Table of Contents
من هو مخترع الديناميت وماذا قدم للبشرية ضرراً أو إفادة ؟ لنتعرف معاً في هذا المقال على جميع المعلومات التي تهمك بخصوص هذا الموضوع.
مما لا شك فيه بأن الاختراعات هي السبب الرئيسي وراء تغير العالم سواء للأفضل أو للأسوء ، ويرجع ذلك لنوع الاختراع هل هو مفيد للبشرية أم سيء ، وطريقة استخدامه والتعامل معه ، هل يتم بشكل ينهض ويطور العالم أم يكون أحد أسباب الفشل والتراجع .
على مدى العصور ، ومن منطلق الشغف بالعلوم واحتراماً لإمكانية العقول وُجِدَ الكثير من الاختراعات التي قام أصحابها بطرحها لخدمة البشرية .و لكن “للأسف” قام بعض البشر باستخدامها بأسوء الطرق ، وهذا ما حدث مع ” ألفريد نوبل” ، الذي قام باختراع الديناميت لكي يفيد البشرية ويسهل عديد الأمور على البشر ،
ولكن البشر استخدموها في الحروب والدمار ، مما جعل نوبل يتكلم عن اختراعه بأنه ندمان على القيام به ، حيث تسبب في قتل ودمار الآخرين وكان أحد أسباب نشأة الحروب الحديثة التي استمرت حتى يومنا هذا .
مخترع الديناميت
قبل أن نتعرف على شخصية مخترع الديناميت ، يجب أن نتعرف في البداية على هذا الاختراع ، وكيف قصد مخترعه أن يفيد البشرية من خلاله .
إن الديناميت هو إحدى أنواع المتفجرات ذات التركيب الكيميائي التي تم تصميمها أساساً من مادة تعرف باسم “النتروجليسرين”، وهو مركب شديد الانفجار ومتطاير يتألف من حمض الكبريتيك وحمض النيتريك والجلسرين ، الذي يمكنه الاشتعال الذاتي عند 180 درجة مئوية . وتُخلط وتتشكل هذه العناصر معاً مكونة الديناميت الذي يُصنع على شكل أصابع طويلة وذات شكل اسطواني .
تعتبر أصابع الديناميت من الأشياء ذات القابلية العالية للاشتعال والانفجار السريع ، وذلك إذا ما وضعت بجانب أي مادة حرارية ، ويمكن الاستفادة منه في عدة مجالات ، كإزالة الحواجز من مجاري الأنهار ، وشقّ الأنفاق عبر الجبال لإنشاء السكك الحديدية ، وتسريع عمليات بناء الطرق والجسور والسدود وتسهيلها ، وغيرها من الأغراض التي جعلت هذا الاكتشاف نافعاً للبشرية جمعاء عند استخدامه بالشكل الصحيح . كما يمكن زيادة الاشتعال وحجم الانفجار من خلال إضافة مادة نترات الصوديوم إليها .
إذاً لنتعرف على المخترع السويدي الشهير ألفريد نوبل :
حياة مخترع الديناميت
مخترع الديناميت هو ” ألفريد نوبل” الذي ولد عام 1833م في مدينة ستوكهولم السويديّة ، والده هو “إيمانويل نوبل” ، وأمّه “كارولينا أهلسل” ، وهو أخ لسبعةِ أشقاءٍ غيره عاش منهم ثلاثة فقط ، و يُذكر أنّ نوبل وُلِد بصحة غير جيدة ، ولكن كان لرعاية أمه والجهود التي قدّمتها أثر واضح في تحسّن حالته الصحية .
كان إيمانويل ، والد نوبل ، مخترعاً ورجل أعمالٍ سويدي ، وأسس أول مصنع للمطاط في السويد ، وعندما كان ألفريد لا يزال طفلاً صغيراً ، نقل إيمانويل عائلته إلى مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا ، بموافقة قيصر روسيا في ذلك الوقت ، حيث زود الجيش الروسي بنظام لتشكيل مناجم تحت الماء مملوءة بالبارود ، وهناك قام أيضاً ببناء مصنع يقوم بانتاج آلات مختلفة يقدمها للجيش .
تلقى ألفريد وإخوته تعليمهم في المنزل من عدة مدرسين سويديين وروس في الكيمياء ومواد أخرى . حتى أصبح ألفريد بارعاً جداً في الكيمياء ، لكنه في البداية كان يطمح في أن يصبح كاتباً ، وهذا الأمر لم يعجب والده ، فقام بتمويل سفر ابنه البالغ من العمر 16 عاماً لتدريسه في أوروبا ، وضمت رحتله إقامة لبضعة أشهر في مختبر باريس تيوفيل بيلوز ، حيث شارك نوبل العمل والتعلم مع الكيميائي الإيطالي ، “أسكانيو سوبريرو” ، الذي أعد النتروجليسرين لأول مرة في عام 1846 .
عندما بلغ نوبل ١٧ عاماً ، تدرب في نيويورك مع المخترع السويدي الأمريكي “جون إريكسون” . و عاد نوبل إلى سانت بطرسبرغ ، حيث كان مصنع العائلة مزدهراً بفضل حرب القرم .
مع انتهاء الحرب دخلت الشركة مرحلة الإفلاس ، فلجأ نوبل ووالده إلى تطوير طرق لإنتاج النتروجليسرين بكميات كبيرة لاستخدامه في عمليات البناء .
في عام 1862 بدأ نوبل تصنيع النتروجليسرين في مصنع صغير خارج ستوكهولم ، وذلك المشروع كلف حياة أخيه الأصغر إميل نتيجة وقوع انفجار بالخطأ.
ففي ذلك العام دمر انفجار عنيف مصنع نوبل في ستوكهولم . عندما كان إميل يختبر إنتاج النتروجليسرين ، توفي هو وخمسة آخرون في الانفجار.
كانت هذه الحادثة ضربة قاسية لإيمانويل وولده ألفريد ، لكن ألفريد تحدى الظروف وقرر مواصلة عمله مع النتروجليسرين ، وصمم على جعل النتروجليسرين أكثر استقراراً .
قصة اختراع الديناميت
بعد صدمة نوبل بوفاة شقيقه ، أدرك مدى الضرر الذي لحق بسمعة شركته بسبب هذه الحادثة ، وعمل بلا كلل من أجل التوصل إلى نوع أكثر أماناً من المتفجرات .
ثابر نوبل على هدفه المتمثل في تطوير متفجر آمن للنيتروجليسرين ، حيث اخترع أولاً غطاء التفجير ثم استخدم الطين المسامي ، ما من شأنه أن يثبّت النتروجليسرين ، حيث كان خلط النتروجليسرين مع مادة مثبتة دون أن تقلل قوتها الانفجارية إحدى التجارب التي جربها ألفريد في هامبورغ بألمانيا.
في النهاية وبعد الاختبار في أحد الأنهار ، والتي كانت تحتوي على طحالب متحجرة وتتمتع بامتصاص جيد للماء كانت النتيجة الحصول على عجين متفجر مستقر وقابلاً للتشكيل .
وبالنتيجة وصل إلى اختراع الديناميت ، وأصل التسمية ( من الكلمة اليونانية ديناميس : وتعني القوة ).
تقدم ألفريد بطلب الحصول على براءة الاختراع في عام 1867 وأصبح مخترع مشهور عالمياً .
قد يهمك :
اختراع الجيلنايت والباليستيت
اختراعه الثاني :
إحدى المشاكل التي واجهت نوبل هي عدم إمكانية استخدام الديناميت في الماء ، بالإضافة إلى أنه لم يكن راضياً عن قوته التفجيرية .
ولحل ذلك الأمر حاول خلط النتروجليسرين بقليل من القطن المسدس (النيتروسليلوز) .وبعدها تم إنتاج قطن البندقية عن طريق غمس القطن في حمض النيتريك وحمض الكبريتيك ، ثم تركه ليجف . ينتج عن هذا مادة قابلة للاشتعال والانفجار عند الاصطدام .
تم تسمية الاختراع الجديد بالجيلنايت . كان الجيلنايت مستقراً وفعالاً مثل النتروجليسرين النقي . بالإضافة إلى ذلك ، يمكن استخدامه تحت الماء .
اختراعه الثالث :
في عام 1887 ، تقدم ألفريد نوبل بطلب للحصول على براءة اختراع ثالثة ، وكان هذه المرة اختراعه الباليستيت ، وهو دافع عديم الدخان مصنوع من أجزاء متماثلة من النتروجليسرين وقطن البندقية .
تخلص نوبل عن طريق هذه المادة على الدخان الذي يتشكل عند إطلاق النار ، الأمر الذي أضعف الرؤية وسبب اكتشاف موقع اطلاق النار من العدو . اعتقد ألفريد نوبل أنه كان يساهم في السلام .
حيث كان يعتقد أن القوة التدميرية للديناميت والنيتروجليسرين ستدب الخوف في القوى الحاكمة الكبرى وتضع حداً لجميع الحروب .
قد يهمك :
تراث مخترع الديناميت وموته
كان نوبل حريصاً على أن ثروته التي أصبحت كبيرة بحلول تسعينيات القرن التاسع عشر ، يجب أن تمنحه إرثاً من شأنه أن يساعد العلماء الآخرين .
عندما كتب وصيته في عام 1895 ، اشترط استخدام مبلغ كبير من أمواله لإنشاء هيئة لمنح جوائز نوبل . ستكون هذه الجوائز متاحة للعلماء من جميع أنحاء العالم ، وفي المجالات التي كان يحبها نوبل والتي تشمل الكيمياء والاقتصاد والأدب والطب والعلوم والسلام .
أثناء زيارته لإيطاليا ، تعرض نوبل لجلطة دماغية في 10 ديسمبر 1896 تسببت في وفاته . وأسست مؤسسة نوبل لمنح الجوائز العالمية تنفيذاً لرغبته ، وقد مُنِحَت الجائزة الأولى في عام 1901 . ولاتزال هذه الجائزة من أرقى الجوائز التي تقدم في كل عام .
المراجع :