Table of Contents
لويزيانا أمريكا من الولايات المميزة الجنوبية ، تعرَف في هذا التقرير على تاريخها وطبيعتها الجغرافية الغنية بالأنهار والجزر ومناخها الرطب بالإضافة الى تركيبتها السكانية ودياناتهم وثقافاتهم والقوانين السائدة في هذه الولاية والتعليم والمواصلات فيها .
لويزيانا هي ولاية تقع جنوب وسط الولايات المتحدة الأمريكية، تحتل المرتبة 25 من حيث عدد السكان في الولايات الخمسين. حدودها من الشمال أركنساس و من الغرب ولاية تكساس و من الشرق المسيسبي و من الجنوب خليج المكسيك، جزء كبير من حدودها الشرقية هو نهر المسيسبي.
و هي الولاية الوحيدة التي يوجد فيها تقسيمات سياسية تسمى الأبرشيات و هي تعادل المقاطعات، و هذا يجعلها مع ألاسكا الولايتين الوحيدتين الغير مقسمتين إلى مقاطعات. عاصمتها باتون روج و أكبر مدنها مدينة نيو أورلينز.
سميت لويزيانا بهذا الاسم نسبة إلى لويس الرابع عشر ملك فرنسا، حيث أنها كانت قديماً جزءاً من الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية.
يوجد في لويزيانا قبائل أمريكية أصلية، أربعة معترف بها على المستوى الفيدرالي و عشرة معترف بها من قبل الدولة و أربعة لم يتم الاعتراف بها حتى الآن.
تفتقر لويزيانا إلى الرعاية الصحية الجيدة و أنظمة التعليم المتطورة و التنمية و ترتفع فيها معدلات الفقر، كما يرتفع في الولاية عدد الوفيات المرتبط بتعاطي المخدرات و الكحول، كما أنه لديها أعلى معدل جرائم في الولايات المتحدة.
لويزيانا أمريكا
تشكل قسم كبير من أراضي الولاية من الرواسب التي جرفتها مياه نهر الشميسي مسببة بذلك تشكل دلتا شاسعة و مستنقعات، يوجد في هذه المناطق نباتات غنية و متنوعة بالإضافة إلى الضفادع و الأسماك و الطيور، كما يوجد فيها مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر و السافانا.
تتمتع البيئات الحضرية في الولاية بتعدد الثقافات و اللغات، حيث يوجد فيها مزيج من الثقافات الفرنسية و الإسبانية و الكندية و الأمريكية الاصلية و الأفريقية، حيث أن لويزيانا كانت مستعمرة فرنسية و إسبانية، و قام المستعمرون باستيراد الأفارقة كعبيد في القرن الثامن عشر.
كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة للتعليم في المدارس قبل الاعتراف بالتعددية اللغوية عام 1974.
ذات صلة :
تاريخ لويزيانا أمريكا
نشأت لويزيانا في الألفية الرابعة قبل الميلاد، قام الصيادين و جامعي الثمار ببناء منشآت ترابية في شمال لويزيانا، و بعد 2000 عام تم بناء أكبر موقع قديم في الولاية. و في عام 1500 قبل الميلاد كان الفقر في ذروته في لويزيانا.
عمل السكان بعدها بصناعة الفخار و استمرت حتى 200 بعد الميلاد. امتدت الغابات في الجزء الجنوبي و الشرقي من الولاية و وصلت حتى نهر المسيسبي.
في عام 400 تم بناء مراكز أعمال ترابية و ازداد عدد السكان بشكل كبير.
في عام 1528 أتت بعثة إسبانية إلى لويزيانا و استمرت في نفوذها لمدة قرن و نصف، و في أواخر القرن السابع عشر أتت بعثة فرنسية و طالبت بمناطق شاسعة من أمريكا الشمالية،
و في عام 1682 سميت لويزيانا على اسم الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا. تنازلت فرنسا لبريطانيا عن أراضيها عام 1763 و تم تدفق العبيد إلى لويزيانا من مستعمرة أكاد الفرنسية لرفضهم الحكم البريطاني.
في بداية القرن التاسع عشر زاد إنتاج السكر في لويزيانا و أصبحت منتجاً رئيسياً له و استمر نقل العبيد إلى المنطقة للعمل، و في عام 1840 كان لدى نيو أورلينز أكبر سوق للعبيد في الولايات المتحدة مما أدى إلى ازدهار الاقتصاد.
في عام 1812 أصبحت لويزيانا الولاية الأمريكية الثامنة عشر. بعد الحرب الأهلية تم تحرير العبيد و إعطائهم الحقوق المدنية.
الجغرافيا في لويزيانا أمريكا
يمكن تقسيم لويزيانا في أمريكا إلى قسمين :
منطقة شمال لويزيانا و هي عبارة عن مرتفعات و منطقة الساحل ( وسط لويزيانا و أبرشيات فلوريدا و أكاديانا و مناطق نيو أورلينز الكبرى) بالإضافة إلى المنطقة الرسوبية التي تشمل أراضي المستنقعات و الشواطئ و الجزر، هذه المنطقة تقع على طول خليج المكسيك و نهر المسيسبي.
يعبر نهر المسيسبي الولاية من الشمال إلى الجنوب بمسافة قدرها 600 ميل و يصب في خليج المكسيك، كما يوجد في الولاية النهر الأحمر و نهر أواتشينا.
في الجزء الشمالي و الشمالي الغربي من الولاية تبلغ مساحة التلال المرتفعة حوالي 25000 ميلاً مربعاً.
أما الارتفاعات فوق مستوى سطح البحر فتتراوح من 10 أقدام على الساحل إلى 60 قدم في البراري و الأراضي الرسوبية.
الساحل الجنوبي للولاية هو من أسرع المناطق اختفاءً و ذلك بسبب سوء الإدارة للساحل حيث أن الفيضانات الناتجة عن نهر المسيسبي حفزت نمو الاهوار.
تمنع السدود الصناعية فيضان المياه في فصل الربيع كما أن القنوات التي تم حفرها لصناعة النفط و الغاز تسمح للعواصف بنقل مياه البحر إلى الداخل و تؤدي إلى إتلاف المستنقعات.
مع استمرار الفيضانات الناتجة عن نهر المسيسبي ستستمر التجمعات الساحلية في الاختفاء و هذا يجعل الناس يغادرون هذه المنطقة حيث أن فقدان الأراضي يؤثر سلباً على الصناعة و لكنه في نفس الوقت يدعم الصيد.
الطقس في لويزيانا
يسود الولاية مناخ شبه استوائي رطب مع صيف حار و رطب و طويل، يعود المناخ الاستوائي إلى تأثير خليج المكسيك و خط العرض المنخفض و التضاريس المنخفضة.
تهطل الأمطار على مدار العام، تتأثر الولاية ب الأعاصير المدارية وخاصة الأراضي المنخفضة. أما معدل حدوث العواصف الرعدية فهو حوالي 60 يوماً في السنة، و هذا اكثر من باقي الولايات باستثناء فلوريدا.
ذات صلة :
سكان لويزيانا
تحتل لويزيانا المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في جنوب وسط أمريكا بعد تكساس، يعيش غالبية السكان في جنوب لويزيانا بينما يقل عددهم في الوسط و الشمال من الولاية. بلغ عدد سكان لويزيانا عام 2020 حوالي 4657757 نسمة، كما شهدت الولاية زيادة بعدد السكان بمقدار 2.5٪ بين عامي 2010 و 2019.
في عام 2016 زاد عدد المهاجرين الغير شرعيين إلى لويزيانا حيث بلغ 70 ألف مهاجر و شكلوا 2٪ من سكان الولاية. تبلغ الكثافة السكانية للولاية 104.9 نسمة لكل ميل مربع.
يتحدث السكان اللغة الإنجليزية بشكل أساسي بالإضافة إلى اللغة الإسبانية و الفرنسية و لغات أخرى. أما بالنسبة إلى التكوين العرقي للولاية حسب عام 2020 فهو على النحو التالي : 55.8٪ أبيض غير لاتيني، 31.2٪ أمريكي من أصل إفريقي، 1.8٪ آسيوي، 0.6٪ أمريكي أصلي، 0.04٪ جزر المحيط الهادي، 0.4٪ أعراق أخرى.
الدين
حسب إحصائيات 2020 فإن توزع الأديان و الطوائف في لويزيانا كان على النحو التالي : 53٪ بروتستانتية، 22٪ كاثوليكي، 1.5٪ مسيحي آخر، 19٪ غير منتسب، 1٪ يهودي، 4٪ أديان أخرى.
أي أن الغالبية العظمى من سكان لويزيانا مسيحيون حيث بلغت نسبتهم حوالي 84٪ من عدد السكان عام 2019.
جنوب لويزيانا و منطقة نيو أورلينز الكبرى ذات غالبية كاثوليكي، أما المجتمعات اليهودية فتتركز في المدن الكبرى من الولاية و أهمها الجالية اليهودية في نيو أورلينز.
تنتشر الديانات الغير مسيحية في لويزيانا في المناطق الحضرية و هي الإسلام و البوذية و الهندوسية.
اقتصاد لويزيانا
ارتفع الناتج الإجمالي المحلي للولاية من 213.6 مليار دولار عام 2010 إلى 253.3 مليار دولار عام 2020.
