Table of Contents
انتشر المسلمون في جميع أنحاء العالم بما فيه أمريكا . تعرف معنا على الإسلام في أمريكا وأصول المسلمين الأمريكيين العرقية وتاريخهم وحقوقهم ومشاركتهم في الحياة العامة والسياسية ودور المساجد في ذلك بالإضافة الى بعض المعاناة التي يعيشونها .
الإسلام آخر دين سماوي تم نزوله على البشرية وينتشر في كافة بقاع الأرض ،ويعتبر الديانة الثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الديانة المسيحية والديانة اليهودية ،وحسب إحصائيات عام 2017م فإن عدد المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 3,45 مليون مسلم أي ما يبلغ حوالي 1,1%من مجمل سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
وقسم مركز أبحاث المجتمع المسلم الإسلام في أمريكا إلى ثلاث مجموعات فرعية :
طائفة السنة وتمثل 65% من المسلمين الأمريكيين، الشيعة 11%،والمسلمون من باقي الطوائف 24%.
الإسلام في أمريكا بحسب العرق والأصول
المسلمون الأمريكيون ينحدرون من خلفيات وعرقيات مختلفة ،وبحسب إحصائيات عام 2009 لمؤسسة ” غالوب” فإن هذه الجماعة الدينية من أكثر الجماعات التي تمتلك تنوعاً عرقياً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشتمل على 25% من المسلمين السود ، 24%من المسلمين البيض ،18% من الآسيويين ،7%عبارة عن عرق مختلط ،5%من أصول إسبانية.
حوالي خمسين بالمئة من مسلمي أمريكا هم من مواليد هذه البلد، بينما الخمسين الباقية مولودين في الخارج وحوالي 86% من المواطنين وأغلب المسلمين الأمريكيين المولودين في أمريكا هم من العرق الأسود الأفارقة الذين يشكلون حوالي الربع من إجمالي المسلمين، وبدأوا باعتناق الإسلام منذ حوالي سبعين سنة وأثر نمو الإسلام في المدن الكبرى على ثقافة المجتمع الأسود وموسيقاه .
في حين حوالي عشرة إلى عشرين بالمئة من المسلمين هم من العبيد الذين تم إحضارهم إلى أمريكا من أفريقيا ووصلوا مسلمين ،وباقي المسلمين حضروا إلى أمريكا من خلال الهجرة من الأراضي التابعة للدولة العثمانية والإمبراطورية المغولية.
ازداد عدد المسلمين بشكل كبير في القرن العشرين، وحدث ذلك نتيجة ازدياد معدل المواليد ،والمجتمعات المهاجرة من الأصول العربية والجنوب آسيوية حيث حوالي 72%من المسلمين الأمريكيين هم من المهاجرين.
ووفقاً للأبحاث الديموغرافية فإن عدد المسلمين في الولايات المتحدة ليس بالكثير مقارنة مع عدد اليهود ،ومن المتوقع أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة سيرتفع بوتيرة أكبر من عدد اليهود في البلاد بحلول عام 2040م .
تشير التوقعات بأنه سيحل المسلمين محل اليهود كثاني ديانة بعد المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية وأن يصل عددهم إلى 8,1 مليون بما يعادل حوالى 2,1%من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
ذات صلة :
تاريخ الإسلام في أمريكا
تاريخ الإسلام في أمريكا يعود إلى حوالي 400 عام ،يعتبر أول وصول إسلامي موثوق إلى أمريكا حدث في القرن السابع عشر من خلال وصول العبيد من قارة أفريقيا، حيث يقدر العلماء بأن حوالي ربع إلى ثلث الأفارقة العبيد الذين تم إحضارهم إلى أمريكا هم من المسلمين.
وبدأ الأفارقة الأمريكيون في نشر الإسلام بعد هجرتهم العظيمة من جنوب البلاد إلى مدن أمريكا الشمالية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهذه الظاهرة بقيت ثابتة خلال القرن العشرين وحتى وقتنا الحاضر .
القسم الثاني من العبيد كان من الموريسكوس وهم مسلمو إسبانيا والبرتغال الذين تم إحضارهم إلى المستعمرات الإسبانية ،والتي تعرف اليوم بالولايات المتحدة ،وعلى الرغم من عدم وجود حرية دينية للمستعبدين إلا أن الكثير منهم مارسوا عقيدة الإسلام في الخفاء ونقلوها إلى الأجيال الأخرى.
في منتصف القرن التاسع عشر بدأت الموجة الكبيرة من هجرة المسلمين إلى أمريكا وامتدت إلى القرن التاسع عشر و عشرينيات القرن الماضي، ولقد وصل عدد كبير من العرب وأغلبهم من سوريا الكبرى ولبنان .
واستقر معظم المسلمين العرب في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة ،ولقد تم إنشاء مسجداً في نيويورك عام1893م من قبل محمد ألكسندر راسل وهو من معتنقي الإسلام المبكرين.
وتم بناء أول مسجد يهتم بخدمة الجالية المسلمة في روس بولاية نورث داكوتا سنة 1929م ،ومن أقدم المساجد الباقية في أمريكا هو مسجد في سيدار رابيدز في ولاية أيوا، والذي بني سنة 1934م وهو موجود حتى وقتنا الحاضر.
في عام 1965م تم إقرار قانون الهجرة والجنسية في أمريكا وبدأت أعداد المسلمين المهاجرين بالتدفق إلى أمريكا ،إضافة إلى المهاجرين الآخرين والذين يعودون إلى خلفيات متنوعة، وعدد المسلمين خلال هذه الفترة كان من الشرق الأوسط وجنوب آسيا (بنغلاديش والهند وباكستان ).
وأغلبهم استقر في ولايات ميشيغان وأوهايو وأيوا وداكوتا ،ومثل الكثير من المهاجرين كانت الحاجة إلى العمل هي السبب الرئيسي للهجرة من أوطانهم، وأغلبهم عملوا كعمال يدويين ،وتعتبر شركة فورد من أوائل الشركات التي قامت بتشغيل المسلمين والسود.
إن الهجرة الكبرى للسود إلى الشمال الأمريكي ساعد في نشر الإسلام الأفريقي الأمريكي ونمو الحركة الإسلامية الأمريكية الإفريقية والتي لا تزال موجودة حتى الآن.
في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي بدأ المجتمع الإسلامي العربي المتواجد في أمريكا بإنشاء المساجد وبحلول عام 1952م وصل عدد المساجد في أمريكا الشمالية إلى أكثر من مئة مسجد .
في عام 1952م عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى فتح باب الهجرة ،وجاءت مجموعة جديدة من المسلمين من فلسطين والعراق ومصر وشهدت الستينيات هجرة مسلمين من جنوب شرق آسيا ومن أفريقيا وآسيا وحتى أمريكا اللاتينية.
المجتمع الإسلامي في أمريكا
أمريكا موطن لتجمع إسلامي متعدد الثقافات والأعراق والمدارس الفكرية، وينظر إليه كمجتمع من المهاجرين الجدد ،وثلث هذا المجتمع من الأمريكيين من أصل أفريقي ،والثلث من أصل جنوب آسيوي والربع من أصل عربي والباقي من باقي أنحاء العالم .
وهناك حوالي 6 ملايين مسلم وهي نسبة مستمرة في النمو والتزايد ،ومثل معظم المهاجرين أغلب المسلمين الذين يختارون الولايات المتحدة يأتون بحثاً عن فرص اقتصادية ،ومن أجل الحرية والديمقراطية وهم من الطبقة المتوسطة وجزء لا يتجزأ من الكيان الأمريكي.
وهم حاضرين في كل نواحي الحياة من أطباء ومحامين ومحاسبين وشخصيات إعلامية ورياضيين وفنانين.
ويوجد عدد كبير من المشاهير الأمريكيين المسلمين أمثال محمد علي كلاي ،و موس ديف، الدكتور أوز وشاكيل أونيل، وفريد زكريا، ولوبي فياسكو .
من الشخصيات التجارية المهمة فاروق كاثوراي، ومالك محمد حسن ،وصافي قريشي ،والعديد من مسلمي أمريكا ينخرطون في المجتمع المدني ،ومن بين زعماء المسلمين المعروفين النائب أندريه كارسون من الحزب الديمقراطي، والنائب كيث إليسون وهو من أوائل المسلمين المنتخبين لعضوية الكونجرس الأمريكي .
تم تكريم العديد من المسلمين الأمريكيين لتضحياتهم، مثل سلمان حمداني أول مستجيب في أحداث سبتمبر وكريم رشاد سلطان خان حيث حاز على النجمة البرونزية وتوفي نتيجة خدمته في العراق .
دور المساجد في المجتمع الأمريكي المسلم
تعتبر المساجد مكان العبادة للمسلمين، وتنتشر المساجد في الولايات المتحدة وهي مركز الحياة التعبدية، وفي دراسة أجريت عام 2008م فإن الاندماج في المساجد و زيادة التدين يساهم في المشاركة في الحياة المدنية ودعم الديمقراطية الأمريكية ، ولها دور فعال في سد الاختلافات بين المسلمين وغير المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية .
ذات صلة :
مشاركة المسلمين في الحياة العامة الأمريكية
يشارك المسلمون الأمريكيون في كافة جوانب الحياة الأمريكية، فهم من أعضاء الكشافة والمحاربين القدماء في الحروب الخارجية ،وأعضاء في المدارس والجامعات والمتطوعين في مراكز التجمعات المدنية .
ولقد أسس المسلمون الأمريكيون مؤسسات خاصة بهم مثل المجتمعات الدينية الأخرى ومنها الجمعية
الإسلامية لأمريكا الشمالية، وهي واحدة من المنظمات الإسلامية والتي تضم حوالي 300 مسجد ومركز إسلامي ويقع مقرها في ولاية إنديانا ومجلس النهوض بالمهنيين الإسلاميين.
العديد من المراكز الإسلامية تقوم بوضع برامج من أجل تقديم خدمات للجاليات الأمريكية المسلمة مثال الجمعية الطبية الإسلامية الجامعية، وهي مركز رعاية صحي مجاني في مدينة لوس أنجلوس تم تأسيسه من قبل مجموعة من الطلاب الجامعيين المسلمين في جامعة كاليفورنيا وجامعة تشارلز درو سنة 1992م .
شبكة العمل الإسلامي للمدينة الداخلية، وهي جمعية غير ربحية هدفها معالجة الفقر في مدينة شيكاغو الكبرى تأسست سنة 1995م من قبل الطلاب المسلمين الأمريكيين ومن أفراد المجتمع المدني وأصحاب النفوذ ،وهي تقدم رعاية صحية مجانية وخدمات للسكان الذين ليس لديهم تأمين .
وهذه المؤسسات والمنظمات التي أسسها المسلمون الأمريكيون تعتبر جزءاً من نسيج المجتمع الأمريكي وتساعد في زيادة التواصل مع الأديان الأخرى والمشاركة في السياسة والإعلام والرعاية الصحية .
مشاركة المسلمين في الحياة السياسية
يشارك المسلمون الأمريكيون مثل باقي الجماعات الدينية في الحياة السياسية الأمريكية، وهم جمهوريون وديمقراطيون وليبراليون ومحافظون.
ويحق لهم التصويت في الانتخابات الأمريكية مثل باقي الشعب الأمريكي ولا يوجد برنامج سياسي خاص بهم .
التداعيات الرهيبة على الإسلام في أمريكا بعد أحداث سبتمبر:
أدت الهجمات الإرهابية التي حدثت في 11 أيلول عام 2001م إلى تغيير نظرة أمريكا تجاه الإسلام، واتجهت النظرة نحو العدوانية.
وعلى الرغم من محاولة المنظمات الإسلامية والقادة الدينيين في الولايات المتحدة والعالم والذين استنكروا هذه الهجمات واعتبارها لا تمت للإسلام بصلة ،إلا أن الأمريكيين شعروا بالخوف وعدم الثقة، وازدادت مشاعر الكره والحقد نحو المسلمين .
وأفاد المكتب الأمريكي الفيدرالي في دراسة أجراها بأن معدل جرائم الكراهية من قبل الأمريكيين ارتفعت بنسبة 1600%بعد هجمات سبتمبر .
انظر أيضاً :
تغيير نظرة العالم نحو الإسلام
حاولت المنظمات الإسلامية الأمريكية كثيراً تغيير الفكرة حول الإسلام، وبعده عن التطرف والعنف، ومن بين الإجراءات التي اتخذها المسلمون الأمريكيون في مكافحة الإرهاب تشكيل المجلس الفقهي في أمريكا الشمالية والذي ضم آراء غالبية عظمى من المسلمين الأمريكيين وأكد على المبادئ التالية :
1-كافة أعمال الإرهاب التي تستهدف أرواح الأبرياء المدنيين وممتلكاتهم سواء كانت من خلال عمليات تفجير انتحارية أو بأي شكل من أشكال العنف هي حرام في الدين الإسلامي.
2- لا يجوز للمسلم التعاون مع أي مجموعة أو أفراد تم توريطهم بأعمال إرهابية أو أعمال عنف محظورة .
3- من واجب الدين الإسلامي والإنساني اتخاذ كافة التدابير من أجل حماية أرواح المدنيين و تأمين الرفاهية للمواطنين .
يشعر معظم المسلمين الأمريكيين مثل كافة الشعب الأمريكي بالقلق العميق بشأن مشاكل العنف والتي ارتبطت بالدين الإسلامي، والغالبية العظمى من المسلمين الأمريكيين مندمجين بالمجتمع الأمريكي، ويبلغون عن اي نشاط إجرامي ،وتم الكشف عن العديد من المخططات الإرهابية ومؤامرات الإرهاب بمساعدة المسلمين الأمريكيين .
المسلمون الأمريكيون وحرية التعبير
المسلمون الأمريكيون مع حرية التعبير والحرية الدينية ،والعديد من المؤسسات التعليمية المنتشرة بين المسلمين تطالب بتعزيز الحرية الدينية لكافة الناس في الولايات المتحدة.
وتم صدور بيان قام بالتوقيع عليه حوالي 200 قادة مسلمون من أمريكا وكندا يدينون فيه أي عمل إرهابي وعدم ترهيب أي جماعة أو فرد يمارس حقه في التعبير ويمارس حريته الدينية .
وأوضح البيان القلق والحزن الذي يسود المسلمون الأمريكيون تجاه الموجات المعادية للمسلمين والمناهضة للإسلام، والتي يتم التعبير عنها في كافة أنحاء أمريكا من خلال الرسوم المتحركة المسيئة للنبي الكريم وحرق القرآن الكريم و الخطابات العنصرية المعادية للإسلام والمسلمين.
معاناة المسلمين الأمريكيين
المسلمون الأمريكيون خليط متنوع ولقد كافحوا من أجل تحديد هوياتهم مكانهم في المجتمع الأمريكي ليس من أجل نبذ العنف والإرهاب وإيجاد القبول بين غير المسلمين فقط ،وإنما كانت المحادثات من أجل الهوية والقيم والجنس والشمول ،وهي مشاكل يعاني منها بقية الشعب الأمريكي.
ولقد نشأت حركة جديدة وثقافة متفرعة من الإسلام سميت بالمسلمين الجدد في منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين .
وتأسست مجموعة تدعى الاتحاد الإسلامي التقدمي عام 2004م، وقامت بنشر قيمها التقدمية من خلال الإنترنت.
يحاول المسلمون الأمريكيون اليوم الاندماج أكثر في الكيان الأمريكي والتقرب من المجتمع الأمريكي من أجل تغيير النظرة العدوانية تجاههم، وذلك من خلال نشر ثقافة الدين الإسلامي القائمة على المحبة والتسامح ونبذ العصبية والعنصرية، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب وجهات النظر وضمان وصول رسائل نبذ العنف تجاه المسلمين .
المراجع: