Table of Contents
المسلمون في الصين: الإسلام هو دين منتشر في كافة أنحاء العالم, و يمارس المسلمون معتقداتهم بحرية إلى حد كبير في معظم بلاد العالم ، لكن في الصين يبدو أنها مسألة مختلفة .
عدد المسلمين الموجودين في الصين يقارب 120 مليون مسلم . الصين بلد متنوع من الناحية الدينية حيث يوجد ما يزيد عن أربع أو خمس ديانات رسمية, و من هذه الديانات الإسلام.
المسلمون في الصين
لقد كانت بوادر التمركز الإسلامي في الصين منذ بداية العام 21 للهجرة ، ثم بواسطة “طريق الحرير” من خلال التجار العرب و الفارسيين. و كان ذلك خلال عهد الأسرة المعروفة في الصين “تانغ” و “سونغ “.
هذا الطريق الذي كان ليس فقط عبارة عن طريق تجاري و حسب بل كان طريقاً للمحبة و التعارف و التبادل أيضاً.
طريق الحرير بطريقيه البري و البحري هي عبارة عن طرق كانت تقوم بعملية الربط ما بين الشرق و الغرب الأمر الذي ساعد على وصول و انتشار الإسلام.
انتشر الإسلام و ازداد مع تقدم الزمن, و ساهم المسلمون في الحياة الصينية و لا سيما في مجال الطب و الثقافة, و أيضاً في مجال السياسة حيث وقفوا جنباً إلى جنب مع القوات الصينية في الدفاع عن هذا البلد.
أين يتواجد المسلمون في الصين
ينتشر المسلمون في الصين بكل مكان, و لكن نلاحظ تمركزهم في مناطق معينة مثل “شينغ يانغ”, ” قان سو” , “تشنغ هاي”, ” يوننان “.
ففي شينج يانغ مثلاً نلاحظ أن عدد المسلمين يشكل خمسين بالمائة من مجموع السكان المتواجدين في البلاد.
الجماعات العرقية المسلمة في الصين
إن المجموعة العرقية ” الهُوِي ” تشكل نسبة تسعين في المائة من مجمل المسلمين في الصين, و هي تعد المجموعة الأضخم من حيث عدد المسلمين المتواجدين في الصين.
ثم يأتي بعد هذه المجموعة ” الأويغور” التي تشكل نسبتهم واحد و نصف تقريباً بالمئة ، ثم مجموعة كازاخستان و “دو تغشيانغ” .
الجوامع في الصين
الجامع هنا ليس فقط داراً للعبادة بل هو أيضاً مركزاً للرعاية و التعليم, و قد كان أول جامع يظهر في الصين في عهد الأسرة الصينية “تانغ” و لعل أقدم المساجد الموجودة في الصين هي:
Huaisheng, QUANZHOU, hangzhoy, libai.
هذه الجوامع لديها تصميم معماري جميل وفريد فالمآذن تُشبه الأبراج, و كأنها برج من خلاله يتم النداء للقدوم إلى الصلاة, و قبة الجامع مفتوح إلى السماء ذات شكل نصف دائري و فناء هو عبارة عن مساحة يجتمع فيها المصلون معتمدين اتجاهاً واحداً في صلاتهم.
نلاحظ في الصين وجود شكلين للجوامع شكل إسلامي متعارف عليه و شكل يعتمد أسلوب البناء الصيني المتعارف عليه أيضاً.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المساجد يقارب 39 ألف مسجد.
ماذا يأكل المسلمون في الصين
يوجد في الصين طعام مذبوح على الطريقة الإسلامية يسمى ” حلال ” أي حسب اللغة العربية جائز أو مسموح, و بحسب اللغة الصينية يعني ” النقي “.
و هناك مطاعم صينية معروفة أنها تقوم بتقديم الطعام بشكل “حلال” إلى جانب مطاعم تركية أيضاً تقدم الطعام المتعارف عليه في الإسلام أي حلال.
لكن هذا الأمر يخضع للكثير من التغيير سنشرحه لاحقاً.
هل يحتفل المسلمون بأعيادهم في الصين
المسلمون لديهم عيدان اثنان في الصين هما عيد الفطر الذي يكون بعد شهر الصيام شهر رمضان, و عيد الأضحى الذي يتم فيه التضحية إحياءً لذكرى التضحية التي كان سيقوم بها سيدنا إبراهيم ” ع “.
مراسيم الأعياد في الصين تتم مثلما تتم في عالمنا العربي، فلا تمانع الحكومة الصينية من القيام بهذه الشعائر في بلدها ابتداءً بتكبيرات العيد و الصلاة و انتهاءً باجتماع الأهل و الأصدقاء.
إلى جانب أن الحكومة الصينية لا تمنع المسلمين من الإحتفال بالمولد النبوي الشريف أو بالسنة الهجرية أو بشهر رمضان .
ما هو عدد المسلمين في الصين
في عام 2009 قامت دراسة لمعرفة عدد المسلمين الموجودين في الصين, و دلت النتيجة على 110 ملايين مسلم أي ما يعادل 1.6 % من السكان في الصين, و هذا وفقاً لما خلص إليه مركز ” بيو” للأبحاث .
و أيضاً حسب كتاب حقائق العالم فقد تبين أن ما يقارب 1 إلى 2 % من القاطنين في الصين هم مسلمون.
في عام 2020 دلت الإحصائيات على وجود 120 مليون مسلم, و حسب الإحصائيات عدد الأئمة الموجودين في الصين هو 45 ألف.
و تشير الإحصائيات التي تم القيام بها في عام 2020 أن عدد المسلمين الموجودين في ” تشجيانغ ” هو 117 ألف مسلم .
أما عدد سكان الصين في وقتنا الحاضر فيبلغ 1.4 مليار نسمة ، وبالتالي يشكل الإسلام أقلية ملحوظة نسبة إلى عدد سكان الصين الكبير .
إن النمو الإسلامي من ناحية الإنجاب سيتراجع إذا ما قمنا بمقارنته بالأعوام السابقة فقد كانت نسبة الخصوبة عند نساء المسلمين 1.7.
و قد دلت الاستطلاعات على أن الكثير من المسلمين الذين هم من أتباع ” الهُوِي ” يقومون بإنجاب طفل واحد من تلقاء أنفسهم حيث أن القانون يسمح لهذه الطبقة بالأنجاب لحد ثلاثة أطفال.
المسلمون هم فئة قليلة لهذا تسمح لهم الحكومة الصينية بإنجاب طفلين في المناطق الحضرية, و ثلاثة أطفال في الريف.
مسلمو ” الهُوِي ” الذين يتمتعون بحرية دينية في حين الحال يختلف بالنسبة لفئة “الأويغور” الموجودة في ” شينجيانغ” و حتى المدارس التابعة لشينجيانغ لا يسمح لهم بالقيام بالتعلم .
حياة المسلمين في الصين حالياً
في عام 2019 ذكرت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية أن الحكومة الصنيية تجرّد أكثر التعابير العلنية للدين الإسلامي من وادٍ خلاب حيث معظم السكان مسلمون متدينون.
فقد دمرت السلطات القباب والمآذن في المساجد ، بما في ذلك واحدة في قرية صغيرة بالقرب من ” لينشيا” ، المدينة المعروفة باسم “مكة الصغيرة”.
تم تنفيذ عمليات هدم مماثلة في “منغوليا” الداخلية و “خنان” و “نينغشيا” موطن أكبر أقلية عرقية مسلمة في الصين ، ” الهُوِي “.
وفي مقاطعة يونان الجنوبية ، تم إغلاق ثلاثة مساجد. كما حظر المسؤولون الاستخدام العام للنص العربي من بكين إلى نينغشيا .
تمثل هذه الحملة أحدث جبهة في تراجع الحزب الشيوعي الصيني الكاسح عن الحريات الدينية الفردية ، بعد عقود من الانفتاح النسبي الذي سمح لأشكال أكثر اعتدالًا من الإسلام بالازدهار.
و تنتشر الحملة الصارمة على المسلمين التي بدأت مع الأويغور في شينجيانغ إلى المزيد من المناطق والمجموعات .
حملة المسؤولين هذه مدفوعة بخوف الحزب الشيوعي الحاكم من أن يتحول التمسك بالدين الإسلامي إلى ما يسميه ” تطرف ديني “. حيث يتم فرض المزيد من القيود على العادات والممارسات الإسلامية في جميع أنحاء الصين .
وقد أثارت الحملة مخاوف من أن قمع مسلمي الأويغور في المنطقة الغربية من شينجيانغ بدأ يتسرّب إلى أجزاء أخرى من الصين ، مستهدفًا ” الهُوِي “ والمسلمين الآخرين الذين اندمجوا بشكل أفضل من الأويغور في المجتمع الصيني.
يقول ” ” هايون ما” وهو أستاذ مسلم من ” الهوي” في جامعة ولاية ” فروستبرج” في ولاية ” ماريلاند” الأمريكية ، إن الحملة القمعية مستمرة في تاريخ طويل من العداء تجاه الإسلام في الصين ، الأمر الذي أدى إلى نفور المؤمنين.
وكتب في مقال نشره مؤخراً لمعهد هدسون: “لقد أصبحت جمهورية الصين الشعبية المزود الأول في العالم للأيديولوجية المعادية للإسلام والكراهية” .
و قد تُرجم هذا بدوره إلى دعم شعبي واسع النطاق لقمع حكومة بكين المكثف للمسلمين في منطقة شينجيانغ وأماكن أخرى في البلاد.
إن للإسلام أتباع في الصين منذ قرون. و يشكل الهوي والأويغور أكبر المجموعات العرقية.
يعيش الأويغور بشكل أساسي في شينجيانغ ، لكن الهوي يعيشون في جيوب منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
يمكن إرجاع القيود التي يواجهونها الآن إلى عام 2015 ، عندما أثار المسؤولون الصينيون لأول مرة قضية ما اسموها “صيننة الإسلام” و قالوا ” إن جميع الأديان يجب أن تخضع للثقافة الصينية و
الحزب الشيوعي ” .
استهداف المساجد والكتابة العربية في الصين
في العام 2018 أصدرت الحكومة الصينية أمراً سرياً للمسؤولين المحليين بمنع الإسلام من التدخل في الحياة العلمانية ووظائف الدولة.
قدّم منتقدو سياسات الصين من خارج البلاد مقتطفات من هذا الأمر لصحيفة التايمز وقد صُنف على أنه سري لمدة 20 عاماً.
و يحذر التوجيه الصادر من “تعريب” الأماكن والأزياء والشعائر الإسلامية في الصين ، مستغلاً تأثير المملكة العربية السعودية ، موطن أقدس الأماكن الإسلامية ، على أنه مدعاة للقلق .
و يحظر استخدام النظام المالي الإسلامي. و يمنع المساجد أو المنظمات الإسلامية الخاصة الأخرى من تنظيم رياض الأطفال أو برامج ما بعد المدرسة ، ويمنع مدارس اللغة العربية من تعليم الدين أو إرسال الطلاب إلى الخارج للدراسة.
كان الجانب الأكثر وضوحاً لحملة القمع هذه هو استهداف المساجد المشيدة بالقباب والمآذن والتفاصيل المعمارية الأخرى المميزة لآسيا الوسطى أو العالم العربي.
وهو ما تم وصفه بأنه أقسى حملة ضد المؤمنين منذ نهاية الثورة الثقافية في الصين وذلك عندما دمّر “ماو تسي تونغ” المساجد في جميع أنحاء البلاد .
من وجهة نظر الدولة ، فإن انتشار العادات الإسلامية يفسد التوافق الاجتماعي والسياسي بشكل خطير.
في “نينغشيا” حظرت الحكومة الإقليمية العروض العامة للنص العربي ، بل و أزالت كلمة “حلال” من الختم الرسمي الذي توزعه على المطاعم التي تتبع العادات الإسلامية لإعداد الطعام.
تستخدم الأختام الآن الأحرف الصينية . و امتد هذا الحظر إلى بكين وأماكن أخرى.
كما أوقفت السلطات في عدة محافظات توزيع شهادات الحلال لمنتجي الأغذية والألبان والقمح والمطاعم.
وقد وصفت وسائل الإعلام الحكومية الصينية ذلك بأنه محاولة للحد من ” الاتجاه الشامل للحلال ” الذي يتم فيه تطبيق المعايير الإسلامية ، من وجهة نظر الحكومة ، على أنواع كثيرة جداً من الأطعمة أو المطاعم.
كما حظرت ” نينغشيا” و ” قانسو” الأذان التقليدي للصلاة حول المساجد التاريخية هناك .
كما استهدفت السلطات المساجد نفسها. في ” قانسو” ، نزل عمال البناء في” جازهوانغ” وهي قرية بالقرب من ” لينشيا” إلى أحد المساجد ومزقوا قبته الذهبية.
و في مقاطعة يونان الجنوبية ، حيث توجد مجتمعات ” هوي” منذ فترة طويلة ، أغلقت السلطات مساجد في ثلاث قرى صغيرة كانت تدار دون إذن رسمي.
و كانت هناك احتجاجات ومشاجرات قصيرة مع الشرطة ، ولكن دون جدوى. و أصدرت المحافظة بيانا اتهمت فيه المساجد بإقامة ” فصول وأنشطة دينية غير مشروعة” .
تدّعي الصين أنها تسمح بحرية الدين ، لكنها تؤكد أن الدولة يجب أن تأتي دائماً في المقام الأول.
وعلى سبيل المثال قالت حكومة ” نينغشيا” عند سؤالها عن القيود التي فرضتها مؤخراً على الإسلام ” إن الصين لديها قواعد بشأن الممارسات الدينية تماماً مثل أي دولة أخرى” .
وأضافت أنه سيتم إغلاق المساجد التي تنتهك قوانين مثل قوانين البناء ، ولن تسمح المدارس والجامعات بالأنشطة الدينية.
وعن القيود المفروضة على اللغة العربية في اللافتات العامة قالت الحكومة إن “اللغة العربية لغة أجنبية” .
وقال أحد الباحثين في ولاية ” فروستبرج” إن القيادة الحالية تنظر إلى الدين على أنه “العدو الرئيسي الذي تواجهه الدولة”.
وأوضح أن كبار المسؤولين درسوا الدور الذي لعبه الإيمان – لا سيما الكنيسة الكاثوليكية في بولندا – في انهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنته في أوروبا الشرقية.
هل يوجد رابطة تُعنى بالشؤون الإسلامية للمسلمين في الصين؟
لقد قامت الحكومة الصينية بإقامة ما يُعرف باسم الجمعية الإسلامية الصينية, هذه الجمعية التي تهتم بـأمور الإسلام و المسلمين الموجودين في كل أنحاء الصين.
ظهرت هذه الجمعية في اجتماعها الأول في عام 1953 و قد كان الأساس في إدارة هذه الجمعية أن يقوم بإدارتها ستة عشر من المسلمين الذين يتم تفويضهم بالقيام بتفسير الدين الإسلامي بشكل موثوق بعيداً عن الشك.
المصادر: