاب، وقد يقلل من احترامك وتقديرك لذاتك.
ويمكن لهذه المشاعر أن تستمر إلى أن يقوم الشريك بفعلٍ ما، يُظهر أنه لا يزال يهتم بك، سواء قدم لك هدية، أو مودةً جسدية، أو مجاملة.
يمكن أن تكون هذه استراتيجيةً خطيرة، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من صفاتٍ سامّة، أو لئيمة، أو مسيئة، ربما يتلاعبون باحتياجاتك ومشاعرك، من أجل السيطرة على العلاقة، ولإبقائك معتمداً عليهم.
-
لقد فقدت إحساسك بنفسك:
عندما تقنع نفسكَ أنّك بحاجةٍ إلى شخصٍ ما، وأنك لا تستطيع العيش بدونه، فقد تجد نفسك رهينةً لفعل كل ما يمكن من أجل إرضائه، والحفاظ على بقائه.
وبالتالي، ستبدأ شيئاً فشيئاً، في تغيير عاداتك، وسلوكياتك، لكي يتوافقوا مع عادات شريكك.
وغالباً ما تكون النتيجة النهائية هي ذاتها، فقد أصبحت أنت وشريكك متشابهان جداً، وقد أغفلتَ نفسك تماماً.
من المهم طبعاً أن تشارك بعض الأمور مع الأصدقاء والشركاء، ولكن من المهمّ أيضاً أن تقضي بعض الوقت في تحقيق مصالحك الخاصة.
-
أنت لا تعرف كيفية العمل بدون شريك:
إن اعتمادَك على شخصٍ آخر غالباً لتلبيةِ احتياجاتك، يعني أنّ هناكَ عائقٌ يحول بينك وبين تلبيتها بمفردك.
عادةً ما يتمّ تطوير الارتباطات لهذا السبب بالذات. إذا لم تكن تشعر بالأمان، أو أنك شخصٌ مرغوبٌ أو مقبول، فستقوم بالبحث عن شخصٍ يمكنه أن يُشعرك بالراحة والأمان، وسيساعدك على تقليل الشعور بالوحدة.
لسوء الحظ، فإن الاعتماد الكثير على الدعم من شخصٍ آخر، لن يساعدك على تعلّم كيفية تلبيتها بنفسك.
إذا كانت العلاقة أو الصداقة لا تؤتي ثمارها، أو إذا كانت الالتزامات أو العلاقات الأخرى تمنع هذا الشخص من تلبية احتياجاتك، فربما تشعر بالفقدان بشكلٍ تامّ.
قد تتساءل، “ماذا أفعل بدونه؟”، وقد يصبح خوفك من فقدانه شديداً، وقد تعبّر عن ذلك عبر اختلاق المشكلات، كالبحث في ماضيهم، أو التدقيق في نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
-
العلاقة غير متوازنة:
العلاقات الصحية، هي العلاقات المتوازنة والمستقلّة.
قد يواجه الشريكين المستقلّين مشاكل في التواصل مع بعضهم البعض، عندما يحتاجون إلى مساعدة، في حين أنّ الشريك غير المستقلّ، يطلب دائما المساعدة، بدلاً من ن يحاول القيام بحلّ أموره بنفسه.
في الارتباط والتعلق غير الصحيّ، يبحث شخصٌ على آخر، من أجل دعمٍ عاطفي، وعادةً، في المقابل، لا يقدّم له الكثير. لذلك، فإن الشريك الذي يقدم الدعم باستمرار، دون الحصول على ما يحتاجه، قد يستنزفه، ويشعره بالاستياء.
ماذا عن الارتباط العاطفيّ بالممتلكات والأماكن؟
غالبا ما تعتمد الارتباطات العاطفية على الناس، ولكن يمكنك أيضا أن تصبح مرتبطاً بالأماكن والممتلكات.
ربما كنتَ تمتلك في طفولتك، لعبةً، أو بطانيةً تساعدك على الراحة، عندما تشعر بالحزن أو الوحدة، و ربما لا زلت تحتفظ بكتابٍ مفضل، أو قطعة من الملابس، أو أيّ شيءٍ ما، تبقيه قريباً منك في جميع الأوقات.
كما أن بعض الناس، يخلقون ارتباطاً قوياً بأماكن معينة، مثل المنازل أو الأرض.
ليس هناك أيضاً أيّ شيءٍ غير عاديّ، حول الشعور بالارتباط بممتلكاتٍ أخرى، كالملابس، أو الأثاث، أو الهواتف، أو العناصر المتعلقة بالهوايات.
إنك تمتلك هذه الأشياء لأنها بنظرك تجعل حياتك أسهل، أو أنها تجلب لك الفرح، أو تخدم بعض الأغراض الأخرى. إذا ما فقدتها أو تم إتلافها، فقد تشعر بالاستياء قليلاً، خاصةً إذا لم تتمكن من استبدالها بسهولة.
