Table of Contents
تعرف على فوائد الثوم الذكر الذي يعتبر مضاداً قوياً لإلتهاب ويؤمن الوقاية للعديد من الأمراض بما فيها السرطان ويحمي القلب والكبد وفوائد عديدة أخرى تجدونها في هذا المقال .
الثوم الذكر هو أحد أنواع الثوم لكن ما يميزه أنه مكون من فص واحد فقط ، شكله يشبه البصل أو ثمار التين ، مغلف بقشرة رقيقة بيضاء أو مشوبة بلون أرجواني .
له فوائد عدة للصحة كالثوم العادي إلا أن بعض المركبات الأساسية تكون بتركيز أعلى لذا يكون ذو تأثير أقوى من الثوم العادي المكون من عدة فصوص ، وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن أهم فوائد الثوم بشكل عام.
الاسم العلمي للثوم هو Allium sativum ينتمي للجنس Allium الذي يضم أيضاً كل من البصل و الكراث ، ينتشر حالياً بشكل واسع في جميع أنحاء العالم ، استخدم منذ آلاف السنين في مصر القديمة في الطبخ لفوائده ونكهته القوية كما استخدم في الطب التقليدي لعلاج ومنع العديد من الأمراض والحالات.
تاريخ الثوم
يعود استخدام الثوم في الغذاء والعلاج إلى آلاف السنين ، وقد أشارت السجلات في مصر القديمة إلى استخدامه خلال فترة بناء أهرامات الجيزة أي قبل ٥٠٠٠عام تقريباً .
وقد ذكر العالم Richard S. Rivlin في مجلة التغذية “Journal of Nutrition” أن أبقراط (460-370 قبل الميلاد ، الطبيب اليوناني المعروف بأبو الطب الغربي) قد وصف الثوم لعلاج العديد من الحالات المرضية ، كما أنه شجع على استخدامه لعلاج المشاكل المتعلقة بالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والطفيليات بوصفه كمادة مطهرة كما استخدم للتخلص من الإرهاق.
عرف عن الثوم أنه أقدم مثال عن عوامل تحسين الأداء التي استخدمت في الرياضة ، حيث أعطي الرياضيون الأولمبيون الأصليون الثوم في اليونان القديمة.
انتشر الثوم بداية من مصر القديمة إلى الحضارات الأخرى المتقدمة في وادي السند (حالياً باكستان وغرب الهند) ليصل إلى الصين.
وفق ما ورد عن الخبراء في حدائق كيو Kew (مركز التميز النباتي الملكي في إنجلترا) ، فقد تم تقدير الخصائص العلاجية للثوم من قبل سكان الهند واعتبروا أنه من الأغذية المنشطة جنسياً لذا فقد ابتعد عن تناوله كل من الرهبان والأرامل والمراهقون وكل من نذر أو كان صائماً ، كما ابتعد عنه الأشخاص من الطبقات العليا لرائحته القوية.
استخدم الثوم في التاريخ القديم لكل من منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا ونيبال لعلاج التهابات الشعب الهوائية وضغط الدم المرتفع ومرض السل الخطير والاضطرابات التي تصيب الكبد والدوسنتاريا .
كما استخدم لعلاج انتفاخ البطن والمغص وعلاج الديدان المعوية والروماتيزم ومرض السكري وعلاج الحمى أيضاً.
تم تقديم الثوم للعالم الجديد من قبل الفرنسيين والأسبان والبرتغاليين.
استخدامات الثوم
في الوقت الحالي يتم استخدام الثوم على نطاق واسع في علاج العديد من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية والدم وأهمها مرض تصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وأمراض القلب التاجية ونوبات القلب وضغط الدم المرتفع.
يستخدم الثوم أيضاً للوقاية من العديد من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة وسرطان البروستات وسرطان الثدي وسرطان المعدة وسرطان المستقيم وسرطان القولون.
إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة ” Food and Chemical Toxicology ” حذرت من التسخين القصير المدى للثوم حيث وجد أنه يقلل من التأثيرات المضادة للالتهاب التي تميز مستخلصات الثوم الطازج النيء وهذه تعد مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين لا يحبون الطعم أو الرائحة القوية للثوم الطازج.
فوائد الثوم الذكر
بعض المجلات العلمية المحكمة نشرت عدة دراسات علمية حول فوائد الثوم الذكر العلاجية نذكر فيما يلي البعض منها :
1. الوقاية من سرطان الرئة
في دراسة أجريت في مركز مقاطعة جيانغسو Jiangsu الواقع في الصين لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، أظهرت أن تناول الثوم مرتين على الأقل في الأسبوع خلال ٧ سنوات يجعل الشخص أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة ٤٤٪.
وقد لاحظ الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة تدعى ” Cancer Prevention Research ” وجود ارتباط وقائي ما بين تناول الثوم الطازج وسرطان الرئة من حيث الاستجابة للجرعة .
وذلك من خلال مقابلات أجريت مع ١٤٢٤ مريض بسرطان الرئة و ٤٥٤٣ شخص سليم سئلوا عن النظام الغذائي الذي يتبعونه وأسلوب الحياة بما في ذلك التدخين وعدد مرات أكل الثوم ، وقد دلت هذه الدراسة على أن الثوم قد يكون بمثابة عامل وقائي كيميائي لسرطان الرئة.
2. الوقاية من سرطان الدماغ
يحتوي الثوم بكافة أنواعه على مركبات الكبريت العضوية التي ثبتت فعاليتها في تدمير الخلايا المسؤولة عن حدوث الورم الأرومي وهو أحد أنواع أورام المخ القاتلة .
وقد أفاد العلماء من جامعة كارولينا الجنوبية الطبية ” Medical University of South Carolina ” في مجلة Cancer عن وجود ثلاثة مركبات عضوية في الثوم من الكبريت العضوي النقي وهي DAS و DADS و DATS والتي أثبتت فعاليتها في القضاء على سرطان الدماغ وبالأخص DATS.
وقد أشار الدكتور المشارك راي سوابان Ray Swapan إلى أهمية هذه المركبات ذات الأصل النباتي كدواء طبيعي لكبح نمو الخلايا السرطانية في الدماغ البشري ، لكن تبقى هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات على النماذج الحيوانية قبل تطبيق هذه الاستراتيجية على مرضى أورام المخ من البشر.
3. الحماية من هشاشة عظام الورك
أفاد فريق من” King’s College London ” وجامعة إيست أنجليا ” University of East Anglia ” وكلاهما تقعان في إنجلترا في مجلة تدعى BMC Musculoskeletal Disorders .
من خلال دراسة أجريت على عدد من النساء أن اللاتي تضمنت وجباتهم الغذائية على خضراوات جنس Allium (الثوم والكراث والبصل وراكيو) كانت مستويات هشاشة العظام لديهن أقل.
كما ذكر مؤلفو الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها بدراستهم قد سلطت الضوء على التأثير المحتمل للنظام الغذائي على نتائج التهاب المفاصل إلى جانب إمكانية استخدام المركبات الموجودة في الثوم لتطوير علاجات لهذه الحالة.
وقد وجدت الدراسة طويلة الأمد التي شملت أكثر من ١٠٠٠ امرأة سليمة أن اللاتي تضمنت انظمتهم الغذائية على الفواكه والخضار وأهمها الثوم أن علامات هشاشة العظام في مفصل الورك لديهن كانت أقل.
4. مضاد حيوي قوي
من فوائد الثوم الذكر أنه يعتبر مضاد التهاب جيد ، حيث بينت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Antimicrobial Chemotherapy (العلاج الكيميائي المضاد للميكروبات) أظهرت أن مركب Diallyl sulfide الموجود في الثوم كان أكثر فعالية من اثنين من المضادات الحيوية المعروفة بفعاليتها في محاربة البكتيريا العطيفة (أكثر مسببات الالتهابات المعوية شيوعاً).
اقرأ أيضاً:
5. حماية القلب
يحتوي الثوم على مركبات كيميائية تحمي القلب ومنها Diallyl trisulfide حيث وجد الباحثون في كلية الطب في جامعة إيموري ” Emory University ”
أن هذا المركب الموجود في زيت الثوم يساعد في حماية القلب أثناء جراحة القلب كما يحمي القلب من الإصابة بنوبة قلبية ، ويعتقد الباحثون أن الدليل ثلاثي كبريتيد (diallyl trisulfide) مفيد في علاج قصور القلب.
أثبتت الدراسات أن غاز كبريتيد الهيدروجين فعال في حماية القلب من التلف لكن كونه مركب قابل للتطاير فهذا يصعب تقديمه كعلاج لذا فقد قرر العلماء التركيز على الكبريتيد ثنائي الآليل الموجود في زيت الثوم كطريقة مضمونة لتوصيل فوائد كبريتيد الهيدروجين إلى القلب.
ذكرت دراسة أخرى نشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية (Journal of Agricultural and Food Chemistry) أن زيت الثوم يساعد في حماية مرضى السكري من اعتلال عضلة القلب الذي يعد السبب الرئيسي للوفاة عند مرضى السكري ، وهو من الأمراض المزمنة التي تصيب عضلة القلب حيث يتضخم القلب بشكل غير طبيعي أو يتصلب.
قام فريق من العلماء بإجراء تجربة على الفئران المصابة بداء السكري حيث تم إعطاء قسم منهم زيت الثوم أما القسم الأخر أعطي زيت الذرة ، ولوحظ أن الفئران التي أعطيت زيت الثوم شهدت تغيرات متعلقة في حماية القلب من التلف أكثر بكثير من الحيوانات التي أعطيت زيت الذرة .
وقد ذكر العلماء أن لزيت الثوم إمكانات كبيرة في حماية القلب من اعتلال عضلة القلب الناجمة عن مرض السكري ، لكن يجب إجراء العديد من الدراسات البشرية لإثبات نتائج هذه الدراسة.
6. الحماية من ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم
تم في جامعة أنقرة Ankara University إجراء تحقيق علمي متعلق في آثار مكملات مستخلص الثوم على نسبة الدهون في الدم عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار LDL في الدم .
وقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية Journal of Nutritional Biochemistry.
شملت هذه الدراسة ٢٣ شخص ممن يعانون من مرض ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وكان ١٣ شخص منهم يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم ، وقد تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين :
- مجموعة الكوليسترول المرتفع (ضغط دم طبيعي)
- مجموعة الكوليسترول المرتفع (ضغط الدم مرتفع).
تم إعطاء المجموعتين مكملات الثوم لمدة ٤ أشهر مع إجراء الفحوصات بشكل منتظم لمعرفة مقدار تغيرات نسبة الدهون في الدم مع مراقبة وظائف الكلى والكبد.
وفي نهاية التجربة خلص الباحثون إلى أن ” مكملات مستخلص الثوم تعمل على تحسين مستوى الدهون في الدم وتقوي إمكانات مضادات الأكسدة في الدم وتخفض من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بشكل كبير” .
كما أثبت الباحثون أن مستخلص الثوم يؤدي لانخفاض مستوى منتج الأكسدة (MDA) في عينات الدم ما يدل على انخفاض تفاعلات الأكسدة في الدم.
يمكن القول أن مكملات مستخلص الثوم قللت من مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم إلى جانب تخفيض ضغط الدم المرتفع ، لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة كانت صغيرة وغير كافية ويجب القيام بمزيد من الدراسات لتأكيدها.
7. الحماية من سرطان البروستات
قام عدد من الأطباء في قسم الجراحة البولية في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية ” China-Japan Friendship Hospital ” الواقعة في بكين العاصمة الصينية بإجراء دراسة لتقييم العلاقة ما بين استهلاك خضراوات جنس Allium (ثوم ، بصل ، كراث) وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
في النهاية قام العلماء بجمع وتحليل الدراسات حتى شهر آيار/ مايو ونشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة تدعى ” Asian Pacific Journal of Cancer Prevention ” ، وخلص القائمون على الدراسة أن الخضراوات المنتمية للجنس Allium وخاصة الثوم ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
وقد أشار الفريق إلى وجوب إجراء المزيد من الدراسات المستقبلية لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها نظراً لقلة الدراسات ذات الصلة بها.
8. حماية الكبد من تأثيرات الكحول
يتضرر الكبد مع الوقت عند الاستمرار في الإفراط بشرب الكحول على المدى الطويل .
وقد قام العلماء في معهد علم السموم في كلية الصحة العامة في جامعة شاندونغ ” Shandong University ” في الصين بتحديد فعالية ثنائي كبريتيد ثنائي أليل (DADS) وهو عبارة عن مركب كبريتيد عضوي موجود في الثوم له تأثيرات وقائية ضد الإجهاد التأكسدي الناتج عن الايثانول (الكحول).
وقد تم نشر هذه الدراسة في Biochimica et Biophysica Acta وخلص فيها الباحثون إلى أن DADS يساعد في حماية الكبد من الأضرار الناجمة عن شرب الإيثانول.
9. تقليل خطر التعرض للولادة المبكرة
من فوائد الثوم الذكر أنه يحمي الحامل أيضاً . خلال فترة الحمل تعاني السيدات من الالتهابات الجرثومية التي قد تعرض المرأة لخطر الولادة المبكرة .
وقد درس العلماء في المعهد النرويجي للصحة العامة في قسم علم الأوبئة تأثير الأطعمة التي تتناولها المرأة خلال فترة الحمل على العدوى بمضادات الميكروبات و خطر الولادة المبكرة .
وتم نشر الدراسة ونتائجها في مجلة التغذية ” Journal of Nutrition ” وتم تحديد الثوم والفواكه المجففة على أنهما من أكثر الأطعمة تقليلاً لخطر الولادة المبكرة وهي إحدى فوائد الثوم الذكر .
10. علاج نزلات البرد
قام مجموعة من الباحثين في مستشفى سانت جوزيف لطب الأسرة الواقعة في ولاية إنديانا بإجراء دراسة بعنوان “علاج نزلات البرد عند الأطفال والبالغين”.
وقد ذكر العلماء أن استهلاك الثوم كمادة غذائية وقائية قلل من نزلات البرد لدى البالغين ولكن ليس له تأثير على مدة الأعراض ، والمقصود باستخدامه الوقائي هو استخدامه بانتظام للوقاية من المرض.
نهاية ، رغم قلة الأبحاث التي تؤكد إلى أهمية تناول الثوم النيء وتمتعه بقدر كبير من الفوائد إلا أنه يمكن القول أن تناول خضراوات جنس الـ Aliium بشكل عام يفيد سواء كان نيئاً أو مطبوخاً.
ذات صلة :
المراجع :
فوائد عظيمة الثوم كمضاد حيوي.. وبدرسات الاعلماء الاطباء وتمنياتي لكم جزيل الشكر والتقدير.