Table of Contents
السويد: تقع مملكة السويد في شبه الجزيرة الاسكندنافية في شمال أوروبا.
تم اشتقاق اسم “السويد” من كلمة Svear،أو Suiones،وتعود الكلمة إلى “شعب”، كان قد ذكره المؤلف الروماني Tacitus عام 98 م.
وكان يطلق عليها في القديم اسم Svithiod،ولطالما كانت “ستوكهولم” هي العاصمة، منذ عام 1523.
معلومات عن السويد
– الاسم الرسمي: KonungariketSverige) مملكة السويد)
– شكل الحكومة: مَلكيّة دستوريّة، مع مجلسٍ تشريعيّ واحد (Riksdag،أو البرلمان [349])
– رئيس الدولة: الملك Carl XVI Gustaf
– رأس الحكومة: رئيس الوزراء Stefan Löfven
– العاصمة: ستوكهولم
– اللغة الرسمية: السويدية
– الديانة الرسمية: لا يوجد
– الوحدة النقدية: krona سويدية (SEK)
– سعر صرف العملة: 1 $ يساوي 8.519 krona سويدية
– عدد السكان: (تقديرات 2020) 10381000 نسمة
– تصنيف السكان (إحصاءات 2019) 89
– توقعات السكان لعام 2030: 11261000 نسمة
– إجمالي المساحة (SQ MI): 172752)
– المساحة الإجمالية (كم مربع): 447425
– الكثافة (عدد الأشخاص لكل متر مربع): (إحصاءات 2020) 66
– الكثافة (عدد الأشخاص لكل كيلومتر مربع): (إحصاءات 2020) 25.5
– سكان المناطق الحضرية والريفية
المناطق الحضرية: (إحصاءات 2018) 87.4 %
المناطق الريفة: (إحصاءات 2018) 12.6 %
– مدة الحياة المتوقعة عند الولادة:
* الذكور: (إحصاءات 2020) 80.6 سنة
* الإناث: (إحصاءات 2020) 84.3 سنة
– معرفة القراءة والكتابة / النسبة المئوية للسكان الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً فأكثر:
– الذكور: 100 %
– الإناث: (2008) 100 %
– الدخل القومي الإجمالي: ( 573771$) (إحصاءات 2019)
– الدخل القومي الإجمالي للفرد: ( 55780 $) (إحصاءات 2019)
أين تقع السويد
تقع مملكة السويد إلى الجنوب الغربي من فنلندا.
الخط الساحلي الطويل نوعاً ما، يشكّل الحدود الشرقية للمملكة، ويمتد على طول خليج Bothnia وبحر Baltic،و هناك مضيقٌ ضيقٌ، يُعرف باسم “الصوت” (Öresund)،يفصل السويد عن الدنمارك من الجنوب.
ويشكل الخط الساحلي الأقصر على طول مضيق Skagerrak و Kattegat حدود السويد الجنوبية الغربية، وتقع النرويج في الغرب من المملكة.
تمتد السويد حوالي 1000 ميل (1600 كم) شمالاً وجنوباً، و 310 ميل (500 كم) شرقاً وغرباً.
تنقسم المملكة بشكلٍ تقليدي إلى 3 مناطق:
الشمال Norrland
وهي المنطقة الجبلية والغابات الشاسعة.
وتقع Svealandفي وسط السويد، وهي مساحة من الأراضي المنخفضة في الشرق ، والمرتفعات في الغرب.
وفي الجنوب توجد Götaland،التي تضم مرتفعات Småland،وفي الطرف الجنوبي، هناك سهول Skåneالصغيرة، ولكنها سهولٌ غنية.
وفي أقصى الشمال ، تتداخل منطقة Lapplandمع Norrland وشمال فنلندا.
تعتبر Norrland هي أكبر المناطق وأكثرها كثافة سكانية. تتميز بسطحٍ متموج من التلال والجبال المستديرة، والبحيرات، و وديان الأنهار الواسعة.
الغرب تقع جبال (Kjølen،الاسكندنافية)،
التي تمر خلالها الحدود التي تحدد شكل الحدود بين السويد والنرويج. وتوجد هنا العديد من الأنهار الجليدية، والتي تقع في أقصى جنوبها على جبل Helagsfjället))،بالقرب من الحدود النرويجية.
في أقصى الطرف الشمالي للمنطقة، وإلى الشمال من الدائرة القطبية الشمالية، توجد أعلى قمم السويد، وهو جبل Kebne (Kebnekaise)،البالغ ارتفاعه 6926 قدماً (2111 متراً)، وجبل (Sarektjåkkå)،الذي يرتفع 6854 قدماً (2089 متراً)، في حديقة سارك الوطنية الرائعة.
جنوب السويد
منطقة Småland،فهي عبارة عن مرتفعات مشجّرة بارتفاع 980 إلى 1300 قدم (300 إلى 400 متر). وهي منطقة من التربة الفقيرة والحجرية، واجهت زراعة منطقة Smålandعبر العصور بعض الصعوبة، كما يتضح من تلال الصخور الهائلة التي تمت إزالتها من الأرض. وفي الفترة الأخيرة، تميزت المنطقة بإنشاء المصانع الصغيرة.
الساحل السويدي يعتبر صخرياً بشكلٍ عام، و توجد مئات الجزر الصغيرة المشجّرة أحياناً. وفي المقابل من الساحل الجنوبي لبحر البلطيق، تتكوّن جزر Ölandو Gotland الكبيرة والمسطحة من طبقات من الحجر الرملي والحجر الجيري.
الطقس في السويد
يشار إلى أن حوالي 15% من المملكة، تقع داخل الدائرة القطبية الشمالية.
من أواخر مايو/أيار تقريباً، وحتى منتصف يوليو/تموز، يستمر ضوء الشمس على مدار الساعة في شمال الدائرة القطبية الشمالية، ولكن حتى في أقصى الجنوب، كالعاصمة “ستوكهولم”، فإن ساعات الليل تعتبر قصيرة.
و من ناحية أخرى، ففي منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، تشهد “ستوكهولم” حوالي 5.30 ساعة فقط من ضوء النهار.
و في مناطق بعيدة مثل Lappland، هناك ما يقارب 20 ساعةً من الظلام الدامس، بينما توجد فقط 4 ساعات من الشفق.
بالنظر إلى الموقع الجغرافي الشمالي للسويد (وهو على خطّ عرض أجزاء من جرينلاند وسيبيريا)، فإنها تتمتع بمناخٍ مناسب.
من الجنوب الغربي، تشهد السويد هبوباً لرياح المحيط الأطلسي، التي تتميز بالضغط المنخفض في الهواء الدافئ، بواسطة تيار شمال الأطلسي، وبالتالي فهي تجعل الطقس معتدلاً، ولكنه متقلب.
وهناك نوعٌ آخر من التأثير، تسببه الضغوط القارّية شرقاً، والتي تخلق طقساً مشمساً حاراً في الصيف، وبارداً في الشتاء.
امتداد السويد من الشمال وحتى الجنوب، وارتفاعها في الجزء الشمالي، يؤدي لحدوث اختلافاتٍ إقليميةٍ كبيرة في مناخ الشتاء.
يحدثُ في الجزء الداخلي الشمالي تساقط كثيف للثلوج ، لفترة 8 أشهر في السنة الواحدة، بالإضافة لدرجات حرارة شديدة البرودة، تنخفض من -22 إلى -40 درجة فهرنهايت (-30 إلى -40 درجة مئوية).
كما أن الجليد البحريّ يقوم بتغطية خليج Bothnia من نوفمبر/تشرين الثاني، إلى مايو/أيار.
الثروة النباتية والحيوانية
غابات التنّوب والصنوبر والبتولا، هي التي تهيمن على معظم أنحاء المملكة. ويوجد في جنوبها غاباتٍ أكثر تنوعاً، وفي أقصى الجنوب، هناك أشجار مثل الزان، والبلوط، والزيزفون، والدردار، والقيقب.
وتمتاز الغابات بغناها بالتوت والتوت البري والعنب البري والفطر.
وبالنسبة للحياة البرية، فتعتبر الغابات الشمالية مسكناً للدببة والوشق، بينما يعود ظهور الذئاب، بعد انقراضها تقريباً في القرن العشرين.
جميع أنحاء البلاد، تحتوي على أعدادٍ كبيرة من الموظ، والغزلان، والثعالب، والأرانب البرية. كما يتم تنظيم الصيد، وصيد الأسماك، ويتم أيضاً حماية العديد من أنواع الحيوانات بشكل كامل.
هناك عدد قليل فقط من الطيور الشتوية، إلا أن الصيف يجلب أعداداً كبيرةً من الطيور المهاجرة من جنوب أوروبا وأفريقيا، مثل الرافعات، والإوز البري على سبيل المثال.
عدد سكان السويد
يبلغ عدد سكان السوين 10381000 نسمة بحسب إحصاءات العام 2020 .
بالرغم من تأثير مجموعاتٍ مختلفة من المهاجرين على الثقافة السويدية على مر القرون، لكنّ السكان على مرّ التاريخ كانوا متجانسين بشكل غير عادي في الأصول العرقية واللغة والدين.
لم يحدث تغيير ملحوظ في الأعراق إلا منذ الحرب العالمية الثانية. من عام 1970 وحتى أوائل التسعينيات، حيث كانت الهجرة تمثل حوالي ثلاثة أرباع النمو السكاني. وقد جاء معظم المهاجرين من دول الشمال المجاورة، التي تتشارك مع السويد في سوق العمل.
بدأت مملكة السويد في الثمانينيات تستقبل عدداً متزايداً من طالبي اللجوء من الدول الآسيوية والإفريقية مثل “إيران، والعراق، ولبنان، وتركيا، وإريتريا، والصومال”، وكذلك من دول أمريكا اللاتينية، التي كانت آنذاك تعاني من حكومات قمعية. وبعد ذلك، منذ العام 2010 إلى عام 2014، ازداد عدد طالبي اللجوء في السويد بشكل كبير، حيث وصل إلى أكثر من 80 ألفاً في عام 2014، ليتضاعف هذا العدد بعد ذلك، ويتجاوز 160 ألفاً في عام 2015.
العديد من هؤلاء المهاجرين، كانوا هاربين من الحرب الأهلية السورية. فمنذ بداية الصراع السورية في 2011، منحت السويد حقّ الإقامة لأيّ سوري طالبَ باللجوء (بإجمالي حوالي 70000 مواطناً سورياً).
وهكذا، بحلول عام 2016، كان 1 من كل 6 مقيمين سويديين، قد وُلد خارج المملكة. والسويد، التي شعرت بضغط التدفق الجماعي للمهاجرين، عمِلت على سنّ قيودٍ جديدةٍ أكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة.
الديانة في السويد
القطع الأثرية، والمواقع الأثرية، التي تعود معظمها إلى عصور ما قبل التاريخ – بما فيها القبور والمنحوتات الصخرية – تشير إلى وجود نظامٍ قديم للمعتقدات الدينية التي كانت تمارَس في السويد خلال الفترة ما قبل المسيحية.
كانت الشمس والفصول ظاهرتان إلى حدٍ كبير، إلى جانب طقوس الخصوبة التي كنت تهدف إلى ضمان حصادٍ جيد.
تمت الإشارة إلى هذه الممارسات من خلال دورةٍ أسطورية عالية التطور، وصفت علم الكونيات المميز، وأفعال الآلهة، والعمالقة، والشياطين الإسكندنافية القديمة.
كانت الآلهة المهمة، تشمل Odin، Thor، Freyr، Freyja.
أما طقوس القرابين العظيمة، التي يُعتقد أنها كانت تحدث كل 8 سنوات في Uppsala القديمة، فقد تم وصفها من قبل المؤلف Adam of Bremen في القرن الحادي عشر.
تبنت السويد الديانة المسيحية في القرن الحادي عشر، وعند الاقتراب من العام 500 ميلادي، باتت “الكاثوليكية الرومانية” هي الديانة السائدة.
كانت السويد موطناً للقديسة Bridget، مؤسسة الدير Brigittine في Vadstena.
وبعد ذلك، في منتصف القرن 16، عندما بدأت الاجتياحات الأولى من الإصلاح البروتستانتي في أوروبا، استقرت “اللوثرية” في السويد، وبقيت هي المهيمنة.
واعتُبِرت الكنيسة “الإنجيلية اللوثرية” في السويد، هي الكنيسة الرسمية للمملكة حتى عام 2000، وكان ما يتراوح بين ثلاثة أخماس، وثلثي السكان، لا يزالون أعضاءً في هذه الكنيسة. منذ أواخر القرن 19، ظهر عددٌ من الكنائس المستقلة، ومع ذلك، فمن المحتمل أن أعضائها ينتمون أيضاً إلى كنيسة السويد.
