Table of Contents
إذا لم يكن لديك المعلومات الكافية عن المصريين في أمريكا ، فتعرّف في هذا المقال على تاريخ هجرتهم الى أمريكا ودياناتهم ومدى تكيفهم مع وسطهم المحيط الجديد وتعليمهم بالإضافة للعلاقات الأسرية ومشاركاتهم السياسية وانتشارهم في الولايات الأمريكية المختلفة .
يوجد بين مصر والولايات المتحدة تحالفات عميقة وشراكات استراتيجية يعود تاريخها إلى عقود، ويتم تحديد هذه العلاقة من خلال الشراكة العسكرية الوثيقة بين البلدين ،والتي تضمن استقرار الشرق الأوسط .
المصريون الأمريكيون هم الأمريكيون الذين تعود أصولهم إلى مصر ،والشتات المصري مجتمع مهاجر صغير يعيش في أمريكا ولكنه مزدهر ،ويقدر عدد المصريين بحوالي 250000 مصري في الولايات المتحدة ،وهم يجمعون بين الثقافتين ويعملون كجسر بين البلدين.
هم متعلمون و ماهرون ويحصلون على شهادات جامعية وعمل احترافي أكثر من عموم سكان الولايات المتحدة الأمريكية ،الكثير منهم مواطنون أمريكيون حيث أكثر من نصف المهاجرين المصريين يحملون الجنسية الأمريكية، وهذا أكثر من إجمالي السكان المولودين في الخارج.
وعلى الرغم من كونهم مجموعة صغيرة نسبياً داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن المصريين الأمريكيين يعيشون في جميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية ،هم متواجدون في نيويورك، ونيوجيرسي ،ولوس أنجلوس، وكاليفورنيا ،وواشنطن العاصمة ،وناشفيل، وشيكاغو ،وتينيسي. ريفرسايد ،و ميامي فورت لودرديل و فلوريدا، وفيلادلفيا، وبنسلفانيا، و هيوستن، وتكساس ،وسان فرانسيسكو .
المصريين في أمريكا
يتميز الشتات المصري في الولايات المتحدة الأمريكية بالنشاط والحيوية ،وتوجد العديد من المنظمات النشطة غير الربحية المؤيدة لحقوق الإنسان، والتي تقدم الرعاية الصحية مثل مؤسسة التعاون الأمريكية المصرية وجمعية إغاثة المصريين و شبكة مصر للسرطان وغيرها.
المغتربون المصريون يعيلون عائلاتهم، ويقدمون المساعدة المالية لأهاليهم في مصر، وأغلب المهاجرين المصريين استطاعوا الاندماج بالثقافة الأمريكية ،وتعايشوا بسهولة مع المجتمع الأمريكي فهم شعب طيب ويعمل بجد .
تاريخ هجرة المصريين إلى أمريكا
يعد الأمريكيون المصريون من بين المجموعات الحديثة التي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية على عكس الشعوب الأخرى ذات الأصول العربية، والذين استقروا في الأمريكتين بأعداد كبيرة في منتصف القرن التاسع عشر .
بدأ المصريون الذين يعتبرون من أكثر الشعوب العرقية استقراراً بالهجرة بأعداد كبيرة في الجزء الأخير من القرن العشرين ،وأغلب المهاجرين غادروا مصر لأسباب اقتصادية أو بغرض التعليم ،بينما هاجر العديد من الأقباط واليهود والمسلمين المحافظين قلقاً من التطورات السياسية في مصر .
بعد هزيمة مصر عام 1967م في الحرب مع إسرائيل غادر الآلاف من المصريين ،و تم مغادرة حوالي 15000 مصري بين عامي 1967 و 1977 إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وشهدت العقود الثلاثة الأخيرة ازدياد أعداد المهاجرين المصريين ليس فقط إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإنما أوروبا ودول الخليج وأستراليا.
