Table of Contents
السياسة الكندية للهجرة والعوامل المؤثرة فيها : تعتبر كندا من أوائل الدول التي تولي قضية الهجرة والمهاجرين اهتماما قل نظيره على مستوى العالم .
و تعد أول من أدخل نظام النقاط لاختيار أفضل المرشحين للدخول إلى أراضيها عن طريق أنظمة سمتها برامج الهجرة ، جاءت هذه البرامج نتيجة حتمية للعمل على تطوير هذا المجال .
فقد اتسم نظامها السياسي ومنذ أقدم الأزمان بانفتاحه على المجتمعات الأخرى إذ تهدف من خلاله إلى إلغاء الحدود الجغرافية والعرقية بين البشر، بشكل لا يضر بها كدولة رائدة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لها مكانتها المرموقة في المجتمع الدولي ، فلابد لها من أسباب تدفعها للقيام بدعم الهجرة وتنظيمها إضافة إلى توطين المهاجرين .
وهذا ما عرف بمستويات الهجرة ، فهي ترمي إلى تحقيق غايات وأهداف ، لذلك سنحاول في هذا المقال الحديث عن عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا ، فهي تتدرج في ست مستويات مختلفة تتضح من خلالها الأسباب والدوافع والآلية.
السياسة الكندية للهجرة والعوامل المؤثرة فيها
الاقتصاد والسكان
يعد العامل الاقتصادي صاحب الأثر الأقوى في تشكل مستويات الهجرة إلى كندا، التي لا تزال أكثر الدول استقبالا للمهاجرين الجدد ، إذا إن طبيعة البلد الديموغرافية والبشرية لسكان كندا يفرض على الحكومة استقطاب أكبر عدد من المهاجرين ذوي الكفاءات العالية ،فانخفاض معدل المواليد على أرضها يلعب دورا رئيسيا في هذا المجال .
كما أن المساحة الجغرافية التي تملكها كندا والتي تعد ثاني أكبر دول العالم مساحة يجعل منها تفكر في استثمار هذا الامتداد بما يحقق لها نموا ديموغرافيا واقتصاديا أعلى، رغبة منها في تحقيق أعلى مستويات النمو على الصعيد العالمي بما يؤمن استمرار هذا النمو على المدى الطويل وهذا ما أثر على عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
فضلا عما تملكه من مقدرات طبيعية من ثروات معدنية وأخشاب وثروات نفطية تجعل منها أكثر الدول حاجة لاستثمار الثروات الطبيعية فهي بحاجة للأيدي العاملة الخبيرة التي تساعدها في هذا الاستثمار.
هذا ما جعل الحكومة الكندية تتميز دونما دول العالم أجمع في استقطاب المهاجرين والذي يساعدها في سد الفجوة التي تترافق مع اتساع المساحة وكثرة الخيرات وقلة عدد السكان .
وهذا ما جعلها ترحب بالمهاجرين الذين يفدون إليها من حوالي مئتي دولة حول العالم ، وتعمل على توطين 85% منهم لتصبح من أعلى معدلات التوطين على مستوى العالم وكرّست 500 مؤسسة للقيام بهذا الإجراء وتسير بخطى حثيثة في طريق إيجاد مأوى لمن لا مأوى له ، وهذا كان له تأثيرا كبيرا على عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا .
أهداف السياسة الكندية
إن العوامل السياسية واحدة من عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا ، و للحديث عن الأهداف السياسية التي تطمح إليها حكومة كندا من جراء السعي لاستقطاب المهاجرين من شتى أصقاع الأرض لا بد من طرح الأسئلة الآتية :
ما أهداف السياسة الكندية من استقطاب المهاجرين ؟*
*وما تأثير هذه العمليات على السياسة الداخلية لحكومة كندا؟ وفضلا عن هذا وذاك ، ما هو تاريخ الهجرة إلى كندا ؟
وهل هناك إجماع من قبل الكنديين على دعم هذه المشاريع ؟*
تستقبل كندا منذ تاريخها الطويل مئات المهاجرين وتحاول وضع عمليات الهجرة وفق أنظمة تشرف عليها عن طريق مؤسسات مختصة، إذا فلا بد لها من غايات ومقاصد من عمليات الهجرة تلك على الرغم من عدم إجماع الكنديين والسياسيين على صواب هذه العمليات ، انطلاقا من أن المهاجرين لا يمكن معرفة انتمائهم الديني مما يرجح تعرض البلاد للهجمات من قبل المتشددين .
ولكن تبقى هذه الفئة قليلة إذا ما قارنها بالنسبة العظمى من السياسيين والمواطنين الكنديين الذين يعتقدون أن عمليات الهجرة تلك تسبب إثراء للبلاد في مناحي عديدة ، ويرون أنه لابد من الحفاظ على هذه السوية في استقطاب المهاجرين الجدد، كون هذه العملية تشكل عاملا من عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا
هذه هي القاعدة التي ترتكز عليها حكومة كندا لدعم برامج الهجرة شعبيا وسياسيا.
فكندا لها تاريخ عريق في التعامل مع قضايا الهجرة عبر الزمن ، وهي تشكل ملاذا آمنا للهاربين من الحروب والفقر قاصدين اللجوء إليها للنجاة اقتصاديا والنهوض اجتماعيا.
ويحدد الدستور الذي صدر سنة 1867م أن الهجرة مسؤولية ، تقع على المضاف والمستضيف وهي عامة بين الحكومة الفدرالية والأقاليم والمقاطعات الإدارية ،فكان النظر على أن الهجرة مهمة على الصعيد الحيوي في التنمية الاقتصادية للمقاطعات عند إنشاء دولة كندا .
تستقبل حوالي 300 ألف مهاجر سنويا ، وتحاول في تشريعاتها السياسية خلق جو من التنوع الثقافي في البلاد عن طريق صهر هؤلاء المهاجرين في بوتقة واحدة يكون لها طابعا شموليا من مختلف أنحاء العالم ،فهناك دراسة قد أجريت سنة 2001 تقول بوجود ثلاثا وثلاثين مجموعة لها أصول عرقية مختلفة تضم حوالي المئة ألف عضو.
إن انخفاض معدل المواليد وارتفاع نسبة الشيخوخة في المجتمع الكندي يجعل تجاوز البعد القومي أسهل ، وهذا ما أوضحه العديد من المسؤولين الكنديين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الذي قال في مقدمة حديثه مع مجلة نيويورك تايمز*كندا ستكون أول دولة في العالم ما بعد القومية * ، وعلى عكس المعتقد لم يكن لهذا التصريح أية آثار سلبية لدى الأوساط الشعبية الكندية ،بل لاقت ترحيبا جماهيريا انطلاقا من تعزيز غياب الهوية الوطنية وإطلاق شعار الهوية الإنسانية في المقام الأول .
كما اعتبر الكاتب الكندي تشارلز فوران *أن التنوع في العرقيات والأجناس من شأنه أن يعزز الرفاهية ولا يقضي عليها * ،كما أشار في موضع آخر *أن كندا هي البلد الوحيد في العالم الذي يعرف كيف يعيش بلا هوية* بإشارة منه إلى أن هذه الممارسة تدعم المرونة الصحية وتساهم في تقبل التغيير. وبناء على ما سبق نجد أن الأهداف التي تطمح حكومة كندا إلى تحقيقها تتلخص في:
1.تنمية الاقتصاد ورفده بالطاقات البشرية الفعالة ضمن خطة تنموية شاملة، تضمن تقدم المجتمع علميا وعمليا ، بشريا وإنسانيا.
2. العمل على استثمار الحيز الجغرافي في تأمين وطن لمن لا وطن لهم عن طريق لم الشمل واستيعاب أكبر عدد مستطاع من المستضعفين الذين يعانون ويلات الحروب في بلادهم .
3.غرس ثقافة إلغاء القومية وفتح الحدود للمعاملة الإنسانية البناءة ،وجذب العالم أجمع للاقتداء بهذه السياسة .
4.رفد المجتمع الكندي بالشباب بسبب قلة عدد المواليد وارتفاع نسب الشيخوخة في البلاد .
تبذل الدولة الكندية أقصى الجهود للعمل على توطين المهاجرين وفق رؤيتها ساعية إلى تحقيقها داعية إلى الاقتداء بها .
الظروف السياسية العالمية وتأثيرها على الهجرة إلى كندا
تبدو الظروف التي يعيشها العالم اليوم أكثر توترا وتضررا، نتيجة للسياسات التي تستهدف الشعوب النامية أو دول العالم الفقير ،إذ إن الصراعات والحروب تعد العامل الرئيس الذي ينشّط عملية الهجرة ويغذّيها ،وهذا و ما يدفع الشعوب إلى الهجرة بحثا عن الملاذ الآمن ، وتعتبر الظروف العالمية واحدة من عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
كندا لم تتخذ موقفا حياديا بالنسبة لهذه المتغيرات العالمية فقد بحثت بمسألة كيفية الاستجابة للظروف العالمية لتكون عنصرا فاعلا في المساهمة بحل هذه المشكلة ولكن بما يضمن لها تحقيق أهدافها من جراء ذلك ، فلكي تستفيد منها لابد لك أن تفيدها ، وعلى اعتبار كندا جزء من المجتمع الدولي فيجب عليها أن تلتزم بتقديم العون عند حدوث الأزمات الإنسانية وهذا ما فعلته مؤخرا عند التعامل مع مسألة اللاجئين السوريين ، وتعتبر قضية اللاجئين عاملا مهما من عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
تتمتع كندا بتاريخ مميز في توفير الحماية المساعدة في إعادة توطين الفئات الأكثر ضعفا في العالم ، فمن هؤلاء المستضعفين هم المثليين مزدوجي الميول الجنسية هؤلاء أيضا يعتبرون من المضطهدين في مجتمعاتهم ،فكندا تمدّ لهم يد العون للخلاص من دائرة التنمّر في مجتمعهم وصهرهم ضمن البوتقة الاجتماعية الكندية .
