Table of Contents
بابا الفاتيكان يطلق عليه اسم ” الأب الروحي” عند الطائفة المسيحية الكاثوليكية و هو في الوقت نفسه هو أسقف روما و رأس الكنيسة الكاثوليكية .
حسب العقائد الكاثوليكية يُعتبر خليفة القديس بطرس و يتمتع بسلطة إدارية و تعليمية على الكنيسة الجامعة .
يُعتبر بابا الفاتيكان معصوماً عن الخطأ ، كونه يقوم بشرح العقيدة انطلاقًا من كرسي القديس بطرس .
الكرسي الرسولي يُعتبر مقر الحكومة ، يُعتبر البابا هو الملك و يتم اختياره من قبل كلية الكرادلة ، يتحكم البابا في السلطة التنفيذية ، التشريعية و القضائية في المدينة ،
و يتم تفويض أشخاصاً آخرين بسبب اتساع مهام البابا كي لا يحدث اي إهمال لأي تفصيل في المدينة .
هناك العديد من ممثلي الدولة و أصحاب السلطة تم تعيينهم من قبل البابا مثلاً يتم تفويض اللجنة البابوية لدولة الفاتيكان للإشراف على المجالات التشريعية
و يُشرف رئيس هذه اللجنة على السلطة التنفيذية و يُسمّى هذا الرئيس محافظ مدينة الفاتيكان ، لا يزال الفاتيكان موطناً للبابا والكنيسة الرومانية الكاثوليكية حتى يومنا هذا .
بابا الفاتيكان
البابا له قيمة كبيرة جداً ، حيث تتألف حكومة الفاتيكان من البابا ، و هو الملك ، و يتولّى إدارة الدولة التنفيذية مجموعة من الرجال المُختارين مثل رئيس الوزراء ، و رئيس اللجنة البابوية .
تقوم اللجنة البابوية بالإشراف على بعض الأمور حيث يقوم بابا الفاتيكان باختيار أعضاء اللجنة .
يُوكّل للأعضاء مهمة الإشراف على السلطة التشريعية لفترة خمس سنوات أما السلطة القضائية تتكوّن من ثلاث محاكم ،
تعتمد دولة الفاتيكان على القانون الكنسيّ في ما يتعلق بالقانون باستثناء بعض الحالات التي يُنفّذ فيها قوانين مدينة روما .
يجدر بالذّكر أنّ الدستور البابوي لعام 1967م هو الدستور المعتمد للفاتيكان على الرّغم من ذلك فإنّها تتمتّع بالملكية المطلقة.
في وسط الجزء الأبيض من علم الفاتيكان شعار يرمز على نظام الحكم في الفاتيكان
يتخذ الشعار شكل التاج البابويّ و يحوي مفاتيح متقاطعة باللونين الذهبيّ و الفضيّ ، إذ ترمز هذه الإشارة إلى الكرسيّ البابويّ .
كما تُعرف بأنها مفاتيح الجنة التي أخذها القديس بطرس من قبل المسيح ، و يُعتبر المفتاح الذهبيّ رمزاً للقوى الروحية في حين يرمز الفضيّ للقوى الدنيوية .
سلطة بابا الفاتيكان
يتم تنصيب بابا الفاتيكان على أنه الرئيس الروحي و ملك الدولة ، و يتمتع بعدة صفات كخليفة القديس بطرس ، و يكون نائب المسيح على الأرض ، كما يُلقب بالحبر الأعظم و صاحب القداسة و الأب الأقدس .
يُعتبر لقب الملك سادس لقب أُلقي عليه ضمن سلسلة الألقاب و يعتقد سُكان الفاتيكان أن الملك هو راعي المسيحيين الكاثوليك كونه خليفة القديس بطرس ، و هذا ما جعل نظام الحكم في الفاتيكان مرتبطاً بالدين .
و يلتزم السّكان بإنجيل متّى التزاماً كبيراً ، و يعتبرون أن البابا هو الراعي الروحي في الأرض .
و أن كُل ما يُدلي به مُباركٌ من السماء هذا بفضل الإلهام من الروح القدس و إن جميع قرارته الدينية صحيحة لا يشوبها خطأ و غير مسموح المناقشة بها أو نقضها .
نظام الحكم في الفاتيكان لا ينفصل عن الدين ، و بما أن بابا الفاتيكان يُلقّب بأسقف مدينة روما يسمح له التمتع بجميع صلاحيات الأسقف .
يشكل البابا مع الكردالة والأساقفة ” الرؤية المقدسة ” ، يقوم البابا بمخاطبة العالم في المُناسبات المُختلفة ، كما يصدر عنه البراءة البابوية أو المراسيم البابوية وتكون هذه المراسيم مُختصة بعقيدة دينية أو أمراً كنسياً ما .
يُمنح بابا الفاتيكان صلاحيات كبيرة في الفاتيكان ، يُمكن القول أن البابا يتمتع بسلطة لا محدودة .
لكن هذه الصلاحيات نظرية ، بينما تتركز الصلاحيات التشريعية فيما يخص الكنيسة بالمجمع المقدس ، أما الأمور التنفيذية ترجع إلى مجامع الفاتيكان .
يُنتخب عن طريق المجمع المغلق ، يتولى مهمة الانتخابات حالياً الكرادلة الذين لم يتجاوز عمرهم الثمانين .
و يعتبر الكرادلة هم الناخبون والمرشحون الوحيدون ، و لا يجوز أن يتجاوز عددهم 120 كاردينالاً يتوزعون على مختلف قارات العالم .
مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الكاثوليك فإن إيطاليا لديها عدد كبير من الكرادلة سبب ذلك كون بابا الفاتيكان هو أسقف روما .
بعد وفاة البابا بخمس عشر يوماً يجتمع المجمع المُغلق ، لتتم عملية إقتراع البابا الجديد ويحتاج المرشح لثلي الأصوات خلال الأيام الثلاثة الأولى ثم الأغلبية البسيطة .
انتخاب بابا الفاتيكان
يُعتبر الانتخاب من الأمور المُلفتة للنظر فإذا فشل الانتخاب يقوم عميد المجمع بحصر التنافس بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات .
عندما تفشل دورتين انتخابيتين يقوم عميد المجمع بحرق الأوراق لكن عملية الحرق ليست عادية بل يُضاف إلى الأوراق مواداً خاصّةً فتبعث إلى الجموع في الساحة عبر المدخنة دخاناً أسوداً للدلالة على أن عملية الانتخاب قد فشلت .
أما إن انبعث دُخاناً أبيض اللون ، فهو دليل على نجاح الانتخاب ، و بعد نجاح الانتخاب يُقسم الكرادلة يمين الطاعة للبابا .
ثم يقوم باختيار اسماً بابوياً قبل أن يظهر للجماهير المُحتشدة . ثم يتلو صلاة مباركة المدينة و العالم ، و يتم توليه نظام الحكم في الفاتيكان في الأحد التالي لتاريخ انتخابه .
بابا الفاتيكان الحالي
بابا الفاتيكان الحالي هو فرنسيس ، تولّى السلطة البابوية في 13 مارس عام 2013 م .
يرأس بابا الفاتيكان الحالي الكرسي الرسولي كونه خليفة القديس بطرس ، و يُشكل بابا الفاتيكان الحالي أعلى هيئة في الكنيسة الكاثوليكية .
كما يُعتبر رأس دولة الفاتيكان ، كان بابا الفاتيكان في السابق في دولة تعرف باسم الولايات البابوية ، لكن الولايات البابوية انتهت بسبب توحيد إيطاليا مما أدّى إلى نشوء دولة الفاتيكان عام 1929 م ، و هو بمثابة رمز لاستقلال الكرسي الرسولي من أي تأثير سياسي في العالم .
إن حصر الاهتمام البابوي بأمور الدين والقضايا المتصلة به كالأخلاق من نتائج التخلي عن الإدارة المدنية .
لقب البابا نشأ في الإسكندرية ، حتى تم وصف أساقفتها باسم البابا لكن تشابه الألقاب لا يعني تشابه الوظيفة أيضاً .
لأن ولاية بابا الإسكندرية مُرتبطة بدولة مصر ، أما ولاية الحبر الروماني فهي عالمية ، و عملت البابوية قديماً على نشر الدين المسيحي ، و حسم الخلافات المذهبية و السياسية على حد سواء .
لقد تأسس الكرسي الأسقفي في روما على يد بطرس و بولس الطرسوسي في القرن الأول .
البابوية قامت بدور كبير في التاريخ ، في العصور القديمة ساعد الباباوات على نشر الدين المسيحي و امتدت سلطتهم لإيجاد حلول لمختلف الخلافات العقائدية .
و في العصور الوسطى قامت البابوية بدور علماني في أوروبا الغربية .
و قد دعمت الكثير من المشاريع الاستكشافية والعلمية و الفنية بأموال كثيرة ، حالياً نجد أن بابا الفاتيكان يصب محور اهتمامه في الحوار المسكوني و الحوار بين الأديان ، و أعمال الخير و ترسيخ العدالة الاجتماعية بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان.
تراجعت سلطة البابوية السياسية بشكل ملحوظ في العصور الأخيرة ، و أصبحت مهام بابا الفاتيكان مرتبطة بشكل شبه حصري على المسائل الدينية ، لكن هذا لا يعني أن مكانة بابا الفاتيكان قد تغيّرت بل يُعتبر البابا أحد أقوى الأشخاص في العالم.
ألقاب البابا
ألقاب بابا الفاتيكان في الترتيب التشريفي هي :
أسقف روما ، نائب يسوع المسيح ، خليفة بطرس أمير الرسل ، الحبر الأعظم للكنيسة الجامعة .
كبير أساقفة المقاطعة الرومانية ، سيّد الفاتيكان ، خادم خدام الله ، صاحب القداسة، أو قداسة البابا أو الأب الأقدس ، و أكثر لقب شائع هو بابا الفاتيكان .
لكن بالرغم من شيوعه إلا أنه لا يظهر في القائمة الرسميّة للترتيب التشريفي ، لكن يكثر استخدام هذا اللقب في الوثائق الرسمية .
كما تظهر في التوقيع الحبري بشكل مختصر يُناسب حقل التوقيع ، يتمثل هذا الاختصار بشكل ( بي ) .
إن أصل كلمة بابا الفاتيكان يعود لليونانية و اللاتينية و يُشير إلى الأب الروحي .
أطلق هذا اللقب في بداية القرن الثالث كمنصب شرفي لأي أسقف في الغرب ، أما في الشرق كان يستخدم فقط لبطريرك الإسكندرية البابا مارسيلينوس الذي وافتهُ المنية في عام 304 .
و إن تركيز استخدام لقب أسقف روما وحده في الغرب يعود للقرن السادس ، إذ صدرت وثيقة رسمية من البابا غريغوري السابع أعلن فيها أن لقب بابا محفوظ لأسقف روما وحده .
و بما أن لقب البابا يُستخدم أيضاً في مصر تم الإشارة إلى أسقف روما بأنه “بابا روما” أو “الحبر الروماني” ليتم تمييزه عن بابا الإسكندرية ، و يُعتبر لقب الحبر الأعظم لقباً مُرادفاً للقب البابا .
لقب البابا سابقًا
كما يُلقّب الكاهن الأعلى ، و هو أحد الألقاب التشريفية الأساسية و الذي انتشر انتشاراً يُماثل انتشار البابا ، تم اشتقاق هذا اللقب من اللغة اليونانية كونها اللغة التي كتب فيها إنجيل يوحنا للإشارة إلى رئيس مجلس الأحبار اليهود .
في بداية المسيحية كانت يُشار بهذا اللقب إلى أي أسقف مسيحي ، لكن في القرن الحادي عشر تم تخصيص اللقب للإشارة إلى أسقف روما على وجه التحديد .
و أصبحت من أكثر الألقاب التي استخدمها الباباوات في الإشارة إلى أنفسهم “الحبر الأعظم للكنيسة الجامعة” ، و قد شاع على وجه الخصوص في النقوش و المباني و التماثيل .
إن استخدام اللقب بدأ منذ عصور قديمة ماضية ، لكن استعماله بشكل منتظم يعود إلى القرن الحادي عشر .
كما يوجد لقب تشريفي يُدعى بطريرك الغرب لكن تم إلغاء هذا اللقب من قبل البابا بندكت السادس عشر .
يرتبط لقب بطريرك الغرب بلقب البطريرك المسكوني و قد استُعمل لأول مرة في المجمع الخلقيدوني عام 451 ، و قد تكرر لاحقاً في وثيقة رؤساء أديار القسطنطينية إلى البابا أغابيتس الأول عام 535 .
في القرن السادس تم الإشارة إلى أسقف روما في قوانين يوستيانوس بألقاب عديدة ، تتمثل هذه الألقاب بما يلي : صاحب القداسة ، رئيس أساقفة المدينة الأولى ، روما ، و بطريركها ، علماً أن بطريرك القسطنطينية لُقّب بنفس اللقب ، و قد اعترض البابا بلاجيوس الثاني على هذا اللقب .
قدسية بابا الفاتيكان حسب العقائد الكاثوليكية
بابا الفاتيكان له قدسية خاصة حسب العقائد الكاثوليكية ، هذه القدسية مُستمدة من مُنطلق ديني .
إنه يشغل مقر الحكومة و هو ما يُعبّرُ عنه بالكرسي الرسولي ، بابا الفاتيكان يضع يده على زمام الأمور التشريعية و القضائية و التنفيذية .
تم استخدام كلمة البابا للدلالة على مدى احترام مكانة البابا و أنه بمثابة الأب الروحي لأتباعه .
عندما ترى الحشود المجتمعة لرؤية بابا الفاتيكان تدرك مكانته في قلوبهم لكنه لا يطل إلا بالمناسبات الرسمية .
يقوم البابا بتفويض عدة أشخاص يثق بهم ليشرفوا على الأمور التي يوليها لهم و لا ننسى أن الفاتيكان هي الموطن الرئيسي للبابا و للكنيسة الرومانية الكاثوليكية ، و إن ثقة المسيحيين الرومانيين الكاثوليكيين في البابا ليس لها مدة محددة بل إنها ثقة عمياء تستمر مدى الحياة ، و بعد وفاة بابا الفاتيكان يتم انتخاب بابا جديد بعد خمسة عشر يوماً .
كل دين يُسمي شخصاً بلقبٍ له قدسية خاصة و يكون له احتراماً كبيراً يعودون إليه في أمورهم الدينية ، كذلك هو الأمر بالنسبة لبابا الفاتيكان إذ يُعتبر مرجعاً لأتباعه و أباً روحياً لهم .
المصادر و المراجع :