Table of Contents
تتصدّر الصين المركز الأول عالمياً في إنتاج الأرز ، تعرّف في هذا المقال على نسبة انتاج الأرز في الصين وكيف تتم زراعته والإعتناء به وماهي حلولها لرفع كمية الإنتاج .
لطالما كان التحوّل من الصيد والجمع إلى الزراعة في ساحل جنوب الصين موضوعاً بارز الأهمية هناك والسبب في ذبك أهمية الموضوع لفهم تشتت المحاصيل وتبعثرها في جنوب الصين وجنوب شرق آسيا.
من المفترض أن محصول الأرز كان المحصول الوحيد الذي زرعه المزارعون الأوائل في تلك المناطق منذ 5000 سنة قبل الميلاد!
لكن موثوقية هذه التخمينات لا تزال غامضة بسبب عدم وجود أدلة منهجية تشير إلى الحقيقة الكاملة.
وتقول الدراسات بأن ظهور الزراعة في الصن استناداً لتحاليل بقايا العينات وباستخدام دليل الكربون المشع قد ظهر في الساحل الجنوبي للصين بما يقارب 466-4800 عام قبل الميلاد!
حيث بدأت القصة مع زراعة محصول الأرز الاستراتيجي ومحصول الدخن فاتحةً معها حقبة جديدة من التاريخ الزراعي في الصين.
حسناً، بما أن الأرز هو أكثر المحاصيل شعبية هناك في الصين، فلندخل قليلاً في تفاصيل هذه المحصول الذي يعتبر أحد أهم المحاصيل في العالم.
لنسلّط الضوء على أهمّيته، يا تُرى كم هي نسبة إنتاج الأرز في الصين؟ وأين يُزرع؟ لنتعرّف على تلك التفاصيل عن كثب، لنبدأ!
نسبة انتاج الأرز في الصين
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فقد بلغ انتاج الصين من محصول الأرز حوالي 214 مليون طناً في عام 2020 وحوالي 211 مليون طن بنسبة 28% من الإنتاج العالمي في عام 2019، وبمساحة محصودة تصل إلى 30.4 مليون هكتار.
الصين هي المسيطرة عالمياً
سيطرت الصين على انتاج محصول الأرز الاستراتيجي على مر العصور وما زالت تفعل ذلك!
حيث يُزرع الأرز عموماً ضمن الأراضي الرطبة في الحقول التي تغمرها المياه لتزويدها بالمياه خلال موسم النمو، ومناخ الصين ملائم للغاية لزراعة الأرز دون حاجة لمجهود لتغيير الظروف المناخية وهذا ما يسمح للصين بإنتاج محصول الأرز على نطاق عالمي واسع.
إذاً لا يخفى على أحد بأن الصين هي أكبر منتج للأرز في العالم، ويعدّ محصول الأرز هو أهم محصول حبوب في الصين حيث يعتمد حوالي 65 ٪ من سكان الصين على الأرز كغذاء أساسي لهم.
يتم إنتاج ما يقرب من 95 ٪ من الأرز المزروع في الصين في ظل ظروف زراعة تقليدية بالرغم من وجود فترات طويلة من الفيضانات، مما يتطلب الاستعانة بالعمالة المكثفة.
زراعة الأرز في الصين
تقع مزارع الأرز بشكل أساسي في وسط الصين (في مقاطعات جيانغسو وآنهوي وهوبي وسيشوان على طول وادي نهر اليانغتسي)، وتمثل حوالي 49 ٪ من إجمالي إنتاج الأرز الصيني اعتماداً على (المكتب الوطني للإحصاء في الصين).
المياه العذبة والنظيفة ضرورية للغاية لزراعة الأرز ويقوم المزارعون ببناء حقول الأرز مع وضع ذلك في الاعتبار.
حقول الأرز مصنوعة من تربة سفلية مانعة للماء نسبياً في القاع وعلى الحدود، ويتيح ذلك للأرز الاحتفاظ بحوالي خمس بوصات من الماء لمعظم موسم النمو. لأن حقل زراعة الأرز يجب أن يظلّ مغموراً بالمياه لأشهر متتالية، إذا لم يكن ممتلئاَ بشكل طبيعي بالمطر أو بمياه الفيضانات، فيجب ريّه.
ويعتبر الأرز أيضاً نبات حساس جداً لملوحة التربة (محتوى التربة من الملح) ودرجة الحموضة (المحتوى الحمضي / الأساسي المتواجد في التربة)، وبناءً على ذلك لا يمكن أن ينمو الأرز فيما يشير إليه المهندسون الزراعيون بالتربة المالحة القلوية – التربة شديدة الملوحة والأساسية كيميائياً.
-الصين والأرز في مأزق!
لسوء الحظ، تمتلك الصين مساحات كبيرة من الأراضي الملحية والقلوية التي أشرنا إليها منذ قليل، والتي لا يمكن استخدامها للزراعة، وهي تمتد على حوالي 100 مليون هكتار! أي بحجم مصر تقريباً.
150مليون صيني بين أيدي سوء التغذية
وهذا ينعكس حالياً على شكل نقص في الأمن الغذائي في الصين، وهو ما سينعكس لاحقاً بتأثير الدومينو على العالم وعلى الأمن الغذائي العالمي ومنه على الاقتصاد العالمي.
حيث يقول برنامج الغذاء العالمي أن حوالي 150.8 مليون شخص يعانون من سوء التغذية في الصين!
علاوة على ذلك، يواجه أكثر من 186 مليون شخص آثار الفيضانات وغيرها من الكوارث التي تدمر المحاصيل ومن بينها الأرز.
ذات صلة :
الأسمدة هي السبب
التوجه العالمي الحديث أدّى لتغير عادات المزارعين السابقة مثل استخدام الأسمدة الطبيعية، وتحولوا منها إلى التعامل مع الأسمدة الحديثة التي تعتبر نتائجها أسرع في الظهور مقارنةً بالسابقة، ولكن ذلك ينعكس سلباً بشكل كبير على نسبة إنتاج الأرز في الصين، كيف؟
-اعتباراً من عام 2014تحول متوسط معدل الاستخدام للأسمدة إلى 434.3 كجم / هكتار، وهو ما يقرب من ضعف الحد الأعلى الآمن المعترف به دولياً!
هذا يعني الخراب للتربة، لأن هذا الاستخدام المفرط طويل الأمد للأسمدة يحول الأرض الخصبة سابقاً إلى ملوحة قلوية غير صالحة للأرز، ومن هنا سوف يوفر حافزاً لاستخدام المزيد من الأسمدة لتلبية مستويات الإنتاجية السابقة، وهذا يعني الدوران في حلقة مفرغة!
انظر أيضاً :
حلول أخرى لرفع نسبة إنتاج الأرز في الصين
1.أرز البحر هو الحلّ البديل
منذ الخمسينيات من القرن الماضي، كان هناك إجماع بين العلماء على أن هذه المشاكل يمكن حلها إذا تمكن المزارعون من زراعة الأرز في التربة المالحة القلوية، أي أن تقوم بإنتاج أصناف جديدة قادرة على التأقلم مع الظروف الجديدة التي فرضتها البيئة بدلاً من التوقف عن إنتاج الأرز والدخول في دوامة المجاعات التي قد توصل العالم إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وهذا حصل في عام 1986 حيث حقق عالم صيني يُدعى تشين ريشنغ تقدم كبير خلال دراسة أشجار المانغروف على الشاطئ، حيث تعثرت قدمه بساق شجرة مانغروف بارزة من الأرض.
2.أرز بالقرب من الشاطئ
كانت المفاجأة بوجود نبات أرز برّي ينمو بالفعل في تربة قلوية مالحة رغم كل الصعاب والظروف التي توجد هناك!
جمع هذا العالم حوالي 500 حبة وبدأ عملية تكاثر دقيقة ومجهدة لمعرفة الحقيقة، وامتدّت الدراسات لسنوات، وبحلول عام نتج عن هذا التكاثر حوالي 3.8 كجم من حبوب الأرز الثمينة التي تتحمل الملح!
3.أرز البحر 86
أطلق العالم تشين على هذا الصنف المُكتَشَف اسم “أرز البحر 86” واستمر في تنقية البذور وزراعتها وحصادها لسنوات طويلة.
4.أين وصلنا اليوم؟
النتيجة كانت مجموعة متنوعة من الأرز ذات الخصائص القيّمة جداً، والتي قد تحمي العالم من مجاعة محقّقة في السنوات القريبة!
ونجن اليوم بصدد إنتاج أرز يمكن زراعته في تربة قلوية شديدة الملوحة لمدة ست سنوات كاملة نتيجة لجهود هذا العالم، حيث يمكن أن يتحمّل هذا النوع من الأرز ما يصل إلى ثلاثة أضعاف كمية الملح من السلالات الأخرى.
كما انّ هذا الصنف قادر على أن يحسّن جودة التربة أيضاً في نصف ذلك الوقت!
هذا الصنف أيضاً أكثر مقاومة للفيضانات والتشبّع بالمياه، والجذوع قادرة على تحمل الكسر في الظروف القاسية، هذا يعني أنّ السلالة أقل حساسية وأكثر مقاومة للكوارث الطبيعية مقارنة بأصناف الأرز العادية.
وكنتيجة مبهرة أيضاً فإن هذا الصنف لا يحتاج إلى سماد فهو مقاوم بشكل طبيعي للآفات والأمراض!
إضافة إلى أنّه يمتلك قيمة غذائية أعلى من سابقاته من الأصناف!
كانت هذه لمحة عن نسبة إنتاج الصين، حيث رأينا أن الصين تحمل على عاتقها الكثير من المسؤولية تجاه العالم لأنها المنتج الأكبر له، وبالتالي هي التي تقف في الصف الأول لحماية العالم من المجاعات المحتملة القادمة في المستقبل!
المراجع :