Table of Contents
من منا لم يسمع بسفينة التيتانك الغارقة في أعماق البحر؟ سنعرفكم اليوم على مكتشف التيتانيك وحياته التي ارتبطت بالمحيطات و المراحل التي استغرقها للوصول إل اكتشافه وحلّ لغز غرق أكبر سفينة في ذلك الوقت.
سنتحدث في هذا المقال عن مكتشف التيتانيك. عالم المحيطات والجيولوجيا البحرية الأمريكي الذي كان رائداً في الغطس العميق, وأسس علم آثار أعماق البحار, كما أنه اشتهر باكتشاف حطام التيتانيك وذلك في عام 1985.
مكتشف التيتانك
مكتشف التيتانك اسمه “روبرت دوان بالارد” (ولد في 30 يونيو 1942, ويتشيتا, كانساس, الولايات المتحدة).
نشأ بالارد في سان دييغو, كاليفورنيا حيث كان مسحوراً بالمحيطات. التحق بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا, وحصل على درجات علمية في الكيمياء والجيولوجيا في عام 1965. التحق بالجيش بعد التخرج وكان عضو في فيلق تدريب ضباط الاحتياط, وقضى جولة لمدة عامين قبل أن يطلب نقله إلى البحرية.
في عام 1967, تم تعيينه في معهد وودز هول لبحوث المحيطات , حيث أصبح عالماً بحرياً متفرغاً في عام 1974 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا البحرية والجيوفيزياء من جامعة رود آيلاند.
في أوائل السبعينات من القرن الماضي , ساعد بالارد في تطوير (ألفين) وهي غاطسة تتسع لثلاثة أشخاص ومجهزة بذراع ميكانيكي. وفي عام 1973, غطس في ألفين نحو 9000 قدم (2750 متر) لاستكشاف سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي , وهي سلسلة جبلية تحت الماء.
وفي عامي 1977و 1979, كان جزءاً من رحلة استكشافية كشفت عن فتحات حرارية في صدع غالاباغوس. حيث أدى وجود الحياة النباتية والحيوانية داخل هذه الينابيع الدافئة في أعماق البحار إلى اكتشاف التوليف الكيميائي للطاقة الغذائي.
ولتعزيز اكتشاف أعماق البحار , صمم بالارد سلسلة من زلاجة غاطسة طولها 16 قدماً مزودة بكاميرا يتم التحكم بها عن بعد, يمكنها نقل الصور الحية إلى الشاشة. أطلق بالارد على هذه التكنولوجيا الجديدة اسم ” التواجد عن بعد”, وذلك للبحث عن التيتانيك التي غرقت عام 1912, وظلت غير مكتشفة على الرغم من المحاولات العديدة لتحديد موقعها.
كيف تمّ اكتشاف حطام التيتانك
المحاولة الأولى لمكتشف التيتانيك
بدأ بالارد المهمة في أغسطس 1985, قامت بعثة أميركية فرنسية مشتركة بتعقب إحدى أكبر الجوائز في علم الآثار البحرية وهي “حطام سفينة التيتانيك” غير القابلة للغرق ,البالغة من العمر 73 عاماً .
وفي الصباح الباكر من يوم 1 ديسمبر 1985, كان عالم المحيطات البالغ من العمر 43 عاماً مستلقياً في سريره على متن سفينة الأبحاث “كنوور”, قاد بالارد السفينة إلى شمال المحيط الأطلسي بحثاً عن حطام التيتانيك المفقود منذ فترة طويلة, ولكن لم يعثر روبوت فريقه المجهز بالكاميرا على أي شيء بخلاف أميال من الرمال والرواسب على الرغم من تمشيط قاع البحر لأكثر من اسبوع.
بدأ يشعر بالقلق من احتمال عدم العثور على “سفينة الأحلام ” الشهيرة , وذلك مع بقاء أيام قليلة فقط قبل انتهاء المهمة.
حاول بالارد تشتيت انتباهه بكتاب, لكن ظهر طباخ السفينة وقال له بأن فريق المراقبة قد استدعاه. انطلق بالارد إلى عربة التحكم في السفينة, وعند وصوله شاهد ما ظهر للتو في بث الفيديو المباشر لقاع البحر, كانت اللقطات قاتمة وغير واضحة , لكن الجسم المعدني الذي أظهرته الكاميرات كان واضحاً فقد كانت أحد غلايات التيتانيك, اندلع بالارد وطاقمه بالهتافات والتصفيق. كان الوقت يقارب الثانية والثلث صباحاً وهو الوقت المحدد الذي غرقت فيه سفينة المحيط , ولاقي أكثر من 1500 راكب وطاقم حتفهم فيها.
لقد مرت أكثر من 73 عاماً منذ أن غادرت سفينة التيتانيك رحلتها الأولى المحكوم عليها بالفشل إلى نيويورك. وبعد غرق السفينة اقترح الباحثون عن الكنوز استخدام كل شيء من المغناطيسات الكهربائية إلى بالونات النايلون لرفعها من الأعماق. ولكن المشكلة كانت أن لا أحد يعرف مكانها.
استمرت التيتانيك بالانجراف بعد الإبلاغ الأخير عن موقعها في نداء استغاثة, تاركة المستكشفين في منطقة بحث ممتدة لمئات الأميال. فانطلقت عدة بعثات للبحث عن قبرها المائي وعادوا جميعهم خالي الوفاض بما في ذلك الرحلة الاستكشافية بقيادة بالارد عام 1977.
قد يهمك :
المحاولة الثانية
كانت محاولة بالارد الثانية مكتشف التيتانيك للبحث قيد العمل منذ أوائل الثمانينات, وذلك عندما طلب من البحرية الأمريكية تمويله لتطوير المزلجة المزودة بكاميرا والتحكم فيها عن بعد والتي يمكن سحبها خلف سفينة سطحية على أعماق تصل إلى 20000 قدم. امتنعت البحرية عن دفع فاتورة بحث التيتانيك , لكنهم كانوا مهتمين باستخدام روبوت بالارد الجديد لمسح حطام غواصات يو إس اس ثريشر و سكوربيون.
وهما غواصتان نوويتان فقدتا في المحيط الأطلسي في الستينات. توصل الطرفان في النهاية إلى حل وسط , إذا نجح بالارد في تحديد موقع الغواصتين الغارقتين ورسم خرائط لهما, فيمكنه استخدام الوقت المتبقي له في البحث عن حطام التيتانيك. وقد كانت العملية سرية وذلك لان الولايات المتحدة كانت متورطة في عملية الحرب الباردة.
اعطي بالارد التعليمات الخاصة ووضع في الخدمة الفعلية كضابط بحري, لكن بالنسبة لبقية العالم فقد كان مجرد عالم محيطات يبحث عن التيتانيك, لم يتم رفع السرية عن الأجندة العسكرية للمهمة بالكامل حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
بدأ بالارد حملته السرية بتصوير ثريشر في صيف عام 1984, وفي العام الثاني عاد هو وفريق من معهد وودز هول لعلوم المحيطات إلى المحيط الأطلسي وتعقبوا حطام العقرب قبال ساحل جزر الأزور.
كان بالارد يعلم أن مهمة البحرية لن تترك له سوى القليل من الوقت الثمين للبحث عن التيتانيك, لذلك طلب في يوليو من المعهد الأبحاث الفرنسي الشراكة معه, فبدأت سفينة الأبحاث الفرنسية استكشاف المنطقة التي يعتقد بأن التيتانيك غرقت فيها, باستخدام تقنية تعرف باسم “جز العشب”.
واستخدم قائد الحملة جان لوي ميشيل السونار للمسح الجانبي على أمل اكتشاف الأجسام المعدنية الكبيرة في قاع البحر. لكن بعد خمسة أسابيع من العمل فشل السونار في الكشف عن أي خيوط واعدة . وقعت مهمة العثور على التيتانيك على عاتق بالارد وطاقم سفينته الذين أنهوا للتو مسحهم حول العقرب.
ترك مشروع بالارد العسكري 12 يوماً فقط للبحث عن التيتانيك, لكنه أيضاً أعطاه فكرة عن تقنية بحث جديدة. فقد قرر عدم البحث عن بدن التيتانيك ,وبدلاً من ذلك أخذ يبحث عن مسار الحطام الأكبر والذي قد يمتد حتى ميل واحد, فبمجرد أن يجدها يمكنه استخدامها لتعقب السفينة نفسها. هذا النهج الجديد سمح له بالبحث والتحرك في نطاق أوسع.
راقب بث الفيديو المباشر على طول قاع البحر , كانت هناك حاجة إلى 7 أشخاص للحفاظ على تزامن الغواصة وتحليل جميع البيانات, وعمل الطاقم على نوبات للحفاظ على استمرارية العمل , وبعد عدة أيام شاقة ومتابعة درب الحطام , ظهر قوس التيتانيك من أعماق البحار.
انكسرت التيتانيك إلى قسمين عندما غرقت في القاع , جلس قوسها منتصباً وكان لا يزال سليماً بشكل مدهش. أما المؤخرة التي كانت أكثر ضرراً فكانت تقع على بعد حوالي 400متر.
سارع بالارد بتوثيق الحطام مع غواصة أخرى مصممة لالتقاط صور ثابتة.
شمل حقل الحطام الكبير أطباق خزفية نقية, وقطع أثاث وحتى علبة شمبانيا غير مفتوحة, وبقايا الضحايا الوحيدة كانت أزواج عديدة من الأحذية الجلدية .
قد يهمك :
المراجع :