في عام 2019 كان متوسط دخل الفرد حوالي 28.662 دولاراً و متوسط دخل الأسرة 51.073 دولاراً.
انخفضت نسبة البطالة في لويزيانا من 5.3٪ عام 2017 إلى 4.4٪ عام 2019.
الضرائب في لويزيانا
يوجد ثلاث شرائح لضريبة الدخل الشخصي في لويزيانا و هي تتراوح من 2٪ إلى 6٪، أما معدل ضريبة المبيعات فهو 4.45٪، كما يوجد في الولاية ضريبة استخدام بمقدار 4٪ تتوزع على الحكومات المحلية.
أما الضرائب العقارية فيتم تقييمها على المستوى المحلي، يتلقى دافعو الضرائب في لويزيانا مزيداً من التمويل الفيدرالي لذلك تعتبر لويزيانا ولاية مدعومة.
ساعدت الكثير من العوامل على النمو الاقتصادي في لويزيانا بشكل سريع بما في ذلك ازدهار الزراعة و توفر النفط و الغاز الطبيعي و نجاح صناعة التكنولوجيا.
تشمل المنتجات الزراعية في لويزيانا القطن و قصب السكر و الأرز بالإضافة إلى المأكولات البحرية و منتجات الألبان و الدواجن و الماشية و المنتجات الكيماوية و البترول و الفحم و معدات النقل و المنتجات الورقية، كما تلعب السياحة دوراً هاماً في اقتصاد الولاية و خاصةً في نيو أورلينز الكبرى.
كما يوجد في الولاية ميناء جنوب لويزيانا و هو أكبر ميناء للشحن في نصف الكرة الغربي و رابع أكبر ميناء في العالم، كما أنه أكثر الموانئ ازدحاماً في الولايات المتحدة.
كما تشتهر لويزيانا بصناعة الأفلام حيث أن المنافس الوحيد لها ألاسكا من حيث الشعبية.
انظر أيضاُ :
الحكومة و السياسة
كانت نيو أورلينز هي عاصمة لويزيانا و في عام 1849 تم نقلها إلى باتون روج. يقع قصر حاكم لويزيانا و مبنى الكابيتول في العاصمة باتون روج، أما المحكمة العليا لاتزال في نيو أورلينز.
لويزيانا لديها ست مقاطعات في الكونغرس، يمثلها في مجلس النواب ديمقراطي و خمسة جمهوريين، في عام 2020 تم تصنيفها في المرتبة 24 كأصعب ولاية من حيث التصويت.
تقسم لويزيانا إلى 64 أبرشية، معظم الأبرشيات ذات حكومة منتخبة و هي الحكومة التشريعية و التنفيذية، و عدد محدود من الأبرشيات يعملون بموجب الحكم الذاتي يشمل ذلك رئيس البلدية و المجلس و المدير.
القانون المدني
حافظ الهيكل القانوني و السياسي في الولاية على عناصر كثيرة من فترة الحكم الفرنسي و الاسباني مثل استخدام مصطلح أبرشية بدلاً من مقاطعة في التقسيم الإداري.
يوجد اختلاف كبير بين القانون المدني في لويزيانا و الولايات المتحدة، حيث أن الكثير من قوانين الأسرة و الإجراءات المدنية و الكيانات التجارية و القانون الجنائي يعتمد على القانون الروماني التقليدي.
الانتخابات
هيمن الديمقراطيون البيض على الحكم بين عامي 1898 و 1965 و حرموا الأفارقة الأمريكيين و البيض الفقراء من حقهم في الانتخابات، كان الحزب الديمقراطي هو الحاكم.
شهدت هذه الفترة هجرة السود هرباً من الفصل العنصري و العنف و الاضطهاد بحثاً عن المدن الصناعية خلال فترة الهجرة العظمى بين عامي 1910 و 1970. و هذا أدى إلى انخفاض عدد السكان في الولاية.
في عام 1965 تم تشريع الحقوق المدنية في الولاية و كان معظم الأفارقة ينتمون إلى الحزب الديمقراطي و اتجه البيض إلى دعم الحزب الجمهوري.
تعتبر لويزيانا فريدة من نوعها فيما يخص انتخاب حكام الولايات و الانتخابات الوطنية و انتخابات الولاية، و هي تختلف في ذلك عن باقي أنحاء الولايات المتحدة و تنهج نهج فرنسا،
حيث أن جميع المرشحين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي يخوضون الانتخابات و اذا لم يحصل أي مرشح منهم على أكثر من 50٪ من الأصوات فإن المرشحان الحاصلان على أعلى نسبة تصويت يتنافسان بعد شهر تقريباً في إعادة للانتخابات.
