Table of Contents
جميعنا يعاني أحياناً من الإلتهابات والأمراض وبوجود المضادات الحيوية نصبح أفضل ، تعرّف في هذا التقرير على مكتشف البنسلين أول مضاد حيوي وكيف تم اكتشافه.
أحدث اكتشاف البنسلين ثورة في علاج الأمراض المعدية, وأنقذ حياة الملايين من البشر.
سنتحدث اليوم عن القصة الكاملة لهذا الاكتشاف الرائد وطريقة اكتشافه والفوائد الكبيرة جداً لهذا الاكتشاف .
مكتشف البنسلين
مكتشف البنسلين هو الطبيب “الكسندر فليمنغ “
ولد الطبيب فليمنغ لعائلة كبيرة في 6 أغسطس عام 1881 جنوب غرب ريف اسكتلندا, وهو الولد السابع من بين ثمانية أطفال لمزارع تل اسكتلندي , قضى فليمنغ شبابه بالقرب من الطبيعة, يراقب ويستكشف.
عندما كان فليمنغ في الرابعة عشرة من عمره, تم إرساله إلى المدرسة في لندن. وكان يعمل لفترة من الوقت في شركة شحن, ولكنه اكتشف أنه لا يريد أن يقضي بقية حياته في مهنة تجارية, وفي النهاية تبع أخاه الأكبر في مهنة الطب.
درس فليمنغ في كلية سانت ماري للطب في لندن وذلك في عام 1901وذلك بتمويل ومنحة من إرث عمه, ثم قضى بقية حياته المهنية هناك في سانت ماري.
في البداية خطط ليصبح جراحاً , لكن الوظيفة المؤقتة في مختبرات قسم التلقيح في مستشفى سانت ماري أقنعته أن مستقبله يكمن في المجال الجديد لعلم الجراثيم.
درس على يد عالم البكتيريا البارز (ألمروث إدوارد رايت), مكتشف لقاح التيفوئيد. وبمجرد حصول فليمنغ على شهادته الطبية, ذهب إلى الممارسة الخاصة , حيث عالج مرض الزهري مع (سال فارسان) الذي اخترعه الطبيب الألماني بول إيرليش.
بين عامي 1909 و 1914 أسس فليمنغ عيادة خاصة ناجحة كطبيب تناسلي, وفي عام 1915 تزوج من سارة ماريون مايكل روي, وهي ممرضة ايرلندية. وأنجب في عام 1924 ابنه روبرت الذي تبع والده في الطب.
وعمل فليمنغ خلال الحرب العالمية الأولى في مستشفى عسكري في فرنسا, كان في الهيئة الطبية للجيش الملكي , وعمل كطبيب جرثومي يدرس التهابات الجروح في المختبر الذي أقيم في المستشفى العسكري, وفي ذلك الوقت كانت أرواح كثيرة تزهق بسبب إصابة الجنود في الخنادق, ثم أصيبوا بالعدوى بعد إجلائهم إلى الداخل.
جرب فليمنغ إجراءات مطهرة مختلفة في المستشفى العسكري, ووجد أن المطهرات الكيميائية القوية تسبب ضرراً أكثر من نفعها لأنها تدمر الأنسجة, وأوصى بأن تبقى الجروح نظيفة ببساطة بمحلول ملحي معتدل. بعد الحرب عاد إلى سانت ماري واستمر في العمل على هذه المواد المطهرة.
1.الحادث الذي أدى إلى اكتشاف البنسلين
في عام 1921 , توصل الدكتور فليمنغ مكتشف البنسلين إلى اكتشاف عرضي، كان سيقدره أنتوني فان ليفينهوك كثيراً, والذي أوضح حقاً مدى براعته في الاستفادة من الحوادث.
حيث رأى فليمنغ الذي كان يعاني من نزلة برد شديدة في ذلك الوقت أثناء التجارب على البكتيريا, أن المخاط الذي سال من أنفه قطرات من المخاط على صفيحة مستنبته للبكتيريا, وتركه ليرى ما سيحدث وذلك بدلاً من تنظيفه, اكتشف حينها فليمنغ أن البكتيريا قد تعطلت عن العمل وهذا ما كشف له وجود الليزوزيم, وهو أنزيم طبيعي مضاد للبكتيريا البشرية الموجودة في سوائل الجسم بما في ذلك الدموع واللعاب وله تأثير مطهر خفيف.
كانت دراسة فليمنغ عن الليزوزيم من أفضل أعماله كعالم, حيث كان لهذا الاكتشاف مساهمة كبيرة في فهم كيفية محاربة الجسم للعدوى.
في هذه المرحلة , كان فليمنغ بالفعل باحثاً راسخاً ومشهوراً وعالماً ناجحاً. تميز مختبره باضطراب إبداعي وليس نظام صارم وفعال. كما أن المبنى بأكمله الذي يضم مختبر فليمنغ لم يكن في أفضل حالاته أيضاً.
فكان في معمله من الصعب فتح نافذة للحصول على أي دوران للهواء مما اضطره لترك الباب الذي كان مرتبطاً ببقية المبنى مفتوحاً.
وتبن أن هذا كان شيء محتوم , لأن الطابق السفلي كان مختبراً للفطريات حيث كانت التجارب على الفطريات والعفن تجري في نفس الوقت, ومن هناك انجرفت جراثيم العفن بصمت إلى مختبر فليمنغ. وكان فليمنغ في ذلك الوقت بعيداً عن إجازاته الصيفية , الطقس كان دافئاً بشكل غير معتاد في لندن, مما سمح للجراثيم العفن بالتكاثر في المكان الذي هبطت فيه.
2.اكتشاف البنسلين
في أوائل سبتمبر 1928 , كان فليمنغ قد عاد لتوه من الإجازة, وكان يقوم بتنظيف مختبره استعداداً لموسم جديد من البحث. حيث أنه قبل الذهاب لقضاء إجازته في أواخر الصيف, كان يعمل على تجارب بكتيريا المكورات العنقودية في أطباق بتري الصغيرة.
في 3سبتمبر بدأ التنظيف , ووضع كومة من الأطباق الملوثة في صواني مطهره بسائل مطهر, لكن بعض الأطباق لم يصلها المطهر بعبارة أخرى كان هذا المشروع فوضوياً , ملوثاً , غير نظيف, حيث أنه من المعتاد ان يقوم مساعد المختبر في التنظيف وتجهيز كل شيء لبداية جديدة, بدلاً من ذلك أخذ فليمنغ وقته ونظر عن كثب, حيث كان هناك شيء غير متوقع ومثير للاهتمام يمكن رؤيته بالنسبة لعينه المدربة.
رأى في أحد الأطباق اللون الأصفر المخضر للعفن, وما حوله من منطقة مفتوحة نوعاً ما, كان العفن يمنع نمو البكتيريا بطريقة ما. ومن خلال البحث اكتشف أن القالب الذي توغل في دراسته تحت المجهر يشبه الفرشاة, ومن هنا جاء اسمه اللاتيني الفرشاة الصغيرة.
ما كان يحدث حول العفن أن خلايا البكتيريا كانت تتحلل , فالشيء الذي كان ينتجه العفن كان يعمل على تدمير البكتيريا. أطلق فليمنغ على هذه المادة القوية اسم( البنسلين) . انطلقت ثورة المضادات الحيوية وأعطت البشرية أدوات جديدة في معركة ابدية ضد المرض.
يوضح هذا المشهد قوة الصدفة , والعثور على شيء ما أثناء البحث عن شيء آخر.
ذات صلة :
- معلومات عن الكيمياء وحقائق عامة عن فروعها الأساسية
- مكتشف الأقمار الصناعية وكيف تم إطلاق أول قمر صناعي في العالم
التطورات التي أحدثها اكتشاف البنسلين
كان لا بد من جعل رؤية فليمنغ سهلة المنال ومفيدة علمياً قبل أن تصبح نقطة التحول التي أنقذت ملايين من الأرواح , وساهمت في تطوير الطب في عصرنا الحالي.
بعد اكتشاف فليمنغ و نشأ السؤال حول كيفية استخدام هذا الاكتشاف, وكيفية تطويره كأداة علاجية عملياً وبطرق فعالة من حيث التكلفة. قام فليمنغ بتجربة هذا المنتج الجديد , حيث قام بعزله وتخفيفه , وكان سعيداً عندما اكتشف انه حتى بكميات صغيرة كان فعالاً بشكل غير ملحوظ في إيقاف البكتيريا.
لقد جرب فليمنغ البنسلين على الفئران والأرانب , دون أية آثار سيئة, وكانت تلك أخبار جيدة أيضاً.
عندما اكتشف هذه المادة , أطلق عليها اسم مرق العفن أو عصير العفن, وكانت تلك أوصافاً حرفية وجيدة جداً لما كانت عليه. ولكنها ليست مثيرة للإعجاب من الناحية العلمية مثل الاسم الجديد ( البنسلين) الذي وجده لها. وفي عام 1932 تخلى فليمنغ عن العمل النشط عليها إلى حد كبير.
حقق فليمنغ هذا الاكتشاف الفردي, لكنه لم يصمم مختبره لإنتاج البنسلين على نطاق نقي وكبير , ففي الواقع, كانت اهتماماته الخاصة تميل اكثر إلى ملاحظة نتائج الأبحاث الجديدة, بدلاً من إيجاد استخدامات عملية.
وفي عام 1945 تم تكريم فليمنغ على هذا الإنجاز وحصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء إلى جانب العديد من العلماء.
بدأ استخدام البنسلين في نهاية المطاف خلال الحرب العالمية الثانية كنتيجة لعمل فريق من العلماء.
توفي فليمنغ في 11مارس 1955.
ذات صلة :
- مكتشف الأنسولين : القصة الكاملة لهذا الاكتشاف المذهل
- أسهل تخصصات الطب و قائمة بأسهل 10 اختصاصات طبية
المراجع :