Table of Contents
عاصمة النمسا هي مدينة فِييَنَّا ، كما أنها تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان ، كان اسمها في السابق (فيندوبونا) و الذي يعني النسيم العليل ، و قد اشتق من هذا اللفظ اسم فيينا .
ذكرنا قبل قليل أن فيينا احتلت المرتبة الأولى في النمسا من حيث عدد السكان ، و الذين يبلغ عددهم حوالي 1.7 مليون نسمة ، أما بالنسبة لتصنيفها على مستوى الاتحاد الأوروبي تحتل المرتبة العاشرة .
تم اختيار فيينا أفضل مدينة في العالم خمس مرات وفقاً لتقرير مؤسسة “ميرسر” ، يعتمد هذا التصنيف على عدة عوامل ، حيث يتم النظر لمستويات جودة المعيشة .
فيينا مدينة ساحرة تسلب العقول ، حيث زادتها الطبيعة جمالا على جمال ، إنها مزينة ببساط أخضر اللون ، لأن المساحات الخضراء تغطي أكثر من نصف المدينة ، مما كان سببا واضحا في الإقبال الكثيف من قبل السياح على هذه المدينة .
اكتسبت فيينا شهرة كبيرة على مستوى العالم في عدة مجالات ، حيث اعتبرت مركزا للتعليم و الأدب و الموسيقى و العلوم ، إن قمت بزيارة عاصمة النمسا ستدرك مدى راحة السكان فيها ، حتى أنهم مشهورون بالمرح و حب الحياة .
تاريخ عاصمة النمسا
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى انهارت الإمبراطورية النمساوية المجرية في عام 1918 ، بعد ذلك خسرت فيينا مكانتها العظيمة و قلت أهميتها ، و لم تنهض من جديد حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 م .
نهضت فيينا من جديد كطائر هبّ من تحت الرماد محلقا في السماء ، و أصبح لها مكانة عالمية و عقدت فيها العديد من المؤتمرات .
تضم فيينا عدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة أوبك ، أول ما نذكر اسم فيينا يتبادر إلى الأذهان ثقافتها و فنها .
يظهر الغنى الفني جليا في القصر الإمبراطوري و أرت نوفو لحركة الفن النمساوية الحديثة
بالإضافة إلى قصر شونبرون الباروكي الفخم و متحف الفنون الجميلة و الفن المعماري العصري في متاحف كارتييه.
اوابك المنظمة العالمية للنفط اختارت عاصمة النمسا مقرا لها .
الجغرافية في عاصمة النمسا
تبلغ مساحة عاصمة النمسا ما يقارب 415 كم² ، تقع في الطرف الشرقي لسهل ضيق بين جبال كارباثيان (الكربات) وجبال الألب ، و يوجد في شرقي فيينا ممرا جبليا هاما عبر جبال كارباثيان (الكربات) .
تم تقسيم فيينا إلى 23 منطقة ، أهم منطقة فيها هي الوسطى التي تمثل قلب البلد و مكان تمركز النشاطات لكن هذا لم يلغِ أهمية بقية المناطق ، فكل واحدة منها لها ميزاتها الخاصة .
النمسا تحتوي على مساحات خضراء شاسعة ، و التي تشكل جزءا كبيرا من الدولة النمساوية ، بشكل عام يمكن القول أن المساحات الخضراء تغطي ما يزيد عن نصف مساحة عاصمة النمسا .
اقتصاد عاصمة النمسا
إن موقع المدينة لعب دورا هاما في الازدهار الاقتصادي في فيينا ، كونها تقع على تقاطع طرق المواصلات ، أي أنها طريق مميز تمر من خلاله جميع القافلات التجارية .
عاصمة النمسا هي المركز الصناعي الرئيسي في النمسا ، و تتنوع المصانع فيها ، فبعضها تنتج الملابس و بعضها الآخر تنتج المواد الكيميائية ، ناهيك عن المنتجات الجلدية المشهورة بجودتها على مستوى العالم بأكمله ، بالإضافة إلى الأدوية ، وأجهزة المذياع والتلفاز .
