Table of Contents
عاصمة باكستان هي إسلام أباد ، أي ما يعني مدينة الإسلام ، أصل التسمية مركبة من كلمتين : الإسلام و آباد ، و قد تم تسميتها باسم يحمل إشارة دينية للدلالة على التمسك بالديانة الإسلامية .
أما كلمة آباد فهي لاحقة فارسية تعني ” المكان المزروع ” ، بمعنى آخر تشير إلى مكان أو مدينة مأهولة ، و قد تم تسمية المدينة بهذا الاسم نتيجة اقتراح مدرس من أريفوالا معروف باسم عبد الرحمن أمريتساري ، و ذلك حسب ما ورد في كتاب تاريخ لمحمد إسماعيل ذبيح ، كيف بنيت هذه المدينة و أين تقع ؟! .. هل تتمتع باقتصاد متين ؟ ماذا عن سكانها و ديانتهم و تعليمهم ؟ .. هذا ما سنتعرف عليه في تقريرنا .
تاريخ عاصمة باكستان
كانت عاصمة باكستان هي كراتشي منذ الاستقلال حتى عام 1958 ، لكن القلق بشأن تركز الأعمال الاستثمارية و التنموية في تلك المدينة أدى إلى التفكير ببناء عاصمة جديدة . و قد تم الإجماع على هذا القرار و بنيت عاصمة جديدة في عام 1958 أثناء حكم الرئيس الباكستاني أيوب خان ، حين اختير موقع شمال مدينة راولبندي ليكون العاصمة الدائمة ، مع اعتبار روالبندي عاصمة مؤقتة .
تم العمل في تشييد العاصمة الجديدة في الستينيات و قد نقلت بعض القرى التي كانت تشغل الموقع المطلوب منذ مئات السنين ، أهلها عارضوا هذا القرار و رفضوا نقل قراهم ، لكنهم رحلوا عنها عنوة ، ثم بدأ تنفيذ تخطيط المشروع الذي صممه اليونانيكونستانتينوس دوكسياديس ، خططها على شكل قطاعات ، ينقسم كل منها إلى أربعة قطاعات فرعية مفصولة بالأحزمة الخضراء و الحدائق ، وفي عام 1967 انتقلت العاصمة رسميا من روالبندي إلى إسلام أباد .
تم تقسيم المدينة إلى العديد من المناطق الريفية و الحضرية ، كانت هيئة تطوير التعاونيات الإنتاجية الريفية تدير المناطق الحضرية .
التأخر في تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة
تأخرت الحكومة الباكستانية في تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة ، حتى أنها لم تنتقل فعليا إليها حتى الثمانينيات ، مما جعل الخبراء يصفون حركة النمو فيها بالبطء و التأخير .
في ذلك بلغ عدد سكانها ما يقارب 250,000 نسمة ، لكن التغيّر الكبير حدث خلال التسعينيات ، حيث ازداد عدد السكان بشكل واضح ، مما أوجب بناء قطاعات جديدة في العاصمة .
لقد تم إنشاء هيئة معنية بتنمية التعاونيات في عاصمة باكستان بإجماع من البرلمان الوطني ، و قد تولت مهمة تطوير المدينة و جميع المباني الحكومية الرئيسية ، كما أن هيئة تطوير التعاونيات مسؤولة عن إدارة مدينة إسلام أباد و أغلب المناطق التي تحيط بالمدينة . في الثامن من أكتوبر من عام 2005 لبست عاصمة باكستان اللون الأسود ، حيث وقع زلزال في الأجزاء الشمالية من باكستان وكان له أثر مدمر في إسلام أباد إذ دمر أبراج مارجالا الموجودة في القطاع العاشر ، و قد أكدت الأبحاث و التحقيقات أن سبب انهيار المباني نقص في مواد الإنشاء ، و منذ ذلك الوقت تم التشديد على المواصفات القانونية للمباني في عاصمة باكستان .
أين تقع عاصمة باكستان
تقع عاصمة باكستان إسلام أباد في 33.43 ° شمالًا 73.04 درجة شرقا ، عند الحافة الشمالية لهضبة Pothohar و عند سفح تلال Margalla في منطقة العاصمة إسلام أباد ، يبلغ ارتفاعه540 مترًا ( 1،770 قدما ) ، تقع محطة تل موري في الشمال الشرقي من المدينة التي تعود إلى فترة الاستعمار ، و إلى الشمال تقع منطقة هاريبور في خيبر بختونخوا ، في الجنوب الشرقي تقع كاهوتا ، تاكسيلا ، اه كانت ، و في الشمال الغربي منطقة أتوك ، جوجار خان ، راوات ، و في الجنوب الشرقي ماندرا ، وفي الجنوب والجنوب الغربي تتموضع مدينة روالبندي .
تقع إسلام أباد على بعد 120 كيلو مترا أي 75 ميلا جنوب غرب مظفر أباد ، 185 كيلو مترا أي ما يقارب 115 ميلا شرق بيشاور ، و 295 كيلو مترا أي 183 ميلًا شمال غرب لاهورو ، و 300 كيلومتر أي 190 ميل شمال غرب سريناغار ، عاصمة إقليم جامو وكشمير الهندي .
تقدر مساحة عاصمة باكستان بما يقارب 906 كيلو مترات مربعة أي 350 ميل مربع ، و فيها ما يسمى المنطقة المحددة ، و التي تزيد مساحتها عن 2717 كيلو مترا مربعا أي 1049 ميل مربع ، مع تلال مارجالا في الشمال والشمال الشرقي ، و الجزء الجنوبي من المدينة سهل متموج ، يتم تصريفه من نهر كورانج الذي يقع على راوال .
الطقس في اسلام آباد
المناخ في عاصمة باكستان شبه استوائي رطب ، مع وجود خمسة مواسم واضحة ، حيث يخيم الشتاء على شهري نوفمبر – فبراير ، و الربيع على شهري مارس وأبريل ، و الصيف على شهري مايو و يونيو ، و الرياح الموسمية الممطرة على شهري يوليو وأغسطس ، و الخريف على شهري سبتمبر وأكتوبر .
الشهر الذي يسجل أعلى درجات حرارة هو شهر يونيو ، حيث تصل درجة الحرارة فيه إلى ما يقارب 38 درجة مئوية أي 100.4 درجة فهرنهايت .
و يعتبر شهر يوليو أكثر الشهور الممطرة في عاصمة باكستان ، مع هطول أمطار غزيرة و عواصف رعدية في المساء ، مما ينذر باحتمال حدوث فيضانات .
أبرد أشهر السنة في عاصمة باكستان هو شهر يناير ، المناخ الجزئي في اسلام اباد ينظم من قبل ثلاثة خزانات اصطناعية : راوال ، Simli ، و خانبور السد ، يقع الأخير على نهر هارو بالقرب من مدينة خانبور ، على بعد حوالي 40 كيلو مترا أي 25 ميلًا من إسلام أباد ، أما سد Simli على فإنه يبعد عن شمال إسلام آباد ما يقارب 30 كيلو مترا أي 19 ميلا .
تشغل حديقة مارغالا هيلز الوطنية مساحة 220 فدان (89 هكتار ) ، تسحر الناظرين بجمالها الأخاذ و طبيعتها الساحرة ، كما تقع غابة Loi Bher على طول طريق إسلام أباد السريع ، و تغطي مساحة 1.087 فدانا أي ما يقارب 440 هكتارا .
اللغة في عاصمة باكستان
تعتبر اللغة البنجابية هي اللغة الرسمية في عاصمة باكستان حسب إحصائيات عام 1998 ، إذ يتحدث بها معظم السكان تقارب نسبتهم 68 ٪ ، أما اللهجات في المدينة فهي متعددة ، إذ يتحدث ما يقارب 15 ٪ من السكان لهجة الباشتو .
و نجد لغات أجنبية في المدينة لكن نسبة المتحدثين بها لا يتجاوز 18 ٪ .
أغلب المهاجرين في المدينة يأتون من البنجاب و السند و الباقي من خيبر باختونخوا و آزاد كشمير .
تعتبر عاصمة باكستان مدينة فتية ، حيث تبلغ الفئة العمرية 15 – 64 عاما ، حوالي 59.38 ٪ من إجمالي عدد السكان ، و 2.73 ٪ فقط من السكان فوق سن 65 عاما ، و 37.90 ٪ تحت سن 15 عاما .
تعتبر مدينة إسلام أباد مدينة مثقفة ، إذ يبلغ معدل معرفة السكان القراءة والكتابة أعلى نسبة في باكستان ، تبلغ هذه النسبة ما يقارب 88 ٪ .
9.8 ٪ من السكان أكملوا مرحلة التعليم المتوسط ، و نجد نسبة 10.26٪ من السكان حاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها بينما 5.2 ٪ أتموا مرحلة الماجستير أو ما يعادلها .
الدين في عاصمة باكستان
اسم المدينة يدل على دين السكان ، إذ يعتبر معتنقي الإسلام أكبر عدد في المدينة ، تبلغ نسبتهم حوالي 95.43 ٪ من السكان .
تأتي الديانة المسيحية في المرتبة الثانية ، إذ تقدر نسبة معتنقيها ما يقارب 4.34 ٪ من السكان ، معظمهم يتركزون في المناطق الحضرية ، أما الديانة التي تأتي في المرتبة الثالثة هي الهندوسية بنسبة 0.04 ٪ من السكان علما أن هذه الأرقام حسب إحصائيات عام 2017 .
اقتصاد عاصمة باكستان
تساهم مدينة إسلام أباد في الاقتصاد الباكستاني بنسبة 1 ٪ في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ، و هذا يعتبر جيدا بالنسبة لعدد سكانها القليل .
و تعتبر بورصة إسلام أباد التي تأسست في عام 1989 ثالث أكبر بورصة في باكستان ، تتضافر جهود جميع المناطق لتشكيل قوة أكبر لبورصة باكستان .
ضمت البورصة 118 عضوا مع 104 هيئات اعتبارية و 18 عضوا فرديا ، و يبلغ متوسط حجم التداول اليومي للبورصة أكثر من مليون سهم .
تم اعتبار إسلام أباد أفضل مكان لبدء عمل تجاري في باكستان في عام 2010 ، كما صرح القائمين على جباية الضرائب في باكستان أن الأعمال التجارية في إسلام أباد هي الأكثر التزاما في باكستان بدفع المستحقات الضريبية .
تعتبر إسلام أباد دولة متطورة تكنولوجياً ، حيث تحظى تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات انتشارا واسعا ، مع إضافة مجمعين لتكنولوجيا البرمجيات ، والتي تضم العديد من شركات التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات الوطنية والأجنبية ، مما ساهم في دعم الاقتصاد فيها .
و من المجامع الرائدة و المساهمة في اقتصاد المدينة بشكل خاص و اقتصاد باكستان بشكل عام هو مجمع عوامي ، و هو مركز تكنولوجيا المعلومات الذي يضم 36 شركة لتكنولوجيا المعلومات .
السياحة في عاصمة باكستان
في الحقيقة تعتبر عاصمة باكستان دولة مناسبة للسياح المسلمين أكثر من غيرهم ، كونها دولة ملتزمة بتطبيق الديانة الإسلامية بأدق تفاصيلها ، و تعتبر أغلب المعالم السياحية فيها معالما دينية ، مثل مسجد فيصل الذي يجذب الكثير من السياح يومياً ، بُني مسجد فيصل عام 1986 ، سمي بهذا الاسم نسبة إلى ملك المملكة العربية السعودية فيصل بن عبد العزيز ، إنه مسجد واسع يستطيع استيعاب 24000 مسلم ، تم استقدام مهندسين أتراك لتصميم المسجد بتمويل من المملكة العربية السعودية .
و من المعالم السياحية البارزة في المنطقة هو نصب باكستان التذكاري الذيبني ، إنه مصمم على شكل قبة مع الجدران على شكل البتلة .
تتنوع المعالم السياحية في عاصمة باكستان لكن كما ذكرنا سابقا أغلبها مرتبط بروابط دينية ، و من المعالم المشهورة أيضا مسجد بادشاهي ، مينار الإلكترونية و قلعة لاهور .
كما تضم إسلام أباد بعض المتاحف التي حققت شهرة واسعة في باكستان مثل متحف Lok Virsa و معهد التراث الشعبي و التراث التقليدي Shakarparian Park
يوجد العديد من الآثار و التحف في إسلام آباد يعود تاريخها إلى فترة غاندهارا في المنطقة ، و قد اكتسبت أهميتها من كونها مزيج بين الأنماط البوذية واليونانية الرومانية .
بشكل عام تعتبر مدينة إسلام أباد مبنية على أساس يدل على عراقتها الممتدة من القرن العاشر إلى العصر الحديث ، و قد ساعد على ذلك أن إسلام أباد تقع على هضبة بوتوهار ، مما يعني أنها تضم بقايا الحضارة المنحدرة من العصر الحجري و تشمل التقاليد الأشولية و السواسية .
الحضارة الهندوسية في إسلام أباد
تمتلك إسلام أباد معالما تاريخية تعكس الحضارة الهندوسية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر مثل سيدبور ، التي تقع في قرية قريبة من مكان مقدس يضم المعابد التي كان يعبد فيها قادة المغول الهندوس.
و لا يمكن أن نغفل حديقة مارغالا هيلز الوطنية في القطاع الشمالي من إسلام أباد التي تتموضع على مقربة من جبال الهيمالايا و تضم الحديقة الوطنية الوديان الخلابة و التلال المطلة على مشاهد ساحرة ، كما تتيح لك فرصة القيام بمغامرة و رؤية الحياة البرية المتنوعة مثل غورال الهيمالايا والغزلان النباح و الفهود .
التعليم في عاصمة باكستان
شعب إسلام أباد شعب مثقف ، نسبة الأمية في المدينة لا تتجاوز 2 % ، حتى أن العديد من الطلاب الأجانب يقصدون إسلام أباد لتكميل تعليمهم فيها كونها تضم بعض المعاهد التعليمية المتقدمة ذات التكلفة البسيطة .
تعتبر مدينة إسلام أباد أكثر مدن باكستان تعليما ، كما أنها تضم أكبر عدد من المعاهد التعليمية ، من مدارس و جامعات بمختلف الاختصاصات .
لقد صرحت أكاديمية التخطيط و الإدارة التربوية في عام 2009 عن وجود ما يبلغ مجموعه 913 مؤسسة تعليمية في إسلام أباد ، موزعة ما بين 31 قبل الابتدائي ، 2 ديني ، 367 ابتدائي ، 162 متوسط ، 250 مرتفع ، 75 كلية ثانوية ومتوسطة ، و 26 كلية .
كما يوجد سبعة معاهد لتدريب المعلمين في إسلام أباد لتأهيلهم حتى يتمكنوا من تقديم المحتوى التعليمي بأفضل ما يمكن.
إسلام أباد مدينة إسلامية مما دفعها لمراعاة المسلمين المتشددين ، فقامت بفصل البنين عن البنات في المدارس ، إذ يوجد فيها ما يقارب 178 معهدا للبنين فقط ، و 175 للفتيات فقط ، مع وجود 551 معهدا مختلطا .
أفضل الجامعات في المدينة
أفضل الجامعات في المدينة هي الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا ، معهد COMSATS تقنية المعلومات ، معهد باكستان للهندسة والعلوم التطبيقية ديك ،
جامعة إقبال المفتوحة للتعليم عن بعد ، الجامعة الجوية ، جامعة باهرية ، مركز الدراسات المتقدمة في الهندسة ، الجامعة الفيدرالية للفنون ،
جامعة العلوم والتكنولوجيا ، جامعة حمدارد ، الجامعة الوطنية للحاسوب و العلوم الناشئة ، جامعة العاصمة للعلوم والتكنولوجيا ، جامعة الدفاع الوطني ، جامعة e-Millat ،
الجامعة الوطنية للغات الحديثة ،جامعة اقرأ ، الجامعة الإسلامية العالمية ، الجامعة الافتراضية في باكستان ، محمد علي جناح جامعة ، جامعة لاهور ، جامعة Abasyn ، و كلية جامعة الألفية .
عاصمة باكستان هي مدينة نفضت غبار التعب عنها لتنهض بقوة و ثبات ، و هذا ما وجدناه جليا في تقريرنا عندما تحدثنا عن كيفية نشأتها و تاريخها و جغرافيتها ، كما قمنا بالإحاطة بكافة جوانب المدينة ، من الاقتصاد للتعليم لتركيبة السكان و غيرها العديد من جوانب الحياة في إسلام أباد .
المصادر و المراجع