حسب عام 2020 فإن 39.89٪ من سكان لويزيانا هم من الحزب الديمقراطي، 33.27٪ من الحزب الجمهوري، 26.85٪ أحزاب أخرى.
القانون المحلي
العمدة الذي يتم انتخابه في كل أبرشية هو المسؤول عن تطبيق القانون في الأبرشية بما في ذلك السجون و جميع الأمور الجنائية و المدنية و جباية الضرائب.
في عام 2015 كان معدل الجرائم في الولاية أعلى من جميع الولايات الأخرى للعام السابع و العشرين على التوالي، حيث أن معدل جرائم القتل فيها 13.6 لكل 100 ألف، و هو ضعف المعدل السنوي في الولايات المتحدة، تعتبر لويزيانا عاصمة السجون في العالم.
ثقافة
تعتبر لويزيانا موطناً للكثير من الثقافات، يعود ذلك إلى احتلالها من قبل فرنسا و إسبانيا و قدوم أعداد كبيرة من الأفارقة إليها.
الثقافة الإفريقية
تم استيراد عدد كبير من العبيد إلى ولاية لويزيانا و الذين أتوا من غرب إفريقيا، مما أدى إلى وجود عدد كبير من الأفارقة الأصليين في الولاية و الذين مارسوا ثقافتهم في البلاد.
و في أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر تدفق عدد كبير من اللاجئين البيض إلى نيو أورلينز و كانوا فارين من عنف الثورة الهايتية و الكثير منهم أحضروا معهم عبيدهم. أثر الأفارقة بشكل كبير على الثقافة الأمريكية و خاصةً في الموسيقى و الرقص و الممارسات الدينية.
ثقافة الكريول
و هي اندماج للثقافة الفرنسية و الافريقية و الإسبانية و الأمريكيين الأصليين. تشير كلمة كريول إلى المستعمر من أصل أوروبي. ارتبطت هذه الفئة في لويزيانا بالعديد من الحرفيين و أصحاب العقارات و الكثير منهم حصل على الحرية قبل الحرب الأهلية حيث أنهم في الأصل من العبيد الأفارقة و الفرنسيين.
الكريول الفرنسيون الأثرياء احتفظوا بمنازلهم في نيو أورلينز و منازل في مزارع قصب السكر خارج المدينة، قاموا بنشر ثقافتهم الخاصة و الزواج فيما بينهم.
الثقافة الأكادية
بعد الحرب بين فرنسا و بريطانيا، تنازلت فرنسا لبريطانيا عن أراضيها التي تقع شرق نهر المسيسبي، رفض الأكاديون الاعتراف بالحكم البريطاني فتم طردهم منها و اتجهوا إلى مناطق مختلفة و منها جنوب لويزيانا، نقلوا ثقافتهم الريفية و خاصةً موسيقى الكاجون و المطبخ.
التعليم في لويزيانا
تحتوي لويزيانا على أكثر من 40 جامعة و كلية عامة و خاصة بما في ذلك جامعة ولاية لويزيانا و هي أكبر جامعة في أمريكا ، و جامعة لويزيانا، و جامعة تولين في نيو أورلينز و هي أغنى جامعة في الولاية و تحظى بتقدير كبير على مستوى الولايات المتحدة، كما أنها من أفضل 50 جامعة بين الجامعات الوطنية. كما يوجد في لويزيانا الجامعات السوداء و منها الجامعة الجنوبية و جامعة جرامبلنغ الحكومية.
في عام 2000 كان يوجد في لويزيانا أعلى نسبة من الطلاب في المدارس الخاصة مقارنةً ب الولايات الأخرى، انخفضت هذه النسبة بمقدار 9٪ في عام 2005 بسبب انتشار المدارس المستقلة، كما كان لإعصار كاترينا دور كبير في ذلك حيث انخفضت نسبة الطلاب في المدارس الخاصة بمقدار 17٪.
ذات صلة :
مواصلات
وزارة النقل و التنمية في الولاية هي المسؤولة عن النقل العام و الطرق و الجسور و السدود و القنوات و الموانئ و المركبات التجارية و الطيران حيث يوجد في الولاية 69 مطاراً.
يوجد في لويزيانا معدل حوادث مرتفع حيث يلقى 25 شخصاً مصرعهم سنوياً بسبب تصادم السيارات مع الحطام و القمامة و الحيوانات و الجثث.
أما النقل الجماعي فهو مسؤولية هيئة النقل الإقليمية، تم إنشاؤها عام 2001 بهدف التنظيم و الصيانة و التخطيط و التطوير و التمويل و توفير نوعية حياة جيدة للشعب في لويزيانا.
المراجع :