Table of Contents
ماذا تعرف عن المركز الإسلامي بواشنطن ؟ تعرف عليه في هذا المقال وعلى سبب تشييده وشكله والشخصيات التي ساهمت في بنائه بالإضافة لأهميته بين مسلمين أمريكا.
المركز الإسلامي بواشنطن عبارة عن مسجد ومركز يمثل الثقافة الإسلامية في واشنطن العاصمة، ويقع هذا المركز في منطقة صف السفارات في شارع ماساتشوستس شرق الجسر فوق روك كريك .
ولقد تم افتتاح هذا المركز عام 1957م ،وهو أكبر مكان عبادة للمسلمين في أمريكا وفي نصف الكرة الغربي حيث يحضر حوالي 6000شخص كل يوم جمعة للصلاة في هذا المسجد .
ولقد زار هذا المسجد العديد من الشخصيات المشهورة والمرموقة بما في ذلك العديد من رؤساء أمريكا ،وكانت أهم زيارة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في 17سبتمبر من عام 2001م، وذلك بعد عدة أيام فقط من هجمات 11أيلول، حيث بث التلفزيون الوطني الأمريكي هذه الزيارة .
وفيها اقتبس الرئيس الأمريكي بوش من القرآن الكريم، وذلك من أجل طمأنة الأمريكيين بأن الغالبية المسلمة في أمريكا هي جماعة مسالمة وبعيدة عن أعمال العنف والتطرف والإرهاب .
المركز الإسلامي بواشنطن
يعتبر المركز الإسلامي بواشنطن أول مسجد وجامع كبير في أمريكا ،وهو من أروع المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية ويمثل المسجد جهد جنسيات متعددة من مجموعات إسلامية متنوعة تعيش في العاصمة واشنطن، والتي رغبت في بناء مكان عبادة مشترك وتأسيس مساحة ثقافية تبرز أهمية الدين الإسلامي وتوضح أهم مبادئه ومعانيه .
ذات صلة :
الشخصيات المساهمة في بناء المسجد
على الرغم من أن المهندس المعماري للمسجد والذي يدعى ماريو روسي إيطالي الجنسية ،إلا أن حياته المهنية الطويلة في الشرق الأوسط واعتناقه الإسلام أدت إلى دعوته في العشرينيات من القرن الماضي للعمل في مصر ،حيث أصبح مصمماً للعديد من المساجد ورسم من أعماله الزخارف الفاطمية والمملوكية .
يعد مسجد واشنطن العاصمة آخر مشروع ديني كبير له ،وهو المسجد الوحيد الذي صممه خارج منطقة الشرق الأوسط، وقد يبدو المركز الإسلامي في لمحة شبيهة بالمساجد والمشاريع المصرية، ولكنه يمتلك شخصية فريدة من نوعها نتيجة تأثره بالخلفية الدولية لمؤسسيه.
الشخصية الثانية الرئيسية في بناء المسجد هو جوزيف هوار ،وهو رجل أعمال فلسطيني أمريكي، والذي انتقل إلى مقاطعة كولومبيا بعد فترات قضاها في بومباي ونيويورك .
وعلى الرغم من أنه بدأ عمله من خلال بيع البياضات المتجولة في عام 1904م إلا أنه سرعان ما حصل على وظيفة مقاول بناء، وأصبح أحد أهم رجال الأعمال في المدينة ،وبعد خسارة كل شيء نتيجة الكساد الكبير والعودة لفترة وجيزة إلى فلسطين، قرر هوار العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة بناء حياته بشكل جيد .
سبب بناء المسجد
عندما توفي السفير التركي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1944م لم يكن هناك مكان في مدينة واشنطن لاستضافة الجنازة الإسلامية ،ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود مسجد في العاصمة .
ولقد دفع الغياب الواضح لمسجد في المنطقة رجل الأعمال هوار، والدبلوماسيين المسلمين للعمل معاً وبناء صرح إسلامي متميز في قلب العاصمة واشنطن .
ولقد عينت مصر عام 1948م السفير المصري كميل عبد الرحيم لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلفاً للسفير محمود حسن، وبقي مشروع بناء المسجد خاملاً خلال سنين الحرب ولم يتم إحياء الفكرة من جديد حتى تولى السفير رحيم مهامه كسفير في واشنطن عام 1948م .
ولقد قام السفير المصري كامل عبد الرحيم بتعيين رئيساً لمؤسسة المسجد ولجنتها التنفيذية، وساهم في جمع كل رؤساء المبعوثين المعتمدين للدول الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقاد عدة رحلات إلى المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية للحصول على أموال لبناء المسجد .
في عام 1948م بدأ هوار بالعمل في الموقع، وتم الانتهاء من بناء المسجد عام 1954م وتم تدشينه من قبل الرئيس دوايت أيزنهاور سنة 1957م .
انظر أيضاً :
شكل المسجد
وعلى الرغم من أن النمط الخارجي للمسجد مستوحى من العمارة المملوكية والفاطمية التي شاهدها روسي في مصر إلا أن التصميم الداخلي للمسجد أكثر انتقائية، وبني المسجد بأسلوب معماري يجمع بين القرنين التاسع عشر والعشرين .
وفيه مزيج من أنماط تاريخية مختلفة مثل السمات الهيكلية والزخارف التاريخية واللمسات الجمالية المحلية والعالمية، فعلى سبيل المثال قام محمود أكوك وهو صانع البلاط في كوتاهيا ،تركيا بصناعة بلاط السيراميك على الجدران وألوان البلاط نموذجية ،وتشبه نماذج المساجد العثمانية في العصور الكلاسيكية .
والسجاد تم جلبه من إيران، أما اختيارات الخط فهي انتقائية من أواخر القرن التاسع عشر مع نقوش بالخط الكوفي ،وتبرعت مصر بثريا رائعة من البرونز وأرسلت المختصين الذين كتبوا الآيات القرآنية التي تزين جدران المسجد وسقفه.
أهمية المركز الإسلامي بواشنطن
تم افتتاح المركز الإسلامي رسمياً في يونيو عام 1952 ،وقد حدد منذ إنشائه أهدافه في تعزيز فهم أفضل للإسلام في الولايات المتحدة، إضافة إلى كونه مركزاً للعبادة الإسلامية،مع ضرورة تعزيز التبادل الثقافي ولغة الحوار بين الأديان على نطاق دولي واسع.
ولتحقيق ذلك تمت عملية ربط جناحين عبر الفناء بمكتبة ومتحف ومكاتب، وتم استضافة المسلمين المتدينين من خلال الصلاة اليومية العادية وإقامة اجتماعات اليوم المقدس.
يرحب المركز الإسلامي بواشنطن العاصمة بالآخرين من أجل العبادة، و يعود المركز الإسلامي في أصوله إلى أكثر من خمسين عاماً .
تم إنشاؤه ليصبح مكاناً يمكن المسلمين في منطقة العاصمة واشنطن من أجل أداء الواجبات الدينية الأساسية والصلاة.
وهو مؤسسة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة أي شخص قد يكشف عن رغبته في اعتناق الإسلام، ويكون بمثابة مصدر إرشاد للمسلمين، ويوفر القرآن والأدب الإسلامي ،ويتم توزيع مثل هذه المنشورات التي من شأنها أن تخلق الوعي والمعرفة بالحقيقة الإسلامية.
يقدم المركز الإسلامي العون للمحتاجين من خلال تقديم المساعدة (الزكاة) خاصة للأسر المنكوبة.
تشمل الأنشطة الأخرى للمركز الإسلامي ما يلي:
– تسيير مراسم الزواج للأزواج.
– تنظيم دروس اللغة والدينية لكل من البالغين والأطفال.
– إبداء المشورة كلما دعت الحاجة.
– الترحيب بالزوار وتلبية ترقبهم لاكتساب المعرفة عن الإسلام.
– توفير مركز أبحاث مجهز بمكتبة مناسبة.
يتعاون المركز الإسلامي مع الإدارة الأمريكية والمنظمات الإسلامية وغير الإسلامية لتعزيز فهم أفضل للإسلام ومُثُل المركز الإسلامي.
بالإضافة إلى المسجد ، يحتوي المركز على مكتبة وفصول دراسية حيث يتم تدريس الإسلام واللغة العربية . يتألف مجلس أمناء المركز من سفراء مختلفين ،وتوجد حول المبنى مصفوفة أعلام الدول الإسلامية في العالم.
يعد المركز الإسلامي في واشنطن أداة للتواصل و مفتاح العلاقة الإنسانية فيما يتعلق بالقيم الدينية وتأثيراتها في حياتنا كبشر، ولقد ساهم في إعطاء فكرة عن الدين الإسلامي وتعاليمه وإرشاداته القيمة اللازمة لتحقيق الحياة المناسبة من أجل صحة نفسية واجتماعية أفضل مع مراعاة جانب التقدم العلمي .
وبعد هجمات 11سبتمبر تعرض الإسلام إلى محاربة كبيرة من قبل الأمريكيين وتمت مهاجمته بشكل كبير وتوجيه أصابع الاتهام إلى المسلمين ،وبرز دور المركز الإسلامي في الدفاع عن الدين الإسلامي وأنه رسالة سماوية بعيدة عن الإرهاب والعنف وقائمة على المساواة والتسامح .
وتم نشر حملات التوعية في جميع المراكز الإسلامية في البلاد ،وإجراء محاضرات وندوات وشرح موقف الإسلام من هذه الأعمال الإجرامية التي لا تمت بصلة لهذا الدين الحنيف .
ذات صلة :
المراجع :
theislamiccenter , teachmideast , wikiwand