وطالما أن هذا الارتباط لا يؤثر سلباً على حياتك ورفاهيتك، فإن أمورك على ما يرام.
متى يجب أن تقلق ؟
لتحديد متى يكون الارتباط بالكائنات مقلقاً، ألقِ نظرةً على هذه الدلائل:
- عندما يحلّ ارتباطك بالكائن الخاص بك، محلّ الارتباطات الصحية مع الناس.
- إذا كنت تشعر أنك لا تستطع العيش بدون الكائن الخاص بك، وصولاً إلى المرحة التي تجعله أولويةً، وتفضَله عن إقامتك، وطعامك، واحتياجاتك الأساسية الأخرى.
- حين تسبّب فكرة فقدان الكائن الخاص بك قلقاً شديداً لك، أو ضيقاً عاطفياً.
- وقت تشعر أنك غير قادر على مغادرة المكان بوجود الكائن الخاص بك، حتى عندما تكون معرّضاً للخطر.
- إذا تداخل ارتباطك بالكائنات، مع قدرتك على تلبية احتياجات الأساسية. مثلاً، إنك تصرف الكثير من المال لتحافظ على الكائن،لدرجة أنك لم تعد تملك مالاً كافياً مقابل الطعام أو الإيجار.
تشير عدة أبحاث، إلى أن الارتباط بكائنٍ ما، يمكن أن يلعب دوراً في زيادة “اضطراب التخزين”، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من الشعور المزمن بالوحدة. وعادةً ما يشمل هذا “التخزين” كائناتٍ متعددة، ولا يتوقف الأمر عند عنصر أو عنصرين خاصين فقط.
كيف يمكنك فك التعلق العاطفي بشخص ما؟
إذا كنت تعتقد أن ارتباطك مع شخصٍ ما، أقلّ من مستوى الارتباط الصحيّ، فيمكنك القيام ببعض الأمور لمعالجة هذا بنفسك.
أولاً، ابحث في بعض الأسباب المحتملة لهذا الارتباط، مثل:
- خوفك من الوحدة
- شعورك بالفراغ، وانعدام الأمن، عندما لا تكون في علاقة
- شعورك بفقدان الثقة بالنفس
بمجرد أن تتكون لديك فكرةٌ أفضل عن هذه الأسباب الأساسية، يمكنك البدء في استكشاف الحلول:
- يمكنك أن تكرّس بعض الوقت لاكتشاف ذاتك، يساعدك ذلك على إعادة اكتشاف هويتك الشخصية.
- خصص وقتاً لنفسك لتقوم بالأشياء التي تستمتع بها، حيث يمكن للوحدة أن تشعرك أحياناً بالمكافأة، أكثر من أنها مخيفة.
- احرص على بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية مع الأصدقاء والعائلة، وهذا يساعدك على الشعور بالأمان، حتى بدون أن يكون لديك شريك رومانسي.
احفظ في ذهنك، أنه بالرغم من أن قصص الارتباطات غالباً ما تبدأ في الطفولة. حيث أن ارتباطاتك في طفولتك، يمكنها أن تؤثر في ارتباطاتك عندما تصبح شخصاً بالغاً. ويمكن أن تؤدي الارتباطات غير الآمنة مع “مقدمي الرعاية”، إلى أنماطٍ تكرر في علاقاتك.
هذه الأنماط، ربما من الصعب عليك أن تعالجها بمفردك، ولكن بعض الدعم المهنيّ للصحة العقلية يمكنه أن يساعدك.
في العلاج، يمكنك:
- السعي لفهم أسلوب الارتباط الخاص بك
- تعلم مهارات العلاقة الصحية
- تطوير شعور تقدير الذات
- استكشاف أفضل الاستراتيجيات لتلبية الاحتياجات الخاصة بك.
القاعدة الأساسية
إن الارتباطات العاطفية، والتعلق العاطفي بشخص ، هي جانبٌ طبيعي للعلاقات الإنسانية.
فالأصدقاء والأحباء يقدمون الدعم العاطفي، والذي يمكن أن يكون له تأثيٌر إيجابيّ على الصحة البدنية والعقلية.
لكن، اسأل نفسك إذا كنتَ قدّمتَ دعماً عاطفياً بالمقابل، بالإضافة إلى تلقيه، هذا يمكن أن يساعدك غالباً، على تحديد ما إذا كان الارتباط صحياً، أم لا.
هل لاحظتَ بعض علامات الارتبط/التعلّق غير الصحي في علاقاتك ؟
يمكن للمعالِج أن يقدم لك بعض التوجيه والدعم، عندما تبدأ في استكشاف أنماط التعلق الذي ربما تعاني منه.
المراجع :
ذات صلة :