أدت الهجرة، إلى زيادة في الانتساب إلى الديانات الرومانية الكاثوليكية، والروم الأرثوذكسية، والإسلامية. وقد كانت الديانة “اليهودية” هي أقدم ديانةٍ عالميةٍ غير مسيحية في البلاد،
وكانت تتم ممارستها في السويد منذ 1776. وبعد المسيحية، جاء الإسلام كأكبر ديانةٍ في السويد، مع حوالي 100000 مسلمٍ نشطٍ في مطلع القرن 21، على الرغم من أن عدد السويديين مسلمي الأصل، كان يقارب ثلاثة أضعاف هذا الرقم.
اللغة في السويد
اللغة السويدية، هي اللغة الوطنية للمملكة، وهي اللغة الأم لحوالي تسعة أعشار السكان، وتعتبر لغة الشمال.
ويعود انتماؤها لمجموعةٍ فرعيةٍ من اللغات الجرمانية الشمالية (الاسكندنافية)، وترتبط اللغة ارتباطاً وثيقاً باللغات الدنماركية والنرويجية والأيسلندية والفيروية.
وربما أنها تأثرت بالألمانية، إلا أنها اقترضت بعض الكلمات والنحُو من اللغات الفرنسية، والإنجليزية، والفنلندية.
تعتبر اللغة السويدية، قياسيةً ومشتركةً (rikssvenska)،وهي مستخدمة منذ أكثر من 100 عام.
تتنوع اللهجات التقليدية الخاصة بالمقاطعات، بالرغم من أنها تجانست بسرعة، وذلك بسبب تأثيرات التعليم ووسائل الإعلام، ولا تزال مستخدمةً ويتم التحدث بها على نطاق واسع.
يتحدث حوالي 300000 سويدي-فنلندي باللغة السويدية. هناك ما يقارب 200 لغةً يتم التحدث بهم الآن في السويد، وذلك بسبب المهاجرين واللاجئين.
أنماط السكان
غالبية سكان السويد – وهم قلائل بالنسبة لمساحة أراضيها – يعيشون في الثلث الجنوبي من البلاد، ومعظمهم يعيشون في المدن.
المنطقتان التقليديتان في أقصى جنوب السويد، وهما Götalandو Svealand،أخذا أسمائهما من العشائر الصغيرة فيما قبل التاريخ، والتي كانت تقطن وسط السويد. تم توحيدُ Svearو Götar(حيث يعتقد بعض العلماء أنهم القوط الأصليون) في دولةٍ واحدة في حوالي 1000 .
عاشت عشيرة Götarفي Östergötland،و Västergötlandو Småland،وعاشت عشيرة Svearحول بحيرة Mälar.
ولا تزال هناك بعض الاختلافات في نطق اللهجات في هاتين المنطقتين.
أُخذت لهجة Skåne،والمناطق المحيطة بها، من التاج الدنماركي في القرن 17، ولا يزال يُنظر إلى Skåneكمنطقة لها خصوصية في اللغة والعادات، وتشتهر بطعامها الغني وكرم الضيافة.
باتت Norrland الشاسعة، مستعمرةً من قبل السويديين. وتعتبر أقل كثافة سكانية بكثير من المناطق الجنوبية والوسطى.
المستوطنات الريفية في السويد
خلال القرن 19، تمّ حل المجتمعات القروية بشكلٍ تدريجيّ بسبب إصلاحات الأراضي، وتوحيد الأراضي الزراعية، وتقسيم المشاعات، وتشتت المزارع.
بعد ذلك، نشأت المستوطنات على طول السواحل البحرية، وشواطئ البحيرات، وأخذت المدن الداخلية شكل الأسواق في مناطق الزراعة والتعدين القديمة.
الكثافة السكانية منخفضة في Norrland،حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 3 أشخاص لكل كيلومتر مربع، مقارنة بحوالي 250 نسمة في ستوكهولم لكل كيلومتر مربع.
المستوطنات الحضرية في السويد
جاء النمو الحضري في السويد بعد ظهور التصنيع.
حيث تأثر موقع المواقع الحضرية الجديدة بتطور شبكة السكك الحديدية، واستغلال الموارد الطبيعية في شمال السويد. حالياً، يعيش أكثر من أربعة أخماس السكان في المراكز الحضرية.
يُذكر، أنه حتى عام 1870، لم يكن يعيش أكثر من 10% من السكان في المناطق الحضرية.
الغالبية العظمى من الناس، تعيش في مثلث Stockholm-Gothenburg-Malmö،وعلى طول الساحل الشمالي لستوكهولم. ويعتبر متوسط مساحة المعيشة في السويد، كبير بشكلٍ نسبيّ.
الاتجاهات السكانية
الفترة السريعة للنمو الاقتصادي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تسببت في هجرةٍ دراماتيكية من الأرياف والمدن الصغيرة في جميع أنحاء السويد، إلى المراكز الحضرية الكبيرة.
الكثير من المجتمعات شهدت معاناةً بسبب الانخفاض في عدد السكان، حيث أن الشباب والمتعلمين قد تركوا مناطقهم من أجل تحسين حياتهم، وهذا الاتجاه، أدى لتدابير مضادة من قبل الدولة، بما فيها الإعانات المقدمة للشركات في شمال وجنوب شرق السويد، كما تمّ أيضاً نقل الوكالات الحكومية من ستوكهولم إلى المراكز النائية.
اقتصاد السويد
في السويد، يعتبر نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي (GNP)،واحداً من أعلى المعدلات في العالم، وكذلك الضرائب.
معظم الشركات، تعود ملكيتها للقطاع الخاص،
وهي موجهة نحو السوق، ولكن عندما يتعلق الأمر بمدفوعات التحويل – كالمعاشات التقاعدية، والأجور المرضية، وبدلات الأطفال – فإن ما يقارب ثلاثة أخماس الناتج المحلي الإجمالي (GDP) يمرّ عبر القطاع العام.
تتم من خلال الضرائب، تغطية تكاليف التعليم،
والرعاية الصحية ورعاية الأطفال بشكل أساسي من خلال الضرائب. وبالرغم من ذلك، فقد تقلصت مشاركة الحكومة في توزيع الدخل القومي خلال العقدين الأخيرين من القرن 20.
تعتمد السويد بشكلٍ كبيرٍ على التجارة الدولية الحرة، من أجل الحفاظ على مستوى معيشتها، وذلك لأن قيمة الصادرات لديها، تصل إلى حوالي ثلث ناتجها المحلي الإجمالي.
في عام 1991، ضمّت السويد عملتها، Krona،إلى ECU (وهي وحدة العملة الأوروبية، حيث تم استبدالها باليورو في عام 1999)، ولكنها في العام 1992، تخلت عن ربط عملتها باليورو، وسمحت برفع قيمة Krona.
حافظت العملة السويدية على استقلالها، حتى بعد أن باتت عضواً كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي (EU) في عام 1995.
وفي عام 1999، تم إنشاء مجلس تنفيذي لبنك ريكسبانك السويدي، بهدف وضع السياسة النقدية للدولة، والحفاظ على استقرار الأسعار.
يتوجب على السويد كذلك، مواجهة مشاكل القدرة التنافسية التي دفعت الصناعة إلى الاستثمار في الخارج أكثر بكثير من الاستثمار في الداخل. تعتبر معظم الشركات الصناعية الكبيرة السويدية عابرةً للحدود، وبعضها يقوم بتوظيف عددٍ أكبر من الأشخاص في الخارج مقارنةً بالتوظيف في السويد، حيث تكاليف الإنتاج المرتفعة.
الزراعة والغابات وصيد الأسماك
موسم النمو في السويد، يتراوح بين 240 يوماً في الجنوب، إلى 120 يوماً في الشمال. تنتشر الزراعة في أقل من عُشر مساحة الأراضي السويدية. ومعظم الأراضي الصالحة للزراعة، تتمركز في جنوب السويد، إلا أن هناك قطعَ أرضٍ صالحةٍ للزراعة تتواجد بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية.
تسود في الجنوب زراعة القمح، والشعير، وبنجر السكر، والبذور الزيتية، والبطاطا، والخضروات الأساسية، بينما تنتشر زراعة التبن، والبطاطا، ويعتبران المحاصيل الرئيسية في الشمال.
في السويد بشكلٍ عامّ، تعتبر الزراعة الحيوانية أهم من زراعة الحبوب. حيث أن الأبقار المنتجة للألبان، تعتبرُ مهمةً في جميع أنحاء البلاد، في حين تتركز تربية الخنازير والدواجن في أقصى الجنوب.
يُعتبر مدخول المزارع السويدية، من بين أعلى المدخولات عالمياً، إلا أن المشكلات البيئية التي تواجهها، تسبّبت بالحد من استخدام الأسمدة.
نصف أراضي الغابات السويدية تعود ملكيتها للقطاع الخاص، وحوالي الربع، تملكها الشركات، والربع الأخير تعود ملكيته للقطاع العام.
تحتوي حوالي ثلاثة أرباع المزارع السويدية، على أراضٍ خشبية. ويبلغ متوسط إعادة النموّ، ووقت الحصاد، لأشجار التنّوب والصنوبر، ما يقارب 50 عاماً في الجنوب، و140 عاماً في الشمال.بالنسبة لصيد الأسماك، فهو يحتل حيزاً صغيراً من الاقتصاد السويدي.
فمن خلال الاتفاقيات الدولية، اضطرّت السويد لفقدان بعض مناطق الصيد التقليدية في بحر الشمال، حيث يتم صيد الرنجة، وسمك القدّ، وسمك السلمون، والماكريل، وكذلك الجمبري والكركند.
يعتبر Gothenburg هو ميناء الصيد الرائد، وسوق السمك.
الطاقة والموارد
يعتبر الخشب، والمعادن الخام، والقوة المائية، هم أساس الاقتصاد الصناعي السويدي على مرّ التاريخ.
في الواقع، فإن السويد تفتقر إلى الوقود الأحفوري، ويجب عليها الاعتماد على الواردات، لتلبّي احتياجاتها.
تستخدم المملكة الطاقة الكهرومائية بدرجةٍ عالية، إلا أنها توفر فقط حوالي نصف الطاقة الكهربائية اللازمة، بينما يتم اشتقاق معظم الطاقة المتبقية من الطاقة النووية.
السويد غنية جداً بالموارد المعدنية. تم السماح بتصدير رواسب خام الحديد الضخمة، التي تملكها الدولة في كيرونا Kiruna في Lappland، في نهاية القرن 19.
وفي منطقة Boliden في Norrland، يتم استخراج مجموعة واسعة من المعادن، بما فيها الذهب، والنحاس، والرصاص والزنك. تم استنفاد رواسب النحاس والفضة والحديد الخام في وسط السويد إلى حد كبير أو أنها غير مربحة للاستخراج.
الصناعة في السويد
التصنيع في السويد، متوجه نحو التصدير، وهو ينتج الجزء الأكبر من دخل الصادرات السويدية.
تعتبر السويد مصدّراً عالمياً لمنتجات الغابات.
الطاقة المائية، والأراضي الحرجية، هي التي حددت مواقع مصانع الحديد. وبالتالي فإن صناعة الحديد والصلب لا تزال موجودةً إلى حدٍّ كبير في منطقة Bergslagen في وسط السويد.
تعتبر الهندسة، بما فيها صناعة السيارات، أكبر صناعةٍ صناعيةٍ، حيث أنها تنتج حوالي نصف القيمة الصناعية المضافة.
تتركز صناعة الكهرباء والإلكترونيات فيStockholm و Västerås. أما Stenungsund، الواقعة على الساحل الغربي، فتعتبر مركزاً لصناعة البتروكيماويات.
إدارة الموارد المالية والتجارة والخدمات
هناك عدد صغير من البنوك التجارية الكبرى، يهيمنون على النظام المصرفي السويدي.
العملة الوطنية للمملكة هي Krona السويدية.
بالنسبة لقطاع التجارة في السويد، فإن الصادرات تمثل حوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي للسويد. وقد تحول التركيز من تصدير المواد الخام والمنتجات شبه المصنعة، إلى تصدير السلع النهائية،
وخصوصاً المنتجات الهندسية (السيارات، معدات الاتصالات، معدات محطات الطاقة الكهرومائية). وتشكّل دول “ألمانيا، والمملكة المتحدة، والنرويج، وفنلندا، والدنمارك” حوالي خمسي سوق الصادرات السويدية.
الواردات متنوعةٌ أكثر من الصادرات. في الثمانينيات، كان البترول هو الاستيراد الأهم، وكان يتجاوز ربع القيمة الإجمالية. بينما في عام 1990، بات يمثل أقلّ من 5% من الإجمالي.
تستورد السويد المنتجات الهندسية، بما فيها “السيارات، وآلات الأعمال، ومعدات الكمبيوتر”، والمواد الغذائية، “كالقهوة والشاي، والفواكه، والأسماك”، والكيماويات والمنسوجات.
وتعتبر ألمانيا هي المورِد الرئيسي لواردات السويد، تليها هولندا، والنرويج، والدنمارك، والمملكة المتحدة، وفنلندا.
أكثر من ثلث السويديين يعملون في قطاع الخدمات. ولصناعةِ السياحة دورٌ مهمٌ في الاقتصاد السويدي.
الحكومة والنظام السياسي في السويد
الإطار الدستوري:
السويد هي مَلكيّة دستورية.
يستند فيها الدستور – الذي يعود تاريخه لعام 1809 والذي تم تنقيحه في عام 1975 – إلى القوانين الأساسية الأربعة التالية:
- أداة الحكم
- قانون الخلافة
- حرية الصحافة
- ريكسداغ (البرلمان).
جميع هذه القوانين، تم تعديلها. حيث يقوم الدستور الآن على مبادئ السيادة الشعبية، والديمقراطية التمثيلية، والبرلمانية.
يعتبر “الملك الحاكم” رأس الدولة، إلا أنه لا يمارس أي سلطة سياسية، بل إن مسؤولياته هي احتفالية فقط.
تُمنح الخلافة الملكية للطفل الأكبر، بصرف النظر عن جنسه، ويتم ترشيح رئيس الوزراء من قِبل رئيس البرلمان، بعد أن يتم التشاور مع قادة الحزب، ويجري تصويت في البرلمان لكي تتم الموافقة عليه.
كما يقوم رئيس الوزراء بتعيين أعضاء مجلس الوزراء الآخرين، ويعتبر مجلس الوزراء هو المسؤول عن جميع قرارات الحكومة.
الوزارات صغيرة في السويد، وليست معنية بتفاصيل الإدارة أو تنفيذ التشريعات.
كلمة “الريكسداغ”، تشير إلى برلمانٍ من مجلسٍ واحدٍ يتم انتخابه من قبل الشعب لمدة 4 سنوات. يقوم “الريكسداغ” بتعيين رئيسه ونوابه ولجانه الدائمة، التي تمثل الأحزاب بما يتناسب مع قوتها. جميع مشاريع القوانين، يتم تحويلها إلى اللجان، وتتم طباعة نتائج مداولاتهم وتسليمها إلى البرلمان في جلسة عامة.
يمكن أن يتم إجراء استفتاءاتٍ حاسمة “إلزامية”، بشأن تعديلاتِ الدستور، إذا ما قام ثلث البرلمان بطلبها.
الحكومة المحلية في السويد
يتم تخصيص حكومة محليّة خاصة بالبلديات، كل واحدة منها لديها جمعية منتخَبة، ولها الحق في جباية ضرائب الدخل، أو فرض رسومٍ على مختلف الخدمات. جميع البلديات تمتاز بموقفها القوي والمستقل.
تعتبر الأمور المتعلقة بالشوارع، والصرف الصحي، وإمدادات المياه، والمدارس، والمساعدات العامة، ورعاية الأطفال، والإسكان، ورعاية المسنين، هي من ضمن مسؤوليات البلديات.
يُذكر أن انتخابات البلديات، تتزامن مع الانتخابات النيابية.
العملية السياسية
جميع مواطني السويد البالغة أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، يملكون حقّ التصويت في الانتخابات.
يجب على أعضاء البرلمان، أن يكونوا مواطنين سويديين، وفي سن الاقتراع. ويتناسب تمثيل الحزب مع التصويت الوطني، كما أن هناك قاعدةً تسمّى “الكوتا”، وهي تستثني الأحزاب التي تقل عن 4% من الأصوات الوطنية، أو 12% من الأصوات في دائرةٍ انتخابيةٍ واحدة على الأقل.
عام 1919 هو العام الوحيد الذي سُمح فيه – للمرة الأولى – للنساء بالتصويت في الانتخابات العامة، وذلك بعد مرور عقودٍ من العمل المضنِ من قبل Elin Wägner وعددٍ من النساء المخلصات لحق الاقتراع ،
وبعد ذلك، لم يسمح للنساء بالتصويت في جميع الانتخابات، حتى عام 1921، حيث دخلت آنذاك 5 نساء إلى البرلمان السويدي كنتيجةٍ لتلك الانتخابات.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين، فقد شكّلت النساء ما يقارب نصف أعضاء البرلمان.
على مرّ التاريخ، حافظ نظام الأحزاب السياسية في السويد على استقراره.
الأحزاب البارزة، هي أربعة أحزاب غير اشتراكية، وهي: “الحزب المعتدل (حزب المحافظين سابقاً)، وحزب الوسط، والحزب الليبرالي، وحزب الخضر”، إضافةً لحزبين اشتراكيين هما: “حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي السويدي (SAP، والمعروف باسم الحزب الديمقراطي الاجتماعي – حزب العمل) وحزب اليسار (الحزب الشيوعي السابق)”.
حزب SAP، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنقابات العمالية، إضافةً إلى أنه كان في السلطة لفترةٍ طويلةٍ من القرن العشرين، مقسّمة على مرحلتين (من 1932-1976) و منذ (1982-1991).
وفي نهاية ذلك القرن، وحتى القرن الحادي والعشرين، كانت قد وقعت السلطة بيد الاشتراكيين الديمقراطيين والمعتدلين بالتناوب. تم في عام 2010 تغيير النظام السياسي التقليدي تغييراً كبيراً،
وذلك من خلال التأثير المتزايد لحزب “الديمقراطيين السويديين”، الذي تأسس في عام 1988، وهو حزبٌ يمينيٌّ مناهض للهجرة، إلا أنه لم يتجاوز عتبة التمثيل في البرلمان حتى عام 2010،
عندما استغرق الأمر 5.7% من الاصوات، كما قام الحزب بزيادة مناصريه، وبالتالي زيادة حصته من الأصوات الوطنية، وقد وصلت إلى 13% في انتخابات 2014، وحوالي 18% في المائة في انتخابات 2018.
العدل والقضاء
في العصر الحديث، ظهرت مجموعةٌ من التشريعات بهدف تغطية الاحتياجات الجديدة. ومنذ نهاية القرن 19، تم سنّ قوانين مدنيّة كثيرة، بالتعاون مع بلدان الشمال الأوروبي الأخرى.
المسؤولية الأساسية في تطبيق القانون، تقع على عاتق المحاكم والسلطات الإدارية. تضمّ السويد 3 مستويات للمحاكم، وهي:
- محاكم المقاطعات (tingsrätter): وهي المهيمنة. ومن سماتها المميزة، وجود لجنةٍ من المحققين غير المتخصصين (nämndemän)، يشاركون في الجلسات الرئيسية للمحكمة، خاصةً في القضايا الجنائية والعائلية الأكثر خطورة.
- محاكم الاستئناف المتوسطة (hovrätter): في محكمة الاستئناف، يتم اتّخاذ القرار النهائيّ في القضايا من قِبل 3 أو 4 قضاة، لا يمكن الطعن بقراراتهم أمام المحكمة العليا، إلا إذا تم اعتبار القضية مهمةً لتفسير القانون.
- والمحكمة العليا (högsta domstolen): تتكون من خمسة قضاة (justitieråd).
عقوبات الإدانة هي الغرامة والسجن، والغرامات تُحدد بما يتناسب مع الدخل اليومي للفرد. كما أنه لا يتم الحكم بالسجن على الجناة الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، إلا في حالات استثنائية.
وبالنسبة لوزير العدل، (justitiekansler)، فيتم تعيينه من قبل الحكومة، ومهمته الإشراف على المحاكم والأجهزة الإدارية، مع إعطاء اهتمامٍ خاص لحماية مصالح الدولة.
الأمن والدفاع
لم يتم احتلال السويد عسكرياً منذ القرن 16، ولم تكن في حالة حرب منذ عام 1814. و في عام 1995، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، تجنبت أيضاً جميع التحالفات العسكرية، باتباعها لسياسة الانفصال أو الحياد.
ومن أجل حماية أراضيها والمحافظة على حيادها، فهي تمتلك جيشاً قوياً يتكون من قواتٍ بريّة، وبحرية، وجوية.
في عام 2010، قامت المملكة بإنهاء التجنيد الإجباري، ولكن تمت إعادة العمل به في عام 2017، ولكنه هذه المرّة، شمل جميع الرجال والنساء المؤهلين.
الشرطة الوطنية السويدية، تتبع لوزارة العدل، وتشمل مجلس الشرطة الوطني، ودائرة الأمن القومي، وإدارة التحقيقات الجنائية الوطنية، والمختبر الوطني لعلوم الطب الشرعي، وسلطات شرطة المقاطعة، وتشكّل نسبة النساء، ثلث موظفي الشرطة، وحوالي خمس ضباط الشرطة.
العمل والضرائب
انخفضت نسبة العمالة في قطاع الزراعة والغابات وصيد الأسماك منذ منتصف القرن العشرين.
وبات قطاع الخدمات (بما فيه الخدمات والإدارة) هو مجال النمو الرئيسي في العمل. وبعد ذلك، تسبب الانكماش الاقتصادي في التسعينيات، بإلغاء العديد من هذه الوظائف.
وبهدف معالجة مشكلة البطالة، توجهت الحكومة للقيام باستثمارات كبيرة في التعليم وريادة الأعمال، كما لعب القطاع العام دوراً هاماً في زيادة الإنتاجية.
يُذكر أن ثلاثة أرباع النساء ممن هنّ في سن العمل، يشاركنَ في القوى العاملة، وتعتبر هذه النسبة، من أعلى المعدلات عالمياً.
تمتاز السويد بخططِ مزايا الموظفين الليبرالية، حيث أن أسبوع العمل القانوني العادي هو 40 ساعة، لكن 37 ساعة في الأسبوع، هي القاعدة السائدة في المملكة،
كما أن الحدّ الأدنى للإجازة السنوية “مدفوعة الأجر”، هو 5 أسابيع. كما تشتهر السويد ببرامج إجازة الأمومة، التي تتيح إجازةً تصل إلى 13 شهراً مقابل أربعة أخماس أجرها.
بالنسبة للضرائب، فهي تمثّل الغالبية العظمى من إيرادات الدولة، وتُستخدم الضرائب من أجل الحفاظ على مستوى عالٍ من الخدمات الاجتماعية، التي ساهمت بشكلٍ كبير في القضاء على الفقر الهيكلي في البلاد.
يوجد في السويد معدلاً مرتفعاً نسبياً لضريبة الدخل الشخصي (يتراوح ما بين 30 إلى 60%)، إلا أنّ ضرائب الشركات تعتبر معتدلة.
منذ أواخر التسعينيات، طرأ تغيير يقضي بالابتعاد عن الضريبة على الدخل الشخصي، والتوجه نحو فرض الضرائب على السلع والخدمات ومساهمات الضمان الاجتماعي.
النقل والاتصالات
تمتلك السويد شبكةً واسعة من طرق النقل البري والجوي. سابقاً، كان النقل البحري هو الطريقة السائدة، والنقل البري كان يعمل بشكلٍ أساسيّ في الشتاء، فوق الثلج والجليد. موانئ ستوكهولم وغوتنبرغ Gothenburg و Stockholm، تعتبر من أهم 20 ميناءً يتعاملون مع التجارة الخارجية.
تم تخفيض الأسطول التجاري السويدي بشكلٍ كبير، وذلك بسبب منافسة السفن الأجنبية، التي تقوم بفرضِ أسعارٍ أقل.
بُنيت عدة ممرات مائية داخلية، في النصف الأول من القرن 19، من بينها قناة Göta.ولكنها سرعان ما أصبحت قديمة، بعد أن بدأت الدولة في خمسينيات القرن 19، ببناء شبكةِ السكك الحديدية الوطنية، والتي واجهت بدورها منافسةً من السيارات، وعلى ذلك، تمّ منذ الخمسينيات إغلاق العديد من خطوط السكك الحديدية الثانوية. وبعد ذلك، تمّ توسيع شبكة الطرق، وبناء طرق أفضل من أي وقت مضى.
كانت الطرق السريعة تعمل بين Stockholm، Gothenburg، ومالمو ، حيث قامت بربط العاصمة بالمنطقة الساحلية الشمالية.
يشار إلى أن معظم الأسر، تمتلكُ سيارةً واحدة على الأقل.
تم تطوير النقل بالحافلات العامة المحلية، ولكن العاصمة “ستوكهولم”، هي فقط من يمتلك مترو أنفاق، يعتبر العمود الفقري لنظام النقل المحلي. كما قامت Gothenburg بتطوير نظامِ ترام.
نظام الخطوط الجوية الاسكندنافية (SAS)، هو الذي يهيمن على الخدمات الجوية، التي تمتلكها دول السويد، والدنمارك والنرويج. وتوجد أهم المطارات في Stockholm، Gothenburg، وMalmö مالمو
نمَت صناعة وخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في السويد، وأصبحت المملكة رائدةً عالميةً في انتشار الإنترنت، حيث أن الغالبية العظمى من شعب السويد، يتمتعون بالوصول إلى الإنترنت.
الصحة والرعاية والإسكان
مقابل الضرائب المرتفعة، يحصل السويديون على مجموعة واسعة من الخدمات العامة، ومزايا الرعاية الاجتماعية، التي تضمن الحد الأدنى من مستوى المعيشة. كما أن التأمين الصحي الوطني الذي تديره المقاطعات يشمل جميع السكان.
كما يشار إلى الظروف الصحية في السويد، على أنها من بين الأفضل عالمياً. تضم السويد شريحةً كبيرةً من السكان البالغة أعمارهم 65 عاماً أو أكثر،
كما أن نسبة الأطباء تعتبر مرتفعةً بالنسبة لعدد السكان. كما تتوفر مراكز الرعاية الصحية الأولية في كل مجتمع. ومن أجل الحصول على رعاية صحية عالية التخصص، هناك العديد من المستشفيات الكبرى.
الفوائد الليبرالية متاحةٌ للآباء، حيث يحق لهم الحصول على إجازة عائلية مدفوعة الأجر لمدة 13 شهراً من العمل.
يحق للطلاب الذين يواصلون تعليمهم، أن يحصلوا على بدلاتٍ دراسية. وبالنسبة للمستوى الجامعي، فإن غالبية تمويل الطلاب، تتألف من قروض قابلة للسداد.
التأمين الوطني ضد الحوادث، يتكفّل بدفع جميع التكاليف الطبية المتعلقة بإصابات العمل، كما أن العديد من العاملين في السويد، يتمتعون بـ “تأمينٍ ضد البطالة” من خلال نقاباتهم العمالية، بينما العاطلين عن العمل، ولا يملكون مثل هذا التأمين، يمكنهم الحصول على إعانةٍ نقدية أقلّ من الدولة.
حتى ثلاثينيات القرن الماضي، كانت معايير الإسكان في السويد منخفضةً، حيث افتقرت المساكن للمرافق الصحية، وكانت مكتظة.
وفي الأربعينيات، عالجت الحكومة هذه المخاوف، عبر سياسة دعم الإيجارات، وفرض الرقابة عليها.
من أواخر الأربعينيات وحتى الخمسينيات، قامت معظم البلديات بتأسيس شركات الإسكان الخاصة بها. كما قدمت الدولة قروضاً بفائدةٍ منخفضة، وإعاناتِ الفائدة لهذه الشركات غير الربحية.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أُنشئ برنامج “مليون منزل” بهدف توفير مستوى أعلى من الإسكان في جميع أنحاء البلاد، وكان الهدف منه، بناء مليون منزلٍ جديد،
بحيث لا يشغل المنزل أكثر من شخصين في كل غرفة، دون احتساب المطبخ وغرفة المعيشة.
في المتوسط، يعيش ما يزيد قليلاً عن سويديين اثنَين في كل منزل، وحوالي خُمسي المنازل يشغلها مالكوها.
السويد هي الدولة الوحيدة التي تتميز المنازل فيها باللون الأحمر.
التعليم في السويد
نظام التعليم، عامّ ومفتوح للجميع بدون رسوم، بوجود استثناءات قليلة. المدارس الابتدائية تديرها البلديات، وكذلك الثانوية. كما أن الدولة تدير الجامعات.
يمكن للأهالي اختيار إرسال أطفالهم للمدرسة، أو لا.
كما يحقّ لأولياء الأمور، والتلاميذ، أن يختاروا المدارس البلدية المجانية أو المدارس المستقلة، والتي ربما تفرض رسوماً دراسية. لكنّ نسبةً صغيرةً من الأطفال يلتحقون بمدارس مستقلة.
يُطلب من الأطفال الالتحاق بالمدرسة بين سن 7 و 16 عاماً، وهذه الفترة إلزاميّة، ومجانيّة.
تنقسم المدرسة الأساسية لثلاث سنوات: أدنى، ومتوسط، وأعلى. كل مدرسة لها حق إقرار التوقيت الذي تقدم فيه اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية الأخرى.
كما يتم تأمين الرعاية التربويّة الخاصة للتلاميذ الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية.
يوجد في السويد 20 كلية جامعية و حوالي 12 جامعة كبيرة. أقدمها هي جامعة Uppsalaالتي تأسست عام 1477. وتوجد جامعات أخرى في Lund، Stockholm، Gothenburg، Umeå، Linköping، Karlstad، و Växjö.
يعد التعليم المستمرّ، وتعليم كبار السنّ، من مميزات نظام التعليم السويدي.
ينتشر التعلم عن بعد – بما فيه الدورات الإذاعية والتلفزيونية، وكذلك دورات الإنترنت والمراسلة – وهو مفيدٌ خصوصاً للأشخاص المقيمين في مناطق بعيدةً عن المراكز التعليمية.
الإعلام والنشر
يعود تاريخ حرية الصحافة في السويد إلى عام 1766، ويعود تاريخ القانون الحالي لحرية الصحافة إلى عام 1949.
تُمنع رقابة الدولة على الصحافة، بالإضافة لقيود خطيرة مفروضة على نشر وتوزيع المطبوعات.
يحظر القانون التحقيق بـ أو الكشف عن مصادر أخبار مُراسل صحيفةٍ ما، إلا في حالات الخيانة العظمى، أو التجسس، أو الجرائم الخطيرة الأخرى ذات الصلة.
في عام 1969، أنشئ مكتب “أمين مظالم الصحافة”، ليشرف على الالتزام بالمعايير الأخلاقية في الصحافة.
تحتل السويد مرتبةً عالية دولياً في تداول الصحف، بالرغم من انخفاض عدد الصحف منذ منتصف القرن العشرين.
يُحتكر البث الإذاعي والتلفزيوني تحت الإشراف العام، حيث تقوم لجنة البث التي تعيّنها الحكومة، بمراجعة البرامج، لضمان تلبية معايير الموضوعية والحياد.
المؤسسات الثقافية
في كل بلدية، توجد مكتبة عامة، وتتمّ إعارة الكتب مجاناً. وغالباً ما تكون المكتبات، هي مراكز لأحداث ثقافية أخرى.
يذكر أن السويد تتميز بأن فيها أعلى معدلات إقراض للكتب في العالم.
يوجد حوالي 300 متحفٍ، ومراكز تراث محلّي في السويد. وتدير الدولة ما يقارب 20 متحفاً، معظمها متاحف وطنية في ستوكهولم.
إلى جانب المتاحف، تتمتع حديقة Skansen التاريخية المفتوحة (التي تأسست عام 1891) باهتمام عالمي.
يوجد في السويد أيضاً، عددٌ من المسارح، بما فيها “أوبرا ستوكهولم الملكية”، و “المسرح الدرامي الملكي|، وكلاهما أقاموا عروضاً منذ ثمانينيات القرن 18.
تدعم الدولة إنتاج الأدب، والأفلام، والتسجيلات الصوتية، وكذلك فن المباني العامة.
الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، التي تأسست عام 1739، تختار الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء.
الحياة اليوميةفي السويد والعادات الاجتماعية
التقاليد الشعبية الريفية الحقيقية، بدأت تختفي في المناطق الحضرية، بسبب زيادة الاستيطان.
من تقاليد مملكة السويد، الاحتفال بفصل الربيع في آخر ليلةٍ من شهر أبريل/نيسان، وذلك عبر إشعال النيران، والأغاني في جميع أنحاء البلاد.
كما يتم الاحتفال بعيدِ منتصفِ الصيف المشرق، في يوم 21 يونيو/حزيران، الذي يعتبر أطول يومٍ في العام. يتم في الاحتفالات، وضع عمودٍ كبير مزيّنٍ بالورود، والأوراق في الأرض، ويتم الرقص حوله.
لا تزال العناصر الوثنية ظاهرةً بوضوح في بعض احتفالات الأعياد الدينية، كأضواء شموع لوسيا هي عادة حديثة نسبيًا ولكنها شائعة جدًا يتم إجراؤها في يوم سانت لوسيا في صباح يوم 13 ديسمبر ، في أحلك أوقات السنة تقريبًا ؛ ويظهر في الحفل “ملكة الضوء” التي ترتدي عباءة بيضاء وتاج من الشموع المضاءة ، لتمثل عودة الشمس.
الهجرة والسفر للخارج والواردات قد أضافت طابعاً دولياً على المطبخ السويدي. لكنّ البوفيه السويدي الأصلي للمقبلات، والمعروف باسم smörgåsbord، لا يزال هو المفضّل على المستوى الوطني.
تَظهرُ قساوةُ المناخ الشمالي القاسي في المطبخ السويدي النموذجيّ، حيث يتوفر الطعام الطازج فقط خلال موسم الصيف القصي.
كما أن تقاليد الطهي السويدية، تدلّ على أهميّة حفظ الطعام، وتخزينه لفصل الشتاء، مثل “Lutefisk، وهي (سمك القدّ المجفّف المنقوع في الماء، والغسول حتى يتضخم)،
تضاف إليه الرنجة المخللة، والتوت البري، و Knäckebröd (الخبز المقرمش)، ومنتجات الألبان المخمّرة أو المحفوظة مثل اللبن الزبادي، والجبن”، كل هذه المأكولات، تعكس الحاجة للأطعمة التي ستستمر خلال الأجزاء الباردة من العام.
إلى جانب قهوة الصباح، يتم تقديم كعكٍ ملتوي برائحة الزعفران، يطلق عليه اسم lussekatter و gingersnaps وهو على شكل قلبٍ.
كما يتم الاحتفال بعيد الميلاد في 24 ديسمبر/كانون الأول، بوضع لحم الخنزير Julskinka التقليدي.
الرياضة والترفيه
السويديون لديهم اهتمامٌ كبيرٌ بالرياضة، حيث أنّ ما يقارب نصف سكانها، ينتمون للأندية الرياضية.
تم تطوير العديد من مرافِق المشي لمسافاتٍ طويلة على الجبال، من قبل نادي الرحلات السويدي، من أجل الاستجمام في الهواء الطلق.
كلّ صيف، تستقطب مدينة المنتجع Ystad السويديين الذين يقصدون الشواطئ، حيث تتوفر رياضة ركوب الأمواج شراعياً في بحر البلطيق.
السويد تعتبر واحدةً من أوائل الدول في الرياضات الشتوية، حيث تطوّرت فيها مَرافق التزلج على وجه الخصوص، بشكلٍ سريع.
بالنسبة للرياضات التنافسية، يتم في السويد تطوير رياضتَي كرة القدم، والجمباز بشكل كبير.
استضافت “ستوكهولم” دورة الألعاب الأولمبية عام 1912 التي امتازت بنجاحها البالغ.
إحدى الألعاب التقليدية في السويد، هي kubb، وهي نوعاً ما مشابهة للعبة البولينج، لكن على العشب، ويُقال أنها كانت تُمارَس في السويد منذ عصر الفايكنج.
تاريخ السويد
أقدم المستوطنات:
الغطاء الجليدي السميك الذي غطى السويد، بدأ بالانحسار خلال الفترة الجليدية الأخيرة في المنطقة الجنوبية، منذ حوالي 14800 عام. وبعد آلافٍ من السنين، بدأ الصيادون الأوائل يتّبعون مسارات الهجرة خلف حقل الجليد ذلك.
عُثر على أول الآثار للحياة البشرية في السويد، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 9000 قبل الميلاد، في Segebro وخارج Malmö، في أقصى جنوب السويد.
حوالي 2500 قبل الميلاد، ظهرَت القبائل الجديدة، التي مارست الزراعة وتربية المواشي. كما وصلَت ما يسمى بثقافة “فأس القارب” حوالي عام 2000 قبل الميلاد، وانتشرت بسرعة.
وخلال العصر الحجريّ الحديث، تبين أن الثقافة متجانسة بين جنوب ووسط السويد، مع وجود روابط تجارية في وسط أوروبا. كما استمرّت ثقافة الصيد في شمال السويد عبر العصور الحجرية والبرونزية.
تعرف المستوطنون على النحاس والبرونز حوالي 1500 قبل الميلاد.
وأظهرت دراسةٌ معلوماتٍ حول العصر البرونزي للسويد، شملت المنحوتات الصخرية والآثار من تلك الفترة، على سبيل المثال، الأسلحة المزخرفة المملوكة من قبل الزعماء القبليين، وغيرها من العناصر الزخرفية المحفوظة في الأرض.
العصر البرونزي المبكر (حوالي 1000-1500 قبل الميلاد)، كان يتميّز بروابطَ تجارية قوية،
لا سيما مع حوض نهر الدانوب. كما استبدلت عادات الدفن في العصر الحجري (وهي ثقافة الهيكل العظمي، الآثار الصخرية) بثقافة حرق الجثث. وتشير المنحوتات الصخرية التي كانت، إلى عبادة الشمس وطقوس الخصوبة.
بالنّسبة للعصر الحديدي المُبكر (حوالي 400 قبل الميلاد)، كانت الاكتشافات أيضاً قليلة، حيث أظهرَت اتصالاتٍ متفرّقة مع ثقافة La Tène، لكنّ الاكتشافات جاءت أكثر وفرةً من العصر الحديدي الروماني (حوالي400 م).