قدرة كندا على تقديم العون والخدمة للوافد الجديد
هل تساءلت يوما عما تستطيع حكومة كندا تقديمه للمهاجرين الجدد ؟
أو إلى أي مدى تستطيع حكومة كندا مساعدة المهاجرين الجدد ؟
هل هي قادرة اقتصاديا على التكفّل بحاجات المهاجر الجديد؟
نستطيع أن نجيب عن أسئلتكم على الشكل الآتي :
كندا من الدول الرائدة صناعيّا وتجاريّا وخدميّا كونها تتّبع سياسات ناجحة فعليّا على كافة الأصعدة ،حتّى على صعيد استقطاب المهاجرين الجدد وإعادة توطينهم ضمن أراضيها ،فلا يمكن العمل على هذا الجانب لولا وجود الثّقة بالقدرة على تحمل أعباء هذا الاستقطاب بأقل الخسائر بما يمكّنها من دعم القادمين إلى أراضيها وتحقيق اندماجهم في سوق العمل بالشكل الأمثل.
وكذلك ثقتها بالموارد التي تملكها وتستطيع تقديمها لدعم المهاجرين كتأمين السكن الميسّر والدورات التأهيلية على العمل وتقوية اللغة لهؤلاء المهاجرين فضلا عن خدمات الرعاية الصحية والتعليميّة لترميم جوانب النقص التي يعاني منها المهاجر للمساهمة في تجاوز الصعوبات أو التخفيف من حدتها، وترميم النقص يساعد على تنمية عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
تقدم حكومة كندا المساعدة الاجتماعية للوافدين الجدد المتمثلة بالتعليم فضلا عن الرواتب الخاصة باللاجئين الواصلين بشكل غير قانوني فبمجرد الدخول إلى الأراضي الكندية يعتبر المهاجر الغير شرعي قد خطا الخطوة الأولى في طريق الحصول على حق اللجوء ومن ثم يستطيع متابعة وضعه القانوني مع المؤسسات المعنيّة .
تتولّى الوكالات الموجودة في المقاطعات الفدرالية العاملة في هذا المجال المهام التي تساعد المهاجر على الاستقرار.
قدرة كندا الهائلة لمعالجة طلبات الهجرة
من الممكن أن يحمل هذا المستوى بعض جوانب الضعف في سياسة الحكومة الكندية في التعامل مع ملفات الهجرة المقدمة على أراضيها لما يعانيه المتقدم من إجراءات أقرب إلى الروتينية المعقدة فضلا عن طول فترة الاستجابة للرد على هذه الطلبات إلا أن الحكومة وجدت أن أفضل طريقة لحل هذه المشكلات هو إخضاع المتقدمين لنظام معين يتم بموجبه تقييم المهاجرين تبعا لخبراتهم ومزاياهم الشخصية ، وهذا أثر إيجابا على عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا
إن نظام الدخول السريع يعتمد على حصد النقاط في تقييم مؤهلات المترشحين هذه النقاط يتم اعتمادها بناء على العمر ، واللغات والمؤهلات العلمية ،والخبرات المهنية.
وفي النهاية يتم جمع النقاط وتحديد إمكانية أكان هذا الشخص مؤهل للهجرة إلى كندا أم لا.
تتبع كندا العديد من الخطوات للقضاء على التمييز بين القاطنين ضمن حدودها فإن هذه الخطوات متعددة الأوجه وتشمل :
1.وضع الحكومة خطة للمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات وإشراك كلاهما في البرامج الوطنية من حيث التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية .
2.وضع الحكومة ميثاق يحظر التمييز بين الأفراد على أساس عنصري أو عرقي أو اللون أو الجنس أو القدرة العقلية والبدنية .
3.تقوم اللجنة الكندية لحقوق الإنسان بالتحقيق والبت في القضايا المتصلة بالتمييز والاستماع إلى هذه الشكاوى وتصدر حكم فيها .
4.نص القانون الكندي الخاص بحماية المهاجرين، على اعتبار المتاجرة بالبشر جريمة يعاقب عليها ويجب التشدد في تطبيق الأحكام القانونية بحق مرتكبيها، إضافة إلى إخضاع ضحايا الإتجار بالبشر لبرامج تأهيلية مهنيا واجتماعيا وتم التشديد على هذا الأمر لأنه يؤثر على عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا
5.هناك بعض القوانين الخاصة بالنساء المهاجرات اللواتي حصلن على كفالة أحد المواطنين المقيمين ما دام كان الكافل غير قادر على الوفاء بالمتطلبات القانونية المتصلة بالأسرة فتكفل لهن أولوية العناية وتجهيز طلبات اللجوء، وتعمل على ضمان حقوق هذه الفئات .
القرارات السياسية الكندية الخاصة بالهجرة
يمكن اعتبار القرار السياسي هو العامل الأكثر تأثيرا من عوامل تشكل مستوياتالهجرة في كندا فمهما كثرت التبريرات الاقتصادية والإنسانية والبشرية للقيام العمليات الخاصة باستجلاب المهاجرين يبقى العامل السياسي هو الحاسم في هذه الإجراءات .
وتبقى مسألة المهاجرين أداة طيعة يستخدمها السياسي الكندي في المعارك الانتخابية والإفصاح عن برنامجه الانتخابي اذ يشكل عامل استقطاب المهاجرين عامل جذب موجه للجمهور بهدف الإقناع بأفضلية البرنامج الانتخابي دون سواه ، فبقدر ما يظهر المرشح محاسن الإجراءات التي تستقطب المهاجرين إضافة الى الطريقة التي سيتعامل بها مع هذا الملف ليعود بالنفع على المجتمع الكندي بقدر ما يكون هذا التفصيل عامل جذب يرغّب بهذا المرشح ويقوي مكانة حملته ويرفع من مكانته السياسية .
كما أنه يمكن للمهاجرين أن يشكلوا عاملا من عوامل التغيير في المجتمع وفي عمليات بناء السلام وجلب خبراتهم ومهاراتهم ومواردهم وتعزيزها ضمن الأرض التي ينزلوها بما يساهم في تغيير البنية التحتية والتماسك الاجتماعي ، وهذا يؤثر على عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
إذا كندا تسعى لتوطين هؤلاء المهاجرين حتى على صعيد إشراكهم في مناصب صنع القرار الكندي ، فهي لا ترى حرجا في منح من هم من أصول خارجة عن نطاق حدودها الجغرافية ،أي الذين جاؤوا من عرقيات بعيدة واستوطنوا ضمن أراضيهم وأثبتوا كفاءتهم المهنية والعلمية وحصلوا على الجنسية الكندية بسبب التزامهم بالمعايير القانونية لدولة كندا .
وهذا ما حصل مؤخرا عندما عيّن * عمر الغبرا * ذو الأصول السوريّة والحاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية وزيرا للنقل بقرار صدر عن رئيس الوزراء الكندي ترودو.
فقد تدرج بالمناصب السياسية بدءا بالانتساب إلى الحزب الليبرالي سنة 2006، مرورا إلى انتخابه نائبا في البرلمان الكندي عن مدينة ميسيساغا بمقاطعة أونتاريو ،كما أنه تقلّد منصب السكرتير البرلماني لوزير الخارجية في الشؤون القنصلية وعمل في وزارة تنويع التجارة الدولية ، وصولا إلى تعيينه سكرتير رئيس الوزراء لشؤون تجديد الخدمات العامة .
لا نقصد من هذا المثال سوى التدليل على مساهمة الجاليات الداخلة إلى كندا في صنع القرار الكندي ومشاركة الدولة لهم بما يكفل المضي قدما في سبيل التطوير والتحديث، وسد الثغرات من حيث عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا
من هنا كان البرهان على نجاح عملية التوطين والاستجلاب ، إذ إن هذه المسوغات التي قادت كندا إلى اتباع هذه المنهجية تكون أقرب إلى الصواب، فقد كان لهذه السياسة تأثيرها الفعال ضمن الأوساط الاجتماعية الكندية، واستطاعت حل المشكلات والعراقيل بشكل يؤمن حاجاتها من العنصر البشري ،ويرفع من المستوى الاقتصادي ،ويرضي الطبع الإنساني، لقد تحدثنا في تقريرنا هذا عن عوامل تشكل مستويات الهجرة في كندا.
المصادر: