Table of Contents
رؤساء أميركا: عندما نتحدث عن رؤساء أمريكا ، و حينما نذكر تاريخ دولة ما فإننا لا بد وأن نذكر المؤسّس والمؤسسين الحقيقيين لهذه الدولة .
المؤسّسين الذين حملوا على عاتقهم أعباء بناء الدولة و إرساء أركان القانون والحريات وحماية الإنسان فيها, و الذين ساهموا في وضع قانون البلاد
الذي سيشكل أساس البناء لها و دعائم بقائها واستمراريتها.
بناء الدولة ليس بالأمر اليسير وخاصة لدولة كبيرة مثل الولايات المتحدة .
في هذا المقال سنستعرض أبرز رؤساء أمريكا المؤسسين و سياساتهم وإنجازاتهم و ما قاموا به لبناء دولتهم حتى أصبحت الدولة العظمى في العالم .
رؤساء أمريكا
جورج واشنطن
و كيف لا و اسمه ارتبط باسم واشنطن, إنه جورج الذي شكل تاريخه العيد بالنسبة للأميركيين العيد الذي أصبح اسمه عيد الرئيس الذي ما تزال أميركا تتغنى و تحتفل به في كل ولاياتها.
جورج واشنطن من رؤساء أمريكا الذي حمل في خاطره تحرير بلاده من طوق الحكم البريطاني, و حقاً فعل. وهو من جعل من رئيس البلاد وظيفة لمن بعده من الرؤساء ، و وضع الدستور الذي جعل من المواطن الأميركي مواطناً صالحاً محمياً بقانون.
كان جورج واشنطن بمثابة الأب لكل الأميركيين, و كيف لا و هو الذي وضع الحجر الأساس في حياة المواطنين في أميركا.
لقد أسّس البرلمان الذي يجتمع الوزراء اليوم تحت سقفه لتداول و مناقشة أمور البلاد ، و وضع الجهة العليا لإصدار الأحكام, نعم إنها المحكمة الدستورية العليا, التي ما تزال إلى يومنا هذا المنصة التي من خلالها تصدر الأحكام و القرارات.
جورج واشنطن, الذي وضع في ذهنه ضرورة وجود سلطة خارجية تدير أمور البلاد, هي الآن موجودة و لكن باسم وزارة الخارجية.
نعم إنه رئيس عبقري ، مفكر مبدع وضع سياسة و رسم حدود و بنى دولة و شيّد منظومة متكاملة ما تزال قائمة و تشهد لعبقريته بالتفرد و الإبداع.
لم يكن جورج واشنطن مجرد رئيس شكلي لقد كان مثالا لصانع الدولة الذي ما تزال أميركا تصنع باسمه النصب التذكاري.
جون آدامز
إن حالة الإنتقال من شخص الرئيس جورج واشنطن إلى جون آدامز لم يكن بالأمر السهل أبدا.
فمن شخصية جورج واشنطن المتزنة المفكرة الهادئة إلى شخصية جون آدامز الذي كانت أبرز صفاته أنه شخص عصبي و شخصية فلسفية تعتمد التفكير العميق
و تطلق الأقوال الفلسفية السياسية التي كان أبرزها:
أن الشعب و الأمة تتشكل من خلال النيران الصادرة عن المحن.
جون آدامز الذي درس الحقوق و تخرج من جامعة هارفارد, الذي عُرف بشغفه بالقضايا الوطنية.
هو الذي استلم زمام الحركة القيادية نحو الاستقلال و كان له دور بارز في معاهدة السلام.
لقد تسلم جون آدامز العديد من المناصب قبل أن يكون رئيسا و لعل من هذه المهام أنه كان ذو منصب في محكمة سانت جيمس, لقد كان وزيراً.
أبرز الأحداث التي جرت في عهده كانت العلاقة المتوترة مع فرنسا, مما جعل موقف الولايات المتحدة في أعالي البحار حرجاً.
و لقد امتازت العلاقات الفرنسية الأميركية بعدم الاستقرار فبين العلاقات التجارية التي تم تعليقها و بين الرفض الذي تم لمبعوث الأمم الأميركي.
لقد كان عهده يمتاز بالنزاعات، و انتهى به الحال أن يعود إلى مزرعته و يكتب أخباره برسائل تم توجيهها إلى توماس جيفرسون الذي سرعان ما وافته المنية بعد قول آدامز عنه بعد موته ” إن جيفرسون نجا” .
توماس جيفرسون
بعد عهد جون آدامز استلم الحكم توماس جيفرسون, الذي حمل على عاتقه الحركة الديمقراطية .
و لعلنا حين نذكر اسمه لا بد و أن نذكر قوله: الذي أقسم به بالله بأنه سيكون شديد العداء، و هذا العداء سيكون أبدياً لكل أشكال الإستبداد الذي يطال العقل البشري” .
لقد كان هذا الشجاع من مواليد عام 1743, كان والده صاحب أملاك و مزارع و كانت والدته أيضاً من أصحاب الأملاك فكان الابن المدلل ذو المركز الاجتماعي العالي.
عُرف بقوة قلمه و كيف لا و هو المتحدث الصامت في قبة الكونغرس, كان الكاتب البليغ لإعلان الاستقلال.
جيفرسون الذي مهد للحرية الدينية كثيراً ما كتب عن هذه النقطة و حاول جاهداً تأسيس قانون يدعم التحرر الديني.
لعل أبرز الأسباب الذي ساعدت على تعدد الأحزاب في عهده هو خصامه الدائم مع” الكسندر هاملتون” الذي سارع الأخير إلى تشكيل حزب و من هنا نشأ الحزب الديمقراطي و الحزب الفيدرالي.
لقد حاول جاهداً إبقاء الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن حرب نابليون على الرغم من المحاولات الكثيرة لزج أميركا في هذا النزاع إلا أن جيفرسون منع التورط بهذه النقطة بشكل تام.
انتهى حكم جيفرسون ليختار لنفسه البُعد عن السلطة و البقاء في مكان مرتفع كما تفكيره في بناء جامعة فيرجينيا.
ماديسون جيمس ماديسون
تولى الحكم بعد جيفرسون . درس هذا الرئيس التاريخ في جامعة برينستون.
و ساهم بشكل فعال في نمو الحزب الفيدرالي و الذي ساهم في المصادقة على الدستور . وقد أكد ماديسون بأن الدستور لم يكن نتيجة فكره لوحده بل هي نتاج مجموعة من العقول النيّرة.
كان له دور بارز في الكونغرس حيث ساهم في عملية صوغ القانون و لعل أول مادة سُنّت في عهده كانت تتعلق بالإيرادات.
لعل أبرز ما كان في عهده هو العلاقة المتوترة مع بريطانيا حيث قامت بريطانيا بالدخول إلى واشنطن و أشعلت النار في الكابيتول و في البيت الأبيض.
جيمس مونرو
الرئيس جيمس مونرو كان آخر المؤسسين لأركان الولايات المتحدة الأميركية, فكيف كان عهده؟
لقد حاول دعم السياسة القومية, و لكن لسوء حظه بدأت علامات الكساد الاقتصادي بالظهور مما جعل السكان في ميزوري يستاؤون .
قام بإعلان ميسوري على أنها حرة, و قد قام بإعلان منع العبودية في كل من الجهة الشمالية و الغربية من ولاية ميسوري نهائياً.
من الناحية الخارجية كان له مواقف سياسية تجلت في معارضة بريطانيا من ناحية القوى البحرية, القيام باحتلال أميركا اللاتينية و تم إعلان الاقتراح القائل برفع الأيدي عن الأيدي.
جون كوينسي آدامز
هو الرئيس الأول الذي كان ابن رئيس سابق من رؤساء أمريكا ، و كان محامياً سابقاً و تخرج من هارفارد.
امتاز بكثير من المناصب و لعل أبرزها كانت أنه أصبح وزير هولندا ثم رقي إلى المفوضية في برلين.
كانت له رؤية جديدة لم تحظ بالقبول و مع ذلك أعلن عن رغبته في تشكيل سلسلة من الطرق الجديدة السريعة, و القيام بتطوير الملكية العامة .
كان له دور بارز في تطوير الاهتمام بالناحية العلمية و الفنية و ذلك عبر تشكيل جامعة وطنية, و القيام برصد المال الداعم للبعثات العلمية.
كان للمعارضين رأي آخر بأعماله هذه, حيث قالوا انه تجاوز الحدود الدستورية المسموحة له.
ليحصل شيء غير متوقع في عام 1836, حيث أعلن الكونغرس ممثلاً بأعضائه الجنوبيين إقرار ما عُرف بقاعدة منع النشر و هذا يعني أن أعضاء مجلس النواب يقومون بتقديم التماس ضد الاستعباد و العبودية, هذا ما تم محاربته من قبل آدامز طيلة ثمان سنوات إلى أن نال مراده برفضه و عدم الاعتراف به.
لقد انتهى حكمه بحملة شنّها على الفساد و سرقة المال العام. قام الخصوم باتهامه بالفساد ردا على حملته . التهمة التي لم يتحملها آدامز ، و عاد بعدها إلى حياته الطبيعية في مزرعته مبتعداً عن ضجيج الحياة الرئاسية و المسؤوليات.
و لكن سرعان ما تم القيام بانتخابه كعضو في مجلس نواب بليموث, هنا عاد إلى صخب الحياة السياسية ليستمر بها حتى نهاية حياته.
و انتهت حياته عن طريق سكتة دماغية .
اقرأ أيضاً: رؤساء أميركا بالترتيب و التسلسل و الصور من الرئيس الأول حتى الرئيس الحالي
أندرو جاكسون
من هو الذي حكم الولايات المتحدة الأميركية كرئيس سابع لها؟
لعل الشعب الأميركي اختار أندرو جاكسون بشكل شعبي واسع, هذا الرجل الذي عُرف بنشاطه و عمله الدائم.
هو ينتمي إلى مستوطنة نائية تقع في كارولينا, لم يكن حظه جيداً من الناحية التعليمية فكان ذو تعلم متقطع, و لكنه أصرّ على التعلّم فدرس و أصبح محامياً.
لعل أبرز حادثة تذكر في سيرته هي قتله لرجل في مبارزة و ذلك بسبب تطاول هذا الرجل على زوجته.
تاريخه حافل جداً بالأحداث المميزة, و لعل ما نذكره له هو كونه كان في الجيش برتبة لواء و حارب البريطانيين حتى تم اعتباره بطلاً قومياً.
كما سبق كونه رئيساً للولايات المتحدة أنه كان أحد أعضاء مجلس الشيوخ و مجلس النواب.
لعل أبرز مقترحاته تجلت في محاولة نشر الشكل الديمقراطي على الانتخابات من ناحية المناصب الفيدرالية.
و السبب الذي دفعه لهذا الاقتراح هو انتشار المحسوبية في الوصول إلى المناصب,
جاكسون الذي امتاز عهده بمحاولته دائماً لفرض الأفضل للولايات المتحدة و محاربته لأي شيء يشعر أنه سيشكل خطراً عليها .
فان بورين
رئيس من رؤساء امريكا أُطلق عليه اسم : الساحر الصغير.. من هو؟
إنه الرئيس الثامن من رؤساء أمريكا .فان بورين، الذي حضّره الرئيس السابق جاكسون ليستلم زمام الأمور من بعده.
لعل أبرز ما جاء في خطابه هو الحديث عن أميركا و تجربتها في أن تكون البلد الأعظم و البلد المثالي لدول العالم.
عندما استلم الحكم كانت الولايات المتحدة منتعشة و مزدهرة اقتصادياً, و لكن الحظ السيء كان الطابع الرسمي لحكمه فقد وقعت البلد بضائقة مالية خانقة بعد ثلاثة أشهر من تسلمه.
انتشر الخوف بين السكان, إنه القرن التاسع عشر التاريخ المقترن بصفة الكساد, لعل الذي ساهم في هذا التدهور هو السياسة التي اتبعها جاكسون حيث انهارت معظم البنوك.
استمر الوضع السيء مدة خمس سنوات, إنه زمن طويل زمن سيطر عليه الكساد و التذمر.
حاول جاهداً إيجاد الحلول فرفض ضم تكساس, و لم يكن جاهزاً للحرب مع المكسيك, و قد وقف ضد العروض لإقامة بنوك و رفض العرض بوضع مال الحكومة في البنك, وكان يسعى جاهداً لتشكيل خزانة تتمتع بالاستقلالية فيما يخص المعاملات الحكومية.
لقد حاول جاهداً رسم الاستقرار للبلاد, و لكن لم يتم إعادة انتخابه بعد أن انتهت ولايته. لتوافيه المنية في عام 1862.
ويليام هنري هاريسون
الرئيس التاسع الذي حكم الولايات المتحدة الذي استمر حكمه فقط اثنان و ثلاثين يوماً, حيث وافته المنية بعدها.
أُصيب هذا الرئيس بزكام شديد و صل إلى رئتيه فغلبه المرض و مات.
كان ويليام هنري هاريسون ، ضابط و رجل سياسي محنك .
جون تايلور
قام بدراسة الحقوق وكان عضواً في مجلس النواب . لعل أبرز ما كان في عهده هو محاولته القيام بتفسير الدستور .
كان له العديد من المواقف التي تمثلت بوقوفه ضد تسوية ميسوري, و التشريع القومي.
في عام 1842 قام تايلور بالتوقيع على قانون يقوم على حماية المصنّعين في الشمال . وساهم هذا التوقيع بشكل كبير بحدّ الخلاف مع الحدود الكندية.
تمّ في عهده ضم تكساس, و لكن حصلت أيضاً في عهده حرب أهلية طائفية.
و في عهده قامت الجهة الجنوبية من الولاية بالانفصال . و كان ذلك في عام 1861, فما كان من تايلور إلا محاولته لرسم التسوية و إحلالها.
هذه المحاولات كان مصيرها الفشل فما كان منه إلا القيام بتأسيس ما عرف بالكونفيدرالية الجنوبية.
كان عهده و حياته صاخبة حاول جاهدا رسم الاستقرار, و لكن وافته المنية التي أنهت حياته في عام 1862.
جيمس ك بولك
خلف تايلور الرئيس الملقب بالحصان الأسود, إنه جيمس ك بولك.
رئيس من رؤساء أمريكا الذي كان يطمح لتوسيع رقعة البلاد, حيث قام بالربط ما بين تكساس الواقعة في الجنوب و بين أوريغون الواقعة في الشمال, بالإضافة إلى كاليفورنيا التي كانت تشغل تفكيره.
و قام أيضاً بتقديم عرضه مع كندا لتوسيع الحدود . في عهده أيضاً شنّت القوات المكسيكية هجومها على قوات تايلور, و تم إعلان الحرب.
دخلت القوات الأميركية المكسيك و سيطرت على ” مكسيكو سيتي” و حظيت الولايات المتحدة على الدعم من الشمال رغم موقفها المعارض.
فما كان من المكسيك إلا القيام بالتنازل عن كل من كاليفورنيا و نيو مكسيكو . و لكن مقابل مبلغ مادي بلغ خمسة عشر مليون دولار, و طالبت أميركا بإصلاح ما لحق بها من ضرر.
رؤساء أميركا لهم تاريخ حافل. الغالبية منهم درس القانون، و كلهم كان يجمعهم هدف واحد هو بناء الولايات المتحدة المثالية التي ستكون قبلة العالم.
كلهم أحبوا بلادهم و اجتمعوا على جعلها المنارة بين دول العالم .
اقرأ أيضاً:
المراجع :
history ، britannica ، whitehouse