Table of Contents
توجد في الفضاء كواكب كثيرة تدور في حركة منظمة حول نفسها وحول الشمس ، تعرّف في هذا المقال على مكتشف قوانين حركة الكواكب وقوانين كليبر الثلاث .
عندما نتحدث عن الاكتشافات التي ساهمت بتطوّر البشرية لا بد لنا أن نذكر مكتشف قوانين حركة الكواكب , وأثر هذا الاكتشاف في حقائق وأسرار الكون.
مكتشف قوانين حركة الكواكب
يعتبر ” يوهانس كيبلر” الصغير هو مكتشف قوانين حركة الكواكب .
ولد في كانون الأول(ديسمبر) 1571في أواخر القرن السادس عشر , في ويل ديرشتات في شوابيا, جنوب غرب ألمانيا. وكان طفلاً مريضاً لأبوين فقراء, حصل على منحة دراسية في جامعة توبنغن, حيث درس ليصبح وزيراً لوثرياً.
أثناء وجوده هناك تعرف على أعمال نيكولاس كوبرنيكوس, الذي كتب أن الكواكب تدور حول الشمس بدلاً من الأرض. وكما أن معظم الناس كانوا يعتقدون بأن الكواكب في النظام الشمسي تتحرك في مدارات دائرية حول الأرض, وبعد ذلك ظهرت مشكلة عرضية بأن المريخ قام بعكس مساره فجأة, فقاموا بحل هذه المشكلة عن طريق إضافة دوائر مصغرة , أو أفلاك التدوير إلى مسارات الكواكب.
لكن كيبلر لم يدافع بقوة عن فكرة أن الكواكب تدور حول الشمس فقط, بل كشف أيضاً أن مساراتها ليست على شكل دوائر كاملة, ومنها أصبحت دراساته وأبحاثه لحركات الكواكب معروفة باسم قوانين كيبلر .
في عام 1594 أصبح كيبلر أستاذاً للرياضيات في معهد ديني في غراتس, النمسا, وكذلك كان عالم الرياضيات الاول في المنطقة , وصانع تقويم (في أوقات فراغه) .
واصل كيبلر دراسة علم الفلك وعلم التنجيم ( الذين كانا نفس الشيء تقريباً في ذلك الوقت) .وفي عام 1596 كتب كيبلر أول دفاع عام عن نظرية كوبرنيكوس .
وكان هذا موقفاً خطيراً , نظراً لأنه في عام 1539 سخر مارتن لوثر مؤسس الكنيسة اللوثرية من النظرية عندما سمعها لأول مرة , في حين أنه في عام 1615 اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية أن هذا الموقف هرطقة (حيث قاموا فيما بعد بإخضاع عالم الفلك جاليليو جاليلي للإقامة الجبرية لأنه نشر عن هذا الموضوع , على الرغم من أنه ربما يكون السبب الرئيسي لاعتقاله بأنه أهان البابا) .
ذات صلة :
- أصغر كواكب المجموعة الشمسية : معلومات وحقائق عن هذا الكوكب
- أكبر كوكب في المجموعة الشمسية : معلومات وحقائق مثيرة عنه
الحقبة التي عاش بها كيبلر والضغوطات التي تعرض لها
قال دان لويس , أمين تاريخ العلوم والتكنولوجيا في مكتبة هنتنغتون , في سان مارينو بولاية كاليفورنيا, وذلك على موقع ناسا الالكتروني كانت الحقبة التي عاش فيها كيبلر واحدة من الاضطرابات والتغييرات الهائلة ) , حيث كان القادة الدينيون مترددين في التخلي عن أفكارهم حول السماوات .
فقد كان حديث علماء الفلك عن سماء واسعة مليئة بالأجسام تتحرك في مدارات غير دائرية حول مركز الأرض وعدة ظواهر أخرى تتعارض مع أفكارهم, وتهدد معتقداتهم. مما اضطر كيبلر لإنشاء رموز يمكن بواسطتها إرسال الرسائل بينه وبين زوجته الأولى باربرا حتى لا تفهم رسائلهم ولا يتعرضون للاضطهاد.
في الواقع لم يكن دافع كيبلر هو إزعاج الكنيسة, ولم يكن دفاعه عن نظرية كوبرنيكوس مبني على أسس مادية أو رياضية , إنما كانت حجة كيبلر دينية. كما قال عالم الفيزياء الفلكية بول سوتر في عمود (أصوات الخبراء) مقالاً كتب فيها: قال كيبلر بأنه نظراً لأن ابن الله هو المركز في الإيمان المسيحي , فيجب أن تكون الشمس في مركز الكون.
ولأن كيبلر أراد البحث عن الملاحظات الأكثر تفصيلا حول مسارات الكواكب, قام بالاتصال بالفلكي تايكو براهي . وقد كان براهي نبيل دانماركي ثري , فقام ببناء مرصد في براغ, حيث كان بإمكانه تتبع حركات الكواكب , والمحافظة على أدق الملاحظات للنظام الشمسي في ذلك الوقت.
في عام 1600 قام براهي بدعوة كيبلر للعمل معه, ولكن مع مرور الوقت أصبح براهي متشككاً وغبر راغب في مشاركة ملاحظاته مع مساعده, فما كان منه إلا أن كلف كيبلر بحل لغز المريخ, لأنه أحد أكثر المشكلات المحيرة في علم الفلك في ذلك الوقت. ومن المفارقات كانت الأدوات التي احتاجها كيبلر لفهم كيفية عمل النظام الشمسي لهذا الكوكب.
تمكن كيبلر من الحصول على ملاحظات براهي بعد وفاته عام 1601 وذلك قبل أن تتمكن عائلته من استخدام هذه الملاحظات لصالحهم المالي. حتى بعد وفاة براهي بعدة أعوام تعرض كيبلر لتهمة القتل, ففي عام 1901 قام العلماء بفتح قبر براهي وادعوا أنهم وجدوا الزئبق في بقاياه, فقاموا باتهام كيبلر بتسميمه من اجل الحصول على ملاحظاته التي تخضع لحراسة مشددة.
ولكن عندا تم استخراج جثة براهي مرة أخرى في عام 2010 , كشفت الاختبارات أن محتوى الزئبق في جسده لم يكن عالياً بما يكفي لقتله. فكانت التحليلات الكيميائية للعظام تشير بأن تايكو براهي لم يتعرض لكميات من الزئبق بنسبة عالية أو بشكل غير طبيعي في السنوات الخمسة إلى العشرة الأخيرة من حياته. فبذلك وبعد عدة سنوات تم تبرئة كيبلر بعد اتهامه بجريمة قتل .
ذات صلة :
قوانين كيبلر الثلاثة
1. قانون كيبلر الأول: الكواكب تسير في مسارات بيضاوية
استغرقت مشكلة المريخ التي قال كيبلر أنه سيحلها في ثمانية أيام , ما يقرب من ثماني سنوات. فقد كافح علماء الفلك طويلاً لمعرفة سبب ظهور المريخ بشكل دوري يسير للخلف في سماء الليل .
حيث أنه لا يوجد أي نموذج للنظام الشمسي ولا حتى نظرية كوبرنيكوس يمكن أن يفسر الحركة التراجعية للمريخ, أدرك كيبلر باستخدام ملاحظات براهي التفصيلية بأن الكواكب تتحرك في دوائر ممتدة تعرف باسم القطع الناقص, حيث أن الشمس لم تكون في مركز مدارها تماماً , إنما كانت تنحرف جانباً عند إحدى النقطتين المعروفتين باسم البؤرتين. فكان المريخ أكثر الكواكب انحرافاً أو تمدداً على نطاق واسع .
2. قانون كيبلر الثاني
نشره عام 1609 بدا أن المريخ يتحرك للخلف عندما جاءت الأرض في مدار داخلي, من خلف الكوكب الأحمر ثم تمسك به وتجاوزه, فقد درس كيبلر ايضاً التغيرات في سرعات الكواكب, فأدرك أن الكوكب كان يتحرك بشكل أبطأ عندما يكون بعيداً عن الشمس , أكثر مما كان عليه عندما يكون قريباً, فبمجرد أنه أدرك بأن الكواكب تتحرك في مسار بيضوي , فقرر بأن هناك خطاً غير مرئي يربط الشمس بكوكب وهذا الخط غطي مساحة متساوية خلال نفس الفترة الزمنية.
3. قانون كيبلر الثالث
نشر قانونه الثالث بعد عقد من الزمن , وأدرك أن العلاقة بين كوكبين , هي الوقت الذي يستغرقانه للدوران حول الشمس , مرتبطة ببعدهما عن الشمس. فأول قانونين له يركزان على تفاصيل حركة كوكب واحد في حين أن قانونه الثالث كان مقارنة بين مدار كوكبين.
على الرغم من أن كيبلر اشتهر بتعريفه للقوانين المتعلقة بحركة الكواكب , إلا أنه قدم العديد من المساهمات الأخرى البارزة في العلوم( حيث أنه عرف الانكسار, وابتكر نظارات لكل من قصر النظر وبعد النظر, وشرح كيفية عمل التليسكوب, وشرح خصائص الانعكاس) . وقال بأن الجاذبية بسبب جسمين وليس جسم واحد, ولذلك فإن القمر هو سبب حركة المد والجزر على الأرض. وقال بأن الشمس تدور, وأنشأ مصطلح قمر صناعي.
تقول وكالة ناسا: يمكن تسمية كيبلر بمؤسس الميكانيكا السماوية, وأطلقوا اسمه على تلسكوب اكتشاف الكواكب.
ذات صلة :
المراجع :