المدينة لديها شبكة مواصلات ممتازة ، حيث تضم حافلات الترام والقطارات المُعلقة و مترو الأنفاق ،
و الأمر المثير للإعجاب أن أغلب الناس في عاصمة النمسا يفضلون استخدام وسائل المواصلات العامة بدلا من سياراتهم الخاصة ، خاصة في قلب المدينة ، نادرا ما تجد سيارة خاصة تتجول فيها .
السكان في عاصمة النمسا
أغلب السكان في مدينة فيينا من أصل نمساوي ، لكن نجد تواجدا قليلا لكل من التشيكيين والمجريين ، معظم السكان في النمسا يتحدثون اللغة الألمانية ،
لكن لا يخلو الأمر من استخدام بعض اللغات الأخرى مثل التشيكية مثلا .
سكان فيينا يفضلون لبس الأزياء الشعبية في بعض المناسبات الخاصة ، يتعايش الجميع في فيينا بشكل سلمي ، يندمجون مع بعضهم البعض بمحبة و مودة .
و نجد ذلك جليا في جميع مجالات الحياة في فيينا ، مثلا قد تجد مبنى في المدينة مكون من أربعة أو خمس طوابق ، كل منها من عرق مختلف ، لكنهم متفاهمون لدرجة كبيرة .
أغلب سكان عاصمة النمسا يعتمدون على الإيجار ، و قلة قليلة منهم تملك بيوتا في الضواحي ، إن فيينا تواجه مشكلة حقيقة في السكن ، بالرغم من أنها تستغل أي مساحة لبناء مبانٍ فيها .
يعتنق معظم سكان عاصمة النمسا الدين المسيحي ، حتى أن ذلك أثر على سياسة السلطة ، مثلا الإجهاض والطلاق هما فعلان محرمان دينيا و قانونيا أيضا في عاصمة النمسا ، حتى أن مرتكبيهم يتعرضون للمساءلة القانونية و يجبرون على دفع الغرامات .
لقد تم ذكر الدين الرسمي لعاصمة النمسا في الدستور على أنه الدين المسيحي من المذهب الكاثوليكي .
التعليم في عاصمة النمسا
تضم فيينا العديد من المراكز التعليمية للفنون الجميلة التابعة للتعليم العالي ، تتمثل هذه المراكز في أكاديمية الفنون الجميلة،.
أكاديمية الموسيقى، الجامعة الفنية، وجامعة فيينا ، علما أن الأخيرة لها باع طويل في التدريس حيث تم تأسيسها في عام 1365.
تشتهر مدينة فيينا بمتاحفها المتميزة وصالاتها الفنية الرائعة ، أهمها صالة ألبيرتينا ، كما تحظى المتاحف شهرة عظيمة في المدينة مثل متحف تاريخ الفن الذي يحتوي على مكتبات متنوعة .
أما دور الأوبرا في ميوزييك فيرين لها حديث خاص ، حيث تُعقد الأمسيات الموسيقية فيها ، و تستقبل حشودا كبيرة من الزوار ، و تماثلها القيمة دار الأوبرا الحكومية فولك سوبر ،
و الهوف بيرج كابيلي ، الأخيرة هي كنيسة في فيينا تُقيم كل يوم أحد مشهد غنائي يؤديه كورس أولاد فيينا الذي يكتسب شهرة عظيمة فيها .
و بما أننا نتحدث عن أكثر شيء تشتهر به فيينا ألا و هو الفن ، لا بد أن نعرج للحديث عن المسارح الرئيسية .
المسارح الرئيسية في فيننا عديدة مثل مسرح بيرج الذي يتلقى الدعم المالي من الحكومة النمساوية ، بالإضافة إلى مسرح آخر يسمى مسرح جوزيف اشتات .
فيينا موطن الأدباء والكتّاب
مدينة فيينا هي موطن للعديد من الأدباء و الكتاب والعلماء ، أشهرهم لودفيج فان بيتهوفن، ويوهانس برامز، وجوزيف هايدن و غيرهم الكثير لا يسعنا ذكر الجميع لأن فيينا مدينة عظيمة و راقية تضم أناس يماثلونها في الصفات .
تلوح الثقافة في أفق عاصمة النمسا ليلاقيها إبداع الهندسة ، يسيران معا إلى الفن و تنصهر هذه المجالات في بوتقة واحدة ، وهي بوتقة الجمال و الإبداع و الحب لفيينا .
أجمل ما في فيينا هو إحياء عادات و تقاليد القرن التاسع عشر ، من خلال رقصات باذخة تحملك لعقود ماضية ، حتى أنك تنسى الزمن و تندمج مع ما تشاهده بشكل كبير .
حافظت عاصمة النمسا على مكانتها في المقدمة من حيث جودة الحياة ، و قد ذكرنا في المقدمة أنها حازت هذا اللقب لمدة خمس مرات في أعوام متفرقة .
جودة الحياة متوفرة في فيينا ليس لسكانها فحسب ، بل أيضا للمغتربين ، فيينا تفتخر بالمركز الذي وصلت إليه ، و ما هو إلا بجهود أبناء فيينا و تعبهم و جهدهم لإعلاء اسم فيينا في جميع المجالات .
السياحة في عاصمة النمسا
عندما نذكر السياحة في فيينا ضع في بالك أنك أمام فقرة مطولة ، لأن المعالم السياحية فيها كثيرة و منوعة .
حيث تضم عاصمة النمسا أكثر من 27 قلعة ، و ما يزيد عن 150 قصراً ،
سوف نتحدث عن بعض المعالم السياحية في فيينا و التي تعتبر أشهرها و هي :
♧ وسط المدينة القديمة
قلب المدينة هو المركز الأساسي الذي يُعبر عن فيينا ، و تضم هذه المنطقة الكثير من المباني التاريخية و دلائل الحضارة ، بالرغم من هذا التناقض الجميل إلا أنها تعتبر ميزة هامة ،
لأنها تلبي رغبة عشاق التاريخ و عشاق الحضارة أيضا ، كما أنها تلبي رغبة عشاق التسوق ، كونها تشمل أماكن تسوق من الطراز الرفيع .
و يوجد في وسط المدينة القديمة كاتدرائية القديس ستيفن ، و قصر هوفبيرج ، القصر هو دليل حي على الإبداع الهندسي في عاصمة النمسا ، إنه يتكون من عدة مباني تم تشكيلها على الطراز الحديث ،
كما يضم القصر غرفا ملكية ، يقيم فيها رئيس النمسا ، والمكتبة الإمبراطورية و متاحف متعددة و مدرسة ركوب الخيل الإسبانية ، يكفي أن يعيش رئيس النمسا في هذا القصر لندرك مدى أهميته و جمال هندسته .
قلب فيينا مقر للعديد من المؤتمرات الدولية ، و المراكز العالمية ، كما أنه يستقطب زواراً بأعداد كبيرة من مختلف المدن .
قصرُ شينبرون كان يعتبر المقرَّ الصيفيَّ للحكام من سلالة هابسبورغ وكان منزل الإمبراطورة الشهيرة سيسي ، أراضي القصر هي أكثر المناطق التي تستقبل أعدادا كبيرة من السياح حتى وقتنا الحالي .
♧ القصر الملكي الهوفبورغ في فيينا
القصر الملكي في فيينا كان مقر حكم مملكة الهابسبورغ لأكثر من 700 سنة ، كان القصر قلعة يقدر ميلادها في القرن الثالث عشر ، لكن في عام 1918 أصبح مقر إقامة عائلة الهابسبورغ .
♧ مدرسة الفروسية الإمبراطورية
تنبثق أهمية هذه المدرسة من تفردها في الاهتمام الكبير و المحافظة على فن الفروسية الأصيل منذ عصر النهضة ، عليك تخيل الفترة التي تم الاهتمام بها لنقل هذا العلم صحيحا إلى الأجيال التالية .
كما أن المدرسة لم تتخلَ عن هذا التقليد الذي اشتهرت به على مر الزمان ، و ما زالت ترعاه بعناية فائقة .
إن فكرت في زيارة فيينا ننصحك بزيارة هذه المدرسة ، لا تفوت على نفسك رؤية الجمال الحقيقي حيث تتمايل أحصنة الليبتزانر مع أنغام الموسيقى بأداء مذهل يثير الدهشة .
♧ دار الأوبرا في فيينا
دار الأوبرا في فيينا اكتسبت شهرة عالمية كبيرة ، بسبب جهودها المستمرة و الكبيرة في تقديم عروض عديدة ، علما أن تلك العروض تتميز بدقة الأداء و الإمكانيات الفنية .
يقدم المسرح حوالي 50 عرض أوبرا و 20 عمل باليه على مدار 285 يوما في السنة ، مما يعني أن عروضه تتغير بشكل يومي .
هل تعرف داراً تقدم نفس الأداء ؟
بالطبع لا لأن دار الأوبرا في فيينا دار متميز بكل شيء .
♧ فندق امبريال فيينا
فندق امبريال فيينا تم تأسيسه في عام 1863 ، كمكان لإقامة الأمير وورتيمبيرغ ، القصر الذي يحمل جميع معاني الفخامة و الرتابة تم تحويله إلى فندق امبريال .
لم يكن ذلك التحويل عن عبث بل إنه تم بسبب المعرض العالمي في عام1873 .
لقد نال الفندق شهرة كبيرة بفضل خدمته المتميزة ، الفندق يضم العديد من التحف الفنية القديمة و التي تعتبر غالية الثمن .
مجرد التسكع في شوارع فيينا يضمن لك التمتع برحلة سياحية جميلة ، لأن فيينا تفيض بالجمال في كل تفاصيلها ، لكننا ذكرنا أبرز و أشهر المعالم السياحية فيها .
اللغة في عاصمة النمسا
عاصمة النمسا تستخدم اللغة الألمانية بشكل كبير باعتبارها اللغة الرسمية في النمسا ، كما يتم استخدام اللهجة البافارية النمساوية .
تنوع اللغات جاء من تنوع السكان و تعددهم العرقي ، بالرغم من أن أغلبهم من أصول نمساوية ، هذا ما زاد من استخدام اللغة الألمانية .
تستطيع استخدام اللغة التي تريد ، لكن في ما يتعلق بالمعاملات الحكومية لا يمكنك ذلك ، لأن الاعتماد على الألمانية فقط ، و إن نسبة الذين يتحدثون بالألمانية 88,6% من إجمالي عدد سكان النمسا .
الطقس في عاصمة النمسا
المُناخ في عاصمة النمسا متقلب و يتأثر بشكل كبير بتعاقبِ الفصول خلال السّنة الواحدة، لكن بشكل عام يمكن اعتبار مناخُ جبال الألب هو الأكثر تأثيراً على حالة الطّقس العامّة .
تهبُّ الرّياحُ من الجهةِ الغربيّة، مما يؤدي لارتفاعِ نسبةِ رطوبتها ، و بالتالي فإن المُناخُ المحيطيُّ هو السّائد في المناطق الغربيّة من النّمسا ، علما أننا نجد مستوى هطول الأمطار السنوي متوسط .
أما المناطق الشرقيّةُ يسودُ فيها المُناخُ القاريُّ ، كما ينتشر الجفاف في أرضها مع ضعفٍ في هطول الأمطار .
إن مُتوسّطُ درجات الحرارة في المناطق الشرقيّة والمُنخفضة في فصل الشّتاء يصلُّ إلى أقلِ من درجةٍ مئويّة واحدة ، أمّا صيفا فإن متوسط درجات الحرارة يبلغ 20 درجة مئويّة .
و يصل متوسط درجات الحرارة في المناطقُ الغربيّة إلى -11 درجة مئويّة، أمّا في فصلِ الصّيف يُقاربُ 2 درجة مئويّة .
فيينا مزيج من التناقض المحبب ، حيث تجد المناطق التاريخية كما تجد الأماكن المعاصرة ، إنها أفضل مثال للسحر و الجمال و الروعة ، تغطيها المساحات الخضراء مما أعطاها تميزا لا مثيل له .
لم تكتفِ عاصمة فيينا بجمالها فقط بل إنها قوية في مختلف المجالات ، من الاقتصاد للتعليم للديمغرافيا للثقافة و غيرها العديد ،
لقد أحطنا بكافة المعلومات اللازمة للتعرف على هذه المدينة الرائعة التي حققت شهرة عالمية على كافة الأصعدة ، حيث وقفنا عند تاريخها و جغرافيتها ، بالإضافة إلى السياحة و التعليم فيها ، و تركيبة السكان و اللغة المتداولة بينهم .
المصادر والمراجع :
مواضيع ذات صلة: