صنفت دراسة جديدة أجراها موقع التمويل الشخصي WalletHub أفضل و أسوأ الولايات الأمريكية لإنجاب و تربية الأطفال.
الدراسة التي شملت الولايات الخمسين و مقاطعة كولومبيا اعتمدت في تصنيفها على على المعايير التالية : التكلفة، جودة الرعاية الصحية، مدى ملاءمة الطفل، و مراعاة الأسرة.
و بحسب التصنيف فقد سيطرت نيو إنغلاند على قائمة أفضل الولايات، إذ احتلت ماساتشوستس و فيرمونت و رود آيلاند المراكز الثلاثة الأولى، و نيو هامبشاير و كونيتيكت المركزين الخامس و السادس على التوالي.
و وجدت الدراسة أن أسوأ الولايات لإنجاب الأطفال هي ألاباما، تليها ميسيسيبي، و كارولينا الجنوبية، و لويزيانا، و جورجيا، و أركنساس، و فيرجينيا الغربية، و أوكلاهوما، و نيفادا، و فلوريدا.
لكن هل من المنطقي الانتقال إلى ولاية ذات مرتبة عالية لتكوين أسرة ؟ ليس بالضرورة كما يقول الخبراء
حيث قالت الدكتورة Jennifer D. Sciubba مؤلفة كتاب “8 Billion and Counting: How Sex, Death, and Migration Shape Our World.” :
” هذا شيء يجب على الآباء المحتملين مراعاته عند الموازنة بين فرص العمل و التحرك المحتمل “.
مضيفةً أنه وسط الارتفاع الصاروخي في الإيجارات و أسعار المساكن إلى جانب الضغط التضخمي يمكن أن يشعر البعض بالعبء المالي الناجم عن تربية الأسرة :
” إذا كان لديك طفلان يفصل بينهما عامين و لا يمكنهما بدء المدرسة العامة حتى يبلغوا الخامسة من العمر، فأنت تبحث عن الدفع مقابل 7 سنوات من رعاية الأطفال باهظة الثمن ناهيك عن الصيف وفترات الراحة “.
و على مدى سنوات عديدة انخفض معدل الولادات في الولايات المتحدة، حيث كان الانخفاض في السنة الأولى من الوباء أكبر انخفاض في عام واحد منذ ما يقرب من نصف قرن.
و بالرغم من أن العام الماضي شهد زيادة في الولادات، إلّا أن العدد لا يزال أقل مما كان عليه في عام 2019.
و يرى Matthew Weinshenker الأستاذ المشارك و رئيس علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا في جامعة فوردهام أن التقلبات في معدل الولادات غالباً ما ترتبط بالظروف الاقتصادية :
” أولاً في اقتصاد متقدم مثل اقتصادنا تميل معدلات المواليد إلى تتبع الظروف الاقتصادية “.
و تابع : ” عندما تسير الأمور على ما يرام، يحكم الأزواج الصغار على قدرتهم على تحمل نفقات طفل و هذا هو السبب في انخفاض معدل المواليد بشكل حاد إلى حد ما عندما ضرب الركود العظيم “.
و أشار Weinshenker إلى أن العديد من النساء في النصف الثاني من القرن العشرين يجمعن بين العمل و الأسرة بهدف الحصول على حياة أكثر ثراءً لكن القيام بذلك في الولايات المتحدة أصعب بكثير من البلدان الأخرى :
” نحن الاقتصاد الوحيد المتقدم في العالم الذي لا يتمتع بمزايا إجازة والدية وطنية مدفوعة الأجر و نظام رعاية الأطفال لدينا خاص و مكلف، وحوالي نصف الولايات فقط تضمن إجازة مرضية مدفوعة الأجر “.
و أردف قائلاً : ” مع غياب هذه الدعم، في حين أن الناس لا يزالون يريدون الأطفال فإنهم يميلون إلى أن ينجبوا عدداً أقل، و ينجبونهم لاحقاً في الحياة مقارنةً بالماضي “.