Table of Contents
رئيس فرنسا أعلى مركز داخل الهيئة التنفيذية ، و هو في الوقت نفسه قائد القوات المسلحة الفرنسية .
الرئيس الفرنسي الأول نابليون الثالث تولى الرئاسة سنة 1848 ، أي في ظل الدولة الفرنسية الثانية التي مر عليها ٢٨ رئيساً منذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر .
رئيس فرنسا اليوم هو إيمانويل ماكرون ، تولى ماكرون منصبه في 14 مايو 2017 بعد توليه المنصب اتخذ قصر الإليزيه مقراً لإقامته .
علماً أن مدة الولاية محددة بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ، تأسس منصب رئيس فرنسا في 20 ديسمبر عام 1948 .
الرئيس الفرنسي الأول هو نابليون الثالث ، و إن دخول الجمعية الوطنية هو أمر ممنوع بالنسبة لرئيس فرنسا ، لكن الملوك و رؤساء الوزراء
يُسمح لهم بالدخول إلى الجمعية الوطنية الفرنسية حيث يتم تقديم دعوة رسمية لهم لحضور و إلقاء خطابات فيه .
صلاحيات رئيس فرنسا
حدد الدستور الفرنسي صلاحيات الرئيس الفرنسي ، تمت المصادقة على الدستور في الرابع من تشرين الأول /أكتوبر 1958 .
صلاحيات رئيس فرنسا حسب المادة الخامسة من الدستور الفرنسي تقول أنه يجب عليه العمل على احترام الدستور ، و يتولى تسيير عمل السلطات العامة و الحرص على استمرارية الدولة .
رئيس فرنسا مُوكل بحماية فرنسا و استقلالها و الوحدة الوطنية ، تمنح المادة الخامسة عشر من الدستور الفرنسي رئيس فرنسا صلاحيات الدفاع .
باعتباره قائد للقوات المسلحة الفرنسية يجب عليه الإشراف على مسائل الدفاع ، و أن يلعب دوراً أساسياً في كافة مسائل الدفاع ،
و قد تم التركيز على هذا الدور منذ أن قامت فرنسا بتطوير قوة ردع نووية .
رالرئيس الفرنسي هو المخول باتخاذ قرار الضغط على ” الزر النووي ” ، تُوكل المهام الدبلوماسية لرئيس فرنسا عليه أن يرفع اسم فرنسا ويقوم بدور مميز على الصعيد الدبلوماسي .
المسؤولية الدبلوماسية نص عليها القانون حسب المادة الرابعة عشر ، رئيس فرنسا يُمثل دولته في الخارج و في المؤتمرات الدولية ،
هذا ما حمّله مسؤوليات كبيرة لإظهار الدولة الفرنسية بأبهى صورة .
سلطات رئيس فرنسا
كما يعبر عن آراء شعبه تجاه المواقف الدولية و غيرها ، سلطات الرئيس الفرنسي تنقسم إلى نوعين :
_ السلطات المتقاسمة .
_ السلطات الخاصة .
يجب أن تحمل السلطات المتقاسمة توقيعاً مصدقاً من جانب الحكومة الفرنسية ، بمعنى آخر يجب أن تكون القرارات موضوع مناقشة .
تتم هذه المناقشة بين رئيس فرنسا و الحكومة ، لا يمكن للرئيس اتخاذ قرار بمعزل عن مشاورة الحكومة .
مثلا يجب أن تكون جميع القرارات والمراسيم موقعة من قبل الحكومة ، أي أن تُتخذ بالتشاور مع مجلس الوزراء ، وتصدر القوانين بالتشاور .
يتقاسم رئيس فرنسا مع البرلمان مبادرة مراجعة الدستور ، يتم ذلك من خلال تقديم رئيس الوزراء اقتراح لرئيس الجمهورية الفرنسية .
السلطات الخاصة اسمها يوحي بمضمونها ، لا يُطلب من الرئيس مُشاورة حكومته في ما يتعلق بالسلطات الخاصة .
تشمل السلطات العامة حق إقرار إجراء استفتاء شعبي أو حل الجمعية الوطنية ، كما تتضمن تطبيق المادة ١٦ من الدستور ، حيث تنص المادة السادسة عشر من الدستور إعطاء رئيس الجمهورية سلطات خاصة وقت الأزمات .
الهدف من ذلك حماية الديمقراطية و إعادة تسيير السلطات العامة ، يتطلب الأمر في الأزمات تسيير الأوضاع بشكل سريع ،
هذا ما جعل الرئيس يتولى أمر التسيير بمفرده دون العودة إلى الحكومة لأن المُشاورة تأخذ وقتاً طويلاً ، و جميعنا يعلم أن حالات الطوارئ
لا يمكن التعامل معها باسترخاء هذا ما حمّل الرئيس الفرنسي مسؤوليات كبيرة .
مسؤوليات رئيس فرنسا في التعيين
تُوكل لرئيس فرنسا مهام تعيين بعض المناصب مثل منصب رئيس الوزراء و أعضاء الحكومة .
يمكن ان يقوم رئيس فرنسا بإنهاء مهام رئيس الوزراء عند تقديم الثاني استقالة حكومته ، كما يحق له إنهاء مهام أعضاء الحكومة باقتراح من رئيس الوزراء .
يشرف رئيس فرنسا شخصياً على مجلس الوزراء ، و يقوم بتوقيع المراسيم والقرارات بحضور أعضاء الحكومة .
يقوم رئيس فرنسا بتعيين السفراء الفرنسيين في الخارج ، يقوم باختيارهم بدقة كبيرة كونهم يمثلون الدولة الفرنسية في أنحاء العالم ،
و يجب على السفراء العودة إلى رئيس فرنسا و التفاوض معه بشأن المعاهدات و المصادقة عليها .
يمكن أن يقوم الرئيس الفرنسي بعرض بعض مشاريع القوانين على استفتاء شعبي و هذا دليل على ديمقراطية فرنسا إذ تتم المصادقة على القرارات بعد الاستفتاء .
يحق لرئيس فرنسا حل الجمعية الوطنية و دعوة البرلمان إلى دورة استثنائية ، يمكنه عقد اجتماع للمجلس الدستوري ، و يحق له تعيين رئيس المجلس الدستوري مع ثلاثة أعضاء .
يضمن الرئيس الفرنسي استقلال السلطة القضائية ، و يرأس مجلس القضاء الأعلى و يحق له إصدار العفو .
إن صلاح الدولة قائم على صلاح القضاء ، هذا ما دفعالرئيس الفرنسي للإشراف على القضاء و التأكد من صحة سيره و استقلاله .
حصانة رئيس فرنسا
ترتبط حصانة الرئيس الفرنسي بمدة ولايته ، إذ يتمتع الرئيس بحصانة مؤقتة خلال ولايته .
لا تقع على عاتق الرئيس أي مسؤولية بسبب التصرفات التي تتم ضمن ممارسة مهامه ، يمكن إقالة الرئيس من قبل البرلمان لكن بشروط محددة .
يتم ذلك إذا تبين أنه قام بخرق القوانين و الإخلال بواجباته على أن يتعارض هذا الإخلال مع مهامه ، و قد تم إقرار ذلك في مراجعة الدستور في فبراير/ شباط 2007
بعد إقالة الرئيس يتحول البرلمان إلى محكمة عليا ، يبقى الأمر كذلك حتى انتخاب رئيس جديد .
الجمهورية الخامسة في فرنسا
الجمهورية الخامسة في فرنسا مر عليها ستة رؤساء ، كما شهدت ثلاث فترات تعايش بين اليمين واليسار .
الفترة الأولى بين عامي 1986-1988 .
الثانية بين عامي 1993-1995 .
الثالثة بين عامي 1997-2002 .
و قد جعلت الرئيس في وضعية المعارضة لافتقاده للأغلبية النيابية ، شهدت الجمهورية الخامسة في فرنسا حالة استقالة
واحدة تمثلت هذه الحالة في استقالة شارل ديغول من منصبه خلال فترته الرئاسية الثانية ،
كما شهدت هذه الفترة وفاة واحدة و هي وفاة جورج بومبيدو ، توفي الرئيس جورج بومبيدو قبل سنتين من انتهاء ولايته .
المقر الرسمي لرئيس فرنسا
يُعد قصر الإليزيه هو المقر الرسمي لرئيس فرنسا ، يقع القصر في 55 شارع فوبور سانت انوريه ، كما يوجد العديد من المقرات التابعة للرئاسة منها :
- قلعة بريجنسون في جنوب فرنسا
- فندق مارينيي
- قصر الاروبة
- مركز سوزي لا بريش
- لا لنترن في فرساي
- مركز ماري لو روا
رؤساء فرنسا عبر التاريخ
الرئيس شارل ديغول حكم فرنسا ولايتين رئاسيتين :
الولاية الأولى : 1958 – 1965 الولاية الثانية : 1965 -1969
الرئيس جورج بومبيدو
1969 – 1974
الرئيس فاليري جيسكار ديستان
1974 – 1981
الرئيس فرنسوا ميتيران حك فرنسا ولايتين رئاسيتين :
الولاية الأولى : 1981 – 1988
الولاية الثانية : 1988 -1995
الرئيس جاك شيراك
1995 _ 2007
الرئيس نيكولا ساركوزي
2007 _ 2012
الرئيس فرانسوا أولاند
2012 _ 2017
الرئيس إيمانويل ماكرون :
من 2017 حتى الآن .
رئيس فرنسا الحالي
ذكرنا أن الرئيس إيمانويل ماكرون تولى الرئاسة الفرنسية منذ عام 2017 ، ولد ماكرون في أميان ، ودرس الفلسفة في إحدى جامعات باريس ،
تابع دراسة الماجستير في الشؤون العامّة من معهد الدراسات السياسية في باريس .
عمل ماكرون موظّفاً في المفتشية العامة للشؤون المالية ، و عمل مصرفي استثماري في بنك روتشيلد .
تم تعيين ماكرون نائباً للأمين العام لرئاسة فرنسا من قبل الرئيس فرنسوا هولاند ، فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي المنتخب من عام 2012 حتى عام 2017 .
عُيّن ماكرون وزيراً للاقتصاد و الصناعة و الشؤون الرقميّة في أغسطس 2014 ، حقق ماكرون تميزاً في الإصلاحات الملائمة للأعمال التجاريّة خلال توليه المنصب
لكنه استقال في أغسطس 2016 للعمل من أجل الحملة الرئاسيّة في انتخابات 2017 .
بالرغم من أن ماكرون كان عضوًا في الحزب الاشتراكي بين 2006 و 2009 لكنه دخل الانتخابات تحت غطاء حزب إلى الأمام صاحب التوجّهات الوسطيّة ، والذي أسّسه في أبريل عام 2016 .
تصدّر ماكرون الجولة الأولى من التصويت ، قبل أن يتم انتخابه رئيس فرنسا في 7 مايو 2017 ، كما حاز نتيجة 66.1 % من مجموع الأصوات في الجولة الثانية .
بعد توليه الرئاسة قام بتعيين إدوارد فيليب رئيسًا للوزراء ، ثم غيّر اسم حزبه حتى أصبح حزب “الجمهورية إلى الأمام ” .
حصل على الأغلبية في الجمعيّة الوطنيّة فترة الانتخابات التشريعية ، تم تصنيف ماكرون كأصغر رئيس في تاريخ فرنسا حيث بلغ من العمر 39 سنة فقط أثناء توليه الرئاسة .
موقف الإعلام من رئيس فرنسا الحالي
كان تولي ايمانويل ماكرون بداية سلسلة من الخلافات ، ماكرون منذ بداية حياته السياسية كانت إطلالاته الإعلامية قليلة لتجنب تفاعل وسائل الإعلام معه .
ماكرون فجّر آراء المعارضين في 30 يونيو 2017 ، وذلك من خلال إعلانه بأنه لن يطل على الإعلام خلال يوم الباستيل .
يوم الباستيل مخصص للاحتفال باليوم الوطني الفرنسي ، بهذا الفعل قام ماكرون بمخالفة تقليد الاحتفال القديم في فرنسا .
و قد فُسر فعل ماكرون بأن طريقة تفكيره معقدة جداً ولا يحب الحديث مع الصحافة ، كان ماكرون قد أخبر أحد الصحفيين في وقت سابق للاحتفال أنه سيتحدث يوم الباستيل .
عدم الاحتفال كان له تأثيراً سلبياً كبيراً في وسائل الإعلام ، قام موقع BuzzFeed الفرنسي بالتعليق على ذلك .
إذ نشر مقالة بعنوان ” عشر جمل معقدة جدا قالها ماكرون ، عذرا أيها المغفلون” ، و قامت مجلة ماريان بكتابة عنوان ” نحن لا نفهم الرئيس ماكرون” ،
بعد فترة قصيرة تم إجراء استبيان حول طريقة تعامل ماكرون مع الإعلام .
بيّن الاستبيان أن نسبة 74 ٪ مؤيدين لطريقة تعامله مع الإعلام ، وقد كان لهذا الاستبيان وقعاً كبيراً في الساحة الإعلامية .
وقد برر المسؤولون عدم ظهور رئيسهم بسبب انشغاله من أجل التحدث أمام مجلس البرلمان
حيث كان مجلس البرلمان سينعقد في الأسبوع التالي .
في 2017 بدأت الأعمال التخريبية في غويانا لأسباب مُحقة ، إهمال الرعاية الصحية والافتقار إلى الرعاية الاجتماعية في بعض المناطق أدى لاندلاع أعمال الشغب .
وقد احتدمت الثورة بعد رفض ماكرون إرسال مساعدات إضافية لتلك المناطق مُعلقاً على ذلك بالقول : أنا لست ” بابا نويل”.
كما اتهم ماكرون بالعنصرية بسبب تعليقاته السلبية عن الأفارقة ، لم يترك ماكرون صورة حسنة في العالم الإسلامي بل أجج نار الكره في قلوب المسلمين بسبب تصريحاته المجحفة حيث دعم الرسوم المسيئة للإسلام كما وصف الإسلام بأنه يسبب مشاكل أينما كان .
الجوائز و الاستحقاقات التي نالها رئيس فرنسا الحالي
نال الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون العديد من الجوائز .
تتمثل تلك الجوائز في :
- وسام فرسان الفيل ( 2018 )
- كارلسبريز ( 2018 ) .
- نيشان الصليب الأعظم لوسام الوردة البيضاء لفنلندا ( 2018 ) .
- وسام الصليب الأكبر لجوقة الشرف ( 2017 ) .
- الصليب الأكبر من وسام الاستحقاق الوطني ( 2017 ) .
- الصليب الأعظم لنيشان المخلص ( 2017 ) .
- نيشان الامبراطورية البريطانية من رتبة قائد ( 2014 ) .
- جائزة المنافسة العامة ( 1994 ) .
السياسة الخارجية لـ رئيس فرنسا الحالي
الرئيس الفرنسي هو ممثل دولته في الخارج إذ يوصل كلمة الشعب و رأيه في الأحداث الخارجية .
اقترح ماكرون استمرارية سياسة جان إيف لودريان بما في ذلك المشاركة في حلف شمال الأطلسي الذي تتم قيادته من قبل الولايات المتحدة .
لكنه أكد على وجوب الخدمة الإلزامية و لو كانت لشهر واحد فقط ، رفض ماكرون التعليق في ما يخص قضية فلسطين و كان سبب هذا الرفض عدم الاعتراف بوجود فلسطين في الأساس .
قام ماكرون بنشر كتاب يُعبر عن أفكاره السياسية . عَنون كتابه باسم ثورة (Révolution) ، طُبع في دار نشر XO ، باريس ، صدر كتابه عام 2016
و هو عبارة عن 270 صفحة ، كما كتب العديد من المقالات في مجالات متعددة ، إذ تحدث عن التعليم العالي و إعادة التأهيل ، كما تحدث عن متاهات السياسة و الاستثمار و الحركات الناشئة .
ماكرون والاقتصاد
ماكرون له باعٌ طويل في الاقتصاد و الاستثمار ، مما يزيد في ميزان إيجابياته لدعم فرنسا و اقتصادها .
كما أنه انخرط في المعترك السياسي بعمر مُبكر ، رعاية الشعب في الداخل و حمايته من الأخطار الخارجية من مسؤوليات رئيس فرنسا .
أضف إليها تمثيل فرنسا في المحافل الدولية ، إن منصب الرئيس يتطلب وقتاً و جهداً و شخصاً مؤهلاً يقوم بمهامه على أكمل وجه .
إن هذا المنصب يحتاج لشخصٍ على مستوى عالي في جميع النواحي ، لأن رئيس فرنسا تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة .
تنبثق هذه المسؤوليات من أهمية الدولة الفرنسية و مكانتها الدولية ، مما جعل الحمل كبير على رئيس فرنسا .
الرئاسة أقوى منصب في السياسة الفرنسية ، كل موقف و كل رأي يُصرح به الرئيس الفرنسي محسوب على الدولة بأكملها ، و
هذا يوحي بحجم اجتهاد الرئيس في دراسة تصريحاته قبل التصريح بها .
المصادر والمراجع :