أغلب المهاجرين المصريين الأوائل الذين وصلوا الولايات المتحدة الأمريكية كانوا من فئة العمال المهرة والمهنيين المتعلمين ،ولقد تم تخفيف هجرتهم بموجب قانون الهجرة والجنسية سنة 1965م والذي رحب ببعض المهنيين خاصة فئة العلماء ،وتراوحت التقديرات في عدد المهاجرين المصريين إلى الولايات المتحدة بين 800 ألف إلى مليوني نسمة.
اكبر تجمع للمصريين في نيويورك ،ونيوجيرسي ،وكاليفورنيا ،و إلينوي، وفلوريدا ،وتكساس.
ويلعب المناخ دوراً مهماً في مكان توزع المصريين في أمريكا ،حيث اعتاد المصريون المناخ الدافئ والمعتدل لذلك يتركزون في الولايات الجنوبية لأمريكا .
التكيف والاستيعاب
لم يجد المهاجرون المصريون وأطفالهم المولودين في أمريكا صعوبة كبيرة في التكيف مع الثقافة الأمريكية.
ويرجع ذلك إلى الخلفية التعليمية القوية لمعظم المصريين الأمريكيين .
وتزوج العديد منهم من خارج مجتمعهم العرقي، وساهم هذا في زيادة استيعابهم، و يوجد العديد من المصريين الأمريكيين لإنشاء العديد من المنظمات العلمانية وهي ذات توجه مهني وأكاديمي وتجاري ،وتشمل الجمعية المهنية المصرية الأمريكية ، جمعية الأطباء المصريين ، جمعية رجال الأعمال المصريين.
وانضم العديد منها إلى المنظمات العائدة للمجتمع الأمريكي العربي مثل خريجي الجامعة الأمريكية العربية واللجنة العربية الأمريكية لمواجهة التمييز ولجنة العلاقات الأمريكية العربية
ديانة المهاجرين المصريين في أمريكا
مصر ذات أغلبية مسلمة والأقباط هم أكبر أقلية دينية في مصر ،ويشكلون حوالي 8%من المجتمع الديني فيها. ولقد هاجر الأقباط المسيحيون والمسلمون المصريون إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،وضمن هذه الجالية المهاجرة يتجاوز عدد المسيحيين المصريين عدد المسلمين المصريين.
وبدأت هجرة الأقباط إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الأربعينيات ،ويقدر عددهم بحوالي مليون قبطي في أمريكا الشمالية كلها.
لاتزال اللغة القبطية تستخدم في كنائس في الولايات المتحدة، وتوجد تجمعات كبيرة من الأقباط المصريين وهناك أبرشية في مدينة جيرسي بولاية نيوجيرسي ،حيث تأسست أولى الكنائس القبطية الأمريكية في أوائل الستينيات.
إضافة إلى المسيحيين الأقباط يوجد أقلية مسيحية من الأرمن والكاثوليك، إضافة إلى مجموعة يهودية مصرية قليلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونجد علاقات اجتماعية وودية ومتبادلة بين الأقباط المصريين والمسلمين المصريين والشعب الأمريكي حيث يتعايش الأقباط والمسلمين في مصر ،ويتشاركان في الاحتفالات الدينية المسيحية والمسلمة وانتقل هذا الأثر الرائع إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل المصريين في أمريكا والتقاليد الاقتصادية
الموجة الأولى من المهاجرين المصريين إلى أمريكا إما حصلوا على شهادة مهنية ،أو قدموا من أجل المزيد من التعلم، ولقد عملوا في وظائف كأطباء ومهندسين ومحاسبين ومحامين، وقسم كبير منهم انضم إلى كليات التدريس في جامعات أمريكية كبرى .
الموجة الثانية من الهجرة حملت شهادات جامعية لكن نسبة القبول في الوظائف كانت أقل، وعند وصولهم العديد منهم عملوا كسائقين لسيارات أجرة وفي المطاعم ،ويعود ذلك إلى الركود الاقتصادي وتقليص حجم الشركات .
العديد من المواطنين المغامرين دخلوا في الأعمال التجارية بأنفسهم نتيجة وصمة العار التي لحقت بالعاطلين عن العمل والرعاية الاجتماعية، ولقد قاوم المصريون الأمريكيون تلقي هذه الميزات ومع مرور الوقت ستصبح المشاركة في برامج المساعدة الاجتماعية متزايدة في الحياة .
التعليم
بما أن غالبية الجيل الأول من المصريين الأمريكيين هم من المتعلمين تعليماً عالياً فإنهم يميلون إلى التقدم إلى أفضل المدارس سواء الخاصة أو العامة ،وفي حالات نادرة يذهب أطفالهم إلى المدارس الدينية وهي قليلة في نيوجيرسي وواشنطن العاصمة.
الأغلبية العظمى من المصريين الأمريكيين يذهبون إلى الكليات ذات الأربع سنوات مثل الطب والهندسة والمحاسبة ،ومع ذلك هناك أعداد متزايدة من المصريين المسجلين في كليات إدارة الأعمال والقانون.
ويسعون للحصول على درجات علمية في العلوم الإنسانية، والقسم الأكبر منهم يلتحقون بالمدارس الحكومية والقليل منهم التحقوا بمدارس Ivy League كون تكاليف التعليم فيها مرتفعة .
يختار بعض المصريين العمل بعد المدرسة الثانوية لبضع سنوات قبل متابعة دراستهم الجامعية وبعضهم لا يكملون المرحلة الثانوية، وهم يمثلون نسبة صغيرة من السكان المصريين في الولايات المتحدة الأمريكية.
ديناميكيات الأسرة والمجتمع
الأسرة هي النواة والوحدة الاجتماعية الأساسية للمجتمع المصري إلا أن الروابط العائلية بدأت بالتلاشي.
وتنتشر العائلات في جميع أنحاء الولايات الخمسين ، يختار معظم المصريين الأمريكيين الدفن في الولايات المتحدة.
أدى الانتشار المتزايد للزواج المختلط بين المصريين والأمريكيين وخصوصاً بين الرجال المصريين المولودين و النساء الأمريكيات إلى تحدي بنية الأسرة ،ويلزم زوج المرأة المسلمة بموجب الدين والقانون باعتناق الإسلام بينما يجوز لزوجة الرجل المسلم أن تحتفظ بعقيدتها المسيحية أو غير المسلمة .
وفي كلتا الحالتين يجب أن يربى الأطفال كمسلمين ،ويواجه المصريون المسيحيون صعوبات أقل نسبياً في الاندماج في المجتمع الأمريكي ،والأقباط المصريون يميلون إلى التحفظ ويفضلون أن يتزوج أطفالهم داخل الكنيسة القبطية.
المشاركة السياسية والحكومية
بدأ المصريون الأمريكيون بإظهار الاهتمام بالسياسات القومية وسياسات البلد، وكما هو الحال مع أي مجموعة مهاجرة عليهم إثبات وجودهم في المجتمع قبل الدخول في الساحة السياسية .
وبدأ المصريون الأمريكيون بالانخراط سياسياً ولهم حق التصويت ودعم مرشحيهم المفضلين، ولأن عدد كبير منهم لا ينتمون إلى النقابات العمالية لم يكن لهم تأثير ملموس على السياسات النقابية.
والمصريون الأمريكيون محافظون سياسياً ويميلون إلى التصويت للجمهوريين، ولوحظ أن عدداً متزايداً ممن يقيمون في الولايات المتحدة بدأوا يميلون إلى الحزب الديمقراطي أو التصويت بشكل مستقل منذ أكثر من 20عاماً ،ولقد تطوع القليل من المصريين الأمريكيين في القوات المسلحة وخاصة الأطباء.
دور المرأة
منذ القرن التاسع عشر تلعب المرأة في مصر دوراً أكثر انتشاراً في تحسين وضعها ،و زيادة مشاركتها في المجتمع، وساهمت الحرب العالمية الأولى والثانية في إحداث تغييرات جذرية في وضع المرأة في مصر.
بحلول العشرينات من القرن الماضي بدأت النساء بالالتحاق بالجامعات، وشاركن في سوق العمل كمحاميات وأطباء ومعلمات ،وحملت العديد من النساء المصريات الأمريكيات هذا التقليد إلى موطنهم الجديد أمريكا .
معظم النساء المصريات ناشطات داخل المجتمع الأمريكي على عدة مستويات ،وتميل النساء للمشاركة في القوى العاملة حتى اللاتي يقمن بتربية الأسر ،وينطبق هذا بشكل خاص على الموجة الثانية من المهاجرين الذين لم يحصل بعضهم على عمل رغم خلفياتهم الجامعية، حيث عملن النساء كجليسات أطفال أو نادلات في مطاعم أو مشغلات طعام أو في تجارة التموين .
أنشأت العديد من النساء الأمريكيات المصريات شركات تموين مربحة متخصصة في إعداد الأطعمة للأسر المصرية ،وبعضهن لديهن مهن ناجحة في الطب والمحاسبة ،مع وجود عدد كبير منهن في الأوساط الأكاديمية.
العلاقات الأمريكية مع مصر
مؤخراً فقط كانت هناك محاولات للانخراط في السياسة المصرية، تهتم الحكومة المصرية بجاليات المغتربين وتحافظ على علاقات طيبة معهم من خلال تشجيعهم على الاستثمار في اقتصادها.
على سبيل المثال ، في السنوات القليلة الماضية ، قامت جمعية رجال الأعمال المصريين الأمريكيين بجولات رسمية إلى مصر ، حيث اجتمعت مع المسؤولين وقدمت المشورة للبلاد في مختلف الأمور الاقتصادية.
اتحاد المصريين منظمة فضفاضة تدعي تلبية احتياجات المصريين في الخارج من خلال تأمين الروابط مع الوطن. تفضل منظمات أخرى ، مثل المنظمة المصرية الأمريكية للمحترفين ، تجنب الأمور السياسية ، والتركيز على الروابط التعليمية والثقافية بين المصريين الأمريكيين ووطنهم الأم.
اللباس
الأمريكيون المصريون الذين يعيشون في المناطق الحضرية لا يرتدون الملابس التقليدية. منذ مطلع القرن ، اعتمد المصريون المتحضرون الملابس الغربية ، واحتفظت الغالبية العظمى من الذين قدموا إلى الولايات المتحدة بهذه العادة.
في العقدين الماضيين فقط ، اختارت النساء المسلمات ارتداء لباس إسلامي تقليدي يتكون من فستان بطول الأرض وأكمام طويلة وغطاء للرأس.
تلتزم العديد من النساء المسلمات فقط بتقليد تغطية الرأس ، بينما يرتدي الغالبية العظمى من المصريين الأمريكيين الخزانة المعتادة على النمط الغربي. يرتدي الرجال بدلات ، رغم أنهم في مناسبات نادرة يرتدون جلابية ، رداء أبيض طويل ، للصلاة أو في المنزل.
العطل والأعياد الرسمية المصرية في امريكا
معظم الأعياد المصرية هي عبارة عن احتفالات دينية هناك عطلتان إسلاميتان رئيسيتان، عيد الفطر بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى الذي يليه بعد فترة والذي يحيي ذكرى ذبح النبي ابراهيم للحمل ويليه الحج .
ويوجد عيد رأس السنة الهجرية ،وعيد ميلاد النبي محمد ويتم الاحتفال بارتداء الملابس الجديدة والصلاة في المساجد والزيارات بين الأصدقاء.
المسيحيون الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد حسب التقويم الغريغوري ،وعيد الفصح هو الاحتفال لمدة أسبوع بالطقوس الدينية الصارمة التي تبلغ ذروتها في الجمعة العظيمة ، قداس منتصف الليل يوم السبت المقدس ، والقداس عند فجر يوم عيد الفصح. عطلة علمانية ، رأس السنة الجديدة يحتفل به المسلمون والمسيحيون.
المراجع :